القائمة إغلاق

كل ما تطلبونه تنالونه Whatever You Ask Receive

يخبرنا إنجيل متى 22:21 “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”. يا لها من أية، فيسوع لا يضع حدودا على ما يستطيع الإيمان أن يناله. عندما يقرأ الناس أية مثل هذه عادة ما يتظاهرون بأنها ليست موجودة أو يفنطوها عقليا قائلين “كل لا تعني كل”، إنما تعني أمرا واحد أو أمران على الأكثر. لقد تأثرنا كثيرا بعدم الإيمان وبأساليب التفكير التي لا تتوقع شيئا من الله. فالحق أن كلمة كل تعني كل.

الله يعني ما يقول

في إنجيل مرقص 24:11 يقول يسوع “كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم”. يخبرنا إنجيل يوحنا 7:15 “إن ثبتم فيّ وثمت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم”. ويذكر إنجيل يوحنا 23:16-24 أن “كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي أطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا”.

لا يضع يسوع حدودا لما نستطيع الحصول عليه بالصلاة. وعلينا أن نسلك بإيمان في الأمر الذي يناقض المنطق. ففي إنجيل مرقس 22:9 يقول يسوع “كل شئ مستطاع للمؤمن” إن كلمات “كل” و”كل شخص” و”كل شئ” كلمات غير محددة. فإننا محدودين بعقولنا وخبراتنا وأجسادنا، ومحدودين بالآخرين، بالشيطان الذي يعمل جاهدا حتى لا نرى تحقيقا لأي وعد من وعود الله في حياتنا.

يقول يسوع “كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه” (مت 22:21). فالوعد بأننا سننال كل ما نطلبه حق. بالتأكيد وذلك عندما نسأل بإيمان. لهذا السبب يقاوم الشيطان إيمانك ويهاجمه أكثر من أي شئ آخر.

سبق ذكرنا أن الإيمان هو “الإيقان بأمور لا تُرى” (عب 1:11)، وإن الإيمان يأتي بالخبر بالكلمة (رو 17:10). فكلما قضيت وقتا مع الكلمة كلما رأيت الذي لا يُرى وكلما رأيت هذا الذي لا يُرى تأكدت من أنك ستناله. وكلما تأكدت، كلما كان أسهل أن تطلب شيئا، وعندما تطلب ستنال وفقا لما وعد به يسوع.

لماذا يجب أن تسير الأمور بهذا الأسلوب؟ يقول الكتاب المقدس أننا نسلك بالإيمان لا بالعيان (2كو 7:5) فهناك سببا لهذا الأمر ويرجع هذا السبب إلى وقت السقوط والظروف التي سبقت السقوط والتغيرات التي ترتبت عليه.

الشركة مع الله تبني الإيمان

إن الإيمان هو أن تسير مع الله وأن تكون لك شركة معه وأن تثق فيه، فقد كان آدم يفعل هذا قبل السقوط. وعلى الرغم من أننا لم نر الله عيانا أمامنا كما رآه آدم إلا أن الله يريد أن يكون لنا نفس مستوى الشركة، التي كانت له مع آدم وأن نمتلك نفس مستوى الإدراك الذي امتلكه آدم. فهذا سيسهل جدا علينا إطلاق إيماننا.

لقد خلق الله آدم على صورته ومثاله (تك 26:1)، وخلق الله الإنسان ليكون إلها مثل الله تماما على صورته، وأعطى الله للإنسان شخصية، وأعطاه القدرة على التفكير والشعور وإتخاذ القرارات مثله مثل الله تماما. وقد تشابه الإنسان مع الله في قدرته على الحديث وعلى الإضطلاع بمهام عديدة.

سلط الله آدم على خليقته (تك 26:1-28)، وجعل كل شئ تحت قدميه (مز 6:8). لقد جعل الله آدم رئيسا على كل المخلوقات ليتسلط عليها كما تسلط الله على الكون كله، وكان على آدم أن يخضع الله وأن يسير في شركة معه، وكان عليه أن يعبد الله وأن يثق فيه، وبمعنى آخر لقد خلق آدم ليكون له إيمان بالله.

