القائمة إغلاق

الأرواح الشريرة والروح والنفس والجسد Demonic Spirits & the Spirit Soul & Body

إن الأرواح الشريرة هي كائنات ساقطة وأرواح بدون أجساد. ولكونها كذلك، فهي تسعى إلى سكنى الإنسان ليكون لها مجال أكبر في التعبير عن نفسها. وباعتبارها كائنات ساقطة فهي تسعى إلى التسلَّط على الجنس البشرى وسيادتهم عليه وإن أمكن أن تسكن فيه.

ولكي ندرك كيف يمكن للشياطين والأرواح الشريرة أن تؤثر على الجنس البشرى، نحتاج أن نفهم الفرق بين روح الإنسان ونفسه وجسده. كما نحتاج أيضًا أن نميز الفرق بين تسلَّط الشياطين على الإنسان، وسيادتهم عليه، وامتلاكهم له.

لنبدأ بالنظر إلى الفرق بين روح الإنسان ونفسه وجسده. عندما ندرك أن الإنسان هو روح لديه نفس ويسكن في جسد فعندئذ نستطيع أن نفهم كيف يمكن للمؤمنين أن يعطوا مكانًا لإبليس في أنفسهم وأجسادهم (أفسس 4: 27).

الإنسان كائن روحي

قال أحدهم أن الإنسان يتكون من ثلاثة أجزاء: الروح والنفس والجسد. لكني لا أفضِّل أن أصف الأمر هكذا لأنه مضلِّل. فالإنسان في الحقيقة هو روح، ولا يمكن أن نعتبر روحه جزءًا منه وحسب. فهو كائن روحي، يمتلك نفسًا –تتكون من ذهن وإرادة ومشاعر– ويسكن في جسد.

عندما نعبِّر عن تكوين الإنسان بهذه الطريقة فإن طبيعة الإنسان الحقيقية سوف تأخذ مفهومًا مختلفًا عن مجرد قولنا أن الروح هي “جزء” من الإنسان، والنفس هي “جزء” آخر، والجسد         هو “جزء” ثالث. ففي الكتاب المقدس نستطيع أن نرى الطريقة التي يُقسِّم بها الله الإنسان. فهو يوضح الفرق بين روح ونفس وجسد الإنسان. إن كان هؤلاء الثلاثة واحدًا، فلماذا يفرِّق الكتاب بينهم؟

Text Box: إبليس أم الجسد ؟

1 تسالونيكي 5: 23

23 وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ إِلَى التَّمَامِ وَيَحْفَظُكُمْ سَالِمِينَ، رُوحًا وَنَفْسًا وَجَسَدًا، لِتَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ عَوْدَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ

عبرانيين 4: 12

12 لأَنَّ كَلِمَةُ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ. إنَّهَا أَمضَى مِنْ أَيِّ سَيفٍ ذِي حَدَّيْنِ، فَتَختَرِقَ الحُدودَ الفَاصِلَةَ بَينَ النَّفسِ وَالرُّوحِ، وَبَينَ المَفَاصِلِ وَالنُّخَاعِ. وَهِيَ تَحْكُمُ عَلَىْ أَفكَارِ القَلبِ وَنِيَّاتِهِ.

نحتاج أن ندرك طبيعة الإنسان لأن إبليس يعمل على هزيمة الإنسان من خلال حواسه الجسدية الخمسة ومن خلال نفسه الغير مجددة وجسده. وعندما يدرك المؤمن ذلك سيكون قادرًا على أن يغلق الباب في وجه إبليس وهذا عن طريق تجديد ذهنه (الذي هو النفس)، وإخضاع جسده (الذي هو طبيعته الجسدية) إلى روحه المخلوقة ثانية. هذه هي خطوة أساسية للوقوف منتصرًا أمام إبليس. لذلك لابد أن يتعلم المؤمنين كيف يسمحون لإنسانهم الحقيقي –ذلك الإنسان الروحي الذي بالداخل– أن يسود على أنفسهم وأجسادهم. فهذا سوف يحل الكثير من المشاكل المتعلقة بإبليس. فعندما يسمح المؤمنون لأرواحهم المخلوقة ثانية أن تسود عليهم فسوف يعرفون كيف لا يعطوا إبليس أي مكان في أرواحهم وأنفسهم وأجسادهم.

هكذا يتضح كيف أن كثير من المصطلحات التي تُطلق اليوم في الكنيسة حول العالم مثل “إنه الشيطان” أو “هذا فعل شيطاني” ليس عملاً شيطاني على الإطلاق. إنما هي نفس الإنسان الغير مجددة وجسده اللذان يسودان على روحه المخلوقة ثانية. وعندما يدرك المؤمن ذلك سيكون قادرًا على أن يميز سريعًا بين ما هو عمل شيطاني وما ليس كذلك، فيمنطق نفسه ليقف صامدًا ضد هجمات العدو.

2 كورنثوس 5: 17

17 إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا

الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.

لابد أن تدرك أنه ليس الإنسان الخارجي –جسد الإنسان– هو الذي يصبح خليقة جديدة، إنما الإنسان الداخلي.. روح الإنسان هو الذي يصبح خليقة جديدة في المسيح. إن كان شعر رأسك بني اللون قبل أن تُولد ثانية، فسيظل لون شعرك بني أيضًا بعد الميلاد الثاني. وإن كنت أصلع قبلما تنال الخلاص ستظل أيضًا أصلع بعدما تخلُص.

لا يتغير الإنسان الخارجي في الميلاد الجديد، ولا النفس أيضًا التي تتمثل في ذهنه وإرادته ومشاعره. لكن الإنسان الذي في الداخل هو وحده يتغير. عندما يُولد الإنسان من جديد فإن كل الأشياء القديمة تمضي وتصير كلها جديدة. هذا يحدث في روح الإنسان المخلوقة من جديد.. ليس في ذهنه أو في جسده.

ولأنه في الميلاد الثاني لا يتغير شيء في نفس الإنسان أو في جسده، بل تظل كل الأشياء كما هي، فهذا يعنى أنه قد تبقى لديك الإنسان الخارجي لتتعامل معه. إذ طالما تحيا في جسدك فسوف يتوجب عليك أن تتحكم في شهوات الطبيعة الجسدية والنفس الغير مجددة. وهذا هو النطاق الذي يحاول إبليس أن يجد منه مدخلاً إلى الإنسان.

الفصل بين النفس والروح

من السهل أن نفرِّق بين جسد الإنسان وروحه لأن الفرق بينهما واضح. لكن يصعب علينا أن نفرِّق أو نميِّز بين نفس الإنسان وروحه. فالكتاب المقدس يقول أن نفس الإنسان وروحه هما شيئان مختلفان (1 تسالونيكي 5: 23).

سوف يتقدم نموك الروحي بدرجة كبيرة جدًا عندما تعرف الفرق بين روحك ونفسك، لأن هذا سيساعدك لتتعلم كيف تجدد ذهنك وتقوِّي روحك لكي تقدر أن تقف صامدًا في مواجهة إبليس. ولكي تفهم طبيعتك بصورة أكثر وضوحًا ستحتاج أن تتبع طريقة التفكير هذه: إنني أتصل بالعالم الروحي عن طريق روحي.

إنني أتصل بعالم الفكر والمشاعر عن طريق النفس.

إنني أتصل بالعالم المادي عن طريق الجسد.  

تخبرنا رسـالة العبـرانييـن 4: 12 أن كلـمة الله وحـدها هي الـتي تسـتطيع أن تفرِّق بين

 

نفس الإنسان وروحه: “لأَنَّ كَلِمَةُ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ. إنَّهَا أَمضَى مِنْ أَيِّ سَيفٍ ذِي حَدَّيْنِ، فَتَختَرِقَ الحُدودَ الفَاصِلَةَ بَينَ النَّفسِ وَالرُّوحِ، وَبَينَ المَفَاصِلِ وَالنُّخَاعِ (الجسد)..”

لم يكن هناك قدر كبير من التعليم الكتابي الصحيح عن طريقة تمييز الفرق بين روح الإنسان ونفسه. لقد قرأت التفاسير التي تم استخدامها في مؤتمرات اللاهوت، وكانت طريقة عرضها للموضوع مربكة. قال بعض معلمي الكتاب أن نفس الإنسان وروحه هما شيء واحد. لكن الكتاب المقدس يفرِّق بينهما، لذلك فمن المنطقي أنهما ليسا شيئًا واحدًا. كما أنه ليس كتابيًا قولنا أن الجسد والنفس هما شيء واحد، ولا قولنا أن الروح والنفس هما واحد.

نفس الإنسان

يعقوب 1: 21

21 لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ.

تفرِّق رسالة يعقوب أيضًا بين نفس الإنسان وروحه. على الرغم من أن أرواحنا قد خلُصت وخُلقت من جديد إلا أننا نرى في هذا العدد أن أنفسنا لم تخلُص في الميلاد الجديد.

