القائمة إغلاق

امتلىء بالنعمة – الجزء 5 Be Filled With The Grace – Part

 

لمشاهدة على الفيس بوك أضغط هنا

امتلىء بالنعمةالجزء 5

▪︎ السلوك بالناموس مقابل السلوك بالإيمان.

▪︎ السلوك بالعيان وإبطال مفعول النعمة.

▪︎ رحلة في رومية.

▪︎ الأوجه المُختلِفة للنعمة وعلاقتها بجسد المسيح.

▪︎ مُكتفٍ ذاتيًا لتساعد آخرين.

▪︎ لك دور في استقبال النعمة التي مُنِحَتْ لك.

▪︎ الثبات في النعمة.

▪︎ النعمة والسلوك بالحواس الخمس.

 

▪︎ السلوك بالناموس مقابل السلوك بالإيمان:

 “١٤ وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا (يستقبل، يمتلئ) نِعْمَةً وَحَقًّا… ١٦ وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. ١٧ لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.” (يوحنا ١: ١٤، ١٦، ١٧).

 تكلَّمْتُ معكم المرات السابِقة عن تعريف “النعمة”؛ إنها القدرة الإلهية للتَعامُل مع المواقف والأحداث، تلك القوة التي يحتاجها الإنسان ليتعامل مع الأمور الأعلى من القدرة البشرية، فهي القدرة الخارِقة أي الهبة والطبيعة واللمسة الإلهية لنستطيع التعامُل مع ظروف الحياة، فما يُسميه ويَطلُبه الناس هو قوة الله، ولكن في الحقيقة نحن نحتاج إلى فَهْم نعمة الله التي نحن فيها مُقيمون!

“١ فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ٢ الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ.” (رومية ٥: ١، ٢).

 يعني ذلك أننا موجودين فيها، وما إلّا نحتاج أن ندركها بالإيمان.

 شرحت المرات السابقة على أنه يوجد فريقان، فريق النعمة والحياة والإيمان، وفريق ناموس الخطية والموت، فقد تَمَّ التكلُّم عنهما بالتفصيل في رسالة رومية، حيث يُوضِّح الخطية التي تُؤدي للموت، وبالنعمة صار البِرّ بالإيمان مما يُؤدي للحياة، ولا ننسى أنّ الناموس في العهد القديم كان الشيء الذي كان كاشِفًا الحالة السيئة التي كان فيها الإنسان، وجاء الحلّ في يسوع.

 تكلَّمتُ مُسبَقًا عن الإيمان وكيف إنه في الظاهِر في تضاد مع الناموس الذي كان فقط يُشخِّص المشكلة، وسأُوضِّح الآن مساوئ السلوك بالناموس، وهذا عَبْر خوض رحلة في تعاليم الرسول بولس ونرى الجزء الفني الذي وَضَّحَه في تعليمه.

“١ أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا! ٢ أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟… ١٠ لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». ١١ وَلكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». ١٢ وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا».” (غلاطية ٣: ١، ٢، ١٠-١٢).

 ما هو السلوك بالناموس؟ هو عبارة عن شيء كَشَفه لك الناموس تريد السلوك فيه ولكنه ليس فيك فتُحاوِل تَقمُّص الشيء، وهذا هو فِكْر التديُّن الذي لازال عالِقًا في أذهان الكثيرين اليوم، هُم مُؤمِنون بالفِعْل ولكنهم مازالوا يعتقدون إنهم عاجِزون ولازال بهم أمورٌ سيئةٌ، وإنهم أشخاصٌ لن يستطيعوا أبدًا السلوك بشكلٍ صحيحٍ، كل هذا مجرد أوهام، أنت صِرت خليقة جديدة! فما فَعَله الناموس هو إنه قامَ بكشف عَجْز الإنسان.

 “١٢ وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ”؛ أي الناموس لن يدعك تجري أو تسلُك بالإيمان، ولكن دعني أُوضِّحه لك أكثر. عندما تبدأ بالسلوك بالإيمان في زاوية مُعيَّنة، تُراوِدك حينها تساؤلات مثل: “هل سأقدر على فِعْل ذلك؟!”، “هل الله يريدها لي بالفِعْل!!”

 لكن حينما يتلقَّى الشخص تعليمًا كتابيًا سليمًا فسيعلَّم حينها أن الله يريد له هذا الشيء ويتبقَّى مسئولية الشخص، ولكن إن لم يفهم القوة التي ستجعله يفعل تلك المسئولية، حينها لن يستثقل الأمر وسيتحرَّك بإيمان فيها.

 فمثلًا حينما يقول الكتاب إنك يجب أن تسلك بالمحبة تجاه أشخاص مُعينين (مَن يضايقونك مثلاً)، على الرغم من أنّ جسدك وأفكارك ضدّ ذلك! أيضًا على الرغم مِن أن الجسم يقول إنك في احتياج أو أنّ هذا ليس طبيعيًا! ولكن عندما تُدرِّك تلك النعمة ستَسلُّك بالإيمان غير مُكترِث لِمَا تشعر به، فأنت مُنطلِقٌ دون إعاقات.

 في كل مرة تقرأ فيها الكلمة تدعوك للسلوك بشيء مُعين. لا ترَ نفسك الشخص الذي يُحاوِل السلوك بذلك، بل إنك تجسيدٌ لِمّا تقرأه. اعتبرْ الآيات ألبومَ صورٍ لك. تشرح لك كلمة الله أشياء ومواصفات عنك، وما عليك إلَّا اكتشاف ذلك فتقدر أن تعيشها.

