القائمة إغلاق

النضوج الروحي Spiritual Maturity

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

يُوضِح لنا الكتاب المقدس أنهُ عندما يولد الإنسان ثانية إنهُ ينتقل من مملكة الظلمة والموت وسلطان إبليس إلى مملكة الحياة ، مملكة أبناء الله وهذا ما يحدث في الحال ، عندما يُقرر الإنسان ويَــــقبل الرب يسوع في حياتهِ يَــــــحدث هذا فوراً ويَــــصير مَولود من الله حرفياً ويحتوي على جينات الله الوراثية في روحهِ ويَــــصيــــر في عائلة الله.

ولكن كما في أسرة واحدة ستجد أعمار مختلفة ومستويات من النضوج مختلفة هكذا في مملكة الله يوجد  مستويات من النضوج مختلفة.    لندرس معاً ما جـــــَاءَ في كلمة الله عن أولاد الله الذيــــن هُم في نفس المملكة ( أي الــــملكوت ) ولكنهم مختلفون في النضوج وليس في الأصل (أي هم في نفس السلالة الإلهية) أي كلهم أولاد الله ولهم حقوق متساوية ولكن ليس الكل يستفــــيد من هذه الحقوق لأنهم ليسوا ناضجين وليسوا في مستوايات واحدة.

لا عجب أن الرسول يوحنا في رسالته الأولى يتكلم لكل مستوى بتعليم مختلف ، فنجدهُ يقول مرة   ” أيها الأولاد …”  مرة أخرى يقول  ” أيها الرجال …”  هذا لأن هناك فرق في المستوايات الروحية ، وعلى هذا الأساس يجب تقديم الطعام الروحي ، فلكل مرحلة عمرية هناك نوع طعام يصلح لهذه المرحلة.

كثيراً ما يحدث في الإجتماعات الروحية ودرس الكتاب أنهُ يتم تقديم طعام قليل للناضجين فيبدأون بالسرحان وعدم التركيز أو العكس يتم تقديم طعام روحي (أي تعاليم ) خاصة بالناضجين في حين أنهم أطفال روحياً فنراهم يبدأون بالتجاوب ولكن بفهم خاطىء فيَـــــبـنُــــون ويَــــــرسُمون ظنوناً ومبادىء غير كتابية. هذا تماماً كمن يقول لطفل صغير : “ما رأيك في البورصة اليوم؟”   بلا شك سيبدأ بالإجابة ( لأن الأطفال كثيرون الكلام ويظهرون أنهم يعرفون كل شيء )  والإجابة تكون مضحكة ، ولو هناك طفل آخر  يسمعه سيصدقه. أعمى يقود أعمى.  هذا ما قالهُ الرب يسوع عن قادة روحِـــــيين ولكنهم في نظر الله عُــــميان ولا زالوا يحتاجون لمن يقودهم فمن الأفضل أن يتنحوا بدلاً من أن يقودوا أناس غير عارفين ما يجب فعله لأنهم أطفال ، ولقد تكلم الرب يسوع عن هؤلاء القادة أنهم أطفال ولا يجب أن يرعوا من هم في مستواهم. 

قبل أن أبدأ في دراسة مستوايات النضوج الروحي من الضروري جداً أن تفهم عندما أتكلم عن الناضج أو الطفل روحياً لا أقصد السنين العمرية ، فقد تجد من هم في سن صغير و هم مولودين حديثاً ولادة ثانية ولكنهم فهموا أموراً أكثر  وعرفوا الرب أكثر من الذين قبلوا المسيح من سنين كثيرة جداً.  عندما أتكلم عن طفل روحي ربما لهُ سنين كثيرة وعقود منذ أن قَــبِــــــل المسيح مخلصاً شخصياً في حياته  فإني أقصد بكلامي نُــــــضوجهِ الروحي الذي هو غير مرتبط بالعمر الجسدي بل بمقاييس أخرى سأناقشها. 

كلمة ” إبن ”  في اليوناني تأتي مختلفة عن ترجمتها في العربية والإنجليزية ، فاليوناني يوضح أنه هناك أكثر من نوع ، فهي تأتي بمعاني تختلف عن كلمة إبن المعتادة ، لذلك سندرس معاً هذه النقاط :

*** مستويات أولاد الله (معاني أولاد الله في اليوناني) وما يتصف به كل مرحلة.

التبني – دور الروح القدس في النضوج.

كيف تصير ناضج (الطريقة التي تنتقل لمرحلة الرجولة الروحية).

كيف يحكم الله على الناضج (المقاييس).   

*  مستويات أولاد الله (معاني أولاد الله في اليوناني)

الذي يميز مملكة الحياة أو مملكة النور، أن جميع الذين في هذه المملكة هم نوع مختلف من البشر ويطلق عليهم في اللغة اليونانية TEKNON والتي تعني الأشخاص المولودين من الله شخصياً وتأتي بمعنى سُلالة أو نسل وُلد من الله ذاته. وهي تترجم إبن  أو  أولاد الله  في كتبنا المقدسة العربية.   يو 1: 12 “أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ، فَقَدْ مَنَحَهُمُ الْحَقَّ فِي أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الله. أي  (TEKNON)  رو 8: 16 “فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.” فَالرُّوحُ َشْهَدُ بِأَنَّنَا “TEKNON” اى إننا من نسل الله ذاته.

طفل أو إبن الله ، إنك من هذه السلالة وأنت أيضاً وارث وشريك مع المسيح في الإرث الذي يشمل كل شيء في الحياة على الارض وما بعدها.

 رو 8: 17 “وَمَا دُمْنَا أَوْلاَداً أي TEKNON، فَنَحْنُ أَيْضاً وَارِثُونَ؛ وَرَثَةُ اللهِ وَشُرَكَاءُ الْمَسِيحِ فِي الإِرْثِ. وَإِنْ كُنَّا الآنَ نُشَارِكُهُ فِي مُقَاسَاةِ الأَلَمِ، فَلأَنَّنَا سَوْفَ نُشَارِكُهُ أَيْضاً فِي التَّمَتُّعِ بِالْمَجْدِ.”

نعم أنت وارث ولك حقوق متساوية مع كل أولاد وبنات الله.    أعمال 20 : (32)وَالآنَ أُسْلِمُكُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى كَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ  وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاً تَشْتَرِكُونَ فِيهِ مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ لِلهِ.  

رو 8: 17  تتحدث إننا أبناء الله ووارثين معه. عندما تولد من الله تكون سلالتك “TEKNON” وتكون مثل المسيح ، أي شخص وُلِـــــــــد من روح الله يكون وارث ليسوع. وبكلمات أخرى أي شيء يَــــــــــخص يسوع يَــــــــــخُصنا نحن ونَملكهُ.

يوحنا 4: 4  ” أَيُّهَا الأَوْلاَدُ الصِّغَارُ، أَنْتُمْ مِنَ اللهِ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الّشريرَ: لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ السَّاكِنَ فِيكُمْ أَقْوَى مِنَ الرُّوحِ الشِّرِّيرِ الْمُنْتَشِرِ فِي الْعَالَمِ.”  هنا يتكلم عن سلالة أبناء الله “TEKNON” المولودة حديثاً.  

هذه السلالة، نوعية أبناء الله والتي تُــــــــسمى “TEKNON  ” تنقسم إلى ثلاثة مراحل نضوج ، فهي : الإنسان   والعمر    ومستوى النضوج     أو     طفل    ومُراهق    ورجُــــل .
وأياً كان مستوى النضوج لكن نوعه واحد أي إنسان.

هكذا في موضوعنا  ” النوع  “ : مولود من الله أي أنهTeknon    أي سُلالة أو نسل وُلِدَ من الله ذاته ، ولكن يختلف في مستوى النضوج.                                                                                     

 

  • هيا بنا لنعرف أكثر عن مستوى النضوج في كلمة الله :

 

  • المستوى الأول: “BREFOS” وتعني في اللغة اليونانية طفل حديث الولادة   (أي الذي ولد من الله حديثاً ).   1 بطرس 2: 2 “وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ حَدِيثاً، تَشَوَّقُوا إِلَى اللَّبَنِ الرُّوحِيِّ النَّقِيِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ إِلَى أَنْ تَبْلُغُوا الخَلاَصَ،”

كلمة الله تَـــحُـــــث الشخص الذي قَــــبِــــل الرب يسوع ( وولِـــدَ من الله) أن يَــــــشـتــَـــهي كلمة الله أي يتعامل معها بجوع ، وذلك لأننا نعلم جيداً أن أي طفل صغير مولود حديثاً يــــحتاج إلى اللبن عديم الغش لكي يتمكن من الحياة في صحة جيدة ولكي ينمو صحيحاً.  كذلك أيضا المولودين من الله يحتاجون إلى كلمة الله التي تُـــقدم بطريقة صحيحة لكي ينمو نمواً سليماً ويكتشف من خلال الكلمة ما أُعِّد لهُ من ميراث من عند الله.

فهذه المرحلة البدائية طبيعية لآي شخص ولد ثانية من الله، ومن الطبيعي لهُ أن لا يمكث وقتاً في هذه المرحلة .    أفسس 4: 14 ” حَتَّى لاَ نَكُونَ فِيمَا بَعْدُ أَطْفَالاً تَتَقَاذَفُنَا وَتَحْمِلُنَا كُلُّ رِيحِ تَعْلِيمٍ” .   ” أَنْ تَبْلُغُوا الخَلاَصَ” تعني أن تنمو في معرفة كلمة الله .  

أفسس 1: 17-18 “حَتَّى يَهَبَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ حِكْمَةٍ وَإِلْهَامٍ: لِتَعْرِفُوهُ مَعْرِفَةً كَامِلَة (18)إِذْ تَسْتَنِيرُ بَصَائِرُ قُلُوبِكُمْ، فَتَعْلَمُوا مَا فِي دَعْوَتِهِ لَكُمْ مِنْ رَجَاءٍ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ “

 أما الخلاص كما يأتي في اللغة اليونانية (تحرير، شفاء، ازدهار، ثبات واستقرار، أمان، كمال روحي وجسدي).    أفسس 4: 11 “وَهُوَ قَدْ وَهَبَ الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ (12)لِتَأْهِيلِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ جِهَةِ عَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ (13)حَتَّى نَصِلَ جَمِيعاً إِلَى وَحْدَةِ الإِيمَانِ وَوَحْدَةِ الْمَعْرِفَةِ لابْنِ اللهِ، إِلَى إِنْسَانٍ تَامِّ الْبُلُوغِ، إِلَى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ (14)وَذَلِكَ حَتَّى لاَ نَكُونَ فِيمَا بَعْدُ أَطْفَالاً  NEPIOS  تَتَقَاذَفُنَا وَتَحْمِلُنَا كُلُّ رِيحِ تَعْلِيمٍ يَقُومُ عَلَى خِدَاعِ النَّاسِ وَالْمَكْرِ بِهِمْ لِجَرِّهِمْ إِلَى الضَّلالِ الْمُلَفَّقِ (15)بَلْ نَتَمَسَّكَ بِالْحَقِّ فِي الْمَحَبَّةِ، فَنَنْمُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ نَحْوَ مَنْ هُوَ الرَّأْسُ، أَيِ الْمَسِيحِ”.