لقد كتب يعقوب هذه الرسالة إلى أناس مؤمنين.. أشخاص قد خُلقت أرواحهم بالفعل من جديد عندما وُلدوا ثانية. على الرغم من ذلك أخبر يعقوب هؤلاء المؤمنين المولودين ثانية أن نفوسهم لم تخلُص بعد.

لماذا لم تخلُص نفوسنا عندما وُلدنا ثانية؟ لأن الميلاد الجديد هو ميلاد روحي.. ليس ميلادًا فكريًا (ميلادًا جديدًا لذهن الإنسان)، ولا هو أيضًا ميلادًا جسديًا (ميلادًا جديدًا لجسد الإنسان).

إن الميلاد الثاني هو ميلاد جديد لروح الإنسان وحسب. فهو ليس بخبرة عقلية أو جسدية. وكذلك معمودية الروح القدس ليست بخبرة جسدية أو عقلية. بل الاثنان هما خبرتان روحيتان تؤثران في النهاية على عقل الإنسان وجسده.

خلاص النفس

يقول الرسول يعقوب أن كلمة الله هي الشيء الوحيد الذي سيخلِّص نفس المؤمن (ذهنه وإرادته ومشاعره). ثم يمضي يعقوب ليخبر المؤمنين كيف يجددون ويخلِّصون نفوسهم، فيخبرهم أن قبولهم للكلمة المغروسة سيخلِّص نفوسهم. لكن ماذا يعنى الكتاب بقوله “الكلمة المغروسة”؟ وفقا لقاموس فايِن التوضيحي لكلمات الكتاب المقدس، فإن كلمة “يغرس” تعنى “يزرع”. فكلمة “يغرس” تحمل فكرة تأصل البذرة في الأرض ونموها. لذلك فإن كلمة الله المغروسة أو المزروعة في نفس الإنسان لديها القدرة والقوة لتغيِّر وتخلِّص نفس الإنسان.

لقد أزعجني هذا الشاهد كثيرًا لأني كنت أعتقد أن نفس الإنسان قد خلُصت بالفعل في الميلاد الجديد. لكني أكتشفت أنه يوجد اختلاف بين روح الإنسان ونفسه، وأن هذه النفس لم تُخلق من جديد –إنما الروح وحدها وحسب. في الواقع أن مرحلة خلاص نفس الإنسان هي عملية تستمر طوال حياة الإنسان.

أثناء الدراسة عن الشياطين وتأثيرها على الجنس البشرى، لماذا يصبح من ضروري على المؤمن أن يدرك أن نفسه لم تخلُص بعد؟ لأن كثير من الأمور التي ينسبها المؤمنون لإبليس هي في الواقع مشاكل ناتجة عن أنفسهم الغير مُجددة. فهم لم يجددوا أذهانهم ومشاعرهم وإرادتهم بكلمة الله. فالذهن الغير مجدد هو مساحة كبيرة يعطي من خلالها المؤمنون مدخلاً لإبليس إليهم. لذلك يحتاج المؤمن أن يعرف كيف يقبل الكلمة المغروسة القادرة أن تخلِّص نفسه حتى يقدر أن يغلق الباب في وجه إبليس.

الأصل اليوناني لكلمة “يخلص” المذكورة في يعقوب 1: 21 هي “سوزو sozo“. تُعرَّف هذه الكلمة هكذا: يخلِّص، ينجي، يحمي، يشفي، يحفظ، يجعل صحيحًا، يجعل كاملاً. لذا نستطيع أن نقرأ يعقوب 1: 21 هكذا: “.. َاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ وتنجيها وتشفيها وتحفظها وتجعلها صحيحة معافاة”.

هذا يعني إنك طالما تُطعم نفسك باجتهاد على كلمة الله فهي تخلِّص نفسك وتنجيها وتحفظها وتشفيها وتجعلها صحيحة. وتعتبر تلك العملية واحدة من أعظم الحصون ضد إبليس.

هكذا يتضح أن أي تجديد أو استعادة يحتاجها المؤمن بداخله ستكون في نفسه –في ذهنه ومشاعره– وليس في روحه المخلوقة ثانية. إن صارت روح الإنسان خليقة جديدة في المسيح يسوع فلن يحتاج أي تجديد أو استعادة لها.

هل قبول كلمة الله المغروسة هو الشيء الوحيد الذي يجب أن يفعله المؤمن كي تخلُص نفسه؟ كلا، لننظر إلى العدد التالي: “لكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ” (يعقوب 1: 22). لا يجب أن تسمع وتقبل الكلمة وحسب، بل يجب أيضًا أن تسلك بموجبها قبل أن تفيدك هي بأي شيء.

إن سماع كلمة الله والسلوك بها هما أقوى أساليب الدفاع ضد إبليس لأن الكتاب يقول: “اخضَعُوا للهِ، وَقَاوِمُوا إبلِيسَ فَيَهرُبَ مِنكُمْ” (يعقوب 4: 7) فعندما تخضع لكلمة الله، تكون خاضعًا لله. وفيما تحفظ نفسك قوية ومُجددة باستمرار سيسهل عليك أن تقاوم إبليس في كل مواجهة.

1 بطرس 1: 22

لَقَدْ طَهَّرْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِإطَاعَتِكُمْ لِلحَقِّ (كلمة الله) بِالرُّوحِ…

تحتاج أن تعمل بالكلمة قبلما تعود الكلمة بالنفع على نفسك. فقبولك وتطبيقك للكلمة سوف يخلِّص نفسك ويحررها ويحفظها ويشفيها ويحميها ويجعلها صحيحة كاملة. هذا يجعل المؤمن مسئولاً عن حدوث أي شيء تجاه نفسه. كما يجعل المؤمن مسئولاً إن شن إبليس هجومًا عليه من خلال نفسه.

هذا ما يعنيه الكتاب بالضبط. فالمؤمنون يحتاجون أن يفعلوا شيئًا تجاه خلاص نفوسهم. وعندما يمنطقون أحقاء نفوسهم بكلمة الله فلن يجد إبليس بابًا مفتوحًا للوصول إليهم. فالطريقة الرئيسية التي يغلق بها المؤمنون الباب أمام إبليس هي أن يجددوا أذهانهم بكلمة الله ويسلكوا بموجبها. كثيرون يحاولون أن يخرجوا شياطين من المؤمنين، في حين أن المشكلة لا تتعلق بالأرواح الشريرة. بل الأمر ببساطة هو أن المؤمن لم يتعلم قط كيف يجدد ذهنه، إذ يظل يفكر بالطريقة التي اعتاد عليها قبل أن يخلُص حينما كان تحت سيـادة إبليس. وفي نهاية الأمر يبـدأ يسـلك وفقًـا لتفكيره الغـير مُجدَّد، فيـتسلط إبلـيس علـيه

سريعًا بدلاً من أن يقف المؤمن ضده بالسلطان الذي لديه.

في الحقيقة، إن موضوع تجديد أو خلاص النفس هو أعظم احتياج للكنيسة اليوم –وليس محاولات إخراج الشياطين من المؤمنين. وحيث أن روح المؤمن هي الجزء الوحيد منه الذي وُلد ثانية وخُلق من جديد، فإن نفسه وجسده لم يتغيرا ولا يزال يحتاج أن يتعامل معهما إن كان سيتصدى لهجمات إبليس بنجاح. لكن إن لم يتعامل المؤمن مع نفسه وجسده، فسوف يظل فاتحًا بابًا للعدو. فالمؤمن وحده هو الذي يستطيع أن يفعل شيئًا بخصوص تجديد نفسه وإخضاع جسده إلى روحه. وهذه هي أهم “معركة” على المؤمن أن يحارب فيها.

هناك الكثير من المؤمنين الذين خلصوا وامتلئوا بالروح القدس منذ سنوات عديدة لكن نفوسهم لم تخلُص بعد. وهناك من المؤمنين مَنْ عاشوا وماتوا ولم تخلُص نفوسهم أبدًا، فظل إبليس يتقاذف بهم. هذا هو الحق عن الأمر. إنهم لم يجددوا نفوسهم أو يكمِّلوها بكلمة الله، لذلك لم يتمكنوا من الصمود ضد هجمات الشيطان بنجاح.

الآن لا أريدك أن تسيء فهمي: كون بعض المؤمنين لم يجددوا أذهانهم لا يعني أنهم لن يذهبوا إلى السماء عندما يتركون الحياة. بالطبع سيذهبون إلى السماء لأن أرواحهم قد وُلدت من الله وقد صاروا أبناء الله. لكن المؤمنين الذين فشلوا في تجديد أذهانهم خسروا امتياز التمتع بكل ما يخصهم في المسيح أثناء وجودهم على الأرض. وعلى الرغم من أنهم كانوا يملكون نصرة على إبليس في المسيح، إلا أن بسبب ذهنهم الغير مجدد لم يدركوا قط كيف لهم أن يقفوا بنجاح في تلك النصرة.

