القائمة إغلاق

الإرشاد من خلال النبوة Leading through Prophecy

“إتبعوا المحبة ولكن جدوا للمواهب الروحية وبالأولى أن تتنبأوا” (1 كورنثوس 1:14).

“ألعل الجميع رسل. ألعل الجميع أنبياء. ألعل الجميع معلمون. ألعل الجميع أصحاب قوات” (1 كورنثوس 29:12).

يكتب بولس إلى شيوخ كنيسة أفسس في رسالته الختامية فيقول: “والآن ها أنا أذهب إلى أوشليم مقيداً بالروح لا أعلم ماذا يصادفني هناك. غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلاً إن وثقاً وشدائد تنتظرني” (أعمال 22:20-23).

وفي الأصحاح الحادي والعشرون، بينما كان بولس في رحلته إلى  صور حيث وضعت السفينة وسقها، كان لوقا كاتب سفر الأعمال هناك مع بولس فكتب قائلاً: “وإذ وجدنا التلاميذ مكثنا هناك سبعة أيام. وكانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلى أورشليم” (أعمال 4:21).

ثم واصل بولس رحلته: “ثم خرجنا في الغد نحن رفقاء بولس وجئنا إلى قيصرية فدخلنا بيت فيلبس المبشر إذ كان واحداً من السبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بنات عذارى كن يتنبأن. وبينما نحن مقيمون أياماً كثيرة إنحدر من اليهودية نبي إسمه أغابوس. فجاء إلينا وأخذ مِنطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس. الرجل الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم. فلما سمعنا هذا طلبنا إليه نحن والذين من المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. فأجاب بولس ماذا تفعلون تبكون وتكسرون قلبي لأني مستعد ليس أن أربط فقط بل أن أموت أيضاً في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع. ولما لم يقنع سكتنا قائلين لتكن مشيئة الرب”.

يعتقد البعض أن بولس قد أخطأ الهدف. إلا أنه عندما صعد إلى أورشليم وقُبض عليه،ظهر له يسوع  في رؤيا بالليل. ووقف بجانبه، لم يوبخه ولم يقل له أنك أخطأت، بل قال: “…ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضا” (أعمال 11:23).

كلا، إن بولس كان الله يعدّه مسبقاً لِما كان سيحدث له.

لاحظ أن هناك إختلافاً شاسعاً بين كل من: (1) موهبة. و(2) خدمة النبي. فإنه من الخطأ الخلط بين هذين الأمرين، إذ أنهما يختلفان بعضهما عن بعض، وللأسف فإن هذا الخلط لازال يحدث.

في حقيقة الأمر، إن النبوات لا تصنع من الشخص نبي. فكلمة الله تعطي تعليماً صريحاً بأن كل شخص يجب أن يجدّ للتنبؤ (كورنثوس 1:14). فإذا كان التنبؤ يجعلك نبياً، لكان الرب قد حث الجميع أن يجدّوا حتى يكونوا أنبياء. قال بولس متسائلاً: “ألعل الجميع  رسل. ألعل الجميع أنبياء…” (1 كورنثوس 29:12). وكانت الإجابة بالنفي. وحيث أن الجميع لا يستطيعون أن يكونوا أنبياء، فالله لن يدفعنا لطلب شيء لا نستطيع للحصول عليه.

إن موهبة التنبؤ هي أن تتكلم للناس ببنيان ووعظ وتسلية (1 كورنثوس 3:14). فالنبوة هي كلمات خارقة للطبيعة تتكلم بها بلغة معروفة – بلسانك أنت. (أما التكلم بألسنة فهي كلمات خارقة للطبيعة – ولكن بلغة غير معروفة بلسان غير مفهوم لديك). ويمكن أن تُستخدم النبوة في الصلاة كما تًستخدم في التكلم بألسنة.

وأحياناً عندما تتنبأ، يبدو وكأنك صوت إثنين. فقد يبدو لي أحياناً وكأنني أقف بجانب نفسي. وهكذا فإن هذا الشيء ينبع من إنساني الداخلي حيث روح الله الذي يتنبأ داخلي. إنني أنصت بآذاني الطبيعية لما يقوله لي الروح.

