القائمة إغلاق

خدمة الراعي Pastor’s Office

أفسس 4: 11

11 وَهُوَ قَدْ وَهَبَ البَعضَ أَنْ ِيَكُونُوا رُسُلاً وَآخَرِينَ أَنبِيَاءَ وَآخَرِينَ مُبَشِّرِينَ وَآخَرِينَ رُعَاةً ومُعَلِّمِينَ.

  • قد اُستخدمت كلمة “راعي” مرة واحدة فقط في معظم ترجمات الكتاب المقدس للعهد الجديد ونجدها في أفسس 4: 11.

ربما يبدوا هذا غريباً عندما نجد أن خدمة الراعي تعتبر واحدة من أكثر الخدمات المعروفة في الوسط الكنسي اليوم. مع ذلك, فإني متيقن أنه توجد إشارات عديدة لخدمة الراعي بالإضافة لهذا الشاهد.

  • إن الكلمة اليونانية المترجمة هنا “راعي” تعني بالضبط “راعى خراف”.
  • قد ذُكرت هذه الكلمة أيضاً في إشارة إلى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح, الذي هو المثال الأعظم للراعي الحقيقي.

يوحنا 10: 11

11 أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يُضَحِّي بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجلِ الخِرَافِ.

عبرانيين 13: 20

20 لَيتَ إلَهَ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَموَاتِ رَبَّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، رَاعِيَ الخِرافِ العَظِيمِ الَّذي سَفَكَ دَمَهُ صَانِعاً العَهدَ الجَدِيدَ الأَبَدِيَّ.

1 بطرس 2: 25

25 وَبَعدَ أَنْ كُنتُمْ كَالخِرَافِ التَّائِهَةِ، عُدْتُمُ الآنَ إلَى راعِي حَيَاتِكُمْ وَالمُشْرِفِ عَلَيها.

1 بطرس 5: 4

4 وَعِنْدَمَا يَظْهَرُ رَئِيسُ الرُّعَاةِ، تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَفْنَى

  • يسوع المسيح هو راعي الخراف العظيم ورئيس الرعاة لكل قطيع شعب الله.
  • جميع الرعاة يعملون تحت قيادة يسوع المسيح. والراعي هو شخص يرعى قطيع الله في الكنيسة المحلية.
  • يدعو الله أشخاصاً ويعدَّهم لكي يرعوا ويعتنوا بقطيع الرب.
  • إن خدمة الرعوية هامة لإعداد ونمو القديسين.
  • في الأيام الأولى للعهد الجديد, عندما ابتدأ المؤمنون يجتمعون معاً في كنائس محلية أو في جماعات, احتاجوا إلى شخص معين ليشرف عليهم ويعتني بهم بمودة. هذه هي خدمة الراعي.
  • كان يسوع يتحنن على الجموع “وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا.” (متى 9: 36).
  • يتشتت القطيع بدون الراعي ويضل.
  • نستطيع أن نرى ذلك في المجموعات المسيحية التي لا راعي لها.
  • يُعتبر هذا العمل من أكثر الخدمات استقراراً وثباتاً.

فالشخص الذي يُدعى ليرعى قطيعاً, سوف يستقر بدرجة كبيرة أو صغيرة في الاجتماع المحلي للقطيع الذي يشرف عليه.

  • يشرف الراعي على القطيع.
  • يسوع المسيح هو راعي الخراف الأعظم. فهو يشرف ويرأس الكنيسة بأكملها التي هي جسد المسيح. لذلك فإن الراعي هو تحت قيادة رئيس الرعاة يسوع المسيح. فالراعي المحلي هو الرأس للقطيع أو الجماعة المحلية. فهو الرأس والمشرف للجسد المحلى. لذلك فإن خدمة الرعوية مسئولة عن الدور التدبيري للجسد المحلى.
  • لم تُـذكـر خـدمـة الـراعـي بالاسـم فـي كـورنثـوس الأولـى 12: 28. إنـمـا ذُكـرت خـدمة

التدابير. وإني أؤمن أن خدمة التدابير المذكورة في قائمة مواهب الخدمة التي وضعها الله في الكنيسة هي خدمة الراعي.