 

الرب أعطى خمس خدمات ليكونوا موجودين في الكنيسة وهم : الرسل ، الأنبياء ، المبشرين ، الرعاة ، المعلمين. ولكن يجب أن نعرف لماذا وضعَ الله هؤلاء الخدمات في الكنيسة ، ونجد الرسول بولس يشرح في حديثه عن السبب ويقول : ” لكي تكون مؤهل في بناء المؤمنين الآخرين في الخدمة،”

إلى متى تكون هذه الوظائف موجودة في الكنيسة؟  حتى تصل الكنيسة (أفرادا وككل) إلى إيمان الله ذاته والمعرفة التي يتمتع بها المسيح.  أفسس 4 : 13  إِلَى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ … أي يكون إنسان تام في كل شئ، أي تكون مثل يسوع تماماً، وهدف الله من ذلك هو أن لا نكون فيما بعد أطفال تقودنا كل كلمات يعلمها أي شخص . ولكن يصل المؤمن الى إستقرار  روحي ، نعم هذا ما يقوله الشاهد هنا.

الإستقرار الروحي يعني أنك عرفت الاساسيات التي من غيرها لا يمكنك أن تعيش حياة مستقرة وثابتة بل تكون حياتكَ مُــــتــــقبِــــلة . هذه الأساسيات تساعدك على السلوك بالإيمان في كل زوايا حياتك وكيف تعيش الحياة التي يريدها لك الرب يسوع وأنتَ مُستمتع بكل حقوقك ،  وهذا لا يعني أنك لن تواجه تحديات ، لكن عندما تبدأ بدراسة الكلمة سيأتي الإستقرار  لأنك تعلمتَ وعرفت أن الحل في يدك ، فتحيا مطمئناً مهما واجهت ويكون لديك القدرة لعلاجه لأنك عرفت الطريقة.

يوجد طعام غير صحي (لبن مغشوش) وهذه تعاليم خاطئة كثيرة وهذه التعاليم تخدع الناس وتقودهم إلى الضلال.  لن تجد في الكنيسة شخصاً يقول يسوع ليس إبن الله ولكن ستجد من يقول : ” الله يُــــمرض ويُــــؤذي أولاده لكي يعلمهم دروس !!! ” ، وهذا غير كتابي بالمرة ، ولأن المؤمنين لا يعرفون كلمة الله ولا يعرفون أن هذا خطأ وخطر فيصدقون هذا كله.

هذا ما قال عنه بولس يكرزون بيسوع آخر ، بعبارة آخرى ، لا ينكرون أن يسوع هو إبن الله ولكنهم يكرزون أنه يفعل أشياء ليس هو الفاعل الحقيقي لها. 2 كو 11 : 1 – 4

ويبدأ تسريب هذه التعاليم منذ مرحلة الطفولة الروحية بريفوس  Brefos  ، لذلك إن التعليم هام جداً في هذه المرحلة لأنه من هنا يبدأ التأسيس ، مثل أي طفل تماماً يمكنك أن تطبعه وأن تشكله في هذه المرحلة.  لأنه سيذهب حيثما تقوده.

 

وعلى الُـمــعَلِم أو الراعي أن يكون ماهراً في الكلمة لكي يُــــعَـــلم هذا الطفل ، لأن ما سيقوله من تعليم سيأخذهُ ويستقبلهُ الطفل ( الطفل روحياً ) وراءه في هذه المرحلة بدون أن يُــــمــــيِـــز  ما إذا كان هذا التعليم صحيح أو غير صحيح ، طعام صحي أو سم مميت.  

لاحظ معي ما يقوله بطرس الرسول أنه لبن عديم الغش ، بمعنى آخر أنه هناك لبن مغشوش ، أي هناك تعاليم مغشوشة ، نفس الأمر يُـــطبق على أي طفل عادي إذا قُـــدِمَ لهُ لبناً مسموماً سيؤثر  هذا على نُـــموهِ ويَــــصير طفلاً معوقاً ذهنياً وجسدياً.

للأسف نجد في بعض الكنائس التي لا تعرف أن الحياة الروحية هي مُستوايات ، أو قد يكونوا يعرفون أن  هناك مستوايات روحية ولكنهم غير مُـــــهتمـــــين ببناء جسد روحي سليم ، لذلك نجد هؤلاء القادة يرتبكون خطأين مشهورين:

الخطأ الأول:  يَـــــضعُون مُـــعلِمين لا يعرفون الكلمة وقد يكونوا في مرحلة المراهقة الروحية (سنتكلم عنها بعد قليل) ويضعونهم لتعليم هؤلاء الجدد الأطفال بريفوس  Brefos.   وهذا كارثي !!! لأنهُ عندما يكون مُـــــعــــَلِـــــم الكـــلــمة غير ناضجاً روحياً سيقود المؤمن الجديد أو المؤمنون الجدد إلى مستوى غير سليم روحياً وبالتأكيد سيؤدي هذا إلى مشكلة في النضوج.

الخطأ الثاني: أن يوكلوا هذا المؤمن الجديد (الطفل روحياً بريفوس  Brefos) منصب وعمل روحي في الكنيسة فور قبوله المسيح.

وهذا خطير جداً ، لأن هذا الطفل الروحي لا يعرف شيء في المسيح بعد ، نعم هو نسل إلهي  Teknon ولكنه يحتاج إلى النضوج الروحي.   تَــــــشبيه: كأن شخصاً قررَ تسليم إدارة مصنع وإدارة أموال شركة ضخمة لطفل !!! بلا شك سيُــــخطيء رغم أن في داخله طبيعة البر( أي القدرة لفعل الأمور بطريقة صحيحة) لكنه لم ينموا فيها بعد.

أنظر معي لإستفانوس في أعمال 6 : 1 – 7 ، أرادَ الرسل إختيار شخص ليكون مسئول عن خدمة الموائد ، ستتعجب للمواصفات التي ذكرها الكتاب هنا :

(3)فَاخْتَارُوا، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ، لَهُمْ شَهَادَةٌ حَسَنَةٌ، مُمْتَلِئِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْحِكْمَةِ، فَنُعَيِّنَهُمْ لِيَقُومُوا بِهذِهِ الْمُهِمَّةِ.

ليس كل شخص مُمتلىء بالروح يَــــــسلك بالحكمة التي في داخلهِ ، وهذا لا يعني أن الملء بالروح إختبار  سيء ، بالعكس ، ولكن الملء بالروح  بالإضافة   للكلمة ( والسلوك بها ) هما الطريقتان الأساسيتان لإنضاج الشخص وليس الملء بالروح لوحده (سأناقش هذا بعد قليل).

وما أسوأ أن يتولى طفل روحي بريفوس Brefos   منصب التعليم في الكنيسة.  بلا شك الطفل الروحي يُـــــــشبه الطفل الجسدي ، لأن الطفل الروحي يفهم أموراً بطريقة خاطئة ويوصل هذه الأمور بطريقة خاطئة للسامعين.  وهو لم يَـــــــسلك بعد بالإيمان ، لذلك سيفهم كلمة الله ليس بروحهِ بل بمنطلق حواسهِ وسيعظ بإختبارات وتَـــــــعاليم غير كتـــــابية رغم أنها تبدو كتابية.

 هناك كنائس تخاف من شعبها أن يتركوا الكنيسة ، ولأنهم غير مدركين أهمية وجود الأشخاص الصحيحة في الأماكن الصحيحة ، نجدهم يتسرعون بأن يوكلوا الشخص الذي قَـــبــــِلَ المسيح مناصب في الكنيسة وبلا شك العواقب ستكون غير مرضية وأحياناً كارثية.

 ولا يمكنك أن تحمل الله أي مسؤلية عن أخطاء يرتكبها قادة الكنائس الذين قد يُخطئون بهذه الأمور غير فاهمين للكلمة . سياتي يوم ويقفون فيه أمام كرسي المسيح وسيكونون هم المسؤلين وليس الله ، لأن الله لا يعمل بإستقلالية عن الإنسان ، والله لا يُــــــمكنه أن يمنع ما يفعله الإنسان     لأن التعاون يجب أن يكون من الطرفين ( الله والإنسان ) .

 في هذه المرحلة يجب أن يتعلم الشخص عن الأساسيات في كلمة الله من معلم ماهر ، مثلاً : 

– حقوقه في المسيح 

  – أن يعرف أن الإنسان كائن روحي يمتلك نفس ويسكن في جسد . 

                                 – أن الخطيئة مشكلتها تم حلها .   

   – أن الإنسان العتيق قد مات ، وانه أصبحَ في مملكة سماوية غير مرئية ولكنهُ فيها .   

  – أنهُ  في أرض الموعد التي هي هنا على الأرض

     – أن الله يحبه وأن الله لا يقف ضده مهما كان وأنه وُلـــــِدَ حرفياً من الله ولديهِ حياة الله.

في هذه المرحلة ( أي المستوى الأول Brefos  ) إذا عَـــبــــَر هذا الطفل الروحي في مشلكة ما أو تحدي ما في حياته أو مرض ، يُــــــــمكن للقائد ( أي المفترض أن يكون ناضجاً )  أن يُــــصلي من أجلهِ  ليـَــنـــَـــال شفائهُ معتمداً على إيمان قائده ، وهذا عكس مستوى الإيمان عند المؤمن الناضج هيوس Huios والذي سنناقشه بعد قليل ، لأن الناضج عندما يصلي أحداً معهُ لا يَـــــنـــَال شفــاؤه ( رغم أن الله يريد أن يشفيه 100 % ) ولكن المسحة لن تعمل ، لماذا؟    

 

لأن المؤمن الناضج مُــــتَــــوَقَـــــعْ أن يَـــــنال شفاؤه بنفسهِ عندما يمارس إيمانه ولا أن يعتمد على إيمان آخرين. سأناقش هذا عندما نصل الى هذا المستوى Heios.

 

في مرحلة ال Befros  لا يصح للطفل الروحي أن يُـــــمسِك أي منصب كـــنَـــــسي ولا يـــتم الوعد له بذلك من القادة حتى ولو طلب هذا بنفسه بعد أن رأى إخوته وأخواته يخدمون ويمسكون منصب كنسي.

ستجد أن الطفل روحياً يتحدث كثيراً عن الخطيئة كمشكلة ، هذا لأنه لم يفهم بعد أنه بر الله  وهذا طبيعي في هذه المرحلة التي لا يجب أن تطول كثيراً ، وإن وُجِــــدَ تعليم كتابي سليم فبعد هذا التعليم السليم سيبدأ بالسلوك بحقيقته وهي البر، ونقرأ أيضاً كيف علم الرسول يوحنا هؤلاء الأطفال تعليم مناسب لـمستواهم ، في حين أنه عَــــلمَّ المراهقين روحياً تعليماً مختلفاً  وعَلمَّ الناضجين تعليماً أعلــــى ومختلف عن الأطفال والمراهقين روحياً.