خدمة النبي

هناك خدمة للنبي. ودون ذكر تفاصيل كثيرة، سنلمس بسرعة خدمة النبي التي بالإرشاد. ولكي يكون الشخص نبياً، فعليه أن يقف في هذه المكانة ويستخدم هذه الخدمة، كما أن هناك مواهب روحية أخرى يجب أن تحتويها خدمته. إن موهبة النبوة، ببساطة. تستخدم في كلمات البنيان والوعظ والتسليه. فموهبة النبوة لا تستخدم في التنبؤ عن المستقبل رغم أن خدمة النبي ترتكز على التنبؤ للمستقبل. فللنبي مواهب وإعلان (مثل كلام الحكمة، والعلم، أو تمييز الأرواح) بالإضافة إلى النبوة.

من الهام ملاحظة أن الأمور الروحية يمكن أن يساء استخدامها بالضبط كما يُساء استخدام الأمور الطبيعية. فقد لا يدرك بعض الناس هذه الحقائق. فيعتقدون بأن هذه الأمور يجب أن تكون كاملة وعلى أحسن وجه طالما أنها أمور روحية.

أعرف أناساً كانوا أثرياء في وقت من الأوقات ولكنهم أشهروا إفلاسهم لأنهم استمعوا إلى نبوة من شخص ما في كيفية إستثمار أموالهم.

أتذكر أحد الأشخاص الأعزاء الذي كان حاضراً في إحدى الإجتماعات. كنت أعرف من هو، ولكنني لم أكن أعرفه شخصياً. لم أعرف أنه دائماً كان يذهب إلى مَن يُدعى “نبياً” ليستشيره ويتنبأ له عن ما سيفعل قبل البدء في أي عمل أو مشروع.

قلت له: “إنني أخشى أن أقول لك هذا. ولكنك ستخسر حتماً كل شئ وسوف تشهر إفلاسك إذا واصلت الإستماع إلى كل من ينصحك”.

لم يسمع لي، وأخيراً خسر ذلك الرجل المسكين بيته وكل ممتلكاته. لقد رأيت هذا يحدث ليس فقط مرة واحدة بل عدة مرات.

لقد رأيت الكثير من الخدام مَن فقدوا خدماتهم بسبب نبوات خاطئة.

يجب أن نحكم على النبوات في ضوء كلمة الله. فإذا تعارضت النبوة مع كلمة الله، تكون غير صحيحة.

ثانياً، يجب أن تحكم على النبوات الشخصية بما يتوافق مع ما في روحك. وإذا لم يكن لديك شئ خاص في روحك، لا تقبل أي نبوة شخصية.

لعدة سنوات وأنا أتنقل بكثرة في الخدمة. وأينما ذهبت كنت أجد من يقدم لي كلمة من الله. والحقيقة هي أن نبوتان أو ثلاثة فقط وسط كل هذه النبوات وعلى مر السنين كانوا على صواب وإتفقوا مع ما بداخلي.

لا تبني حياتك على النبوات. ولا تقود حياتك بالنبوات. بل إبني حياتك على كلمة الله! دع كل الأشياء الأخرى على أنها أشياء ثانوية، وضع كلمة الله أولاً.

قد يقول البعض أحياناً: “حسناً، فإذا كان الله هو الذي يفعل ذلك فإن كل شيء يكون على ما يرام.

يجب أن تدرك أنه ليس من الضروري أن يكون الله هو الذي يفعل كل هذه الأمور. فإن الشخص هو الذي يتنبأ بوحي روح الله. وليس كل ما يفعله الإنسان يكون بالضرورة صحيحاً وكاملاً. إن مواهب الروح في حد ذاتها كاملة وصحيحة. ولكن ليس من الضروري أن تكون كاملة في مظاهرها أو تجلياتها، وذلك لأنها تستعلن من خلال أواني غير كاملة. وهذا هو السبب في أننا يجب أن نحكم على النبوة والألسنة والترجمة بكلمة الله.

“أما الأنبياء فليتكلم أثنان أو ثلاثة وليحكم الآخرون. ولكن إن أعلن لآخر جالس فليسكت الأول” (1 كورنثوس 29:14-30).