  • هل يصح كتابياً أن يدير لجنة القساوسة أو الشيوخ الكنيسة المحلية؟

في الأيام الأولى للكنيسة عندما كانت تنمو من مهد الطفولة, تولى الشيوخ المحليين إقامة اجتماعات ومجامع إلى أن تنضج مواهب الخدمة. فالمقصود بكلمة “شيخ” هو الشخص المتقدم والناضج روحياً. كان هؤلاء الشيوخ رجالاً ناضجين يلاءمون موضع القيادة والمسئولية.

كان الاثني عشر رسول الحمل هم الخدام الوحيدين الذين كانوا في الكنيسة المبتدئة. فلا يمكن أن يُوضع شخص متجدد حديثاً في خدمة الرعوية (1 تيموثاوس 3: 6). لهذا السبب إلى أن ينمو هؤلاء المتجددين حديثاً الذين دعاهم الله ليكونوا رعاة – وهذا يتطلب وقتاً – تولى الشيوخ الذين هم أكثر نضوجاً في العقلية والشخصية مسئولية رعاية القطيع.

لكن لا يوجد لدينا مثل هذا الوضع اليوم. فالكنيسة لم تعد في مراحل النمو والتطور, لأن مواهب الخدمة قد نضجت بالفعل في الكنيسة.

لقد حدثت مشاكل عندما قال البعض, “نريد كنيسة العهد الجديد المبتدئة”. لذلك دعونا نرجع إلى سفر أعمال الرسل”. فيقيمون شيوخاً ليديروا الكنيسة. حقاً علينا أن نرجع إلى سفر أعمال الرسل في العقيدة وإظهارات الروح القدس. بمعنى آخر, إن ذات اختبارات الروح القدس التي كانت متاحة لأولئك في الكنيسة المبتدئة لا تزال متاحة لنا أيضاً. لكننا إن طبقنا عملياً ما فعلته الكنيسة المبتدئة في مراحل نموها البدائية, فسنبقى في مرحلة الطفولة الروحية. فالعهد الجديد يعلن صراحة خطة الله لأجل الكنيسة .. وهى أن تنمو.

مثال على ذلك: إن الشيوخ الذين يقيمهم البشر اليوم ليس لديهم دعوة من الله على حياتهم. فهم لا يعرفون شيئاً عن خدمة الرعوية لأنه لا توجد دعوة ولا مسحة أيضاً.

ليس كتابياً أن نقيم شيوخاً ليرعوا القطيع ويديروا الكنيسة, في الوقت الذي يوجد فيه راعى يشرف على ذلك. فهذا يعود بنا إلى مرحلة الطفولة كما كان في أيام الكنيسة المبتدئة. وبذلك لن ننمو عن تلك المرحلة وسنظل جميعنا أطفالاً روحياً.

  • تعليق شخصي: باعتبار أن لي أكثر من نصف قرن في الخدمة فقد لاحظت هذه الأمور التي تحدثت عنها. لم أرى أبداً كنيسة تعمل من خلالها قوة الله ما لم يكن الراعي يعتني بحق ويشرف على الجسد المحلى. لكن عندما تكون لجنة القساوسة أو الشيوخ أو أي أعضاء آخرين هم الذين يديرون الكنيسة ولهم الكلمة الأخيرة, كانت الكنيسة لا تعمل بصورة صحيحة وكانت تتضاءل قوة الله العاملة فيها.

عندما تذهب إلى هذه الكنائس وتحاول أن تعظ هناك ستشعر بوجود شيء خطأ. إنني أشبهها دائماً بهذه الطريقة: مثلما تحاول أن تغسل قدميك وأنت ترتدي جراب. بالطبع سيباركهم الله على قدر استطاعته لأنه يحبهم. لكنه لا يقدر أن يباركهم بملء البركة لأنه لا يقدر أن يختم بموافقته على أفكار البشر.