 على النقيض؛ كان الناموس يكشف لهم الأشياء التي كان يجب أن يعيشوها، ولكنهم في ذات الوقت عاجِزون عنها، وحينها بدلًا مِن أن يُحلِّق الشخص ويطير، يهبط إيمانه. لهذا السبب قال إن الناموس ليس من الإيمان أو ليس خارِجًا منه.

“١٦ وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. ١٧ وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْدًا قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ. ١٨ لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْوِرَاثَةُ مِنَ النَّامُوسِ، فَلَمْ تَكُنْ أَيْضًا مِنْ مَوْعِدٍ. وَلكِنَّ اللهَ وَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ بِمَوْعِدٍ (بوعد).” (غلاطية ٣: ١٦-١٨).

 يشرح هنا -وذَكَرها أيضًا في رومية- عن إبراهيم وكيف استطاعَ أن يأخذ نسلاً وينال موعدًا من خلال سُلوكه بالإيمان، هذا حتى قبل أن يأتي الناموس، ونجده يَذْكُر السنين بالتحديد، وهذا على عكس الناموس الذي كان يكشف فقط أخطاء الناس.

 “فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدُّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.” (غلاطية ٣: ٢١)؛ يُوضِّح هنا أنّ الناموس لم يتمكَّن من إعطاء حياة، الآن اعكس، فقد صار لنا الحياة الآن بالنعمة، فالأمر يُشبه الفرق بين طفل يُحاول أن يجعل دُمية تتكلَّم وتحيا وأنْ تَدُب الحياة بالفِعْل فيها بصورة خارِقة وتصير تتكلَّم!

 صارت النعمة في العهد الجديد كاشِفة لحقيقتك التي أنت عليها، عكس الناموس الذي كان كاشِفًا لِمَّا يجب أن تكون عليه. قد شرحت من قبل في موضوع البر عن الفرق بين شخص يُحاول السلوك بصلاحيات ترقية لم يحصل عليها بعد، وبين السلوك بالصلاحيات عندما يحصل عليها بالفِعْل، فعندما يصل لهذا المنصب سيكون ممارسته للصلاحيات طبيعية ولن يُحاول ممارستها!

 كان الناموس يقول: “حاول أن تكون، لتحاول أن تفعل”، ممَّا يجعل الإيمان يهبط، ويزداد الالتفات للعيان والواقع أو أعراض المرض، ولكن انتبه! لم يكُن الناموس سيئًا بل كانت قدرته محدودة. تذكَّرْ ما قُلته في السلسلة السابقة “الإيمان العامل” عن تعريف الإيمان، فهو “إنك تقرأ من ذات الصفحة التي يقرأ منها الرب وتعترف بما يعترف به”.

 صار الآن الناموس بداخلنا بسبب النعمة وأصبحَ لدينا القدرة على إخراجه؛ لهذا حاربَ الرسول بولس في رسائله التفكير الخاطئ تجاه الناموس.

▪︎ السلوك بالعيان وإبطال مفعول النعمة:

“٤ قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ (هويتم) مِنَ النِّعْمَةِ.” (غلاطية ٥: ٤).

 تخيَّل معي شخصًا يُبطِل مفعول النعمة وكل ما يفعله هو إعاقة عملها دون أن يدري، فقد يكون مُتقرِّبًا إلى الله ويدرس الكلمة ولكن يرى أن ما هو مكتوب فيها بعيدٌ عنه وهو لازال سيئًا مما يَنتُج عن هذا عدم القدرة على الصلاة أو دراسة الكلمة.

 “سَقَطْتُمْ” أتت في الأصل ekpiptō”أي “السقوط من مكانٍ عالٍ” فالشخص الذي يسلُك بالناموس (بالعيان)، ويعتقد إنه لن يتغيّر كونه يَحكُم على نفسه خارجيًا. فربما تجده يستمع لتعليم كتابي يُخاطِبه بما يُمكِنه فِعْله، ولكن للأسف هو غير مُقتنِع داخليًا أنه يستطيع السلوك بتلك الحقائق على الرغم من إنه قد يُزيِّن الكلام قائلًا: “نعم هذا كلام حقيقي!” ولكنه من الداخل يتمنَّى أن يعيش التعليم الذي سَمِعه، أترى هذا! ذات العقلية التي للناموس، حيث لا يعلَّم أنّ لديه القدرة بالفعل.

«يسقط الشخص من النعمة عندما يلتفت ويُصدِّق العيان»

 يجب أن نُدرِك ذلك، سمعنا الكثير من الكلام السلبي سابقًا وخرجَ مُجتمَعٌ بناءً على تربية كل شخص، يَنظُر فقط للسلبيات ولا يلتفت للإيجابيات. حتى الكتاب المُقدَّس حينما يُقرَأ الآن، يُصبِح ما يُقال في مسامع الناس أشياءً يتمنّون الوصول إليها، حيث صارت الأذهان مُحصَّنة ضدّ الكلمة.