1 يوحنا 2 : (12)أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لأَنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ إِكْرَاماً لاسْمِ الْمَسِيحِ.   هل ترى أنه يعلمهم عن الخطيئة أنهُ قد تم حلها وهذا لأنهم غير مدركين لأي شيء آخر غير هذا.  وهذا ما يجب أن نفهمهُ ونعلمهُ للمؤمنين الحديثي الولادة ويجب أن نعلمهم أن الخطيئة قد حلت مشكلتها من خلال ما عمله يسوع ، وأن لا يسمحوا للخطيئة بأن تسود عليهم.  مثلاً تعليم : رومية 6 : (11)فَكَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً، احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ وَأَحْيَاءً لِلهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. (12)إِذَنْ، لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيئَةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ فَتَنْقَادُوا لَهَا فِي شَهَوَاتِهِ (13)وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ لِلْخَطِيئَةِ أَسْلِحَةً لِلإِثْمِ، بَلْ قَدِّمُوا أَنْفُسَكُمْ لِلهِ بِاعْتِبَارِكُمْ أُقِمْتُمْ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ أَحْيَاءً، وَأَعْضَاءَكُمْ لِلهِ أَسْلِحَةً لِلْبِرِّ (14)فَلَنْ يَكُونَ لِلْخَطِيئَةِ سِيَادَةٌ عَلَيْكُمْ، إِذْ لَسْتُمْ خَاضِعِينَ لِلشَّرِيعَةِ بَلْ لِلنِّعْمَةِ. وغيره من تعاليم تخص الخطيئة والدينونة…

هدف الله للمؤمن الحديث أن يكون ” ناضج  و  بالغ ”   أي  ” رجل في الحياة الروحية” .  وكيف يتم هذا النضوج ؟ سأذكره بإستفاضة في نقطة أخرى. 

الآن لنعتبر أن هذا المؤمن الحديث (بريفوس Brefos ) قد نالَ تعليماً سليماً ونَــــضجَ ، فسينتقل إلى مرحلة أخرى وهي المراهقة الروحية ويُـــــطلق عليها بايدون  PAIDION.           

  • المستوى الثاني: “PAIDION”                                                                                    

وتعني فى اللغة اليونانية: المراهقة الروحية وهي تــــُذكر  في كتــبــــنا المقدسة بنفس الكلمة ” إبن”.   المراهق الروحي هو مؤمن بَــــدأ يعرف الكلمة وبَــــــدأ بتطبيقها وبدأ يرى نتــــائج الكلمة في حياتهِ ولكنه لم ينضج بعد إلى الرجولة الروحية ، ولكنه بَــــــــدأ بفهمِ أمـــــوراً في مملكة الله ولا يُـــعتــَبــــر طِــــفلاً روحياً  وأيضاً لا يُـــعتـــَــبــــر ناضجاً بعد.

الطفل الروحي بريفوس Brefos   الذي ينمو نمواً سليماً طبقاً لكلمة الله ويكون راشداً في التفكير كاره الشر ولا يفكر أفكاره الشخصية العادية البشرية بل يتمسك بكلمة الله يــــَكـــبـُــر ويــَــنضج ليــَـنــــــَتـــقِل الى مرحلة المراهقة الروحية.

1كورنثوس 14: 20 ” أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لاَ تَكُونُوا أَوْلاَداً   PAIDION فِي التَّفْكِيرِ، بَلْ كُونُوا أَطْفَالاً  فِي الشَّرِّ. وَأَمَّا فِي التَّفْكِيرِ، فَكُونُوا رَاشِدِينَ.”

وهنا تظهر المرحلة الانتقالية من النوع الأول وهو “BREFOS” المولود حديثاً من الله إلى النوع الثاني وهو “PAIDION” حيث يبدأ نمو الشخص بعد معرفته للخلاص وانه تَــــمَّ ولادتِـــــه ثـــــَانِـــــية من الله     ولا يواجه دينونة عندما يأتي يسوع ثانية ، ولا يَـــــبقىَ في إيمانهِ تحت صليب المسيح ، بل ينطلق إلى يوم الخمسين كما وعد الرب يسوع .   اعمال 2: 4 ” فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. ”

” لا يَـــــبقىَ في إيمانهِ تحت صليب المسيح ” تعني لا يلوم نفسهُ كخاطىء ويصلي ويطلب منن الرب أن يقبلهُ في كل إجتماع تُــــقدم فيهِ رسالة الخلاص ويــــقضي حياته هكذا…. لا !!!   لقد نــــَضَــــجَ فوق هذا المستوى وصارَ  مُــــتأكداً من خلاصهِ و هذا من خلال الكلمة التي تُـــــشرح له بطريقة صحيحة.

في هذه المرحلة يَــــبدأ الشخص بممارسة إيمانه والسلوك بالتعاليم المعطاة لهُ ويَـــبدأ برؤية نـــــتــــائج في حياتهِ ، ولكن أحياناً أخرى لا يَـــــرى نتائج ، لأن إيمانهِ لم يَـــــنــضُــــج  كفايةً ويحتاج الى معرفة أكثر من كلمة الله ، لأن المعرفة تؤدي الى النضوج  ، النضوج في حد ذاته يأتي عندما تعرف وتعرف معرفة كاملة وتنفذها. 

وربما في هذه المرحلة أيضاً ، قد لا يرى نتائج لأنهُ يحتاج أن يدرس أكثر عن الموضوع الذي يَــــــمر بهِ ، لذلك عليه أن يكمل ممارسة إيمانه ودراسة الكلمة وسيجد نتائج حتماً . هذا قد يحدث في أي مرحلة من مراحل النضوج ( brephos ، Paidon) ، ولكن الناضج (Huios) لديه معرفة أكثر من الذي في المراهقة الروحية ( paidon) . ستجد هذا المؤمن الذي في مرحلة المراهقة الروحية كثير الكلام ، وقد لا يفهم الأمور بالطريقة الصحيحة وقد يتسرع في إتخاذ قراراته ، ويكون غير صبور ويهمه جداً رأي الأخرين بالمدح والذم. أيضاً ستجدهُ يتكلم عن هزيمة إبليس وأنه إنتصر عليه اليوم ، بينما الناضج (هيوس Huios  )      لا يتكلم هكذا ، بل ستجدهُ يتكلم أنه لا يحتاج للإنتصار  لأنهُ أدركَ أنهُ مُنتصر في المسيح ولا يقلق من إبليس ولا يُعطيه جزء من أفكاره ، لم يعد مقلقاً لهُ ، لأنهُ يَـــــسيــــر مُدركاً أنه أعظم من منتصر بسبب أن الذي فيه أعظم من الذي في العالم ولا يحتاج أن ينتصر لأنه إنتصر مع يسوع.

1 يوحنا 2 : 13 أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الشَّبَابُ، لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمْ إِبْلِيسَ الشِّرِّيرَ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ الصِّغَارُ، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ 

الملء بالروح القدس هو هام جداً في كل مراحل النضوج ، لأنه كما أن الميلاد الثاني حق لكل شخص هكذا الملء بالروح القدس ، فهو لكل المؤمنين وليست أفكار أشخاص بل هي تعليم كلمة الله.   أما الأشخاص الذين لا يختبرون الملء بالروح القدس ستجدهم لا يفهمون الحقائق الروحية الكتابية لأن الأمور الروحية لا تُــــفـــهَــــم إلا بالروح ، وقد تجدهم يعانون في نموهم ويتأخرون في النضوج وقد يستغرق شهور وسنين من حياتهم لكي ينضجوا ، إنما من يمتلاء بالروح القدس كل يوم ، فالروح القدس كفيل أن يَــــجعلهُ يــُنجز  ويـــَسير بــــنمو سريع جداً. وليس هذا فقط ، بل الروح القدس يؤيد المولود من الله في كل المراحل الروحية بالقوة لأن الروح القدس  سيأخذه لأعماق الله . اعمال 1: 8 “وَلَكِنْ حِينَمَا يَحُلُّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ تَنَالُونَ الْقُوَّةَ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَالْيَهُودِيَّةِ كُلِّهَا، وَفِي السَّامِرَةِ، وَإِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ».”     أيضاً هذا المؤمن يحتاج أن يبني نفسهُ من خلال التكلم بألسنة ، وليس في هذه المرحلة فقط من النضوج بل في كل المراحل.      1 كورنثوس 14: 4 “فَالَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يَبْنِي نَفْسَهُ؛ وَأَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ.” أفسس 3: 18-19 “تَصِيرُونَ قَادِرِينَ تَمَاماً أَنْ تُدْرِكُوا، مَعَ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعاً، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُلْوُ وَالْعُمْقُ (19)وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الَّتِي تَفُوقُ الْمَعْرِفَةَ، فَتَمْتَلِئُوا حَتَّى تَبْلُغُوا مِلْءَ اللهِ كُلَّهُ”.

 

 إختبار الملء بالروح القدس والتكلم بألسنة ليس مقتصراً على مرحلة معينة من مراحل النضوج ، إنهُ إختبار يرافق ويجب أن يكون موجوداً في كل مراحل النضوج …

1 بطرس 1: 14 ” وَبِمَا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَوْلاَداً لِلهِ مُطِيعِينَ لَهُ، فَلاَ تَعُودُوا إِلَى مُجَارَاةِ الشَّهَوَاتِ الَّتِي كَانَتْ تُسَيْطِرُ عَلَيْكُمْ سَابِقاً فِي أَيَّامِ جَهْلِكُمْ “. كما ذكرتُ سابقاً أن الشخص في هذه المرحلة يَــــبدأ بممارسة إيمانه والسلوك بالتعاليم المعطاة لهُ، وهو يُـــــعلن كلمة الله بخصوص أمر معين في حياتهِ ، ولكنهُ يَـــشعر بأنهُ لم يحدث شيء أو لم يتغير شيء في عالم العيان ، طبعاً هذا لا يعني أنهُ لم يحدث أي تغيـــر، لكنه حتى يحصل الى النتيجة التي يريدها ويرى تغيِـــر  يجب أن يستمر  في الشكر  وإعلان الكلمة وسلوكه بالإيمان.

الفرق بين المستوى الأول Befros  والمستوى الثاني Paidon:

في المستوى الأول Befros يكون من الطبيعي أن يطلب المؤمن في هذه المرحلة الصلاة لأجله أو معهُ لأمر ما يمر بهِ ، ويتحتم وقوف قائداً روحياً بجوارهِ لـــــــمساعدتهِ لأنه قد يُخطىء في شيء بسبب قلة الخبرة وهذا في حد ذاتهِ يجعله يكتسب خبرة.    أما بالنسبة للمستوى الثاني Paidon  يكون من المتوقع أن المؤمن في هذه المرحلة بدأ بممارسة إيمانه ورؤية نتائج بدون طلب الصلاة معهُ أو لأجلهِ من قبل القائد ، ولكن أحياناً أيضاً يحتاج المراهق في هذه المرحلة للدعم الروحي والصلاة والإرشاد من قائدهِ وهذا ليس خطأ أبداً. وكثيراً ما يبدأ إبليس بشن حرباً عليه ليثبت له أن ما يؤمن به غير حقيقي ، ولكنه إن وقفَ على أرضهِ بثبات سيخرج بنتيجة ، لأن الكلمة صادقة ولا تُـــــــــهزم مهما كانت المشكلة كبيرة ، فبإيمــــانهِ وثبـــــــاتهِ يستطيع كل شيء.    2 كورنثوس  5: 17 “فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيداً” .    مرقس  11: 24 “لِهَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ”.

1 يوحنا 2: 18  ” أَيُّهَا الأَوْلاَدُ PAIDION ، اعْلَمُوا أَنَّنَا نَعِيشُ الآنَ فِي الزَّمَنِ الأَخِيرِ……”.   هنا يتكلم عن الولد او البنت الغير كاملين النضوج ، نعم هُـــم في مرحلة النضوج السليم لكن لم ينضجوا بعد.