“أما الأنبياء فيلتكلم…” يتحدث الكتاب المقدس هنا عن الأنبياء وليس عن كل من يتنبأ. لا تقبل كل ما يقوله النبي كشيء مُسَلِّم به. إذ يجب الحكم على ما يقوله في ضوء الكتاب المقدس. فنحن لا نحكم  على الأشخاص أنفسهم بل نحكم على ما يُقال.

لاحظ ما جاء في عدد 30 “ولكن إن أُعلن لآخر [لنبي آخر]…”. فالأنبياء تعتمد خدمتهم على الإعلانات، أما هؤلاء الذين يتنبأون فقد يحدث ذلك لهم أحياناً.

“وأرواح الأنبياء خاضعه للأنبياء”. (1 كورنثوس 32:14).

قد يقول البعض: “الله هو الذي جعلني أن أفعل هذا. لم أكن لأتمالك نفسي إلا وقلت ذلك”. إن أرواح الأنبياء خاضعة للأنبياء. هذا يعني أن الإنسان لا يجب عليه أن يقوله. إذ أن هذا يأتي من روحه. وروحه خاضعة له. وهكذا فإن كل من موهبة الألسنة، وترجمة الألسنة، والتنبؤ يعملون تحت مسحة الروح. وقد يعطي لنا الله من خلال تلك الطرق حسب إحتياجاتنا كلام حكمة، وكلام علم، أو إعلانات، ولكننا نحن الذين نبادر بنطق كلمات النبوة ونبدأ في التكلم والألسنة والترجمة، لأننا نحن الذين نتحكم في كل ما نقوله.

ففي كثير من الأحيان، عندما يتحرك روح الله، يكون في مقدور كل شخص أن يتنبأ – ولكن ليس ذلك  لزاماً عليه. وهكذا، فعندما يتجلى الروح بإظهارات، فإن كل شخص يُستخدم في خدمة موهبة الألسنة والترجمة يمكن أن يتكلم – إلا أن هذا لا يعني أنه يجب أن يفعل ذلك. إستخدم مسحة الروح لتفعل هذا، وإلا فإنه من الأفضل أن تجلس هناك لتدع الروح يتحرك من خلال شخص آخر لديه المسحة.

منذ عدة سنوات مضت، كنت أعقد إجتماعاً للأسبوع السابع في إحدى الكنائس. وفي كل ليلة في ذات الوقت وفي وقت معين من الخدمة عندما نستعد لتقديم أطباق العطاء، كانت هذه السيدة تقف وتتكلم بألسنة. كانت تقول ذات الكلمات التي تقولها كل ليلة حتى أنه بمرور بعض الوقت كان بمقدوري ترديد ذات الكلمات عينها. كنا نشعر في ذلك الوقت كأن شخصاً ما قد سكب ماءاً بارداً على الجمع، وذلك لأن كلماتها كانت تميت كل حياة بالإجتماع.

طلب مني قسيس الكنيسة أن أعظ بدلاً منه صباح يوم الأحد لأنه كان مسافراً خارج المدينة. وكان هذا بالشيء غير المعتاد. وبعد الإنتهاء من العظة قبل أن يدق الجرس، قال لي أحد الشمامسة: “هل يمكنني أن أسألك سؤالاً يأ أخ هيجين”؟

قلت: “حسناً، بالطبع”. فقد كنت أظن أنه سيسأل سؤلاً يتعلق بعظة اليوم.

ولكنه قال: “عندما تعطي رسائل بالألسنة مع الترجمة في الإجتماعات. العامة، ألا تكون سبب بركة للحاضرين؟ أم تُميت الخدمة والإجتماع”؟

كانت تلك السيدة تجلس أمامي مباشرة.

أجبت: “هذا السؤال خارج موضوع العظة، لذلك فأنا لا أفضل الإجابة عليه الآن”.

إلا أن بعض قادة الكنيسة أصروا قائلين: “ولكننا يجب أن نعرف الإجابة على هذا السؤال يا أخ هيجين”.

فقلت: “إذا  كانت تلك الأمور من الروح، فإنها ترفع من جو الإجتماع. ولا تضعه أو تضعفه”.

هذه السيدة كانت ذكية بالقدر الكافي الذي جعلها تلمح ما نقوله. حتى أنها أتت إليّ وقالت: “إذاً فأنا لم أكن على صواب، أليس كذلك”؟

قلت: “نعم يا سيدتي”.