  • المشرف: مع تكوين الكنيسة المبتدئة, كان مصطلح “شيخ” يرتبط بصورة خاصة إلى العمر والنضوج والقامة. لكن بعد أن نضجت مواهب الخدمة في الكنيسة المبتدئة, بدأ الرسل يستخدمون مصطلح “أسقف أو شماس(مشرف)” بصورة رسمية, مشيراً إلى أولئك المدعوين والممسوحين من الله ليقفوا في خدمة الرعوية.
  • تترجم كل من الكلمتين أسقف وشماس من نفس الأصل اليوناني “ابسكوبس Episkopos” والتي تشمل في معناها: قيادة محددة أو وظيفة رسمية.

في خطاب بولس إلى شيوخ كنيسة أفسس, يُترجم الأصل اليوناني “ابسكوبس” مشرف.

أعمال 20: 28

28 فَاحرُسُوا أَنفُسَكُمْ وَكُلَّ الرَّعِيَّةِ الَّتي جَعَلَكُمِ الرُّوحُ القُدُسُ مُشْرِفِينَ عَلَيها، لِتَرعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اشتَرَاهَا بِدَمِهِ.

لكي تبُنى كنيسة الله بالكلمة, كان لابد لهؤلاء المشرفين أن يكونوا معلَّمين لائقين روحياً قادرين أن يطعموا قطيع الله. ولا يجب أن يكونوا مجرد أشخاصاً متقدمين في السن عاصروا ما كان يحدث دون أن تكون لديهم مسحة أو دعوة للخدمة. لكن مع مرور الوقت, فبعض من أولئـك الشيـوخ الذيـن قد أُقيـمـوا على قطيـع الله قد نمـوا وتقدموا في مواهب الخدمة لأنه كانت لديهم دعوة من الله. فأقام الله خداماً منهم.

  1. نجد الأصل اليوناني “ابسكوبس” يُترجم إلى أسقف في رسالة تيموثاوس الأولى

1 تيموثاوس 3: 1

1 صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: إِنِ ابْتَغَى أَحَدٌ الأُسْقُفِيَّةَ، فَيَشْتَهِي عَمَلاً صَالِحًا

في كل المواضع الأخرى التي تترجم فيها كلمة “ابسكوبس” مشرف (شماس), فإن الكتاب يتكلم عن خدمة الرعوية. فالراعي أو الأسقف يكون مسئولاً عن الأشراف على القطيع.

  1. عندما يتكلم الكتاب عن خدمة الرعوية فهو يقصد كل من الراعي والقطيع. فالراعي يقود القطيع. فهو لا يستيقظ ذات يوم في الصباح ويقول, “عليَّ أن استعين ببعض الرعاة الآخرين وأطلب رأيهم عن المكان الذي أرعى فيه القطيع اليوم”. كلا, فالراعي يسهر على الخراف ويقود القطيع والخراف تتبعه.
  2. نلاحظ أن رسالة تيموثاوس الأولى 3: 1 تدعو خدمة الرعوية باللقب: “عمل الأسقفية” أو “الأشراف”. لأنه إن لم يكن عمل الأسقفية هو خدمة الرعوية, إذاً فإن عمل الأسقفية هو خدمة لم يضعها الرب يسوع في الكنيسة لأن جميع مواهب الخدمة قد ذُكرت في رسالة أفسس 4: 11. ولا توجد موهبة أخرى غير مُدرجة في هذه القائمة. لذلك فإن عمل الأسقفية لابد وأن يكون هو خدمة الرعوية التي تقوم بالإشراف على القطيع.

1 تيموثاوس 3: 2, 3    

2 فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ،

3 غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ،

  1. من واجب القطيع أن يعضد الراعي. لكن الراعي لا ينبغي أن يكون طماعاً أو محباً للمال. فدوافعه لابد أن تكون لخدمة الرب والاهتمام بالقطيع أولاً. 

1 تيموثاوس 3: 3-5

3 لاَ مُدْمِناً لِلْخَمْرِ وَلاَ عَنِيفاً؛ بَلْ لَطِيفاً، غَيْرَ مُتَعَوِّدِ الْخِصَامِ، غَيْرَ مُولَعٍ بِالْمَالِ،

4 يُحْسِنُ تَدْبِيرَ بَيْتِهِ، وَيُرَبِّي أَوْلاَدَهُ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ احْتِرَامٍ.