عندما يأخذ المؤمن تعليماً سليماً وصحيحاً  ويطبقهُ ويصلي بألسنة لا بُد لهُ أن ينتقل الى مرحلة جديدة وهي مرحلة النضوج Huios  . وهذا يتم بإدراك ومعرفة الكلمة أكثر وأكثر.   أعمال 20 : 32  ” وَالآنَ أُسْلِمُكُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى كَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاً تَشْتَرِكُونَ فِيهِ مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ لِلهِ” . إلتزامك بدراسة ومعرفة الكلمة وإتباع الروح القدس والسلوك بالإيمان وتطبيق ما تقوله الكلمة   في حياتك هذه كلها تقودك إلى الانتقال للمرحلة التالية وهي HUIOS .

 

  • المستوى الثالث: “HUIOS”

 وتعني في اللغة اليونانية: الشخص الناضج ويقصد بها الشخص الذي تَــــمرن و صَـــار محنكاً وفاهماً، ويعرف التصرف في الأمور حولهُ مثل ابيه ، وتأتي بمعنى أنه صَــــارَ كوالدهِ الناضج في كامل صورته.

 Huios  هو شخص مؤمن (أو مؤمنة) أخـــَذَ وتَـــعلمَ الكلمة بطريقة صحيحة أي لبن غير مغشوش ونَمَــــــى فيها ووصَل للمراهقة الروحية ووقفَ أمام مقاومات كثيرة في المراهقة الروحية وتَــــعلم أن يَـــصلِب جبــــهته أمام العيان ولا يتأثر برأي الآخرين ، شِغـــلَهُ الشَـــاغِـــل أن يَــــعرف ويــَــعمَــــل ما يُــــريـــِدهُ   الله له. قد يكون أمامه فرص للخدمة كثيرة ولكنه لا يسلك في أي واحدة منهل بل يسلك  بما يقوله له الروح القدس وهذا نجدهُ عكس المراهق روحياً ، لأن المراهق روحياً يقبل بالدخول في أي خدمة كونها في الكنيسة وكونها لا تؤذي أحداً…   أما الناضج فرُغمَ وُجُـــــود الكثير من الفِرص للخدمة لكِــــنَـــــهُ يَـــــتبع قِــــيادة روحِهِ وليس ما يقوله رأسه أو الآخرين ولا يقبل أن يفرض عليه دور في الخدمة خــــارج رؤيـَـــتـــِه.

الناضج Huios  هو شخص تكونت لديه رؤية واضحة في روحه ويعرف أن يعتمد على الروح القدس.   هذا المؤمن مَـــــرنَ حَــــواسَه الروحية وتــــفكِيــــره للوقوف في أشَـد مَـــــعَــــارك الإيمان ضراوة.   وقَــــبــِـــل تَــــحَـــدي الإيمان وبــِــلا شك غَــــلب العيان ، وهذا الشخص يكون حساساً و منقادا بروح الله دائماً وهو مُــــدرِك لعَــمَــــل الروح القدس في حياتـــــهِ وفي حياة الآخرين ، ويُـــــفكِــــر فِـــــكر المسيح ويَـــــنظر للأمور كما يفكر الله لها.

الناضج هو شخص قد عرفَ الآب. 1 يوحنا 2 : (13)أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الْمَسِيحَ الْكَائِنَ مُنْذُ الْبِدَايَةِ.

يَـــسلك الناضجون بمعرفتهم وليس بحواسهم ، ستَـــجِد أن الرسول بولس ( وهو يُـــعتـــَبــَـر مِــــثــَـــال في كونهِ مؤمناً ناضجاً ) ستجد أن لُـــغَــتَـــه وهو يــــتــــكلم : ” ونحن نَعلم أن … ”  وليس نحن نشعر.

المؤمن الناضج شخص منقاد بالروح، رومية  8: 14 “فَإِنَّ جَمِيعَ الْخَاضِعِينَ لِقِيَادَةِ رُوحِ اللهِ، هُمْ أَبْنَاءٌ لله ” Huiosالناضجين فقط هم المنقادين والخاضعين لقيادة روح الله ، وتَـــــذكر الأناجيل الأربعة كلمة  “ابن الله”  أي  “HUIOS”  تَـــعــــنــــي شخص ماهر أو ناضج وهو شخص يُــــمكن الاعتماد عليه.

الناضجون هم فقط الذين سيُـــحدِثون تـــَغيـــِر في العالم ، والخليقة تـــَئـــِن وتـَــتـــوقَــــع الناضجين الذين سيُــــحدِثون تغير في العالم ، الناضجون هم الأشخاص الذين تَــــعَـــــلمُوا الكلمة وعَـــاشُوها وتـــــأملوا بما تقول كلمة الله عنهم.

المؤمن الناضج هو شخص مُـــتَــــمرس يَـــقف في صحراء جافة فيقلِبـــها خَــــضراء ، يَـــــدخل الاجتماع  ولا يعتمد على أحَاسِيسِه ولا على تَــــجاوب السامعين لأنهُ يُــــعطِــــي حَـــياة لـمَن حَـــولــهُ من خلال كلمة الله. هو شخص ثابت ومُستَـــقِر في حيـــَاتِه الروحية ، يَــــعرِف ماذا يَعمل في أي موقف في الحياة ، فالحياة ليست غامضة أمامهُ ولا يَــــقِف أمامهُ أي جَبَــــل لأنَــــهُ راسخ في الكلمة التي تَـــــسكُن فِيه بكل غِـــنـــَى ، لا يأتي عليه يوم ويقول اليوم أنا جاف روحياً لأنه يعرف كيف يمتليء يومياً من الروح ، حَيــَــــاتِــــه مُـــــنظمة ولا يُـــــوجد بـــِها كــــسَل.

الناضج ينظر إلى الأمور بنظرة الله ويَـــــحكم في كل شيء ولا يُحكم فيه ، بمعـــنـَـــى آخــــر قد يَــــــحكُــــم فِــــيه الآخـــــرين حكماً غير صحِـــيــــحاً وهذا لأنهم لا يــــفهمونَــــهُ فهو يــــَسلُــك في مستوى أعلىَ مِــــنـــهُم. أما من جـــهتِــــهِ فهو يَــــرىَ الدنيا بمنظور مختلف فهو يَـــحكُــــم في الأمر بنظرة إلهية.

 

 

التَـبَـنِـي  –  دور الروح القدس في النضوج

 

رومية  8: 16-19 ” فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ ”  TEKNON ”  (17) وَمَا دُمْنَا أَوْلاَداً TEKNON، فَنَحْنُ أَيْضاً وَارِثُونَ؛ وَرَثَةُ اللهِ وَشُرَكَاءُ الْمَسِيحِ فِي الإِرْثِ. وَإِنْ كُنَّا الآنَ نُشَارِكُهُ فِي مُقَاسَاةِ الأَلَمِ، فَلأَنَّنَا سَوْفَ نُشَارِكُهُ أَيْضاً فِي التَّمَتُّعِ بِالْمَجْدِ. (18)فَإِنِّي مُقْتَنِعٌ بِأَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لَيْسَتْ شَيْئاً إِذَا قِيسَتْ بِالْمَجْدِ الآتِي الَّذِي سَيُعْلَنُ فِينَا (19)ذَلِكَ أَنَّ الْخَلِيقَةَ تَتَرَقَّبُ بِلَهْفَةٍ أَنْ يُعْلَنَ أَبْنَاءُ اللهِ  ” Huios  “.

كثيرا ما يتعجب القارىء لهذه الآيات من جهة موضوع ” التبني”  فيتسائل المؤمنون  هل نحن ولِدنــَا من الله أم الله قـــَامَ بتـَــبنــــي الـــمُؤمنين ؟

 وهذا بلا شك لأن الكثيرون يفهمون “التبني” بالطريقة ال تطبق الآن في هذا العصر  وهي:   “أن يذهب شخصاً لدار  أيتام أو ملجأ ويَـــطلب أن ” يَـــتـَبَـــنـَــى” طفلاً ، ثم يَـــصِيــــر هذا الطفل إبنهُ  أو إبنَــتــَهُ من ذلك الحين ، ويَــــحمِل إسمهُ ولـقَــــب العـائِــــلة وحُــــقوق العائــــِلة كأي طِفل مولود …   ولكن في حقيقة الأمر هو غير مولود من الأب أو الأم اللذان تــــَبــــنــَاه ، هذا هو مفهوم التَــــبــنـــــي في أيامنا هذه .  

إنتبه الآن على معنى ” التبني ” في الفترة التي كُــــتــــِبــَت فيها هذه الرسالة ، لأن كلمة ” التبني”  لها إستخدامات كثيرة مختلفة وكانت تَــــعنـــــي الآتــــــي:

عندما يكون للملك أو  الإمبراطور أولاداً  كُـــثـــُر  ، كان يُــــــرسِلهم لــــمــــدرسة تعليم ” للتنـــــضيــــج أي ليصيروا ناضجين” .  في ذلك الوقت كانت هناك الإمبراطورية الرومانية وكان الأب (الإمبراطور) يَــــطــــلُب من كـــلِ أولادهِ أن يتدربوا على فنون الحرب والقيادة ….  وبعدَ فترة التدريب هذه ، يختارون المعلمون الولد الذي صَارَ مؤهلاً ومُـــتمرساً ( أي ناضج ( ويـَــأتون بهِ لوالدهِ الإمبراطور ويكون هو الشخص الذي يُــــرشِـــحهُ أبوه لكي يحل محلهُ حتى وهو على قيد الحياة وهذا حتى ولو لم يكن بكراً ، يُرشحهُ ويختارهُ لكي يقود المملكة.

ويصنع الأب حفلة  ”  تَـــــبنــــي  ” ويُــــعلِـــن ويقول : هذا هو إبني ال (Huios) الحبيب وله إسمعوا…  من الآن وصاعداً سيؤخذ بكلامهِ … حتى لو كان هذا الابن الذي تَــمَّ اختياره هو الابن الأصغر ، فطالما أنهُ نَـــضَـــــج فهو الذي يَـــــصلُـــــح بأن يكون في مكانة الإمبراطور.

 

لاحظ !!! هذا الولد هو إبن الإمبراطور  أي Teknon  أي مولود منهُ ، ولكنه لم يكن قد نَــــضَـــج بعد، لأنهُ فقط عندما يَــــنضُــــج يُــــطـــــلَــق عليه  ” الإبن الناضج ”   أي  ال ” هيوس Huios  ” .

عندما حَـــلَّ الروح القدس على يسوع جـَـــاءَ صَـــوتٌ من السماء قائلاً :  هذا هو ابنــــي الحبيب له إسمعوا  مع أنه ابن ، ولكن لم يَــــقـــُل الآب هذا هو ابني الحبيب الا بعد حلول الروح القدس عليه أي بعد النضوج . لقد كان الرب يسوع يُـــعَـــد لمدة 30 عاماً و إمتلأ بالروح.