 في حين إنه لو جلسنا ونظرنا من حيث ينظر الرب سنرى إننا فيها مُقيمون وبداخلنا تلك القوة وعندما نأخذ فترة من التفكير في تلك الحقيقة سنمارس حينها صلاحياتنا، كالشخص الذي نال ترقيةً وصار من حقه ممارسة صلاحيات ختم وإمضاءات مُعيَّنة. ما يَحدُّث الآن هو أنّ البعض بعد سماعهم لذلك يستعفون من ذلك ولا يصدقونه؛ لهذا قال الكتاب: “اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ…” (العبرانيين ١٢: ٢٥).

 للأسف سيَنتُج عن التدريب المُستمِر على الإدانة خلع “درع البر”، ذلك الچاكيت الذي يكون مُفَصَّلًا خصيصًا ليكون مُناسِبًا لشكل الجسم وبه خياطة، مشبوكًا بمنطقة الحقّ وهذا يختلف عن تُرس الإيمان، فحينما يُضرَب الشخص بطلقات التقليل والإدانة لن يستطيع إطفاء سهام إبليس المُشتعِلة التي تهدف ليس فقط للإصابة ولكن حرق كل الكيان، إن لم يكُن لابِسًا لدرع البر، وهذا بسبب أنّ الشخص ضُرِبَ في نفسه.

 “النعمة” تُعنِي أنك وصلت لمكانٍ ما، وما عليك سوى إدراكه، فهي القدرة والطبيعة الإلهية، هي الخليقة الجديدة، لذلك كان الرسول بولس يتحدَّث في رسالة رومية عن كم النِعم التي أخذناها كالخليقة الجديدة وإلى آخره.

 تعلَّمْ أن تتدرَّب وتُدرِّب ابنك على الوعي بالنِعَم المُحيطة به كأن يجد سريرًا ينام عليه أو أن يكون هناك مالٌ (سواء كان لديك مُسبقًا أو عن طريق اختبار معجزة) لجلب الطعام والشراب، واَلْفتْ دائمًا نظره ليسوع ولا تُضيِّع معه الوقت في مشاهدة ولَعْب أمور تافهة، فإبليس مُزاحِمٌ وسيُحاوِل تشتيت الانتباه طوال الوقت.

 يعتمد الأمر على أنك مُولَعٌ ومُلتفِتٌ ليسوع ولكل النِعم التي أنعمَ بها عليك أم لا، لذلك قال الرسول بولس شيئًا هامًا في رسالة رومية لئلا يَحدُث عدم اتّزان في ذلك، دعونا ننظر إليه….

▪︎ رحلة في رومية:

“فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ.” (رومية ١٢: ٣).

 “أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي”؛ أي النعمة المُعطاة له كرسول لكي يُعطي ذلك التعليم.

 “مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ”؛ يعتقد الكثير إنه هنا يتكلَّم عن ممارسة الإيمان في المعجزات وما إلى ذلك، لكننا يجب أن نرجع لنرى ما الذي يقصده الرسول بولس بالإيمان في تعليمه. سنجده يتحدَّث عن الإيمان (على مدار إصحاحات رسالة رومية) الذي لفريق النعمة والحياة والبر الذي هو عكس فريق الخطية التي تُؤدي إلى الموت والذي بدوره يُفَعَّل من خلال الناموس وهؤلاء غير المُؤمِنين الذين لم ينالوا طبيعة الله.

 فمثلًا نراه يتحدَّث في (رومية ١) على أن “غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ.” (رومية ١: ١٨). وقبلها يقول: إنّ الله وَضَعَ كل قوته في الخلاص؛ “لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ…” (رومية ١: ١٦).

 ثم بدأَ يشرح الحالة المُزرية التي صارت عليها البشرية؛ “الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ…” (رومية ١: ٢٥)، وأن “حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ.” (رومية ٣: ١٣) من ثَمَ ذهب لليهود قائلًا لهم: “لا تفتخروا كونكم عارفين الناموس ولا تسلكون به!” (رومية ٢: ٢٣)، “فإن كان غير اليهودي يسلك بالناموس خارجيًا فهذا هو اليهودي الحقيقي، فأين إذًا فخركم؟!” (رومية ٢: ٢٦، ٢٧).

 بعدها في (رومية ٣) نجده يستفيض في الحالة السيئة التي كانت فيها البشرية إلى أن وَصَلَ في عدد ٢١ أن يسوع قد أتى بالخلاص وبدأ يشرح عن النعمة وصارت تُسمَى “نَامُوسِ الإِيمَانِ” (رومية ٣: ٢٧) وشرحَ بعدها تفاصيل عن هذا الناموس الجديد.

 ثم في (رومية ٤) بدأ يشرح عن إبراهيم وكيف عاش الإيمان وحُسِبَ له برًا واستفاد من النعمة قبل وجود الناموس، وبعد ذلك شَرَحَ في الإصحاح الخامس عن “النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ” (رومية ٥: ٢) وتحدَّثَ عن إنه “كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ” (رومية ٥: ١٨).

 مِن ثَمّ دخلنا على (رومية ٦) الذي تحدَّثَ فيه عن “أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ.” (رومية ٦: ٦) وأننا يجب أن نسلك بناءً على تلك النعمة.

 نذهب بعدها للإصحاح السابع الذي شَرَحَ فيه أن المشكلة كانت تَكمُن في طبيعة الإنسان الفاسِدة قبل أن يُولَد من الله وفي نهاية الإصحاح تكلَّم عن مجيء يسوع لخلاص الإنسان البائس، ففي البداية كان ظاهريًا يبدو مُتفرِعًا ولكن هذا لكي يشرح أين كانت تكمُن المشكلة، ومن ثَمَّ تكلَّم في (رومية ٨) عن النعمة والحياة الجديدة وأن نسلك بأرواحنا.