“يَرُدُّ نَفْسِي”

لننظر إلى شاهد آخر يتعلق بخلاص النفس. لقد قرأنا جميعًا المزمور الثالث والعشرين مرات عديدة. قال كاتب المزمور: “يَرُدُّ نَفْسِي….” (مزمور 23: 3). يُعتبر هذا المزمور مزمورًا نبويًا يخص الكنيسة. فقد كُتب في أيام الملك داود لأجل كنيسة الرب يسوع المسيح. نحن نعيش الآن في هذا المزمور لأنه يقول: “الرَّبُّ رَاعِيَّ..” وقد دعا يسوع نفسه في العهد الجديد الراعي الصالح (يوحنا 10: 11).

 

في الواقع، أن كلمة “يَرُدُّ” المذكورة في مزمور 23 تحمل ذات المعنى لكلمة “يجدد” المذكورة في رومية 12: 2 حسب الأصل اليوناني. فكلمة “يرُدَّ” تتضمن المعاني: يُرجع، ينقذ، يستعيد، يقلب. وكلمة “يجدد” تعني أيضًا: يُرجع، يُصلح، يجعل مثل الجديد. لو كان لديك كرسي أثري ذو قيمة فربما ترغب في تجديده. من المحتمل ألا يبدو في الأساس ذا قيمة. لكن بعدما تجدده سيبدو مظهره وكأنه كرسي جديد تمامًا، مع أنه لا يزال ذات الكرسي.

إن روح الإنسان لا تُجدد ولا تُردَّ لأنها بالفعل مولودة ثانية ومخلوقة من جديد. لكن أسلوب تفكير الإنسان ومشاعره هما مَن يحتاجان إلى التجديد بالكلمة. لذا فإن أعظم احتياج للكنيسة اليوم هو أن يجدد المؤمنون أذهانهم ومشاعرهم بكلمة الله، التي هي روح وحياة (يوحنا 6: 63). فكلمة الله لديها القدرة على أن تَرُدَّ وتجدد وتخلِّص وتنقذ وتشفي الإنسان.

“الشفاء الداخلي”

أحيانا ما ينجرف أعضاء من جسد المسيح في “بدع” روحية مثلما ينجرفون في بدع أخرى في نواحٍ مختلفة. فعلى سبيل المثال، منذ عدة سنوات مضت انجرفت الكنيسة إلى تعليم عن “الشفاء الداخلي”. وقد بدأ هذا التعليم يضمحل لأن أتباعه قد اكتشفوا أن نتائجه لا تدوم طويلاً.

في الحقيقة، يُعتبر مصطلح “الشفاء الداخلي” مصطلحًا خاطئًا إن تم استخدامه في الإشارة إلى شفاء الروح الإنسانية؛ لأن روح الإنسان لا تحتاج إلى شفاء إنما تحتاج إلى خلق من جديد. إن أردتَ شفاءً أو تحريرًا من أمر مؤلم في داخلك فلن يكون هذا في روحك المولودة ثانية لأنها قد صارت جديدة بالكامل. لكنها نفسك هي التي تحتاج إلى المساعدة. إذًا كيف يمكنك أن تنال الشفاء من كل جروح الماضي التي في نفسك؟ بالتفكير في توافق مع كلمة الله.

ابحث عن الشواهد التي تتعلق باحتياجك وتأمل في كلمة الله المرتبطة باحتياجك. تكلم عن نفسك بما تقوله الكلمة، لأن كلمة الله لديها القدرة على تشكيل ذهنك ومشاعرك من جديد. فإن كنت تبحث عن التحرير، فهذه هي الطريقة التي ستُشفى بها وتتحرر. في الحقيقة، إن التعبير الكتابي الصحيح “للتحرير أو الشفاء” في كامل معناه يتضمن أكثر من مجرد التحرير من الأعمال الشيطانية، إنما هي عملية تبدأ في نفس الإنسان.

ربما كانت بعض تعاليم الشفاء الداخلي هي نتيجة محاولة البعض مزج علم النفس بأمور الله. يعرِّف القاموس علم النفس على أنه: علم دراسة العقل والسلوك. لكن أمور الله وروح الإنسان هما في الأساس أمور روحية وليست عقلية.

قد يكون هناك بعض الحق فيما يقوله الأطباء النفسانيون بالنسبة للإنسان الطبيعي. لكن بالنسبة للإنسان المولود ثانية، فما يقولونه ليس بالضرورة حقًا كتابيًا. على سبيل المثال، قد تعمق البعض في علم النفس في دراسة الإنسان واكتشفوا فيه شيئًا مختلفًا عن إدراكه العقلي فأطلقوا عليه العقل الباطن. لكن في الحقيقة، لا يذكر الكتاب شيئًا عن العقل الباطن. فما اكتشفه البشر وتعمقوا فيه كانت هي روح الإنسان، لكنهم لم يعلموا ما هي.

لذلك فإن علم النفس جيد في محله إن كان الطبيب النفسي مؤمنًا ويدرك طبيعة الإنسان الحقيقية ويأخذ في اعتباره روح الإنسان وليس ذهنه وحسب. في الواقع، عند التعامل مع البشر الطبيعيين –الذين لم يخلُصوا بعد– فمن المحتمل أن ينفعهم علم النفس لأن مثل هؤلاء لا يزالوا يعيشون في العالم الطبيعي إذ لم تُخلق أرواحهم من جديد. لذلك يمكن أن نتعامل معهم بالأساليب الطبيعية مثل علم النفس. لكنك لا تستطيع أن تتعامل مع روح الإنسان بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الإنسان الطبيعي، لأن الإنسان المؤمن ليس مجرد كائن طبيعي جسدي، لأن روحه قد خُلِقت من جديد على صورة وشبه الله. لذلك فإن مشيئة الله الكاملة للمؤمن هي أن تتجدد نفسه وتصير كاملة وصحيحة بكلمة الله وبقوة الروح القدس. وحيث أن الشخص المؤمن ليس نفسًا أو ذهنًا وحسب، لذلك فإن التعامل مع ذهن المؤمن وحده ليس كافيًا.

1 كورنثوس 2: 14  الترجمة الموسعة

14 وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ (الغير روحي) لاَ يَقبَلُ أو يعترف في قلبه بحَقَائِقَ ومواهب وتعليم وإعلانات رُوحُ اللهِ، لأَِنَّهُ يَعتَبِرُهَا حَمَاقَةً ولا معنى لها، وَلاَ يَستَطِيعُ أَنْ يَفهَمَهَا أو يدركها، لأَنَّ تَمْيِيزَهَا يَحْتَاجُ إِلَى حِسٍّ وتقدير رُوحِيٍّ.

Text Box: إبليس أم الجسد ؟ إبليس أم الجسد ؟

 

تقول كلمة الله أن الإنسان الطبيعي لا يستطيع فهم أمور الروح القدس. وحيث أن المؤمن لم يعد بعد مجرد إنسان طبيعي، فليس من المنطقي محاولة تطبيق التعاليم التي تخص الإنسان الطبيعي على مؤمن مولود ثانية هو في الأساس إنسان روحي.

لهذا السبب لا يجب أن يُعامل المؤمن بذات الطريقة التي يُعامل بها الإنسان الطبيعي الذي من العالم؛ عن طريق التفكير الطبيعي والذهن البشرى وحسب. ولذلك فإن علم النفس وحده لا يكفي ليتعامل مع ذهن الإنسان الروحي ولا مع روحه المخلوقة من جديد على صورة الله ومثاله. حيث أن الإنسان هو في الأصل روح ولديه نفس ويسكن في جسد، لذلك فإن التعليم عن الأمور الروحية هو أكثر أهمية للمؤمن. وبعلم الأمور الروحية أقصد دراسة روح الإنسان والأمور المتعلقة بروح الله. حيث أن الإنسان هو كيان روحي، فإن جسد المسيح يحتاج أن يعرف ما تقوله كلمة الله عن روح الإنسان. فكلمة الله هي طعام روحي لأرواح المؤمنين التي خُلقت من جديد.

عقدت اجتماعًا ذات مرة في كاليفورنيا، وكان الراعي وزوجته مشغولين في الإشراف على تخطيط وبناء كنيسة جديدة رائعة. لكن زوجة الراعي صارت مجهدة ومتوترة جدًا من الإفراط في العمل حتى أصيبت في النهاية بانهيار عصبي وجسدي. فذهبت إلى طبيب اقترح عليها أن تذهب إلى طبيب نفسي.