 

هل تعلم أنه ليس كل أولاد الله مُـــنـــقَــــادِين بروح الله ؟فقط الناضجون هم المنقادون بروح الله ويعرفوا جيداً أن يأخذوا القرارات ، ويعرفوا أن يسمعوا صوت الله جيداً جداً ، هذا ما يقوله الكتاب في هذه الآية الشهيرة: رومية 8 : (14) فَإِنَّ جَمِيعَ الْخَاضِعِينَ لِقِيَادَةِ رُوحِ اللهِ، هُمْ أَبْنَاءٌ لِلهِ.

وليس هذا فقط بل يكشف لنا الكتاب أن المؤمنون الذين سيحدثون تَـــغيــــِر في العالم ويكونوا نوراً في وسط الظلام هم المؤمنون الناضجين وليس الغير ناضجين.

رومية  8: 16-19 ” فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ ” TEKNON ” (17) وَمَا دُمْنَا أَوْلاَداً TEKNON، فَنَحْنُ أَيْضاً وَارِثُونَ؛ وَرَثَةُ اللهِ وَشُرَكَاءُ الْمَسِيحِ فِي الإِرْثِ. وَإِنْ كُنَّا الآنَ نُشَارِكُهُ فِي مُقَاسَاةِ الأَلَمِ، فَلأَنَّنَا سَوْفَ نُشَارِكُهُ أَيْضاً فِي التَّمَتُّعِ بِالْمَجْدِ. (18)فَإِنِّي مُقْتَنِعٌ بِأَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لَيْسَتْ شَيْئاً إِذَا قِيسَتْ بِالْمَجْدِ الآتِي الَّذِي سَيُعْلَنُ فِينَا (19)ذَلِكَ أَنَّ الْخَلِيقَةَ تَتَرَقَّبُ بِلَهْفَةٍ أَنْ يُعْلَنَ أَبْنَاءُ اللهِ ”  HUIOS“.

في عدد “19” تعني أولاد الله الناضجين  HUIOS  أي الناضجين فقط هم الذين سيحدثون تغير في العالم.                                                                                                                               ذلك أن الخليقة تــَتــــرقب بـــِلهفة أن يُعلن مجد أبناء الله من خلال الناضجين، مَــــكانة أبناء الله. وطبيعة هذه الخليقة أنها تَـــنمو،الخليقة تنتظر بلهفة أبناء الله الناضجين. وهذا لا يتحدث عن عتق الخليقة في السماء ، لا بل يتكلم عن عتق الخليقة هنا في الأرض حيث أن الخليقة لن تكون موجودة في نهاية زمن الأرض لذلك لن تحتاج إلى عتق أنذاك ، لأن ميعاد الإنقاذ هو الآن ولن يفعلها إلا أولاد الله الناضجين هيوس  Huios ، سيفعلونها بالقوة الخارقة للطبيعة ومن خلال الأفكار الإلهية لإنقاذ البلاد وشفاء الأمراض المستعصية رغم تطور الطب… الحل سيكون في يدهم وسيلجأ إليهم الناس لأنهم سيرون الفرق.

الروح القدس يُريد أن يَعمل لتنضيج المؤمنين والمؤمنات كلهم ولكن هناك من لا يتجاوب.  يقول الكتاب المقدس عن الروح القدس أنهُ ” روح التبني ” ، أي في اليوناني : “HUIOTHESISA”  

وكلمة ” التبنــــي ” مُــــكونة من قسمين ، قسم هو نفس كلمة Huios   أي إبن ناضج ، وهذ يوضح أن الروح القدس موجود في حياة المؤمنين لهذا الغرض ليجعل منكَ ومنكِ رجل وإمرأة الله روحيين وناضجين.  والقسم الثاني ” Ethia ”  ويَــــعنــــي عَـمَـــل التـــنضيج  ( the work of maturity ) .

 قد أتت في كلمة الله في هذا الشاهد أيضاً :  أفسس 1: 3، 5 “تَبَارَكَ اللهُ ، أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي الأَمَاكِنِ السَّمَاوِيَّةِ. (4)كَمَا كَانَ قَدِ اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ بِلاَ لَوْمٍ أَمَامَهُ. (5)إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا فِي الْمَحَبَّةِ لِيَتَّخِذَنَا أَبْنَاءً لَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَذَلِكَ مُوَافقٌ لِلْقَصْدِ الَّذِي سُرَّتْ بِهِ مَشِيئَتُهُ،”

“HUIOS” هو شخص ممكن أن يعتمد عليه الله ويقدر ان يحكم في التعليم والتمييز فهو ماهر في استخدام لسانهِ.    فيلبي 3: 15 ” جَمِيعُ الْبَالِغِينَ فِينَا، لِيَكُنْ فِيهِمْ هَذَا الْفِكْرُ. وَإِنْ كَانَ فِيكُمْ غَيْرُ هَذَا الْفِكْرِ، فَذَلِكَ أَيْضاً سَيَكْشِفُهُ لَكُمُ اللهُ “.

ملحوظة : إن ميعاد خروجك للخدمة التي أعدها لك الله غير مرتبط بالنضوج فمن الممكن ان تكون ناضج ولكن الروح القدس لم يشير لك عن الخروج للخدمة في هذا الوقت ، والعكس صحيح أي أن الله يبحث دائماً عن الناضج ليعمل من خلاله أمورا رائعة.

هذا لا يعني أن تحكم على خدمة الآخرين (الغير ناضجين) بأنها مرفوضة لدى الله ، لأن الله ينظر لقلوبــــهم ولكن نتــــــائج وتــــأثيــــر الناضج في الخدمة أضعاف مضاعفة في التــــأثـــــيـــر عن نتائج الطفل أو المراهق روحياً ، وهذا لأن المسحة تجد فرصة مع شخص بدأ يفهم الروح القدس ويتعاون معه.

وأيضاً هذا لا يعني أن الله لا يستخدم الأطفال أو المراهقين روحياً ، بل هو يستخدمهم ولكنه لا يستطيع أن يأتمنهم تماماً ، مثلاً: وكأنكَ تقول لطفلك أن يذهب ليحضر شيء ليس ثمين ولكنك لا تستطيع أن تقول له أن يذهب ليقود السيارة بدلاً منك!

 

يؤكد لنا الرسول بولس أن دعوة الله لجميع أولادهِ فى المسيح هي ان يكونوا “HUIOS” وتأتي بمعنى فكر كامل النضوج.  

مزمور  103: 7  “أَطْلَعَ مُوسَى عَلَى طُرُقِهِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أفعالهِ.”    يُعَـــد موسى من الشخصيات الناضجة في العهد القديم الذي كان يتعامل مع الله مباشرة في إخراج الشعب على يد موسى أي أن الله عّرف موسى كيف يفعل المعجزة هذا ما يقصده بكلمة طرقه فكان يصنع المعجزات لأنه عرف طرق الرب في صنع المعجزات،

 أما شعب إسرائيل لم يريدوا المعرفة كما كان موسى ، فقط كانوا متفرجين على ما يفعله الله على يد موسى.

 

عزيزي القارئ من الضروري أن تعرف أنه لكي يصبح المؤمن ناضجاً هناك دور على الله  و دور على الإنسان ، ولكي يــَــنضج ويَــــصير  HUIOS عليهِ التعاون مع الروح القدس و أن يعرف ما هو هدف الله من حياتهِ ولــــماذا اختارهُ ودعاه ليكون ابنه، لابد أن يعرف هدف الرب من اختياره هو إظهار مجد الرب عن طريق الخدمة ، لأننا نحن صنع يده.

هناك أناس تعرف كيف تفعل المعجزة بإسم يسوع. وهناك أناس لا تفكر أن تفعل أي شيء ،  بل يأخذوا موقف المتفرجين مثل شعب الله. لا تكن مثلهم لأن الله يريد أن يستخدمك.

لذلك يجب أن تفعل مثل موسى وهو أن تختار أن تعرف الطريق وأن تعرف الرب وأنت هنا على الأرض. من المفترض أن يَــــكون بداخل كل مؤمن هدف وهو كيف سيخدم الرب وكيف سيساعد الآخرين ، وإن كان في قلبهِ هدف حقيقي فسوف يصل إليه مؤكداً بالتعاون مع الروح القدس طبعاً.

 هكذا نصل لتلخيص وتعريف كلمة HUIOS  بأنه شخص متمرس وخبير  ووصلَ الى مرحلة أبوه في الادراك.  لا تنسى أن الرب يريد أن يكون الجميع ناضجين ، هذا هو هدف الروح القدس في حياتك ، أي روح التبني أي روح التنضيج الذي يصنع منك ناضج ومتمرس.

أفسس 1: 4-5 ” كَمَا كَانَ قَدِ اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ بِلاَ لَوْمٍ أَمَامَهُ.  (5)إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا فِي الْمَحَبَّةِ للتبني (يجعلنا ناضجين هيوس) بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَذَلِكَ مُوَافقٌ لِلْقَصْدِ الَّذِي سُرَّتْ بِهِ مَشِيئَتُهُ،”.

 

بحسب هذه الآية ( أفسس 1 : 4 -5 ) نحن مدعوين لنكون ناضجين.

الناضجون يعرفوا ان يعطوا قرارات ويعرفوا أن يسمعوا صوت الله.   الناضج يعرف طرق الله بالكلمات المنطوقة وكيف يأخذ الذي له فى المسيح.

عب 3: 6 “أَمَّا الْمَسِيحُ، فَهُوَ أَمِينٌ بِصِفَتِهِ ابْناً HUIOS يَتَرَأسُ عَلَى الْبَيْتِ. وَهَذَا الْبَيْتُ هُوَ نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى أَنْ نَتَمَسَّكَ بِالثِّقَةِ وَالإفتِخَارِ بِرَجَائِنَا تَمَسُّكاً ثَابِتاً حَتَّى النِّهَايَةِ.”

كلمة الإبن هنا هي الناضج Huios، عندما تنمو وتصبح ناضج في الله، فان الأمراض والأسقام لا تستطيع أن تصيبك من الأساس. والله سيستأمنك على قيادة مؤمنين لتـــبنيــــهم.

يع 5: 14 “وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً، فَلْيَسْتَدْعِ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ لِيُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ وَيَدْهُنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ” .  هؤلاء الشيوخ في هذه الآية هم ناضجين في الله ، يفهمون أمور الله ، يفهمون كيف يعمل الله وما هي طريقة عمله وتفكيره في الأمور التي نعيش فيها. لم يقل ليدع أي شخص من المؤمنين ولكنه حدد بالذات الشيوخ أي ال هيوس Huios   أي الناضجين.

يبحث الله دائماً عن مثل هذه الشخصية حتى يتعامل مع شعبه من خلالها.     فالمسيح هنا في العدد السابق كان ناضجاً ، ولكونه كذلك فهو رئيس مؤتمن على البيت.  والرب يسوع بصفته الابن وقَـــبِــــلَ الملء بالروح القدس على يد يوحنا المعمدان ، ويذكر لنا الكتاب المقدس عنهُ أنهُ في مرحلة طفولتهِ كان ينمو في الحكمة والقامة والنعمة ، ويقول أيضاً الكتاب المقدس عنهُ أنه كان مشهوداً لهُ بالحكمة والمعرفة من خلال مُعَــــلِمــــي الهيكل.

ويذكر الكتاب المقدس مرحلة المراهقة الروحية التي عاشها الرب يسوع ويستخدم  كلمة “الإبن” بمعناها في اليوناني : الإبن الذي لم ينضج بعد ويطلق عليه Paidon  . أي المراهقة الروحية.