 أخيرًا وصل للإصحاح الثاني عشر إلى أن أنهى الرسالة، ولكن اكتشف بعد إنهائها -بحسب المراجع- أن الإصحاحات (٩، ١٠، ١١) كان ينبغي أن يشرحها لتوضيح بعض الأمور بصورة أكبر، فاختارَ أن يجعلهم كمُلحَق يُقرَأ بعد (رومية ٨) ومِن ثَمَّ يرجعون فيقرأون من إصحاح ١٢. يمكنك أن تبحث ورائي لتكتشف تلك الحقائق التاريخية.

 نستنتج من تعليم الرسول بولس إنه يتمّ تشغيل النعمة في حياتك عَبْر الإيمان، وكما قرأنا المبدأ نفسه للتو في غلاطية أيضًا إنها تعمل بالإيمان والإيمان يعمل بالمحبة، عكس الناموس الذي كان يلفت نظر الناس فقط على المشكلة.

 وَجَبَ عليه أيضًا عمل اتّزان لئلا يَحدُث كبرياء أو تَسيُّب بسبب تلك النعمة، وأُشجِّعك ألّا تستخف بالأمور الصغيرة التي تُعطَى لك، حيث أتت: “لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ” (رومية ١٢: ٣) في ترجمات أخرى هكذا؛ “لا ترتئي فوق الطبيعي”.

▪︎ الأوجه المُختلِفة للنعمة وعلاقتها بجسد المسيح:

 “٤ فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ، ٥ هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. ٦ وَلكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ…” (رومية ١٢: ٤-٦).

 يُعنِي ذلك أن النعمة لها أوجه عدة منها “تعديل الشخصية”، تذكَّرْ ما اقتبسناه المرة السابقة: “١٨ لكِنْ أَمِينٌ هُوَ اللهُ إِنَّ كَلاَمَنَا لَكُمْ لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلاَ. ١٩ لأَنَّ ابْنَ اللهِ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، الَّذِي كُرِزَ بِهِ بَيْنَكُمْ بِوَاسِطَتِنَا، أَنَا وَسِلْوَانُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ، لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلاَ، بَلْ قَدْ كَانَ فِيهِ نَعَمْ.” (٢ كورنثوس ١: ١٨، ١٩).

 جعلت النعمة من الرسول بولس شخصًا يُعنِي ما يقول ويقول ما يُعنيه، حيث تم تنظيف كل ما هو بشري منه أي صار فوق البشرية. لكن ما علاقة النعمة بالتصحيح في الشخصية؟! هذا لأنها مُشترِكة في الاستنارة ليفهم الشخص ما يَنقُصه ويعرف أين تكمُن المشكلة.

 بعدها تكلَّمَ عن عدم رفض النعمة التي هي الأشخاص المُرسَلون من الله لهم كهدية: “فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلاً.” (٢ كورنثوس ٦: ١). يتكلَّم أيضًا في (٢ كورنثوس ٨) عن أن تُعطَى نعمة حتى تُدير مادياتك بطريقة صحيحة تختلف عن العالم.

 دعونا نعود إلى (رومية ١٢)، يتحدَّث فيها عن أنّ لكل مِنا وظيفة في جسد المسيح، مثل أعضاء الجسم التي لكل منها دورٌ، إذًا هو يتكلَّم هنا عن النعمة التي لها وجه خدمي، فالنعمة هنا هي مواهب الروح القدس، حيث يوجد قائمة مواهب في ذلك الإصحاح وفي (كورنثوس الأولى ١٢) نجد قائمة أخرى.

 يريد الله أن يُخبِرنا هنا إنه أعطانا القوة ولكن علينا أن “نتعقَّل” أي لا نستخف بالأمور البسيطة، فمثلاً إن نظرنا لأظافر الجسم أو الجلد، سنري الأهمية الكبيرة لتلك الأعضاء والتي لا تقل أهمية عن باقي الأعضاء، لذلك تكلَّمَ في (١ كورنثوس ٢) عن إنه مِن المهم أن يعمل كل عضو في الجسد بصورة صحيحة وأن يكون هناك احترام للآخر ويُقَدِّر ما أُعطِي له.

 هناك مَن يحب الأمور الفخمة كالخدمة المنبرية أو الظاهرية تحت مُسمَى “الوصول لناس أكثر”، لكن في الحقيقة مِن الممكن أن يكسب الشخص الذي لا يخدم خدمة ظاهرة نفوسًا أكثر مِمَّن على المنبر من خلال مساعدة الروح القدس له واستخدامه فيما يفعله من خدمة.

▪︎ مُكتفٍ ذاتيًا لتساعد آخرين:

“٨ وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ. ٩ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «فَرَّقَ. أَعْطَى الْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ». ١٠ وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذَارًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَّلاَتِ بِرِّكُمْ. ١١ مُسْتَغْنِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِكُلِّ سَخَاءٍ يُنْشِئُ بِنَا شُكْرًا ِللهِ… ١٥ فَشُكْرًا ِللهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا.” (٢ كورنثوس ٩: ٨-١١، ١٥).