كانت هذه الزوجة قد نشأت في بيت خمسيني حيث لا يشربون خمر ولا يدخنون أو يرقصون. اعتقد هذا الطبيب أن مشكلة هذه السيدة تكمن في أنها لم تفعل أيًا من تلك الأمور. فاقترح عليها أن تدخن وتشرب وترقص. وكان ذلك هو علاجه لزوجة الراعي! فأخذت هذه السيدة بنصيحته، وفي النهاية فقدت عقلها بالكامل وأودعوها في مَصحة عقلية. ما حدث في الواقع هو أن تلك السيدة فتحت بابًا لإبليس عندما بدأت تتعامل مع مشكلتها كما يتعامل أهل العالم في حين أنها خليقة جديدة في المسيح يسوع.

لم يكن ذلك الطبيب النفسي مولودًا من جديد ولم يعرف شيئًا عن الأمور الروحية. لم يكن يعلم حتى أن الإنسان كائن روحي. ومن ثم لم يعرف شيئًا عن طبيعته الحقيقية، فلم يكن بإمكانه أن يساعد نفسه ناهيك عن مساعدة تلك السيدة المسكينة.

 نحتاج أن نكـون حـريصين من جـة مزج الحكمة البشرية بأمور الله. لقد سبق وأخبرنا

الله بما نفعله بشأن أذهاننا الطبيعية وأجسادنا المادية. لقد أخبرنا أن نجدد أذهاننا ومشاعرنا بكلمة الله ونقدم أجسادنا ذبيحة حية مقدسة له. فهذه هي الطريقة الإلهية لنغلق الباب أمام إبليس. هذا يعنى أنه ينبغي عليك أن تُخضِع جسدك –أي رغباتك– إلى روحك المخلوقة من جديد بداخلك. فهذه الوسيلة هي أولى الطرق لتحمي بها نفسك من العدو. في الحقيقة، إنها واحدة من أعظم وسائل الدفاع ضد إبليس. عندئذٍ، ماذا يجب على الإنسان أن يفعل تجاه روحه؟ كيف يمكن للمؤمن أن يحفظ روحه قوية ضد هجمات العدو؟

عليه أن يغذِّي روحه بكلمة الله. فالكلمة هي طعام “روحي” للإنسان الروحي.

لوقا 4: 4

4… لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ الله

يوحنا 6: 63

63 اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ.

لقد استخدم يسوع مصطلحًا بشريًا –الخبز– لينقل به فكرة روحية. كان يخبرنا أن ما يمثله الخبز أو الطعام لجسد الإنسان الطبيعي يشبه تمامًا ما تمثله كلمة الله لروح الإنسان التي في الداخل. فكل مؤمن يحتاج أن يُغذِّي روحه بالكلمة ليحفظها قوية.

ثم تحتاج بعد ذلك أن تشحن روحك المخلوقة من جديد بأن تبنيها في الروح القدس. “أَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ”(يهوذا 1: 20). بإمكان الصلاة بألسنة أن تشحن روحك مثلما يفعل الشاحن الكهربائي للبطارية. فالصلاة في الروح تقدم راحة وانتعاش حتى في وسط التجارب والامتحانات التي يحاول إبليس أن يدخلك فيها، حتى تستطيع أن تصمد قويًا ضد هجماته.

هذه هي الطريقة التي تحفظ بها روحك قوية كوسيلة دفاع قادرة ضد هجمات إبليس. والآن، كيف يمكنك أن تجد العون لذهنك ومشاعرك وإرادتك؟ هل تنجح في ذلك باسترجاع ماضيك؟ أم بأن يصلي أحدهم لك؟ أم تستدعي أحدهم ليخرج منك شيطانًا؟ كلا، لن ينفع شيء من ذلك عندما تكمن المشكلة الحقيقية في احتياج ذهنك ومشاعرك للتجدد بكلمة الله.

Text Box: إبليس أم الجسد ؟ إبليس أم الجسد ؟

 

إن محاولات إخراج شيطان من أحدهم هي مضيعة للوقت عندما تكون مشكلته الحقيقية هي ذهنه الغير مُجدَّد. لذلك دعونا نرجع إلى الكلمة ونكتشف ما تقوله عن نفس الإنسان وخصوصًا ذهنه.. المكان الأكثر عرضة لهجمات إبليس.

ذهن الإنسان

في الواقع، يتكلم الكتاب كثيرًا عن ذهن الإنسان. لكن عندما تبدأ في الحديث عن الذهن يعتقد البعض أنك تتكلم عن العِلْم المسيحي. لكن الله قد أعطانا توجيهات محددة بخصوص الذهن وما ينبغي على الإنسان فعله ليحفظ ذهنه قويًا فيقدر أن يصمد ضد إبليس، عدو نفسه.

إشعياء 26: 3

3 أَنْتَ تَحْفَظُ سَالِمًا منَ يثُبَتِ أفكَاَرهٌ فيِكَ لأَنَّهُ عَلَيْكَ تَوَكَّلَ.

فيلبى 2: 5

5  فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا.

فيلبى 4: 6- 8

6 لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ.

7 وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.

8 وَفِي الخِتَامِ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، اشْغِلُوا أَفْكَارَكُمْ بِكُلِّ مَا هُوَ حَقٌّ، وَكُلِّ مَا هُوَ نَبِيلٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ قَوِيمٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ جَمِيلٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ جَدِيرٌ بِالمَديحِ، وَكُلِّ مَا هُوَ فَاضِلٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ مَمدُوحٌ.

بمعنى آخر، يخبرنا الله بالتحديد بما يجب فعله بشأن أذهاننا. إذ ينبغي علينا أن نحفظ أذهاننا وأفكارنا مُحكمة ومُركزة على الله. ولكي نفعل ذلك، نحتاج أن نضع كلمة الله في أذهاننا ونتأمل بها. عندئذٍ سيصبح تفكيرنا متفقًا مع كلمة الله ولن يقدر إبليس أن يجد موطئ قدم في أذهاننا.

يخبرنا الكتاب بالتحديد عن نوع الأفكار التي يجب أن نفكر فيها.. كل الأفكار الصحيحة والصادقة والمستقيمة والطاهرة واللطيفة وكل ما صيتها حسن. لتكن أفكارك متطابقة مع كلمة الله، وليس مع أفكار العدو بما فيها من شك وقلق وإحباط.

هل وقفت من قبل لتفكر بشأن هذا الأمر؟ إن أول شيء يطلبه الله منك بعدما تنال الميلاد الجديد هو أن تغير طريقة تفكيرك. فالله يعلم أنك إن ظللت تفكر بالطريقة التي اعتدت عليها قبل أن تخلص، فسوف تفتح بابًا لإبليس. وسرعان ما ستجد نفسك تسلك بذات الطريقة التي اعتدت عليها عندما كنت لا تزال تحت سيادة إبليس قبل أن تُولد من جديد. والله يوصينا أن نغيِّر طريقة تفكيرنا لأن ذهن الإنسان هو المكان الأول الذي يحاول إبليس أن يجد فيه مدخلاً – حتى في أذهان المؤمنين إن سمحوا له بذلك.

تغيَّر عن شكلك.. بتجديد ذهنك

رومية 12: 1 و2

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، فَهَذِهِ هِيَ عِبَادَتُكُمُ الرُّوحِيَّةُ الَّلائِقَةُ بِهِ.

2 وَلاَ تَتَكَيَّفُوا مَعَ هَذَا الْعَالَمِ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَفِكارَكُمْ ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.

هكذا يتضح أن الله يريد أجسادًا خاضعة وأذهانًا مجُدَّدة. وهذا لأن الله يعلم أن هذه هي أعظم أساليب الدفاع ضد إبليس. فعندما يتجدد ذهنك بالكلمة، تتغير طريقة تفكيرك. وعندما يتغير أسلوب تفكيرك، يتغير سلوكك. فلا تعود تفكر وتسلك بذات الطريقة التي اعتدت عليها عندما كنت تحت سلطان إبليس. وعندما تتغير طريقة تفكيرك وسلوكك فحينئذٍ تكون قد تغيرتَ.

كان بولس يكتب إلى مؤمنين مولودين ثانية ممتلئين بالروح عندما أخبرهم أنه يجب عليهم فعل شيء ما تجاه أجسادهم وأذهانهم. كان يخبر المؤمنين بأنه ينبغي عليهم أن يقدموا أجسادهم ذبيحة حية لله وأن يكونوا على يقين بأن أذهانهم مجددة بكلمة الله. 

 

أفسس 4: 23

23 وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ.

يخبرنا الكتاب أنه عندما يتجدد ذهنك ستختبر مشيئة الله الصالحة الكاملة المرضية لحياتك (رومية 12: 2). ولكي تجدِّد ذهنك، عليك أن تتأمل في كلمة الله لأنها “رُوحٌ وَحَيَاةٌ” ولديها القدرة على تجديد ذهن الإنسان.