5 فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحْسِنُ تَدْبِيرَ بَيْتِهِ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟

  1. هذه هي خدمة الراعي على وجه التحديد.

1 تيموثاوس 3: 6

6 وَيَجِبُ أَيْضاً أَنْ لاَ يَكُونَ مُبْتَدِئاً فِي الإِيمَانِ، لِئَلاَّ يَنْتَفِخَ تَكَبُّراً، فَيَقَعَ فِي جَرِيمَةِ إِبْلِيسَ!

  1.  “لاَ يَكُونَ مُبْتَدِئاً (حديثاً) فِي الإِيمَانِ“: هكذا يتضح أن الكنيسة المبتدئة لم يكن بها خدمة الرعوية لأنها كانت في مهد الطفولة وكان المؤمنين أحداث في الإيمان-عدا رسل الحمل الاثني عشر. لذلك فإن الأمر تطلب وقتاً من الله لكي ينمي مواهب الخدمة هذه بما فيها خدمة الرعوية.
  2. نرى في الشاهد التالي خدمة المشرف (الشماس) في محتوى خدمة الراعي.

1 تيموثاوس 5: 17

17 أَمَّا الشُّيُوخُ الَّذِينَ يُحْسِنُونَ الْقِيَادَةَ، فَلْيُعْتَبَرُوا أَهْلاً لِلإِكْرَامِ الْمُضَاعَفِ، وَبِخَاصَّةٍ الَّذِينَ يَبْذِلُونَ الْجَهْدَ فِي نَشْرِ الْكَلِمَةِ وَفِي التَّعْلِيمِ

  1. يتضح هنا أن الكنيسة قد اجتازت مرحلة الطفولة. فنحو ذلك الوقت, كان الشيوخ الذين كانوا معينين سابقاً للأشراف على القطيع قد نموا ونضجوا في مواهب الخدمة.
  2. إن أولئك الذين “يتعبون في الكلمة والتعليم” هم معلمون وكارزون. فبعض من هؤلاء الشيوخ قد نموا ونضجوا روحياً في دعوة الله التي على حياتهم حتى تمكنوا من أن يقفوا في خدمة الرعوية ليقدموا الكلمة والتعليم.
  3. وصلت الكنيسة المبتدئة بالفعل إلى مستوى حيث لم يعد هناك احتياج للشيوخ المتقدمين الذين لم تكن لديهم مسحة أو دعوة للخدمة في ذلك المجال.
  4. من الضروري أن نأخذ في اعتبارنا أن الكنيسة المبتدئة قد نشأت في مرحلة الطفولة. ودائماً ما ينموا الأطفال- سواء روحياً أو جسدياً – من مرحلة الصغر. لكن الأمر يتطلب وقتاً. في الأيام الأولى للحركة الخمسينية في مطلع هذا القرن, اضطرت الكنيسة في بعض الأحيان أن تعود إلى مرحلة الطفولة في التدبير كما كان الحال في أعمال الرسل.

كان يذهب رواد الحركة المتقدمين إلى مناطق لم يوجد فيها كنائس للإنجيل الكامل. اخبرني احدهم ذات مرة أنه وعظ في أحد الأماكن طوال الصيف بأكمله, وخلص نحو مائتين خمسة وثمانين شخصاً وامتلأ نحو تسعون شخصاً بالروح القدس.

كان هذا الشخص مبشراً وليس راعياً, لكنه مكث معهم ثلاثة أشهر يقيم اجتماعات كل ليلة حتى ابتدأ كنيسة. عندما غادر, لم يكن هناك راعياً. فعيَّن هو بعضاً من الشيوخ المتقدمين ليشرفوا على القطيع حتى يقيم الله راعياً ويضعه في الكنيسة.

في بعض الأحيان يستغرق الأمر سنتان أو ثلاثة حتى ينشأ راعياً يرعي هذا القطيع.