 خلفية إصحاحي (كورنثوس الثانية ٨، ٩) هو أنه كان هناك ضيقة مادية فكان يعطيهم تعليمًا عن العطاء والتقدمات.

 “٨ اكْتِفَاءٍ” لا تُعنِي الاكتفاء بما عندك كما فَهِمها البعض خطأً! ذُكِرَ هذا اللفظ أيضًا في (١ تيموثاوس ٦: ٦)، والذي يأتي في فانديك “الْقَنَاعَةِ”، لكن في الأصل اليوناني تأتي autarkeiaوالتي تُعنِي “اكتفاءً ذاتيًا ولا تحتاج لمساعدة خارجية”.

 كأن تسمع عن بلد لديها اكتفاء ذاتي في القمح أو الأرز ولا تستورده من الخارج، فالله قادرٌ على جعلك غير مُحتاج للمساعدة ليس فقط ماديًا بل حتى لو كنت مُنتظِر مساعدة من شخص ما أو شريك الحياة أو حتى مُنتظِر إرضاء الناس.

 حُبك لسماع المدح يعني أنك سقطت من النعمة وغير مُدرِك لِما أصبحت عليه! بعمل يسوع أنت وُضِعت في مكانة عالية، أنت مُحسَن إليك ومُنعَم عليك في المحبوب: “لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ.” (أفسس ١: ٦)، الكبير بنفسه (الله) ينظر لك بطريقة صحيحة!

 لذلك لا تلتفت للمعونة البشرية لتُسدِّد احتياجاتك كالسعي لتنظر مَن يراك أثناء الصلاة أو العبادة في الاجتماع، وهل يرونك تفعلها بحماس أم لا، أو حتى عند كتابة شيء وإرادتك أن تُظهِر مهاراتك في الكتابة لتُري مدى روعتك للآخرين، مُنتظِرًا اندهاشهم! أي تكتب وأنت واعٍ أكثر للناس وليس لله، ولكن المعونة البشرية لن تُشبِعك، افهمْ هذا.

 يريد الله أن يكون لديك اكتفاءٌ ذاتيٌّ وأن تستمع فقط لمدح الروح القدس وأن تكون واعيًا للحق الكتابي الذي يَخص زوايا حياتك، فحينها لن تحتاج “للطبطبة” من أحد ولن تكون مُنتظِرها أصلاً، وإن حدثت من أحد فلن ترفضه لأنك تُقدِّر الآخرين، ولكن ستكون عالِمًا داخليًا أنك لا تحتاج لذلك لأن الحق الكتابي يملأ ذهنك. خُلاصة القول هي إنك لا تعتمد على مدح الناس أو حتى ذمهم.

 دعونا نرى نفس الشاهد من الترجمة المُوسَّعة، ليتَّضح المعنى أكثر:

“[8] And God is able to make all grace [every favor and earthly blessing] come in abundance to you, so that you may always [under all circumstances, regardless of the need] have complete sufficiency in everything [being completely self-sufficient in Him], and have an abundance for every good work and act of charity.” )2 Corinthians 9:8 AMP).

“[8] والله قادر على أن يجعل كل نعمة [كل نعمة وبركة أرضية] تأتي بك بوفرة، حتى تكون دائمًا [تحت كل الظروف، بغض النظر عن الحاجة] مُكتفٍ بالكامل في كل شيء [الاكتفاء الذاتي تمامًا فيه]، ولك وفرة لكل عمل صالح وعمل صدقة.” (٢ كورنثوس ٩: ٨). (الترجمة الموسعة)

 “٨…تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ”؛ تعني أن تبدأ في مساعدة الآخرين وهذا تطبيق لما قيل في الكلمة: “فَرَّقَ أَعْطَى الْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ. قَرْنُهُ يَنْتَصِبُ بِالْمَجْدِ.” (المزامير ١١٢: ٩)، ونستخلص من هذا أن “العطاء” هو عمل بر.

 “١٠ وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذَارًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَّلاَتِ بِرِّكُمْ”؛ سيُعطيك الله بذارًا لتزرع مرة أخرى (لتُعطي مرة أخرى) وبذارًا أخرى لتعمل منها خبزًا وتأكل. يريد الروح القدس أن تصل لمرحلة تفهم فيها أنّ مواردك تتضاعف عَبْر إعطاءك أفكار لتعرف كيف تأتي بالمال فيقودك لأمور مُعيَّنة ويُحذِّرك من أمور أخرى، والهدف في النهاية هو أن تُعطِي وليس لتكون أنانيًا.

 يوجد مَن لا يُصدِّق هذا المستوى الذي كَشَفه لنا الروح القدس ويقتبس الآية القائلة: “خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.” (متى ٦: ١١)! للأسف فُهِمَتْ هذه الآية على أنها تقصد “أعطنا الخبز الذي بالكاد سيكفينا”، ولكن في الحقيقة هي تُعنِي “أعطنا ما يكفينا من خبز لدرجة عدم الاحتياج“، أُشجِّعك أن تنظر لها من خلال مراجع تاريخية أو من ترجمات أخرى، الآن أصبح هناك ترجمات كثيرة سواء بالعربية أو الإنجليزية يمكنك استخدامها في دراستك للكلمة، مع العِلم أن هناك البعض به أخطاء والتي لها أهداف خبيثة!