يعني التأمل في كلمة الله أن تقرأ الكلمة بتمعن وأن تتكلم بها وتتعمق فيها. نحتاج أن نتأمل في الكلمة ليس بأرواحنا وحسب، بل بأذهاننا أيضًا. علينا أن نملأ أذهاننا وأفكارنا بكلمة الله. لقد أخبر الله يشوع في العهد القديم كيف يصبح ناجحًا ومزدهرًا في كل ما يفعله، وذلك بأن يكون ممتلئًا من الكلمة باستمرار. إن فعلنا ذلك سوف تعمل الكلمة لأجلنا أيضًا ولن نحتاج أن نضيع وقتًا طويلاً في التعامل مع إبليس.

يشوع 1: 8

وَاظِبْ عَلَى تَرْدِيدِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ، وَتَأَمَّلْ فِيهَا لَيْلَ نَهَارَ لِتُمَارِسَهَا بِحِرْصٍ بِمُوْجِبِ مَا وَرَدَ فِيهَا فَيُحَالِفَكَ النَّجَاحُ وَالتَّوْفِيقُ.

تقول إحدى الترجمات: “لأنك ستكون قادرًا على التعامل بحكمة في كل شئون الحياة”. كيف يأتي النجاح؟ بالتأمل في كلمة الله. كيف يمكن تحقيق نصرة على إبليس؟ بالتأمل في الكلمة أيضًا. يتحقق النجاح والنصرة في كل ظروف الحياة عندما تردد كلمة الله باستمرار بفمك وتسلك بها. تكلم وتأمل في كلمة الله –وليس في مشاكلك– ولن يجد إبليس مدخلاً إلى حياتك.

ما لم تتجدد نفسك بكلمة الله، فإنسانك الخارجي سوف يسود ويتسلط على روحك من خلال نفسك. فإبليس يدخل إلى إنسانك الخارجي من خلال حواسك الجسدية الخمسة. لهذا السبب تحتاج أن تجدد ذهنك بكلمة الله حتى تتمكن روحك، التي هي كيانك الحقيقي، بالتعاون مع ذهنك من السيطرة على جسدك.

لا تأتـي النـصرة علـى إبلـيس في شئـون الحيـاة بطـرد نـوع معـين مـن الأرواح الشـريرة

بصورة مستمرة. إنما تتحقق عندما يمتلئ ذهنك بكلمة الله فيأتي في صف روحك. وبينما تنقاد روحك بالروح القدس فسوف تقودك في كل شئون الحياة بعيدًا عن فخاخ ومكايد إبليس.

تحتاج أن تتأمل باجتهاد في كلمة الله بذهنك حتى تتغير طريقة تفكيرك ويتحوَّل (مزمور 1: 1-3). ما لم يتغير تفكيرك فسوف تظل تفكر في أفكار إبليس وتسلك مثلما يفعل الخطاة بالضبط. لكن رسالة رومية 12: 2 تقول أنك عندما تجدد ذهنك فسوف تتغير. هذه هي الطريقة الكتابية التي يمكنك أن تتغير بها، وليس بمحاولة إخراج شياطين!

إن كثير مما يُدعى أفعالاً “شيطانية” ليس سببها الشياطين على الإطلاق. إنما هي بالفعل ثمار ذهن عتيق لم يُفتدى لمؤمن يفكر ويسلك كما يفعل أهل العالم. فالذهن الغير مُجدَّد يتيح مدخلاً لإبليس، لأن الذهن هو بوابة الدخول التي يجد إبليس من خلالها مدخلاً للناس.

التفكير الخاطئ.. يفتح باباً لإبليس

هل لاحظت من قبل أن من أحد أسباب إصابة الناس بالإحباط والاكتئاب هو كونهم يفكرون أفكارًا خاطئة؟ فالتفكير بطريقة خاطئة يمكن أن يعطى للأرواح الشريرة مدخلاً إلى نطاق نفوسهم. على سبيل المثال، أحيانًا ما يفكر بعض المؤمنين في الماضي وكيف تصرف فلان وفلان معهم. نعم، يمكن لأشخاص مولودين ثانية وممتلئين بالروح القدس أن يصابوا بالاكتئاب. وبالطبع يحاول إبليس أن يسهِّل وقوعهم في براثن الاكتئاب بأن يجلب ضغوطًا واضطهادًا عليهم.

حتى المؤمنين يمكنهم أن يكتئبوا إن سمحوا لأنفسهم بأن يفكروا أفكارًا خاطئة. فهذا يعطى إبليس قاعدة يعمل عليها ومدخلاً إلى أذهانهم. فإبليس يعمل عادة في نطاق الحواس الخمسة مستخدمًا اقتراحات وأفكار ومشاعر خاطئة محاولاً أن يؤثر على الناس لكي يخطئوا. لكن الكتاب يقول: “..وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا” (أفسس 4: 27). علينا ألا ندع إبليس يدخل إلى أفكارنا. فالتفكير الخاطئ هو أحد الطرق التي يعطى بها المؤمنون مكانًا لإبليس فيهم؛ وذلك من خلال أذهانهم وأفكارهم ومشاعرهم. فأفكار الدينونة والتبكيت والقلق والاهتمام هي أفكار إبليس، الذي يحاول أن يعوِّد المؤمنين على التفكير في الجانب السلبي للحياة. فالتفكير في أفكار الذنب والدينونة يعطي إبليس الفرصة ليتغلب على المؤمنين ويقيدهم بأكاذيبه. وعندما يقع المؤمنون في حبال الأفكار الخاطئة سوف يعجزون عن الوقوف في مكانتهم في المسيح وعن ممارسة سلطانهم الشرعي على إبليس. في حين أن المؤمنين منتصرون على إبليس وعلى أسلحة شكايته لأن يسوع قد انتصر على الشيطان في الصليب (كولوسي 2: 15). لكن إن لم يقف المؤمنون في ذلك السلطان فسوف يسود إبليس عليهم.

 

يمكن للمؤمنين الذين يفكرون باستمرار في أفكار خاطئة أن يصلوا إلى مرحلة يريدون فيها الانتحار. نعم.. هناك مؤمنون يريدون فعل ذلك. ثم تجد البعض يقول بنية طيبة: “دعونا نخرج الشيطان منهم”. في الواقع، إنها ليست مشكلة تتعلق بالشيطان على الإطلاق؛ إنها نتيجة التفكير الخاطئ. لا شك أن إبليس سيحاول أن يجعل المؤمنين يعتادون على فعل أمور خاطئة. لكن إن استطاع أولئك المؤمنين الذين يفكرون أفكارًا خاطئة أن يجددوا أذهانهم بكلمة الله، فلن يعانوا من مشاكل مع الإحباط والاكتئاب في المقام الأول؛ هذا لأن أذهانهم ستكون مُغلقة أمام إبليس.

في الواقع، إن استطاع المؤمنون أن يدربوا أنفسهم ليتساءلوا في كل مرة: “ماذا تقول الكلمة؟” فلن يقعوا فريسة لعبودية إبليس من اكتئاب وذنب ودينونة، بل سيكونوا غالبين في المسيح ومنتصرين على مكايد إبليس وخداعه.

سيجد المؤمنون إجابة على كثير من المشاكل المتعلقة بإبليس إن سألوا أنفسهم ببساطة: “ماذا تقول الكلمة عن موقفي؟” فهم يحتاجون أن يدربوا أذهانهم لتفكر في الكلمة، وليس في أفكار إبليس. فالذهن المُجدَّد يفكر في كلمة الله. وهذه هي الطريقة التي تقف بها صامدًا أمام إبليس. لكن الذهن الغير مجدَّد يفكر في أفكار إبليس، وبهذا تصبح واهنًا وتعطي مجالاً لأفكار الشك والقلق والخوف والذنب والدينونة.

من الزوايا الأخرى التي يفتح المؤمنون من خلالها بابًا لإبليس هي أن يرعوا عدم غفران في قلوبهم. يحتاج المؤمنون أن يتعـموا ألا يتأمـلوا في أخطائـهم أو أخطـاء الآخـرين

الماضية، لأن إبليس عدو نفوسهم سوف يستخدم ذلك ليجد مدخلاً إلى حياتهم.

إشعياء 43: 25

25 أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا.

عندما تفكر في خطاياك وفشلك وأخطاء ماضيك فأنت تعطى إبليس مدخلاً لأفكارك ومشاعرك. إن كنت قد فعلت خطئًا وطلبت من الله أن يغفر لك، فهو لن يتذكر أنك فعلت شيئا خاطئ (1 يوحنا 1: 9). فلماذا تتذكر أنت؟

عليك أن تجدد ذهنك بخصوص لطف الله وغفرانه، وإلا سيتمكن إبليس منك. في الحقيقة، إن استطاع إبليس أن يجعلك تفكر أفكارًا سلبية فسوف يحاول أن يمتلك مزيد من الأراضي في ذهنك ونفسك. لهذا السبب عليك ألا تمنحه أي مكان في حياتك على الإطلاق. عندما يأتي إبليس محاولاً إغوائك لتفكر أفكارًا سلبية، فلتذكِّره بما تقوله كلمة الله. لا داعي أن تقع فريسة للاكتئاب أو لأي نوع من الأفكار السلبية.