قالت: “كنت أفكر في ذلك طوال الوقت، فقد كنت أعلم ذلك بالشهادة الداخلية، إلا أنني أردت أن يستخدمني الله. على أية حال، سأتوقف عن فعل ذلك”.

قلت: “شكراً، إنك حقا بركة للكنيسة”.

قد يتكلم أحياناً أناس بصوت مرتفع، مثل تلك السيدة، بدون مسحة الروح. وهذا لا يغير شيئاً من أن موهبة الأسنة التي لديها كانت حقيقية. إلا أنها أساءت إستخدامها فكانت لا تعمل في توافق مع مسحة الروح.

إنني أنبّه كل شخص أن يكون على حذر من النبوات الشخصية. فقد تحطمت حياة الكثيرين بسبب النبوات الشخصية. فلا تتزوج من شخص معين بناءً على ما تنبأ به أحد لك. فعلى مر السنين رأيت ما يسمى ب”النبوات”، التي لم تنتج زواجاً بمعنى الكلمة. بل بسبب بعض تلك النبوات تدمرت بعض البيوت وخربت.

كذلك لا تخرج إلى الخدمة لأن شخصاً ما تنبأ لك بذلك. خذ هذا الأمر بناءً على ما بداخلك من الله. ومن ثم إذا جاءت النبوة تؤكد لك ما تكون أنت بالفعل قد حصلت عليه، فلا بأس سيكون ذلك حسناً. قال يسوع عندما ظهر لي في تلك الرؤية عام 1959: “إقبل النبوة التي تؤكد لك ما قد أخذته بالفعل من الله. أما إذا تعارضت مع ما هو بداخلك فارفضها تماماً”.

قال الروح القدس: “إفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه” (أعمال 2:13). فقد كان هذا بمثابة تأكيد للعمل الذي دعاهما إليه بالفعل.

في آخر كنيسة قمت برعايتها، كان هناك شاباً يمتاز بأنه إنساناً روحياً. قالت لي زوجتي: “إنني أثق من أن يد الرب على هذا الشاب. إن الله يدعوه للخدمة”.

قلت: “أنا شخصياً عندي نفس التأكيد، ولكنني لن “أدعو” أي شخص. فإنني لن أقول لأي شخص أنه مدعو من الله حتى ولو كنت أعرف أن الأمر كذلك.

والسبب هو أنه عندما يخرج شخصاً للخدمة، فالأمر لا يكون دائماً يسيراً أو سهلاً. قال بولس لتيموثاوس، ذلك الخادم الشاب: “فاشترك أنت في إحتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح” (2 تيموثاوس 3:2). فعندما تواجه صعوبات في الطريق – وهذا أكيد – فبمقدورك أن تنتصر. ولكن عندما يصعب الطريق، قد يقول شخص ما لم يكن على يقين شديد من دعوة الله: “لقد خرجت للخدمة، فقط لأن ألي قال لي ذلك” أو “شخصاً ما قد تنبأ لي بذلك، وأنا لا أعلم الدعوة التي إليها دعيت”. أما الرجل الذي أخذ هذا القرار في روحه والذي يعرف دعوة الله له، فلسوف يقف ثابتاً في المصاعب أو على المياه المرتفعة.

لذلك لم أقل أي شيء لهذا الشاب. وفي مساء أحد أيام الأحاد، بينما كنا نصلي جميعاً حول المذبح، كنت أتمشى من حول الناس واضعاً يدي عليهم مصلياً لأجلهم بحسب ما يقودني الله. ثم وقفت بجانب هذا الشاب الذي كان راكعاً أمام المذبح وهو يصلي بحرارة. فتحت فمي لأصلي ولكنني سمعت كلمات تخرج من داخلي وتقول: “هذا تأكيد لما قلته لك في الساعة الثالثة ظهراً بينما كنت تصلي في الحجرة الخارجية. لقد طلبت مني تأكيداً وها هو. فإنني أنا هو الذي كنت أتكلم معك”.