 حَدَثَ وسطنا اختبارات كثيرة فيها يقود الروح القدس أشخاصًا لتتعلَّم شيئًا مُعيَّنًا، فمثلًا قام أحد الأشخاص بتعلُّم شيء ليس له علاقة بشهادته ولكن الروح القدس قاده ليفتتح هذا الشيء وتقدَّم لشركات ونجحَ وترقَّى أكثر من مرة!

 سيعطيك الروح القدس الأفكار اللازمة ويقودك لتَعلُّم أمورٍ تُزيد بها دَخْلك لتُكثِر في العطاء، وبالطبع سيُعطيك ويجذب إليك المصادر المُناسِبة لتَعلُّم الشيء. تلك هي اللمسة الإلهية (النعمة)!

▪︎ لك دور في استقبال النعمة التي مُنِحَتْ لك:

“١٤ فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. ١٥ لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. ١٦ فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.” (العبرانيين ٤: ١٤-١٦).

 تُعَدّ رسالة العبرانيين من الرسائل عسرة الفَهْم قليلاً، لأنها أُعْطِيت لرؤساء كهنة وكهنة كون الاضطهادات اشتدَّت عليهم بسبب إيمانهم بالرب يسوع، فلهذا أَرسلَ إليهم الرسول بولس -الذي أُثْبِت بالفِعْل من خلال المخطوطات إنه الكاتب- تلك الرسالة.

 شرحت سابقًا في مؤتمر الأعضاء وقلت إنه هنا يتكلَّم إلى أُناسٍ في بداية فهمها لمَن هو يسوع، لذلك يتكلَّم بلغة “الضعفات”. لكنك تجده يزداد في مستوى التعليم كلما تقدَّمت في قراءة الرسالة.

 يتكلَّم هنا للكهنة مُوضِّحًا أنه كما كان رئيس الكهنة في العهد القديم يحقّ له الدخول لقُدس الأقداس أي للتابوت حيث حضور الله، هكذا صار لنا الآن هذه الأحقية نفسها! لنتقدّم إذًا بثقة لعرش النعمة ونحن بالفِعل في الداخل طول الوقت!

 لم يَعُد هناك حاجزٌ بسبب ما فَعَله يسوع فهو مَن مَهَّدَ الطريق لذلك، مجدًا لاسمه! لا يجب الخوف من الدخول كما كان يَحدُّث في العهد القديم، فَهُم كانوا يخشوا أن يموت رئيس الكهنة وهو داخل الحجاب ويقوموا بسحبه! لكن هذا انتهى لأن رئيس كهنتنا الأعظم دَخَلَ مرة وأنهى الأمر.

 لفظ “نَنَالَ رَحْمَةً”؛ صاغها بولس هكذا لأن تابوت العهد كان يُطلَق عليه “كرسي الرحمة” أو “عرش النعمة”.

 أما لفظ “نَجِدَ” فيأتي في الأصل heuriskōبمعنى “شخص يبحث فيجد”، مِمَّا يعني إنها متاحة وما عليك سوى اكتشافها، وهي الكلمة نفسها في الأصل التي ذُكِرَت في (أعمال ٢:١٨) عن مقابلة بولس لأكيلا وبريسكيلا، ولكن انتبه إلى أنّ بولس كان تحت قيادة الروح القدس وكان مُتوقِعًا إنه سيُقابِل أُناسًا في هذا المكان ولكن الأمر لم يَكُن واضِحًا لدى ذهنه لكنه كان مُتأكِّدًا إنه وُجِدَ في هذا المكان ليقوم بعملٍ ما.

 دورنا هو البحث عن النعمة التي نحتاجها للتَعامُل مع أمر معين ونستقبلها أو نأخذها فهي مُنِحَتْ لنا، فعبارة “فِي حِينِهِ” لا تُعني “وقتما يريد الله”، لكن في الحقيقة يُقصَد بها؛ “وقتما تحتاجها أنت”، وبما أنك في حضور الله طوال الوقت ولا تَخرُج منه أو تدخُل إليه كالعهد القديم، فالبعض يعتقد أن ذلك يَحدُث الآن أيضًا، ولكن هذا غير صحيح، فنحن أمام الله طوال الوقت وليس فقط في وقت الصلاة في الغرفة أو الكنيسة.

 تعلَّمْ أن تستقبل نعمة تجاه كل أمر مُعَطَّل في حياتك، فكل أمرٍ لازلت تفشل فيه فهذا تشخيصه أنك تحتاج نعمة له أي في أشياء لم تعرفها بعد، واستقبالها ليس فقط بالصلاة بل بدراسة الكلمة أيضًا.

 عندما تواجه موقفًا صعبًا تدرَّبْ أن تقول هذا: “أشكرك روح الله، إني أستقبل نعمة، أنا ألتقط منك إرشادات للتعامُل مع هذا الموقف” وستجد نفسك فهمت آيات وتربيطات بصورة مُعيَّنة بما يتناسب مع الموقف.

 تلك هي النعمة وقتها، لأنّ هناك مَن يظن أنّ عليه انتظار القوة تَدُب فيه فجأةً وهو لا يعلَّم أن هذا فِعْل إيمان ولا يجب الالتفات للمشاعر مِن الأساس، كالرسول بولس الذي ذهبَ لمكان بتوقُّع إنه سيُقابِل أشخاصًا مُعيَّنة (أكيلا وبريسكلا) اللذان عملا بعدها بصورة قوية في الخدمة وكانا سببًا في استنارة أبولس، ذا الذي كان له تأثيرٌ عظيمٌ مع الرسول بولس في الخدمة.