جدِّد ذهنك بكلمة الله. لا تعد إلى الماضي وتنبش أمورًا قد فعلتها لتتأمل بها. فالكلمة تخبرك بأن تنسى الماضي وتسعى إلى دعوتك العليا في المسيح (فيلبي 3: 13 و14).

سيجتهد إبليس دائمًا ليعيد إلى ذهنك صورة خطاياك الماضية. لكن عندما تجدد ذهنك عن محبة الله وغفرانه ستهزأ بإبليس وتقول: “تقول الكلمة أن الله قد غفر لي. يقول سفر إشعياء 43: 45 أن الرب قد محا كل معاصي! فما تريني إياه ما هو إلا صورة لفشل الماضي، لكنه لم يعد موجودًا على الإطلاق”. ثم بعد ذلك تستطيع أن تسير نحو النصرة.

عندما ترد على إبليس من كلمة الله، فبهذا تكون عاملاً بالكلمة (يعقوب 1: 22) يخبرنا الكتاب أن مَن يعمل بالكلمة يكون مباركًا (يعقوب 1: 25). لا تنسى أن الله قد خلقك وشكلَّك، لذا عليك أن تتبع إرشاداته التي وضعها في كلمته عن الطريقة التي تغلق بها الباب أمام إبليس. عندئذٍ سوف تكون ناجحًا في كل شئون الحياة.

كيف تؤثر الأرواح الشريرة على عالم النفس

ربما تعرف اختباري وكيف نهضت من على فراش المرض. لكن حياة والدتي كانت مأساة. لقد دخلت شياطين القلق والاكتئاب والضيق إلى نطاق نفسها ومشاعرها وقيدتها. نعم، كانت مؤمنة لكنها لم تعرف حقوقها وامتيازاتها في المسيح. لم تعرف كيف تجدد ذهنها لكي تغلق الباب أمام إبليس. يؤسفني أن أقول أنه على الرغم من أنها كانت ابنة لله، إلا أنها عاشت دون الحقوق التي لها في المسيح.

 

لقد تركنا والدي عندما كنت في السادسة من عمري، تاركًا والدتي مع أربعة أولاد لتربيهم بنفسها كيفما يتيسر لها. كل المشاكل التي واجهتها والدتي في الحياة بدأت تؤثر عليها أخيرًا جسديًا وذهنيًا وعاطفيًا.

وفي النهاية بدأت تفقد بصرها حتى أصبحت عمياء تمامًا. لم يجد الأطباء أية مشكلة جسدية فيها، لكنهم قالوا أنه من الواضح أنه انهيار عصبي. وأصيبت في النهاية بانهيار جسدي ونفسي وعصبي بالكامل، فظلت لسنوات عديدة تعاني من مشاكل ذهنية حتى أنها حاولت أن تقتل نفسها.

كانت والدتي مؤمنة لكنها لم تعرف كيف تمارس إيمانها في الله وتنال مواعيده. لقد كان الأمر مؤسفًا جدًا. ربما يتساءل أحدهم: “ماذا لو تمكنت من قتل نفسها، هل كانت ستخلص؟” بالتأكيد كانت ستخلص. لقد كانت مولودة ثانية لكنها سمحت لأرواح القلق والخوف أن تؤثر عليها ذهنيًا وجسديًا وعاطفيًا. كانت مريضة عقليًا مثل أي شخص مريض جسديًا. بعدما انقضت هذه الأحداث لم تعد تتذكر محاولة الانتحار. فمن خلال جهلها بهويتها في المسيح وعدم معرفتها كيف تنال من كلمة الله، سمحتْ لشياطين القلق والضيق أن يؤثروا على عقلها ومشاعرها.

اختبار التحرير في عالم النفس

كما ترى يمكن للأرواح الشريرة أن تسبب الأذى لمشاعر الإنسان. في بعض الأحيان قد نسلك وكأنه لا توجد مشاكل. لكن لأن الروح القدس يعمل في توافق مع كلمة الله، فهو لديه دائمًا إجابة لكل مشكلة حينما يعجز الإنسان الطبيعي عن ذلك.

كنت أعقد اجتماعات في مكان ما، ولمدة ثلاثة ليالٍ متتالية كانت سيدة شابة متزوجة تقف عند المنبر بعد انتهاء العظة تصرخ بطريقة تحرك المشاعر. طلبت من الرب أن يريني كيف يمكنني أن أساعدها. وفي الحال رأيت رؤيا. رأيت تلك الشابة وهى آتية من المدرسة ذات يوم عندما كانت في التاسعة من عمرها. رأيتها عندما دخلت البيت ووجدت والدتها في الفراش مع رجل آخر ليس زوجها. لك أن تتخيل كيف يمكن أن يؤثر موقف كهذا على مشاعر طفلة في التاسعة من عمرها.

كانت تلك الشابة في العشرينيات من عمرها في الوقت الذي كنت أعقد فيه الاجتماع. رأيت بالروح أن مشكلتها كانت تكمن في زواجها. رأيت أيضًا أنها كانت قد تزوجت من سنتين، لكن بسبب هذه العثرة العاطفية لم تتمكن من إتمام زواجها بالعلاقة الجسدية حتى انتهى الأمر بالانفصال.

ذهبت إلى راعى هذه الكنيسة وسألته إن كان يعرف شيئًا عن مشكلة تلك السيدة، فسألني هو إن كنت أعرف شيئًا. أخبرته أن الرب كشف لي مشكلتها، فطلب مني أن أستمر وأخدم هذه السيدة. أخبرت هذه السيدة بما أظهره لي الرب، فأجابت أن هذا هو ما قد حدث بالضبط. كانت تحب زوجها لكنها لم تقدر قط أن تكون له زوجة. أخبرتها أن والدتها كانت مخطئة عندما اضطجعت مع رجل ليس زوجها، لكن أمر الزواج في حد ذاته ليس خاطئًا.

وبعد أن أعطيتها شاهدًا كتابيًا وتكلمت معها عن طهارة الزواج، وضعت يديَّ عليها وانتهرت من نطاق نفسها الروح الشرير الذي كان يقيدها بالماضي. بدأت أعلِّمها كيف تفتش في الكلمة وتجدد ذهنها حتى لا يجد إبليس مدخلاً ثانية إلى ذهنها ومشاعرها.

رجعت في السنة التالية لأعقد اجتماعًا في تلك الكنيسة مرة أخرى، وكانت هي وزوجها يحتضنان طفلاً يافعًا أطلقا عليه اسمي. كان زواجهما سعيدًا. هكذا يتضح أن تلك السيدة لم يكن لديها روح شرير في روحها. لكن روح الشر دخل إلى دائرة مشاعرها عندما كانت في التاسعة من عمرها وظل يسود ويتسلط عليها، وكانت لابد من التعامل معه.

لا يجب أن يذهب المؤمنون إلى أشخاص غير مخلصين طلبًا للمشورة والمساعدة. فلنا عون في الله. لكن الدراسة عن الشياطين هي أكثر من مجرد محاولات البعض لإخراج شياطين من كل فرد يقابلونه. فللمؤمن دور في أن يقف بثبات في وجه الشيطان.

جسد الإنسان

حيث أن جسد الإنسان لا يُولد ولادة ثانية لذلك فمن الضروري أن ندرك أننا نتواصل مع هذا العالم عن طريق الجسد –عن طريق الحواس الجسدية الخمسة (2 كورنثوس 4: 4). لهذا السبب لابد أن تفعل أنت –إنسانك الحقيقي الذي في الداخل– شيئًا مع جسدك. إن تركت جسدك يفعل ما يريده وسمحت لذهنك أن يفكر كيفما يشاء، فسيتمكن إبليس من أن يدخل إلى ذهنك وجسدك ويتسلط عليك.

 

ألم تلاحظ من قبل أن جسدك لا يزال يريد أن يفعل أمورًا خاطئة؟ بالطبع يريد جسد أي إنسان أن يخطئ بغض النظر عن مقدار قامته في الإيمان أو مستواه الروحي. هذا لأن الجسد لم يُفتدى بعد (1 كورنثوس 15: 53). لكن طالما نعيش في هذه الحياة فنحن نحتاج أن نفعل شيئًا مع أجسادنا، وألا سوف يسود إبليس علينا من خلال أجسادنا.