  • يُعتبر الراعي واحد من أهم مواهب الخدمة:
  • دون عمل مواهب الراعي في جسد المسيح, فستكون جميع مواهب الخدمة الأخرى بلا نفع. لا يهم نجاح المبشر أو مقدار ما يقودهم للخلاص. فإن لم يكن هناك شخصاً يعتني بالخراف ويرعاهم ويقودهم لله, فهم معرضون للسقوط بجانب الطريق. ينطبق ذات الشيء أيضاً في العالم الطبيعي. لا يهم عدد الأطفال الذين يوُلدون في مستشفى كبير, فإن لم يكن هناك مَن يعتني بهم فسوف يموتون.
  • لا توجد خدمة قد قُدم إليها توجيهات كثيرة في العهد الجديد مثل خدمة الرعوية. لا توجد توجيهات عملية قد أُعطيت للرسول أو المبشر. ربما نجد توجيهات قليلة تخص باقي الخدمات, لكن عندما نعتبر أن الشيوخ والمشرفين والأساقفة يشيرون جميعاً إلى خدمة الرعوية فسوف نجد أن التوجيهات المباشرة التي أُعطيت لخدمة الراعي أكثر من أي موهبة خدمة أخرى.
  • لا توجد خدمة اسمي وأعلى قدراً وأكثر احتياجاً من أن يدعوك الله لخدمة الراعي, حقاً إنها دعوة جليلة.
  • تعليق شخصي: عليك أن تخدم حيث يدعوك الله. ولكي أكون صريحاً معك, إن كنت أشتاق لموهبة خدمة فإني أفضَّل أن اشغل عمل الرعوية عن أي موهبة خدمة أخرى. فهذه هي موهبة الخدمة الوحيدة التي اشتقت لها على الدوام. وإن كنت لا أزال شاباً فسوف أسعى لأشغل هذا العمل وكنت طلبت من الله ذلك. لكن دعونا نترك الله يفعل ما يريده. لقد تحدثت إلى الله بالفعل بشأن هذه الخدمة, لكنه قال لي “لا” بسبب دعوتي الخاصة.
  • إنه الروح القدس الذي يقيم الأساقفة والمشرفين, وليس البشر.
  • قد زود الله الراعي بإمكانيات خارقة للطبيعي, لأن الراعي لابد وأن يُجهز تجهيزاً فائق للطبيعي.
  • إن مواهب الروح المذكورة في كورنثوس الأولى 12 يمكنها أن تُستعلن في حياة المؤمنين. لكني متيقن أن هذه المواهب الخارقة للطبيعة هي إمكانيات ووسائل خارقة للطبيعي لأولئك الذين يشغلون مواهب الخدمة الخمس.
  • إنني على يقين بأن الراعي لابد وأن يُزود بموهبة كلمة الحكمة وكلمة العلم والألسنة وترجمة الألسنة. حتى وإن لم تكن لديه, فبإمكانه أن يطلب هذه الوسائل والإمكانيات الروحية وسوف يحصل عليها. لقد فعلت ذلك ذات يوم.

أحياناً لا تُستعلن هذه المواهب بصورة ملفتة للنظر مع الراعي كما يحدث مع النبي, إلا أنها لا تزال تعمل معه.

  1.  صورة لخدمة الرعوية في مستوى فائق للطبيعي.

قد خلص أحد الشباب الذي كان في المرحلة الإعدادية أثناء نهضة أقمتها. امتلأ مؤخراً بالروح القدس وشعر بعدها بدعوة للكرازة. وبينما كان يعمل في ورشة نجارة كان يذهب ويعظ في عطلة كل أسبوع. لم يكن قد تلقى أي تدريب أبداً سوى في كنيسته- التي أقمت فيها مؤتمرات عديدة. في نهاية الأمر كان يتلقى دعوات عديدة ليخدم حتى أنه ترك عمله وتفرغ بالكامل. قضى ثمانية عشر شهراً يكرز. ثم حدث أن كنيسته المحلية أصبحت بدون راعٍ, فسألوه أن يشغل خدمة الرعوية لثلاثة أشهر.