▪︎ الثبات في النعمة:

“لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا.” (العبرانيين ١٣: ٩).

 كما ذكرت توًا عن رسالة العبرانيين أنها كُتِبَتْ لأُناسٍ مُتزعزِعة، لهذا قال: “إِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي” (العبرانيين ١٠: ٣٨)، فهناك كهنة بدأت تلوم المُؤمِنين (الكهنة سابقًا) قائلة: “كيف تكفر وتترك مهامك ككاهن وتُؤمِن بالمسيح!”، لأجل ذلك تكلَّمَ معهم عن كيف يثبتون.

 إن كنت تَمُرّ بوقتٍ صعبٍ أو بمرضٍ، فما هو سِرّ ثباتك؟ هو ينبع من داخلك (قلبك) أي ليس له علاقة بذهنك فقد يكون مُمتلِئًا بالأفكار والتشتيت. لذلك قال: “شيءٌ غالٍ أن يُثبَّت قلبك بالنعمة وليس بالطقوس والأطعمة المُعيَّنة”. كانت وظيفة الناموس حَبْس الناس لئلا يختلطوا بالأمم ولكنه لم يُعطِ حياةً.

 “لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ” أي لا تُستدرَجوا مع تلك التعاليم، فلفظ “تُسَاقُوا” أتى في الأصل “peripherō بمعنى “شخص محمول من الهواء وغير قادر على الثبات”، وتلك هي ذات الكلمة التي ذُكِرَت في رسالة يهوذا: “غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ.” (يهوذا ١: ١٢).

 يوجد حالة من السحب في تعاليم متنوعة وغريبة، حيث نجد اليوم أُناسًا تحب البحث عن أمور جديدة في الكلمة ويعتقد أن كون المعلومة أبهرت ذهنه فهي بالتالي صحيحة، لكن كلا، فليس كل تعليم غريب بالضرورة أن يكون صحيحًا. بالطبع إبليس كائنٌ مُتكبِرٌ يعشق أن يلفت انتباهك عبر استخدام الأمور البَرَّاقة، لهذا قال الكتاب: “غُرُورٍ بَاطِل” (كولوسي ٢: ٨) أي الخداع الظاهري، احذر هذا!

 ماذا تُعنِي النعمة هنا في الشاهد أعلاه؟ هي التعليم النقي الكتابي، وليس المُتنوِّع الغريب البَرَّاق، فللأسف يوجد الكثير من التعاليم على الإنترنت والتلفاز الآن، وأصبح السحب والخداع من السهل اليوم، ولكن كونك تثبت على تعليم واحد فهذا عمل الروح القدس في حياتك، حيث يُعرِّفك الصحيح من الخاطئ إلى أن تصل لمرحلة الاستقرار فهذه هي النعمة، فليس من الطبيعي أن تكون كثير التنقُّل من مكان لآخر.

 لا يُقاس الأمر بمدى تطورك وأنك فَرِحٌ، فقد تكون شاعِرًا بأنك مُقيَّدٌ بسبب تعليم يمنعك من فِعْل شيء مُعيَّن فتهرب لأماكن وتتنقل كثيرًا كالفراشة التي تأخذ من كل وردة أحلى ما فيها وتذهب، أو قد تثبُت في مكان غير مفيد! لهذا تكلَّمَ الرسول بولس وقال: “إن استقرارك مُرتبِطٌ بعمل الروح القدس في حياتك لتتعلَّم مَن تسمع له ومَن ترفض.”

 “٩ «خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ». ١٠ وَلكِنَّنِي أَثِقُ بِكُمْ فِي الرَّبِّ أَنَّكُمْ لاَ تَفْتَكِرُونَ شَيْئًا آخَرَ. وَلكِنَّ الَّذِي يُزْعِجُكُمْ سَيَحْمِلُ الدَّيْنُونَةَ أَيَّ مَنْ كَانَ.” (غلاطية ٥: ٩، ١٠).

 “خمير صغير…فكرة صغيرة” يمكنها التأثير على نظامك الفِكري كله، فكرة صغيرة إنْ تركتها يمكنها إطفاءك، فالأمر شديد الحساسية. يجعلك عمل النعمة قادِرًا على التمييز بين الصحيح والخاطئ ومِن هنا تثبُت ولا تتنقَّل من تعاليم لأخرى، وهذا لا يُعنِي أن تثبُت في مكان دون فَحْص ومراجعة ما يقوله الواعِظ، فأهل بيرية كانوا يفحصون ما يقوله بولس من خلال الكُتب (العهد القديم حينها) ليعرفوا ما إن كان ما يقوله يصح الإيمان به أم لا!

“١٠ وَأَمَّا الإِخْوَةُ فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلُوا بُولُسَ وَسِيلاَ لَيْلاً إِلَى بِيرِيَّةَ. وَهُمَا لَمَّا وَصَلاَ مَضَيَا إِلَى مَجْمَعِ الْيَهُودِ. ١١ وَكَانَ هؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي، فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا؟” (أعمال الرسل ١٧: ١٠، ١١).