ولكن عندما نَـــمَــــا الرب يسوع وتَـــــدربَ وتــــَعلمَ الطــــــاعة من الألم ،  عبرانين 5 : 8  ،  تدربَ على يد الروح القدس ومنذُ ذلكَ الحين أعلن الله الآب : “هذا هو إبني الحبيب له إسمعوا”…  ألم يكن إبنه من قبل؟ طبعاً كان إبنهُ ، ولكنه هنا يستخدم كلمة الإبن بمعناها في اليوناني وهي:   هذا هو إبني الناضج الحبيب ، وهذه كانت حفلة الــــتــــــبنــــــي.   وكما كان إبن الله كذلك كان إبن الإنسان وكان ينموا ويتدرب مثل أي إنسان ولكن بلا خطيئة ، وهو إبن الله تـــَخـلـــى عن السلوك بهذه القدرة وإختار أن يضعها جانباً ويكون مثلنا تماماً ومساوياً لنا

 

بدون أي قدرات أعلى منا ، وهكذا أستطاعَ ويــــَحِـــقُ لهُ أن يفتدي الإنسان .    يمكنك أن تقرأ المزيد عن هذا في مقالة : يسوع إبن الله وكيف خدم كإبن الإنسان.   

منذ ذلك الحين يطلق أي عندما بلغَ ملاحلة النضوج بدأنا نجد الكتاب المقدس يَطــــلق عليهِ ويستخدم كلمة إبن بمعناها هيوس Huios   ، لأنه منذ ذلك الحين صارَ  هكذا في نظر الله    وبدأ يــــَخدم وتـــَحدُث على يديهِ أيات وعجائب.

ملحوظة: حتى في مرحلة الهيوس أي النضوج الروحي هناك مراحل في داخل هذه المرحلة وكأنها نضوج في داخل النضوج.    نفس الرب يسوع بعد أن صارَ  هيوس أي ناضج قال في :  يوحنا 5 : (20)لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ،    وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا يَفْعَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَيْضاً أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذَا الْعَمَلِ، فَتُدْهَشُونَ (21)فَكَمَا يُقِيمُ الآبُ الْمَوْتَى وَيُحْيِيهِمْ، كَذلِكَ يُحْيِي الاِبْنُ مَنْ يَشَاءُ.

في بداية خدمته ، تكلم الرب يسوع عن أن الآب سيكشف له أمور وسيـــأتي اليوم ويُــــقِـــيم موتى وهذا حدث بالفعل.     من علامات تميُز الشخص الناضج “HUIOS” : هو السلوك بالبر، يسلك ويعيش بما له في المسيح.

المؤمن ال هيوس Huios   أي الناضج  يستطيع أن يُــعَــــلِـــم آخرين لأنهُ صارَ  ليس عارفاً فقط  بل ومُـــــدركـــاً ومحنــــكاً وخبيــــراً  في تعالــــيم البــــر أي عقيدة البــــر .    عبرانين 5 : (14)أَمَّا النَّاضِجُونَ رُوحِيّاً، فَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى تَنَاوُلِ الطَّعَامِ الْقَوِيِّ: لأَنَّ حَوَاسَّهُمْ قَدْ تَدَرَّبَتْ، بِالْمُمَارَسَةِ الصَّحِيحَةِ، عَلَى التَّمْيِيزِ  بَيْنَ الْخَيْرِ  وَالشَّرِّ.

 

لتقرأ المزيد عن البـــــِر إدخل الى الـــــموقع وإقـــراء مقالة : البــــِر .

أيضاً المؤمن ال هيوس Huios   أي الناضج لا يُــــستــــفز سريعاً لأنه يعرف أن يسلك بالمحبة.   يعرف كيف يـــَتـــــكـــــيــف مع أي شخص ويـــتـــأقـــلم مع أي وضع في الخدمة.  هو شخص يعرف من هو  في المسيح ويعرف أنه ليس إنسان عادي بل صار مشترك مع الله في الطبيعة الإلهية وهو مدرك أنه في حضور الله دائماً ولا يخرج ويدخل فيه.      يعرف ماذا يفعل في كل موقف ويعرف كلمة الله تجاه كل موقف حوله أي مشبع بالكلمة.  يعرف أن الحل في لسانه ويعرف كيف أن يستخدمه.

 

 كيف يصبح المؤمن ناضجاً ؟

المؤمن مولود من الكلمة وكما أن السمك المولود في الماء يأكل من الماء هكذا المولود من الكلمة يحيا من الكلمة وينضج من الكلمة:    أع 20: 32 ” وَالآنَ أُسْلِمُكُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى كَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاً تَشْتَرِكُونَ فِيهِ مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ لِلهِ “.

 

 أولاً : تعرف على كلمة الله  

                                                                                                      الجوع للكلمة يحفز الشخص أن يقرأ ويقرأ ، تقول الكلمة : طوبى للجياع لأنهم يشبعون… إشتهوا اللبن العقلي أي اشتهوا أن تعرفوا الله…

الكلمة تقول : إسألني فأجيبك عن عوائص أي إسألني عن أشياء موضوع عليها سور أو أسوار  بمعنى لا أحد يستطيع أن يقترب إليها إلا الساعِــــيين أو الباحثين إليها. أي إذا سعيت لتعرف الكلمة سيجيبك الله من خلال روح الحكمة والفهم والإعلان عن كل ما تريد معرفته عن أمور الله وهذا فقط أثناء دراستك للكلمة. لن يستطيع أن يصل إليك الروح القدس وأنت بعيد عن كلمة الله ، لأن الروح القدس يكلمك فقط من خلالها.

أع 20: 32 ” وَالآنَ أُسْلِمُكُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى كَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاً تَشْتَرِكُونَ فِيهِ مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ لِلهِ “.   كلمة الله تبنيك وتنميك وتعطيك ميراثاً هي من حقك أنت وجميع القديسين أي المؤمنين.

 

ثانياً : السلوك بالكلمة

يقول الرب يسوع كونك عرفت الكلمة فهذا رائع ، ولكنك ستتبارك أكثر لو عملت بهذا الذي عرفته: يوحنا 13 : 17 فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ هَذَا، فَطُوبَى لَكُمْ إِذَا عَمِلْتُمْ بِهِ.

تطبيق كلمة الله مهم جداً ، أي شخص يمارس ايمانه للشفاء من مرض ما أو ظروفٍ ما من خلال ترديد وإعلان الكلمة فإنهُ يسلك بالكلمة أي يطبقها على حياتهِ وهذا سيأتي بنتائج على حياتهِ.  علينا أن نسلك بالكلمة أي كلمة الإيمان ونطبق ما ندرسهُ في الكلمة.

 

ثالثاً : التكلم بألسنة

من يصلي بلسان يبنى نفسهُ ،  يهوذا 20-21 ” وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، وَصَلُّوا دَائِماً فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ (21)وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ إِذْ يَعُودُ وَيَأْخُذُكُمْ لِتَحْيَوْا مَعَهُ إِلَى الأَبَدِ “.

وتأتي في اليوناني أنه يبني على أساس سابق أي عندما تدرس الكلمة (الكتاب المقدس وقراءة أو سماع تعاليم صحيحة من معلمين ممسوحين) عليك بأن تأخذ وقت بعدها للصلاة بألسنة لتبني فوق هذا الذي بنيته.

 

رابعاً : السلوك بالإيمان

السلوك بالايمان وليس بالحواس الخمسة أي لا يسلك بما يرى أو بما يسمع أو بما يشعر ،  بل يسلك بما تقوله كلمة الله.  البار بالإيمان بالإيمان يحيا ، هكذا تأتي في اليوناني الآية رومية 1 : 18 «أَمَّا مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ، فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا».  أي أنت صرت بـــِر الله عندما قَـــبــِلتَ المسيح ، ولكن هذا ليس فقط بل هذه بداية وعليك بأن تكمل مسيرتك هذه بالإيمان. فأنت تحيا بالإيمان. 2 كورونثوس 5 : (7)لأَنَّنَا نَسْلُكُ بِالإِيمَانِ لاَ بِالْعِيَانِ.

 

خامساً : التحديات

عبرانين 5 : 8  الشخص الذي يقف في التحديات ولا يـــَهرب مِـــنها ولا يخاف من أي موقف لأنه يسلك بالكلمة فهذا الشخص سينضج طبعاً . لأنهُ يقول انا سأسلك بالكلمة حتى لو فشلتُ في الماضي ،  وسأعرف أسباب فشلي في الماضي  ولن أقِــــف مَـــكــــــتُـــوف الأيـــــدي بسبب فشل الماضي ، بل سأتحدى  الظروف والمواقف ، قد يجربنـــي إبليس ولكننــــي سأصلِــــب جَـــبـــهتــــي أمامهُ.

هيا قُـــــل للصعوبات : أنتي منهزمة أمامي لأن الذي فـــــيَّ أعظـَـــم وأقـــوى من الروح الـــمُـــنـــتَــــشِر في العالم.

ملحوظة : لا يرجع الفضل للتحديات والتجارب بل الفَضِـــل يَـــرجِــــع لكلمة الله التي تخرجك من هذا الموقف منتصراً . إستغل التحديات التي تواجهها في حياتك وقم بمواجهتها مستخدماً كلمة الله.  

سادساً : العلاقة مع الروح القدس

لقد قُـــمـــــتُ بــــشَـــرحِــهـــا في الأعلى تحت عنوان ” التبني” وأودُ أن أوجه نظرك بأن العبادة   ( ليست الترنيم ) ، بل هي أن ننظر لله بشكر وعرفان على ما فعلهُ معنا وجعلنا عليه.  انظر الى الله بعرفان بالجميل ، العبادة هي اندماج الالسنة بكلمة الله ، أي وأنتَ تتــــكلم بألسِــــنة    قُــــلْ كـــلِمة الله ، تَــــكلم بالوعود ، بذلك أنتَ تَـــعبُـــد الله وتـــَمتـــَلـِـــئ بالروح القدس أثـــنـــاء تَــــكَـلُـــمِكَ بالألسنة مع تَـــرديد وعُــــود الله التي يَــــقولها عنك.

ما هي مقاييس الله ان هذا الشخص نَــضَـج  أم  لا ؟

 

غير مسموح لأحد أن يحكم ويقول بمقايسيه الشخصية أن فلان ناضج وفلان غير ناضج ،   إلا إذا كان مطابقاً للمواصفات الكتابية الإلهية ….   كثيراً ما تَـــجـِد مؤمنين يحكمون على فلان بأنه ناضج لأنه يصلي بطريقة جيدة أو لأنه حافظ آيات كتابية كثيرة أو لأنهُ يعظ بطريقة جيدة …. أترك هذا جانباً وأنظر للكلمة للحكم على الأمور بنظرته هو لأن هذا هو الأهم.   عامةً يُــــقَـــاس النُضــــوج بمقياس إدراكِـــكَ وسلوكـِك وإعلانات كلمة الله في روحك ، كُـــلمَا أدركتَ من أنتَ ورأيتَ نفسكَ في المرآة التي هي الكلمة كلما أصبحتَ ما أنتَ تراه …    بحسب  2 كورنثوس 3 : 18 ” إن ما تراه ستكونه “. فما ستراه عن نفسك في كلمة الله ستصيره.  