رجعت مرة أخرى لأعظ هناك, واندهشت من روعة أداء هذا الراعي – مع أنه كان رجل بسيط لم يتعلم سوى القليل جداً وبدون إعداد جيد للخدمة.

كانوا قد أقاموا حاجزاً في غرفة كبيرة ليرتبوا له مكتباً وحجرة جلوس مجاورة. كنت انتظر في الحجرة الصغيرة وأصلي قبل الخدمات. كنت أحياناً أثناء النهار استخدم هذه الحجرة في الدراسة. لم اقدر أن امنع نفسي من سماعه عبر هذا الجدار الرقيق وهو يقدم مشورة للشعب. كان لي في ذلك الوقت خمسة وعشرون عاماً في الخدمة. قضيت منها اثنتي عشر سنة في خدمة الرعوية وثلاثة عشر سنة متنقلاً في حقل الخدمة. أما هو فلم يكن لديه سوى أربعة سنوات في الخدمة. وبينما كان الناس يأتون إليه باحتياجات مختلفة ويستشيرونه في أمور معينة, كنت أفكر في نفسي: “بأي حال يمكنه أن يجاوب كل ذلك؟ لا أعلم كيف يفعل ذلك”.

كانت الكلمات التي تخرج من فمه تذهلني. كنت اعلم أن روح الله يعمل من خلاله حتى كنت معقود اللسان. كنت اجلس هناك وعيني واسعتين وفمي مفتوح وأنا أفكر, “هذه معجزة من الله”.

انتقلت بعد سنوات عديدة إلى كنيسة أكبر ودعاني هذا الراعي لأذهب إلى هناك. كان له في ذلك الوقت حوالي عشرة سنوات. كنت اتبعه في كل مكان وأنا أصغي إليه. مع أني أعلم أنه ليس على قدر كبير من التعليم وبدون إعداد جيد إلا أن كلمات الحكمة والإجابات التي كانت تخرج منه شفتيه كانت تذهلني. لقد علمت أن روح الله قد أعطاه ذلك.

  1.  تولى الأخ أ.ب. براون اجتماع “مرتفعات الورد” في فورث تكساس لأكثر من أربعين عاماً قبل أن يتقاعد. سمعت أحدهم يسأله في فقرة “سؤال وأجابه” في اجتماع خاص, “كيف يمكنك أن ترعى كنيسة واحدة لفترة طويلة جداً؟ ما هو سر نجاحك؟” أجاب براون, “في رأيي, إن أعظم سر لعمل الرعوية هو أن يكون لديك الإجابة الصحيحة للشعب عندما يأتي إليك طلباً للمساعدة”.

لكي تفعل ذلك تحتاج أن تعتمد على روح الله ليعطيك الإجابة السليمة.

  1.  لقد وعظت في عديد من الكنائس التي كان يرعاها الأخ جي.أر. جودون وزوجته. كانا يخدمان في عمل الرعوية بطريقة فائقة للطبيعي أكثر من كل الرعاة الذين اعرفهم. عندما كان يحتاج أي شخص في كنيستهم للمساعدة, كانوا يعرفون ذلك في الحال عن طريق الروح القدس.
  2.  لقد خدمت في عمل الرعوية بهذه الطريقة. لم يكن لدىَّ برنامج للزيارات, لكني كنت أعلم دائماً في داخلي (في روحي) عندما كان يحتاج أحد من الشعب إلى المساعدة. من أكثر المواقف البارزة التي تتعلق بهذا الأمر حدثت في آخر كنيسة رعيتها. كان أحد مقاولي البناء قد نال الخلص منذ أسبوعين. وبينما كنت احلق ذقني ذات صباح تكلم إلىَّ روح الله قائلاً, “أريدك أن تذهب وترد ‘سام’. لقد فقد صوابه أمس في العمل ولعن. اليوم هو مريض في المنزل طريح الفراش يظن أن الله لم يعد يحبه على الإطلاق لأنه سقط. أريدك أن تذهب وترده”. خرجت من الحمام ولا يزال الصابون على وجهي وقلت لزوجتي, “عزيزتي, قبل أن أذهب وابتاع هذه الطلبات لك سأذهب وأرد ‘سام’”. وأخبرتها بما قاله لي الرب.