سألت هذا الشاب بعد خدمة الصلاة: “هل كنت تصلي في الحجرة الخارجية الساعة الثالثة ظهرا”؟

(أردت أن أتأكد من الأمر – فإذا كنت مخطئاً، أصحح من موقفي لأكون على صواب. وإن أخطأت، أعترف بذلك. لا تخف من أن تقول: “إنني أخطأت”. لما بدأت أتعلم قيادة السيارة، كنت أخطئ مرات قليلة حتى أنني كنت أحيانا أصعد على الرصيف، ولكنني لم أترك القيادة لمجرد أنني أخطأت. فهل أنت فعلت ذلك؟ يجب أن نكون أكثر إدراكاً للأمور الروحية. لن أتوقف لمجرد أنني أخطأت، بل سأواصل المسيرة، مصمماً أن لا أخطئ ثانية. ولهذا كنت أريد أن أتأكد من هذا الصوت الذي سمعته).

قال هذا الشاب: “نعم، لقد كنت أصلي. هل تعلم يا أخ هيجين بأنني شعرت لبعض الوقت أن الرب قد دعاني لخدمته ولكنني لم أقل نعم أو لا. لذلك قضيت وقتاً طويلاً في تلك الحجرة وأنا أصلي وأتأمل وأقرأ الكتاب، وانتظر أمام الله. شعرت بأن الله يتكلم إليّ ويقول: ‘لقد دعوتك للخدمة وسوف أؤكد لك هذا في خدمة المساء’. ولكنني لا أعلم كيف يتم ذلك”.

تذكر – أنه إن لم تكن لديك شهادة داخلية أو تأكيد لشيء قد أخذته من قبل، فلا تقبل أي نبوة شخصية.

فطالما كانت موهبة النبوة تقتصر على مجال التكلم للناس بينيان ووعظ وتسلية، فهذا يكون رائعاً. شجع ذلك. ولكن قد يحدث للشخص الذي يتنبأ، في كثير من الأحيان، أن يرى نبياً يتكلم بكلمات تعلن عن المستقبل فيقول في نفسه: “إنني أستطيع أن أعلن ذلك لأنني أتنبأ”. ومن ثم يخرج من مكانه الأصلي ويدخل إلى دائرة أخرى خارج إختصاصه.

سيدة جاءت مع مجموعة من بلدة قريبة منا. وقالت لي: “يا أخ هيجين، إن كل هذا يعتبر جديداً بالنسبة لنا. ففي بلدتنا نعقد إجتماع صلاة أسبوعي. وأريد أن أسألك عن شئ بخصوصه. بعض أعضاء هذا الاجتماع يعتقدون أنني على خطأ فيما أقول، ولكنني لا أعتقد كذلك أن كل ما نقوم به هو الصواب. عامة أنا لا أعرف إذا كان بإمكاني تسمية ما نقوم به هناك ب”إجتماع صلاة” أم لا. فكل ما يقومون به هناك هو التنبؤ بوضع الأيدي بعضهم على بعض. يصرفون كل الأمسية وهم يتنبأون بعضهم لبعض. وإنني لا أحصل على أي شئ سوى نبوات سيئة.

“لقد تنبأوا بأن أمي ستموت خلال ستة أشهر. وقد مرّ على هذه النبوة ثماني عشر شهراً وها هي تحيا حتى الآن. ثم تنبأوا بأن زوجي سيتركني. إنه لم يحصل على الخلاص بعد، ولكنه إنساناً طيباً وأنا أحبه. فهو يقوم بواجباته ويوفر لي كل ما أحتاج إليه. ولا يوجد بيننا إختلاف على الإطلاق. وهذان فقط مثالين من نبواتهم. كثيراً ما يتنبأوا لي بأن شيئا سيئا سوف يحدث. مع إنه لم يحدث أي شئ مما تنبأوا به من قبل”.

قلت: “وذلك لن يحدث أبداً، فأنا ابنة الله”.

قالت: “أليس هذا سوء استخدام للنبوة”؟

قلت: “نعم، بالطبع”.

نحتاج لأن نعرف هذه الأشياء. فكما أنه من السهل على الأطفال أن يضلوا. هكذا نحن أيضاً. وهذا هو السبب الذي من أجله كتب بولس إلى أهل كورنثوس فيما يتعلق بهذه الأمور.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$