تقدم كلمة الله إليك توجيهات بما تفعله مع جسدك:

1- يجب أن تقدم جسدك كذبيحة حية لله (رومية 12: 1).

2- لابد أن تصلب أو تميت أعمال الجسد (كولوسي 3: 5).

3- لابد أن تخضع جسدك إلى روحك..إلى إنسانك الداخلي الحقيقي (1كورنثوس 9: 27)

لديك سيادة على جسدك لذلك تستطيع أن تمنعه من فعل ما يريده. لقد قال الله أنك تستطيع ذلك. فلا تسمح للشيطان أن يستخدم جسدك كآله للإثم (رومية 6: 13). تذكر ما تقوله رسالة كولوسي 1: 12؛ أن الله قد جعلنا قادرين أو مؤهلين للاشتراك في ميراث القديسين في النور. هذا يعني أننا قادرون على أن نسلك في الروح وليس حسب الجسد، وأننا لسنا مضطرين للاستسلام لتجارب الشيطان من خلال طبيعتنا الجسدية.

لكي تدرك كيف تطيع كلمة الله فيما يتعلق بجسدك، فسوف تحتاج أن تدرك أن الكلمة تفرِّق بين جسد الإنسان –الذي هو الإنسان الخارجي– وبين روح الإنسان التي هي الإنسان الحقيقي الذي في الداخل.

الإشارة إلى جسد الإنسان باعتباره بيت

في كثير من الأحيان يُشار إلى جسد الإنسان في الكتاب المقدس باعتباره بيت. لذلك تحتاج أن تدرك أن الأرواح الشريرة يمكنها أن تسكن في بيت الإنسان –الذي هو جسده– لكنها لا توجد في كيان الإنسان الحقيقي الذي هو روحه. هذا لأن الإنسان هو روح وليس جسدًا.

على سبيل المثال، إن كنت تعيش في بيت به حشرات، فهذا لا يعني أن الحشرات موجودة بك أنت. فالبيت هو المكان الذي تحيا فيه وحسب، لكنك في ذاتك لا يوجد بك حشرات. إذًا فإن الروح الشرير يمكنه أن يصيب جسدك، لكن هذا لا يعنى أن يوجد فيك –أي في روحك– روح شرير. فالشواهد الكتابية توضح أنه كثيرًا ما يُشار إلي جسد الإنسان باعتباره “بيته”. وعندما يموت الإنسان جسديًا فجسده يموت، لكن الإنسان يظل حيًا.

يشير الرسول بولس إلى الجسد على أنه “بيت الخيمة الأرضي”.

2 كورنثوس 5: 1، 2، 4

1 لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ.

2 فَإِنَّنَا فِي هذِهِ أَيْضًا نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ…

4 فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ.

يتكلم الكتاب في هذه الفقرة عن الإنسان الداخلي والإنسان الخارجي. الإنسان الخارجي أو الجسد هو بيتنا الأرضي. لكن هناك أيضًا الإنسان الداخلي؛ البيت الغير مصنوع بأيدي، الذي هو روح الإنسان. ثم يوضح بولس الفرق بين الإنسان الداخلي والخارجي في الشاهد التالي:

2 كورنثوس 4: 16

16 لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.

إن روح الإنسان أو الإنسان الداخلي هو ما يقول الكتاب عنه “إنسان القلب الخفي”.

1 بطرس 3: 3، 4

3 وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ،

4 بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ،

 

من خلال ما قاله بولس تستطيع أن ترى أن جسد الإنسان يختلف عن الإنسان الذي في الداخل.

1 كورنثوس 9: 27

27 بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، لِئَلاَّ أَصِيرَ أَنَا نَفسِي، بَعدَ أَنْ بَشَّرتُ الآخَرِينَ، غَيرَ مُؤهَّلٍ لِنَوالِ الجَائِزَةِ!

لقد أشار بولس إلى جسده بضمير غير العاقل، فمَن إذًا هو الفاعل الذي سيُخضِع جسده؟ إنه الإنسان الذي في الداخل، الذي أصبح خليقة جديدة في المسيح. لقد فرَّق بولس بصورة واضحة بين جسده وإنسانه الحقيقي الذي في الداخل. فهو لم يقل أنه مضطر أن يُخضِع نفسه أو إنسانه الذي في الداخل.. لكنه قال أن الإنسان الذي في الداخل عليه أن يُخضِع جسده.

وعدم طاعة هذا الشاهد هي أحد أكثر الجوانب التي من خلالها يعطي المؤمنون، عن جهل، مدخلاً لإبليس إلى حياتهم. فإبليس يُمنح موطأ قدم في حياة المؤمنين عندما يتركون أجسادهم تسود عليهم بدلاً من أن يسمحوا لأرواحهم المخلوقة من جديد أن تحكم وتسود على أجسادهم.

تعلَّم أن تُخضِع جسدك إلى روحك

يقول بولس في رسالة كورنثوس الأولى 9: 27، “بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ،  لِئَلاَّ أَصِيرَ أَنَا نَفسِي، بَعدَ أَنْ بَشَّرتُ الآخَرِينَ، غَيرَ مُؤهَّلٍ لِنَوالِ الجَائِزَةِ!” هذا يعنى أن بولس لم يترك جسده يفعل كل ما يريده. فإن كان على الرسول بولس، رجل الله العظيم الذي كتب أكثر من نصف العهد الجديد، أن يُخضِع جسده لسيادة روحه، فلابد إذًا أن جسده كان يريد أمورًا خاطئة. كان بولس يحتاج أن يُخضِع جسده إلى سيادة وسلطان روحه، تمامًا مثلما نحتاج نحن أيضًا أن نفعل ذلك.

مرارًا كثيرة يحاول المؤمنون أن يخرجوا شيطانًا في حين يكون السبب هو الجسد.. ولا يمكن لأحد أن يطرد الجسد! وأحيانًا أخرى ينتظر البعض من الله أن يفعل شيئًا حيال أجسادهم. لكن الله لن يفعل أي شيء حيال جسدك. فهو ليس جسده هو إنما جسدك أنت، وأنت مَنْ تملك السيادة على جسدك. عندما وُلدتَ ثانية أصبح إنسانك الداخلي ينتمي إلى الله. لكنك لابد أن تتخذ قرارًا بأن تُخضِع جسدك إلى روحك. وهذا يتحقق فقط بأن تقدِّم جسدك لله كذبيحة حية.

يتكلم بولس في رسالة رومية 12: 1 عن أهمية أن يقدم المؤمنون أجسادهم لله.

رومية 12: 1

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، فَهَذِهِ هِيَ عِبَادَتُكُمُ الرُّوحِيَّةُ الَّلائِقَةُ بِهِ.

لقد اندهشت عندما أدركت بالكامل ما تعنيه هذه الأعداد بالفعل. فلم يكن بولس يكتب هنا إلى خطاة، بل إلى قديسين مؤمنين. كان يخبر أولئك المؤمنين أنه على الرغم من أنهم قد وُلدوا ثانية ألا أن أجسادهم لم تخلُص، بل يحتاجون أن يفعلوا شيئًا تجاهها.

إن لم تقدم جسدك لله “كذبيحة حية” فسوف يرغب جسدك في فعل كل الأمور التي اعتاد على فعلها قبلما تخلُص، عندما كنت لا تزال تعيش تحت سيادة إبليس إله هذا العالم (أفسس 2: 2). بكلمات أخرى، إن لم يتحكم إنسانك الداخلي، الذي أصبح خليقة جديدة في المسيح، على جسدك ولم يسيطر عليه، فأنت بهذا تترك الباب مفتوحًا أمام أرواح الشر لتجد مدخلاً إليك، لأن الشياطين تسعى لأن تسيطر على الإنسان من خلال نفسه وجسده.

رأيت ذلك يحدث في حياة خادم. لقد كان مؤمنًا رائعًا ورجلاً صالحًا ولطيفًا، وكان من رواد الحركة الخمسينية. كان يتمتع بصحة جيدة جدًا لسنوات عديدة، لكنه بدأ في السنوات الأخيرة يواجه بعض المشاكل الجسدية. وأصيب في النهاية بثلاث جلطات أثرت على عقله. فأصيب بشلل نصفي وفى بعض الأحيان كان يبدو كأنه شخص آخر. كان يلعن زوجته ويضربها. كانت تلك السيدة وابنتها تصليان كثيرًا لأجل حالته. عندما كان هذا الخادم يصلى بألسنة كان يصبح صحيحًا تمامًا لفترة وجيزة، لكنه لم يتحرر أبدًا.

فيما بعد قالت زوجته أنها أدركتْ ما كان ينبغي عليها أن تفعله وذلك بعدما سمعتني أعلِّم عن سلطان المؤمن. كانت الجلطة قد أثرت على عقل زوجها حتى أنه لم يعـد قـادرًا على

 

التحكم في عقله أو جسده على الإطلاق. وبسبب ذلك تمكن إبليس منه.