انتهيت من الحلاقة واتجهت إلى غرفة النوم لأستكمل ملابسي. كنت قد أنهيت من رباطة العنق وبدأت أرتدي معطفي عندما توقفت سيارة بالخارج. سمعت زوجتي تستضيف أحد, فتوجهت إلى غرفة المعيشة وأنا أرتدي معطفي.

وقفت زوجة سام في حجرة المعيشة تبكى. قالت, “أخ هيجن, لا تخبر سام أني أتيت إلى هنا. إنه طريح في المنزل وهو مريض اليوم”. ثم أوضحت أنه أُصيب بتمزق حاد في أربطة الظهر مرة أخرى حتى أنه لا يستطيع أن ينهض من على الفراش. ثم أكملت, “لقد قال أنه لن يذهب إلى الكنيسة مرة أخرى. لقد فقد صوابه في العمل أمس, وقال البعض عنه أنه لعن. لكنه لا يتذكر ما إذا كان قد فعل ذلك أم لا. لكنه قال أن الرب لم يعد يحبه لأنه أخطأ. هل يمكنك أن تذهب لتتحدث إليه؟”

قلت لها, “اسألي زوجتي: لقد كنت ذاهباً لأتحدث إلى سام. لقد أخبرتها بالفعل أني ذاهب إليه. لأن الرب تكلم إليَّ بشأنه واخبرني عما حدث معه في العمل أمس. سأذهب لأردَّه”.

عندما وصلت إلى منزلها, قرعت الباب الخلفي حيث توجد غرفته. فقال, “ادخل”. عندما رآني تضايق للغاية فغطى رأسه بالملاءة. وهكذا اضطجع سام البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عاماً وهو يغطي رأسه ويبكى في قلبه.

ركعت بجوار الفراش وضممته مع الأغطية بين زراعي وبدأت ابكي معه. في النهاية, كشفت الغطاء عنه وأمسكته بين ذراعي وقلت له, “اخبرني الرب بما حدث معك في العمل أمس”. شكراً للرب, لأنه انجح الأمر. هكذا ترى, عندما يتحرك الله بطريقة خارقة للطبيعي فهو يؤثر في الناس بمحبته ورحمته تجاههم.

قلت له, “أخ سام, لن ندع الشيطان يتمكن منك”. فبكى وقال, “أخ هيجن, لقد كنت دائماً سريع الغضب. أمس, حدثت مشكلة في العمل وفقدت صوابي. قال البعض أني لعنت, وهم يعلمون أني خلصتُ منذ أسبوعين. لأخبرك بالحقيقة: لقد غضبت جداً ولم أعلم ماذا فعلت. لن أعود مرة أخرى للكنيسة لأن الرب لم يعد يحبني”. قلت له, “الرب لا يحب اللعن, لكنه لا يزال يحبك. ونحن لن ندع إبليس يتمكن منك”. عندئذٍ قال, “إن ظهري يؤلمني بشدة, لم اقدر أن انهض من الفراش هذا الصباح”.

لقد كان طفلاً روحياً عمره أسبوعين وحسب. لم يكن قد تعلَّم كيف يخطو روحياً. فقلت, “ربى الغالي, اعلم أنك تحب سام. اثبت محبتك له الآن”.

فقفز سام صائحاً, “لقد اختفى.. لقد اختفى. لا يزال الرب يحبني, أليس كذلك؟”

  1. نحتاج أن نسعى للإعداد الإلهي الفائق للطبيعي لأجل الخدمة, لأن الله قد جعله متاح لنا.
  2.  كتب بولس رسالة إلى كنيسة كورنثوس قائلاً, “..لكِنْ تَشَوَّقُوا إِلَى الْمَوَاهِبِ الْعُظْمَى” (1 كورنثوس 12: 31). وقال أيضاً, “..تَشَوَّقُوا إِلَى الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ” (1 كورنثوس 14: 1). فهو لم يكتب إلى ‘د.ل.مودي’ الذي في كنيسة كورنثوس قائلاً, “أريدك ‘مودي’ أن تشتاق إلى المواهب الفضلى”.
  3.  لكنه أخبر الكنيسة كلها, “..تَشَوَّقُوا إِلَى الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ “. تقول الترجمة الموسعة: “توقوا إلى المواهب الروحية بشدة”. (1 كورنثوس 14: 1).