لنرىَ مقايس كلمة الله عن النضوج :

  • مؤمن لا يتأثر بعناصر العالم بل يأخذ الذي لهُ في المسيح ، غلاطية 4 : 3    ” وَهَذِهِ حَالُنَا نَحْنُ أَيْضاً: فَإِذْ كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا فِي حَالَةِ الْعُبُودِيَّةِ لِمَبَادِىءِ الْعَالَمِ. “.

فإذ كنا قاصرين كنا في حالة العبودية لمبادئ العالم أي عندما كُــنـــا أطفَـــال كُـــنا نــــتـــأثر بعناصر العالم أي المملكة العالمية ، كنا نتأثر بالاخبار السلبية التي يَطرحُــها العالم أمامنا من جهة الاقتصاد أو عناصر الاعالم مثل الأمراض أو الأوبئة أو المخاطر…..    ولكن الذي نَضَج أصبح يُدرك ما لهُ في المسيح فلا يـــتــــأثر بإقتــــصاد العالم لأن اقتصادهُ  سمَـــاوي ولأنهُ يَــــثِـــق أن الرب راعِيه فلا يعوزه لشيء .كما يَـــثِـــق ان يسوع إفــتَــــقر لكـــــي يـــغتنـــــي هو ،  وأنه بجلدات يسوع قد شُفــــِــــي وأنه مَحمِــــي بحماية إلهية… 

  • إدراك البــــِر ، أي الذي يُــــدرك أنه بَــــار وبــــِر الله في المسيح يسوع ، لا يَـــــدين نفسهُ ولا يخضع لأي دينونة لأنهُ لا شيء من الدينونة على الذين هم في المسيح يسوع.                

عبرانين 5 : (13) وَكُلُّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ، يَكُونُ عَدِيمَ الْخِبْرَةِ فِي التَّعْلِيمِ الْقَوِيمِ، لأَنَّهُ مَا زَالَ طِفْلاً غَيْرَ نَاضِجٍ.  المؤمن الذي يُدرك و يَــــسلك بالبــــِر  ويُــــــدرك أن الــــمُـــحـيـــي والشـــافِـــــي يَــــــسكن في داخلهِ إن شَـــــعَـــــر بأعراضِ الـــمَرض لا يَـــقُول أنهُ مَريض بل يـتــــكلم بلغة مملكتهِ أي مملكة الله التي ليسَ فيـــِها مَرض  ولا فَـــشَل ولا فُـــقُــــر.   أشعياء 33: 24  لَنْ يَقُولَ مُقِيمٌ فِي صِهْيَوْنَ إِنَّهُ مَرِيضٌ، وَيَنْزِعُ الرَّبُّ إِثْمَ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا.

 

حواس مدربة:  عبرانين 5 : (14)أَمَّا النَّاضِجُونَ رُوحِيّاً، فَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى تَنَاوُلِ الطَّعَامِ الْقَوِيِّ: لأَنَّ حَوَاسَّهُمْ قَدْ تَدَرَّبَتْ، بِالْمُمَارَسَةِ الصَّحِيحَةِ، عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.

إذ صارت لهم الحواس مدربة تعني أن هذا المؤمن الناضج لا يُــــعـــطـِــــي للجسد ما يَــــطــــلُبهُ الجسد ،  بل يعرف جيداً كيف يُــــــسَيطر على جسدهِ ، عندما يَطلب جسدهُ أن يَـــغضب ويَــــنـــفعل ستجدهُ غير خاضع لرغبات جسدهِ ولا يــــتــــأثــــر  بل يسكن في راحة الله.

 هناك اشخاص ينضجون سريعاً لانهم قرروا ان يسيروا بالكلمة ومن الممكن أن تجد اشخاصاً يتأخرون في النضوج ويُــــــصبِحون تحت سيطرة الوكلاء ( أي القدة الروحيين ) الى أن يُــــصبحوا ناضجين في الله ، وفي هذه المرحلة لا يستطيع الوكلاء أن يوكِـــلوهم على شيء لأنــــــهم لم ينضجوا بعد، إنهم تحت الوكلاء أي القادة الروحيين الى الميعاد الذي حدده لهم أبوهم .  غلاطية 4: 2 ” بَلْ يَبْقَى خَاضِعاً لِلأَوْصِيَاءِ وَالْوُكَلاَءِ إِلَى أَنْ تَنْقَضِيَ الْفَتْرَةُ الَّتِي حَدَّدَهَا أَبُوهُ.”

من الممكن أن يقول الرب لشخص أن يَـــــمتنع عن شيء معين في حياتهِ ، فإذا سَــــلكَ حسب صوت الرب سينمو روحياً ، واذا لم يسلك سيبقى غير ناضج الى ان يقرر أن يطيع الكلمة وصوت الله.

 

 

  • يعرف أن يتكلم مطابقاً للكلمة ، إنهُ يتكلم مثلما تقوله كلمة الله وليس كما يَـــــرى أو يَـــــــسمع أو يَــــــــــــشعر.

كلمة الإقرار  أو  الإعتراف الجهاري تأتي من كلمة مُــــشتقة من صدى الصوت ، أي الشخص رغم   أنه يَــــرى شيء مناقض لكلمة الله ولكنهُ يَـــــخــــتـــَــار أن يقول كلمة الله عن الموقف وليس ما يراه  ،  كأنه صدى صوت أي بالضبط كما يقول الله عن هذا الأمر.

مثل كالب ويشوع في سفر العدد أصحاح 14 فقد رأوا مثل باقية الجواسيس العماليق والمدن الحصينة ولكنهم رأوا شيء في عالم الروح وهو أن هؤلاء ليسوا في عهد مع الله ، أي ليسوا محمين من إلههم لذلك فهم خُــــبــــزهُم.

وعكس هذا هو  ” الإبن المعاق ”  أي الذي صارَ  كبيراً في العمر  روحياً ولكنه لا يتكلم بطريقة صحيحة. 

  • الإبن المعوق  نبيوس NEPIOS :

وتعني في اللغة اليونانية إبن لا ينمو بطريقة طبيعية ، عقلية طفل صغير  في جسد كبير،   شخص لا يعرف أن يتكلم جيداً وليس مطابقاً لمستوى تفكير سِنهِ أي أقل من سنهِ ، طفل في الفهم، طفل في التواصل مع الآخرين، متأخر عقلياً.

NEPIOS هو شخص يسلك بالحواس الخمسة ، وهو من الأشخاص الذين يصنعون المشاكل في الكنيسة ، وهم عن عمد يقولون اين الله وفي الوقت نفسهِ يُــــعَــــلِمون كلمة الله.    إنهم خُـــــبــــراء في الكلام عن الحواس الخمسة وهم يَـــــحيـَــيون على اللبن ، ومحمولين بكلِ ريح تعليمٍ،  حتى أنكَ تَــــجِـــد صعوبة في الحديث معهم عن أمُــــــور الله .    يمكنكَ أن تتحدث معهم عن الافلام والكلام العالـــمي فستجدهم يُــــــجِــــــيبونك ويَـــــــعطوك إهتمامهم ولكن عندما تتكلم عن أمور الله ستـــــجد صعوبة ، لأن حواسهم الخمسة هي المسيطرة على حياتهم.

هذا الشخص ”  Nepios  ” الذي قضى وقتاً طويلاً جداً بعد ميلاده الثاني من الله ، ورغم أنهُ صارَ    إبن لله أي ” تكنون Teknon ”  لكنه غير مُــــدرك لأمور الله في حياته ولا يـــَـفهم الله من الأساس  بالرغم انهُ كان يجب عليه أن يكون ناضجاً ولكنه لم يسلك في هذا النضوج.

 

هذا المؤمن Nepios   هو بهذه الحالة الروحية لأنهُ سَــــمــــحَ لنفسهِ بأن يتكلم بما يـَــــراه ويَـــــسمعهُ  وبما يـــَــشعر بهِ ، إنهُ يَــــحكم على الأمـــــــــور بمُنطلق البشر وليس الله.

ما يصفهُ بهِ الكتاب المقدس في اليوناني هو أنه لا يعرف أن يتكلم ، تَــــخَـــلفه وإعاقته هو في كلامهِ     وفي طريقة تواصلهِ.

عبرانين 5 : 11 – 13 (11)بِخُصُوصِ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ هَذَا، عِنْدِي كَلاَمٌ كَثِيرٌ، وَلكِنَّهُ صَعْبُ التَّفْسِيرِ!   إِذْ يَبْدُو أَنَّكُمْ تُعَانُونَ بَلاَدَةً فِي الْفَهْمِ (12)كَانَ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا الآنَ قَادِرِينَ عَلَى تَعْلِيمِ الآخَرِينَ،   بَعْدَمَا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ عَلَى اهْتِدَائِكُمْ. وَلَكِنَّكُمْ مَا زِلْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى الْمَبَادِيءَ الأَسَاسِيَّةَ لإِعْلانَاتِ اللهِ. هَا قَدْ عُدْتُمْ مِنْ جَدِيدٍ تَحْتَاجُونَ إِلَى اللَّبَنِ!  فَأَنْتُمْ غَيْرُ قَادِرِينَ عَلَى هَضْمِ الطَّعَامِ الْقَوِيِّ (13) وَكُلُّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ، يَكُونُ عَدِيمَ الْخِبْرَةِ فِي التَّعْلِيمِ الْقَوِيمِ،    لأَنَّهُ مَا زَالَ طِفْلاً غَيْرَ نَاضِجٍ.

Nepios  هو مؤمن يقول ما يشعر به سريعاً وإن شَـــعَـــــر بأعراض مرضٍ يقول : أنا مريض ..    أنا أخذتُ برد … لفَحَــــنـــــي الهواء ….  الإقتصاد يـَــنــــهار  …  لا أعرف كيف سنعيش أنا وأسرتي….     تماماً كما تكلم الجواسيس عندما عادوا من تَـجَـــسس الأرض في سفر العدد أصحاح 14 وأصحاح 15 تكلموا بما رأوه وهم لم يكذبوا …   ولكن كلمة الله كانت لهم قبل أن يذهبوا للتجسس في أصحاح 14 : 1 ” أنه أعطاهم الارض “.        لذا كان ينبغي عليهم أن يـَــنــــظـــــروا للأمر بـــهذا الــــمُـــنطلق وهذا ما لم يَــــفعلوه ، ولكن فعلهُ كالب ويشوع ، وحصلوا على ما قالوه ودخلوا أرض الموعد.

تعلم أن تقول ما تقولهُ الكلمة وليس ما يقولهُ العالم أو الاخبار والتقارير الطبية ولكن تكلم ما تقوله الكلمة عن موقفك ، هذا ما فعلهُ كالب ويشوع  قالوا ” هُم خبزنا وليسوا مَــــحمِــــين أما نحن فالله معنا لذا سنَصعد ونَـــمتــــلكها لأننا قادرون عليها ” .