 لا تبالغ في المراجعة لئلا تدخُل في الشك، بل راجع وعندما تتأكَّد من صحة التعليم، اثبتْ فيه لتسير به. إذًا استقرارك مُرتبِطٌ بنوع التعليم الذي تأخذه، فقد تنطفئ وتكون غير عالِم أنّ السبب كانت فكرة صغيرة أفسدت نظام فِكْرك كله، لذلك قال:

“فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ.” (غلاطية ٥: ١).

 يقصد بنير العبودية هنا هو “الناموس”، أشجعك أن تدرس الإصحاحات السابقة لتفهم الصورة كاملة، حيث تكلَّمَ عن أننا الآن أولاد الحرة وليس الجارية.

▪︎ النعمة والسلوك بالحواس الخمس:

“وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ.” (غلاطية ٥: ١٦).

 أطلقَ هنا على “الناموس” إنه “شهوة الجسد”، ولكنه لا يقصد بالحرية أن لا يوجد قوانين وضوابط فهذا اعتقاد البعض! لكن دعنا نتطرَّقَ لتلك الآيات التي فُهِمَتْ خطأً:

“١٦ وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ الْبُرْقُعُ. ١٧ وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. ١٨ وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (٢ كورنثوس ٣: ١٦-١٨).

 يقصد هنا أننا تحرَّرنا من الناموس أي من الفِكْر البشري والسلوك بالحواس الخمس، ما الإثبات؟ دعني أُرِيك:

“١٣ وَلَيْسَ كَمَا كَانَ مُوسَى يَضَعُ بُرْقُعًا عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ (الذي بَهُتَ). ١٤ بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاق غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ. ١٥ لكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ (وقت إرسال الرسالة)، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ.” (٢ كورنثوس ٣: ١٣-١٥).

 “الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ”؛ من هنا نفهم لماذا قال الرسول بولس: “الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ” (٢ كورنثوس ٤: ٤)، مما يُعنِي أنّ عدم فهمهم لِمّا صَنَعه يسوع وراءه أرواح شريرة، حيث علينا أن نُزيل هذا البرقع أي التفكير بالطريقة البشرية العادية، ونبدأ في الانشغال في التفكير عن إننا صرنا الآن داخل الإلوهية، فنحن صرنا في النعمة التي تجعلنا ثابِتين ولكن يبقى أن نستقبلها.

 نرى أنّ البرقع غطَّى وجه موسى في البداية، ولكن نُفاجَأ أنه قال بعدها إنهم وضعوا البرقع على أذهانهم، لذلك قال: نحن الآن “جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ”، أي كل ما تبقَّى عليك هو أن تلتفت وتنظر!

 صرنا الآن في تلك الحرية (النعمة) وتحرَّرنا من هذا البُرقع، لهذا لا تجعلْ تعاليم غريبة تحرمك منها، لا تستبعد نفسك وتضع البرقع على ذهنك ثانيةً، لا تجعل أي أفكار أو عيان يُقنِعك بعكس الحقيقة التي صرت عليها، لكن اثبت، على ماذا؟ على ما اكتشفته من حقائق في الكلمة وانظرْ إليها بكثرة فتتغيَّر لتلك الصورة عينها، فهذه هي طريقة الملء: “وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.” (يوحنا ١: ١٦).

 ستلاحظ أنك بعدما تبدأ في النظر للأمور كما يراها هو، إنك تُحلِّق، لهذا تكلَّمَ عن السقوط من النعمة أي من مكان عالٍ.

 “نَاظِرِينَ”؛ المقصود هنا هو التحديق في الصورة التي اكتشفتها من الكلمة بإصرار، حتى لو قال العيان عكس ذلك، حتى لو سمعت من الناس أنّ تغيير هذا الأمر مستحيلٌ، لكنك تستمر في النظر حيث إن “التغيير” ““metamorphoō من الداخل للخارج، فالكتاب يقول: “لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ.” (٢ كورنثوس ٥: ٧).

“وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.” (٢ كورنثوس ٤: ١٨).

 ماذا تفعل عندما تأتيك أعراض مرض، أو الفواتير المطلوب دفعها، أو حتى عندما تستقبل خبرًا سيئًا؟ هل تسلك بالناموس (ترى العيان) أم تسلك بصورة إلهية (تسلك بالإيمان)؟ فقد يكون بالفِعْل ليس معك ما يكفي لتدفع الفواتير، لكنك تختار أن تنظُر بحسب نظرة الله وتتمسَّك بتلك الصورة طوال الوقت وليس وقت المشكلة فقط، لتصل لمرحلة التَشبُّع برأي الرب، فتُسيطِر على ما يبدو حقيقيًا (العيان).

 ازرعْ هذا داخلك: “الصور التي تراها بناءً على الكلمة هي الحقيقة وليس العيان”، نعم قد تكون أنت مَن تصنعها في خيالك، لكن طالما مُطابِقة للكلمة إذًا فهي الحقيقة. لا تنسَ ما قاله الرب يسوع للمشلول: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!» (متى ٩: ٦)، لو كان المشلول قال: “سأتحرَّك عندما أُشفَى” لما حدثت المعجزة، لكنه تحرَّك بناءً على كلمة الرب التي اقتنعَ بها، على الرغم مِن أنّ جسده لم يُشفَى بعد، فعندما أخذَ الخطوة وجدَ أنّ جسده تعافى.

 نحن نسير بسيادة في هذه الحياة، بسبب قول الكتاب: “الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!” (رومية ٥: ١٧). هللويا، مجدًا للرب!

ــــــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$