إن ابتدأ المؤمنون في الكنيسة المحلية يشتاقون ويرغبون بشدة للإظهارات الإلهية الخارقة للطبيعي, فسوف يعلن الروح القدس عن نفسه كيفما يشاء من خلال أفراد متنوعين في الكنيسة على المستوى المحلى, وخصوصاً من خلال خدمة الرعوية.

  1. يُقدم في بعض المؤتمرات المسيحية تعاليم نفسانية. فعلم النفس هو علم دراسة عقل وسلوك الإنسان. لكن الإنسان أكثر من مجرد عقل (2 تسالونيكي 5: 33).

لقد رأيت روح الله وهو يتدخل بمواهب الروح في أمور ويحلَّها في لمح البصر؛ أمور لا يقدر علم النفس أو الطب النفسي على حلها في شهور أو سنين أو حتى إلى الأبد.

  1. لقد ذود روح الله كنيسة العهد الجديد بقوة خارقة للطبيعي وقدرات ومواهب إلهية. لقد دعا رجال ونساء للخدمة وأعدَّهم ليقفوا في أمكانهم بصورة خارقة للطبيعي.
  2. توقـع مـن الله أن يساعـدك ويعينـك فـي الخدمـة. درَّب روحـك لتكـون حساسـة للـروح

القدس حتى يعلن عن نفسه من خلالك وأن يستخدمك لمجده. أصغى إليه وأخضع له.

  • من أكثر السمات المميزة للراعي هو القلب الممتلئ بالمحبة والاعتناء.
  • إن قلب الراعي الممتلئ بالمحبة والعناية هو موهبة من الله لجسد المسيح على المستوى المحلي.
  • نشكر الله لأجل أولئك الذين لديهم قلب الراعي الممتلئ بالمحبة تجاه الآخرين. فهم أشخاص مخلصون للقطيع الذي يرعونه, حتى إنه في بعض الأحيان يكون على حساب حرمان أنفسهم من ملذات الحياة البسيطة لكي يخدموا رعيتهم.
  • إن هذه الخدمة تتطلب قلب الراعي الممتلئ بالمحبة ليرعى الأطفال روحياً ويطعمهم بكلمة الله ويصبر عليهم عندما يبدءوا في السير روحياً.
  • على مدار أكثر من أربعين عاماً في حقل الخدمة, كان قلبي يشفق كثيراً على الشعب. لقد رأيت الاحتياج الشديد لرعاة لديهم قلب الراعي الحقيقي. لقد وعظت في أكثر من كنيسة حيث قلت في نفسي, “ربى الغالي, هذا الشخص ليس راعياً. كم يحتاج هذا الشعب إلى راعٍ!”.

فهم يحتاجون بشدة إلى شخص يخدمهم بإخلاص ويحبهم بحق. لقد تألم قلبي لأجلهم. قلت, “يا إلهي, أريد أن أكون راعياً لهم. أريد أن أضمهم جميعاً بذراعي وأحبهم”.

  1. إن الشعب يدرك محبة الراعي. حتى الحيوان الغير عاقل يدرك المحبة. ربما لا يفهم البعض الألسنة, لكنهم يفهمون المحبة. وتحتاج أن تثبت لهم أنك تحبهم. لابد أن يظهر الرعاة محبتهم لرعيتهم.
  2. إن أعظم مثال للراعي هو الرب يسوع المسيح نفسه. تذكر ما قاله, “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يُضَحِّي بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجلِ الخِرَافِ” (يوحنا 10: 11).

الراعي الصالح يعطى حياته لأجل القطيع.

 نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$