وكما قلت سابقاً أن كلمة “إعتراف” والتي أتت في الكتاب المقدس بمعنى ” إقرار أو إعتراف جهاري بكلمة الله ”  تعني في اليوناني أن تقول صدى لكلمة الله أي تقول ما تقوله الكلمة بالضبط وليس تقول أنتَ أو ما تقولهُ لكَ حواسك الخمسة  ، بل كــَــرر بالضبط كلمة الله مثل صَدى لصوت كلمة الله ، إستدعي ما هو ليس موجود وعَــــامــــلهُ على أنه موجود … رومية 4

إبدأ بـــــعَـــــيش الكلمة وإرفض وقـَـــرر أن لا تعيش بحواسك الخمسة.

 ذكرتُ أن كلمة نبيوس Nepios  أي الإبن ( المعوق في كلامهِ وتواصلهِ ) جائت في شواهد أخرى  في  1 كو 3 : 1 – 3     (1)عَلَى أَنِّي، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ بِاعْتِبَارِكُمْ رُوحِيِّينَ، بَلْ بِاعْتِبَارِكُمْ جَسَدِيِّينَ وَأَطْفَالاً فِي الْمَسِيحِ. (2)قَدْ أَطْعَمْتُكُمْ لَبَناً لاَ الطَّعَامَ الْقَوِيَّ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا قَادِرِينَ عَلَيْهِ، بَلْ إِنَّكُمْ حَتَّى الآنَ غَيْرُ قَادِرِينَ. (3)فَإِنَّكُمْ مَازِلْتُمْ جَسَدِيِّينَ. فَمَا دَامَ بَيْنَكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ (وَانْقِسَامٌ)، أَفَلاَ تَكُونُونَ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ وَفْقاً لِلْبَشَرِ؟

هذه الآيات توضح لنا أنهم كانوا يسلكون بالجسد أي بالحواس الخمسة ، ولا يعرفون أن يتكلموا لذا لم يستطيعوا أن يفهموا كلام التعليم من بولس الذي أؤمن بأنه من المحتمل أن يكون رسالة العبرانين                                                                                                               

ملحوظة : هذا المؤمن المعوق  في ذلك الوقت كان قد تَــــعرض لتعليمٍ سليم  الذي كان منتشراً في ذلك الوقت في أيام الرسل ولكنه لم يَـــسلك بهِ ولا تكلم بهِ  ولا عَاشهُ …

أما في أيامنا هذه ، إن الــــمُـــؤمن الذي يتعرض لتعاليم غَـــيـــر كِــــتابــــيـــة سيكون Nepios أي مُـــعَوق روحياً وأيضا سيكون طفل مُــــعوق متأخر في تواصلهِ وكلامهِ ، والحل لهذا الشخص هو أن يَـــــنال تعليماً سليماً ثم يعيش ما يسمعهُ من تعليم سليم ويُطبقهُ .

غلاطية 4 : 1  تتكلم أيضاً عن ” إبن الله ” ولكن للأسف ” المعوق Nepios  ”  وهو الطفل في تفكيرهِ وعدم الإدراك بما تقولهُ الكلمة بالرغم من طول عمرهِ مع الله…  

أنظر خطورة هذا المؤمن في جسد المسيح  ، وكيف أنه يعيش تعيساً ولا يستطيع أن يستمتع بما لهُ في المسيح.   غلاطية 4: 1 “أَقُولُ أَيْضاً مَا دَامَ الْوَرِيثُ قَاصِراً، فَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَبْدِ أَيُّ فَرْقٍ، مَعَ أَنَّهُ صَاحِبُ الإِرْثِ كُلِّهِ،”  بمعنى أنهُ سيتساوى الإبن ( الـــمُـــعوق ) مع العبد أو الخدام (الذي لا يملك أي شيء) ، وهذا لأن  هذا الإبن الغير ناضج لا يعرف ما لهُ في المسيح ولا يعرف كيف يأخذه ،  فبــــهذا لن يأخذ ما لهُ  رغم أن الميراث والحقوق كلها لهُ.

لتعرف أكثر عن الميراث الذي لك ، يمكنك قراءة هذه المقالة : خلاص يسوع الكامل

الميراث الذي لكَ في المسيح هو أن تعيش في صحة جسدية ومُــــسدد الإحتياج بفيض وبوفرة وأن تسود وتكون السيد على مشكلات الحياة ومنتصراً.

يجب أن تفهم السبب وراء الكثير من الأشياء التي تتألم منها والتي تحدث معك رغم طول فترة ميلادك من الله !!!  هو لأنك “ NEPIOS” ، رغم أنت شريك مع المسيح ولكنك لم تنضج بعد بل ما زلت متأخراً في نُضوجك. كثير من الناس التي لهم سنين مع الله يحييون مثل الأطفال ! هل يُعقل أن تقول والدة لإبنها البالغ من العمر عشرون عاماً تعالَ إلي يا أبني لكي أطعمكَ في فمك وتأتي له بالحلوى والشيكولاتة !!!  طبعاً لا … وهذا لا يُفسر إلا انه يكون NEPIOS متأخر عقلياً.

غلاطية 4 توضح لنا أن حياة العبيد تختلف عن طبيعة وحياة أبناء الله.  في كلمة الله توضيح مهم يقول أن الوارث أي المولود من الله له نفس المزايا التي يتمتع بها كل أبناء الله في المسيح ، ولكن إذا كان قاصراً أي متأخر عقلياً أي معاق روحياً ، فإنهُ لا يوجد بينهُ وبين العبد أي فرق.

غلاطية  4: 2، 3 “بَلْ يَبْقَى خَاضِعاً لِلأَوْصِيَاءِ وَالْوُكَلاَءِ إِلَى أَنْ تَنْقَضِيَ الْفَتْرَةُ الَّتِي حَدَّدَهَا أَبُوهُ. (3)وَهَذِهِ حَالُنَا نَحْنُ أَيْضاً: فَإِذْ كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا فِي حَالَةِ الْعُبُودِيَّةِ لِمَبَادِىءِ الْعَالَمِ.”

هنا تنقضي المدة التي يتم تحديدها من الله على الشخص المتأخر ، أي الله هو الذي يقول أنك نضجت أم انك مازلت متأخر عقلياً.  إن الشخص الغير ناضج هو الشخص الذي يخضع لمبادئ العالم وعناصرهِ ويكون خاضعاً لهُ  ويتـــــأثر بهِ وبمشاكلهِ وبأمراضهِ وإقتصاده ومخاطره …

ونلاحظ أن الشخص الـ (NEPIOS) يمكن أن يكون غير مولود ميلاد ثاني من الله. وهم العبيد أي الذين لم يولدوا من الله ، ويمكننا أن نقرأ عن هذا في رسالة غلاطية 4 حيث كان بولس يتكلم عن الإسرائليين والذين كانوا معوقين وغير مولودين من الله ، ولكن أصبحوا ناضجين عندما قبلوا الرب يسوع .   كما أننا نجد أشخاص مؤمنين ينطبق عليهم كلمة NEPIOS ، رغم أنهم ولدوا من الله لكنهم لم يسلكوا أو ينموا كما كان متوقعاً حتى يبلغوا مرحلة النوضج الروحي .

 

خلاصة :  طبيعة سلالة أبناء الله “TEKNON” أن ينمو على صورة خالقهم أي الله ، إنهم يحملون في أرواحهم  جينات هذه الطبيعة ” zoe  حياة الله ” التي أعطيت لهم في الميلاد الثاني ، ولكن الشخص الذي  لا ينمو في الكلمة وفي معرفة بما لهُ في الله ولا يعيش بهِ ، لا يقدر أن يسير ببـــركات الله ويتمتع بها في حياته ، وهذا يَــــدفعه أن يكون  NEPIOS . كما ذكر بوضوح في غلاطية  4: 1 “أَقُولُ أَيْضاً مَا دَامَ الْوَرِيثُ قَاصِراً، فَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَبْدِ أَيُّ فَرْقٍ، مَعَ أَنَّهُ صَاحِبُ الإِرْثِ كُلِّهِ،”

هل يمكنك أن تُــــطِــــيل فترة نموك الروحي؟ نعم ، يمكنك أن تؤخر منها. ولكن لا يمكنك أن تقصرها.

لقد حددَّ الله لكَ وقتاً وهو متوقعٌ منك أن لا ترسب في أي شيء لأنه ينظر لك بإيجابية ولأنه وضعَ إمكانياتهِ فيك أي طبيعتهِ أي حياتهِ وبِـــرهِ  ، لذا تعاون مع الروح القدس لتنضج ، إقـبَــــل التصحيح وتأديب الله الذي هو ليس بالمشاكل بل بالكلمة…. للمزيد إقرأ مقالة كيف يؤدب الله أولاده.

إن كنتَ تتسائل عن كيفية تقصير فترة النمو ، سأقول لكَ أن هذا لا يمكن ، لأن الله الذي خلقك يعرف تماماً الفترة التي ستتخذها لتصير رجل روحياً. كل ما عليكَ فعلهُ هو أن تَــــخضع لعمل الروح القدس وتكون سريعاً للتعلم منهُ ، وكن حاضراً للكلمة وإدرسها بتـــــلهف ولا تسمح للشغف الروحي أن ينطفهذىء وهذا كلهُ في يدك أنت . كلما فكرت في معرفة الرب أكثر ، ورغِـــبتَ ونَــــشَّـــــطتَ هذه الرغبة فيك ، ستجدُ نفسك تلتــــــزم بالدراسة الكتابية الصحيحة وستنمو.

 إن كنتَ تتناول تعليماً سليماً بطريقة منتظمة ، ستنمو بالمعدل الإلهي المرسوم لكَ ، ولكن إعلم أنه لا يوجد قفزات روحية … بمعنى عليك أن تَــــعبـــر في كل المراحل : الطفل Brefos ( السليم روحياً ) ،     المراهق روحيا Paidon  ،  ثم النضوج الروحي Huios .

 إدرس و تكلم حسب كلمة الله وإدرك البر  وإخضع لتدريب الروح القدس في كل جوانب حياتك ، صلي بألسنة ، تخلص من التعاليم الغير كتابية والتي كانت مثل السموم التي أثرت على نموك حتى وإن كان هذا محرجاً لكَ لأنك عملتَ به لسنين ولكن تخلص منه الآن لكي تكون وتحيا بالطريقة التي يريدكَ الله أن تحيا بها والتي ولدتَ لأجلها.

قد تكون إختبرتَ نمواً صحيحاً في فترة ما من حياتك وبعدها توقفت لفترة طويلة….   وقد تكون ولدتَ من الله ولم تنمو من أساسهِ …..                                                                           أرجوك !!! لا تحبط من السنين التي تأخرت فيها عن نموك ، ما يهم وما يُــــــسِــــــر هو أن السنين القادمة في يدكَ أنت ، كل  ما عليك فعلهُ الآن هو أن تعرف ماذا تفعل.

ولا تنسى أن تعتمد على الروح القدس ، إمتلىء به و تَوجه لهُ من خلال الشركة والعلاقة الحميمة معهُ وهذا من خلال دراسة الكلمة والصلاة في الروح أي بالألسنة ، ولأنه هو  روح التبني أي روح  التنضيج أي هو الذي يساعدكَ ويجعلك ناضجاً، هو يسكن فيك وهو مستعد لبناء ما قد هُدِم     أو لم يُـــبنـَــى من أساسهِ ، إنهُ فيك ، أدرك هذا !!! أن المسيح أي المسحة فيك الآن وهي المجد الذي كان يرجوه الناس في العهد القديم.

المقالة علي اليوتيوب 

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$