انتهى الأمر بأن صار شخصًا مختلفًا بسبب الجلطة من ناحية، ولأن روح شرير كان متدخلاً في حالته من ناحية أخرى. سواء كان الشخص مؤمنًا أو خاطئًا فبإمكان أرواح الشر أن تتسلط على ذهنه أو جسده. لم تكن زوجته تعرف كيف تتصدى لهذا الأمر في اسم يسوع وتمارس سلطانها على الوضع.

بعدما انتقل زوجها ليكون مع الرب أدركتْ هذه الزوجة أنه كان عليها أن تتصدى للشيطان وتأمره أن يرفع يده عن ممتلكات الله. أكدتُ لها أن الشيطان كان سيضطر أن يطيع الكلمة.

حماية من العدو

من أعظم وسائل الدفاع ضد إبليس هو إخضاع جسدك إلى روحك المخلوقة ثانية. يقول الكتاب: “اخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ” (يعقوب 4: 7). إذ عندما تُخضِع جسدك لله ولا تسمح له أن يفعل أمورًا خاطئة، فسوف يتيسر عليك كثيرًا أن تقاوم إبليس.

الله يعلم أنه بدون أن يُخضِع المؤمنون أجسادهم ويجددوا أذهانهم، فلن يكونوا قادرين على إتباع قيادة الروح القدس كما يجب. فالكتاب يقول: “لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ” (رومية 8: 14). لا يقول هذا الشاهد الكتابي: “لأن الذين ينقادون بالجسد أو بالحواس الخمس، فأولئك هم أبناء الله” أو “إن الذين ينقادون بالنفس فأولئك هم أبناء الله”. إن المؤمنين المنقادين بالروح والمتأسسين على الكلمة لديهم دفاع قوي ضد إبليس. أما أولئك المنقادون بالجسد والحواس الخمس فهم هدف مباشر لإبليس ومكائده. وإن لم يتلق المؤمن تعليمًا صحيحًا في الوقت الذي يريد فيه جسده أن يفعل أمورًا خاطئة فسوف يتمكن إبليس منه ويضلله حتى يعتقد أنه لم يخلُص بعد. وبمجرد أن يُوقع إبليس المؤمن تحت الدينونة فسيقدر أن يحرمه من التمتع بميراثه الذي في المسيح، الذي يشمل ممارسة السلطان والسيادة على أرواح الشر.

لكن إن أدرك المؤمنون أن أجسادهم لم تُولد ثانية وأنه ينبغي عليهم فعل شيء تجاه أجسادهم، فسوف يتعلمون كيف يقدمون أجسادهم لله كذبيحة حية بأن يُخضِعوها لأرواحهم المولودة ثانية. إن هذه واحدة من أهم الطرق التي يأخذ بها المؤمن مكانته في المسيح حتى يستطيع أن يقف صامدًا ضد إبليس. إن لم نجدد أذهاننا بكلمة الله فسوف تنحاز أذهاننا إلى صف أجسادنا ضد أرواحنا، وهذا لا يوفر دفاعًا قويًا ضد إبليس.

لا تلقي باللوم على إبليس لأجل السلوك بالجسد

ماذا تعنى كلمة “جسدي carnal“؟ وفقًا لقاموس فايِن التوضيحي لكلمات الكتاب المقدس فإن كلمة “جسدي carnal” تشير إلى السلوك الحسي الذي تحكمه الغرائز الحيوانية والذي يخضع للطبيعة البشرية بدلاً من روح الله.

يجب أن يسلك المؤمنون بالإيمان في كلمة الله وأن ينقادوا بالروح القدس بدلاً من حواسهم. فمواهب الروح يمكنها أن تعمل بالكامل في حياة الشخص ومع ذلك يظل جسديًا إن لم يتعلم كيف يُخضِع جسده ونفسه لسيادة روحه.

كان أهل كورنثوس يشبهون ذلك. فأولئك المؤمنون كانوا ممتلئين بالروح، ومع ذلك كانوا يعيشون في مرحلة الطفولة الروحية لأنهم كانوا جسديين ينقادون بالجسد والحواس الجسدية (1 كورنثوس 3: 1 و3). لقد تركوا حواسهم الخمس تسود عليهم بدلاً من الروح القدس. فقال لهم بولس: “… لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ (الأشخاص العاديين)؟” (1 كورنثوس 3: 1- 3). والكتاب أيضًا يقول: “فَحَيثُمَا يُوجَدُ الحَسَدُ وَالأَنَانِيَّةُ، هُنَاكَ الفَوضَى وَالشَّرُّ” (يعقوب 3: 16).

إن لم ينمِّ المؤمنون أرواحهم وتركوا أجسادهم وأذهانهم ومشاعرهم تسود عليهم فسوف يظلون جسديين في مرحلة الطفولة الروحية. وهؤلاء المؤمنون الجسديون يقعون بسهولة فريسة لمكايد إبليس من حسد وشقاق وخصام.

عندئذٍ يعتقد البعض أنهم يحتاجون باستمرار لإخراج أرواح شريرة من هؤلاء المؤمنين لأن إبليس يتحكم فيهم. لكنهم في الواقع يحتاجون ببساطة أن ينموا وينضجوا ويتعلموا كيف لا يخضعون للحسد والخصام والشقاق.

عندما تتعلم كيف تخضع لروح الله وتبنى حياتك على كلمة الله بدلاً من مشاعرك أو الجسد، فسوف تخرج من مرحلة الطفولة الروحية التي يستطيع فيها إبليس أن يسود عليك.

 

لا يجد إبليس مدخلاً إليك في دائرة الإيمان بكلمة الله، لكنه يجد ذلك في مجال الحواس عندما تكون خاضعًا للحواس الجسدية ومنقادًا بالجسد والنفس.

دائمًا ما يبحث الإنسان عن أعذار بدلاً من الاتكال على ما وضعه الله بالفعل في كلمته. على سبيل المثال، قد أعطانا الله في الكلمة توجيهات بما نفعله مع أرواحنا وأنفسنا وأجسادنا كوسيلة حماية قوية ضد العدو. لكن الإنسان يحاول دائمًا أن يجد طريقة أخرى خلاف ما قصده الله ليصل إلى النضوج الروحي والنجاح والنصرة على الشيطان في جميع الظروف.

إن استطاع أن يجد طرق سهلة ينجز بها الأمور –مثل إلقاء اللوم على إبليس في كل الأشياء– فسوف يفعل هذا، بدلاً من أن يحيا بالمبادئ الموضوعة في كلمة الله.

إن محاولة إخراج شياطين هي أسهل بكثير من أن تحمل مسئولية أن تجدد ذهنك بصفة منتظمة بكلمة الله وتُخضِع جسدك لكلمة الله.

أحد الخدام الذين أعرفهم أدرك ذات مرة طبيعة الإنسان الجسدية. رأى عنوان على أحد اللوحات الإعلانية يقول: “الأفعى وأنا” فاستوحى منه عنوان لعظة كان يكرز بها تدعى “الأفعى الموجودة بكل واحد منا”. هل تعلم أنه يوجد أفعى بداخل كل واحد منا؟ هذه الأفعى هي جسدك –الطبيعة البشرية الجسدية الغير مُجددة. وسيتوجب عليك أن تُخضِع هذه الطبيعة الجسدية طالما تحيا على الأرض.

على هذا الأساس نستطيع أن نقول أنه توجد “أفعى” بداخل كل واحد منا. توجد طبيعة جسدية في طبيعة الإنسان الغير مُجددة.. في جسد الإنسان. مع ذلك، فتلك الطبيعة الجسدية ليست في روحك إن كنت مولودًا ثانية. شكرًا لله، لأنه في يوم ما سيكون لديك جسد جديد مُمجد (1 كورنثوس 15: 42 و50- 54). حتى ذلك اليوم فالله يخبرك في كلمته كيف تقف صامدًا أمام عدوك إبليس.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

2 Comments

  1. admin Admin

    هنا يتكلم عن فعل التجديد

    هنا يتكلم عن فعل التجديد والتغيير للأفضل هو من محتويات روحك الجديدة.

  2. Ahd

    ما بقدر قول غير إنو
    ما بقدر قول غير إنو راااااااااااااااااااااااااااااائع
    بس في سؤال منشان موضوع الروح و النفس بالآية :
    16 لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.
    إن روح الإنسان أو الإنسان الداخلي هو ما يقول الكتاب عنه “إنسان القلب الخفي”.
    إذا كان قلنا إنو روح لإنسان مولودة من جديد و هذا يحدث مرة واحدة لكن النفس و الذهن هو الذي يتجدد فكيف هنا تقول إن روح الإنسان الداخلي يتجدد ؟
    أم هنا يقصد النفس و لا يقصد الروح ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$