قبل سقوط آدم كان الله قد كساه بمجده، يقول مزمور 5:8 “بمجد وبهاء تكلله”. لقد كسي الله آدم وتوجّه بالمجد. الله مملوء بالمجد وكان آدم يشع مجدا لأن الله خلقه على صورته ومثاله.

أعطى الله آدم كل ما يحتاجه لأن الله إله يعطي بسخاء ووفرة. واحد أسماء الله “إيل شداي” الاسم الذي يترجم “الله القدير” (تك 41:17)، ولكنه يعني “الله الذي يعطينا أكثر من حاجتنا” أو “الله إله الوفرة والغنى”، فحياة الله حياة مملوءة بالوفرة والغنى، وهذه الحياة هي التي دبت في آدم وأضاء حوله مجد الله، كان الله مع آدم وكل ما كان لله أعطاه إياه.

كانت قدرات آدم بلا حدود، فلم يعرف حدودا. وقبل السقوط لم يكن هناك فقر ولا خطية ولا موت. ولم تكن هذه الأشياء موجودة حتى في لا وعى آدم. في كل شئ كان الله هو معينه الذي لا ينضب أبدا، وتدفقت من آدم الحياة إلى كل ما يحيط به.

بارك الله آدم قائلا إثمر وإكثر وإملأ الأرض وإخضع الخليقة وتسلط عليها (تك 28:1). إمتلات الأرض من مجد الله بمساعدة آدم، ومن خلال آدم أظهر الله حياته ومجده وكرامته وضاعفهم في الكون كله وقدمت كل الخليقة سبحا وحمدا وكرامة ومجدا لله إلى الأبد.

الله خلق كل شئ صالح ومبهج بغنى ووفرة

بعدما خلق الله آدم وضعه في جنة ليعملها ويحفظها (تك 15:2). لقد ذكرنا من قبل أن آدم لم يعرف الفقر أو العوز في حياته أو في شركته مع إلهه. فالله إله صالح ومحب بوفرة. وقد تعرّف آدم على شخصية الله وعلى طبيعته لهذا فعندما أعد الله مكانا لآدم أمده الله بشيء يتوافق مع طبيعته، الإلهية. فماذا فعل الله؟ خلق الله جنة وأطلق عليها اسم جنة عدن. وكلمة عدن في العبرية تعني “غنى ووفرة وسرور” فهذه هي طبيعة المكان الذي يريد الله للإنسان أن يسكن فيه. فقد كان هذا هو المكان الذي سكنه آدم قبل السقوط.

يخبرنا سفر التكوين 9:2 “وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر”. أنبت الله أشجار جميلة جعلها تحمل ثمار شهية في الجنة.

هل سألت من قبل لماذا تنجذب إلى الأشياء الجميلة أن لماذا تتمتع بمذاق الأشياء ذات الطعم اللذيذ؟ لأن الله خلق هذه الأشياء لتتمتع بها. لقد كان هذا هو نصيب آدم قبل السقوط، كان الله هو محور حياته ونبع كفايته في كل شئ.

ثم وقعت المأسأة وفشل الإنسان في الوصول إلى مستوى مجد الله (رو 23:3)، فقد زرعت الحية بذار الشك في حواء من جهة كلمة الله (تك 1:3)، وعندما تأصل هذا الشك تصرفت وآدم من منطلق شكهما وأخطأت هو وآدم، ونتيجة لهذا ارتفع عنهما مجد الله وعلما أنهما عريانيين. وأدرك الإنسان لأول مرة في حياته أن لديه احتياجات. ففجأة ظهر الاحتياج، ولم يعد قادرا أن يأخذ من مجد الله وغناه ما يسدد به احتياجه.

الإيمان هو أن تكون لك شركة مع الله، وهذا يأتي من السير مع الله وعبادته، فكلما كانت لك شركة مع الله، كلما عرفته أكثر، وكلما عرفته كلما قدّرته، وكلما قدّرته كلما وثقت فيه، وكلما وثقت فيه كلما عرفت أنه لا يحنس بموعوده أبدا وأنه يفعل ما يقول أنه سيفعله، فهذا هو معنى الإيمان.

الضمير الخاطئ والخوف يبعدانا عن الله

لقد انقطعت شركتنا مع الله وحل محلها شيئا آخر غير الإيمان وهو الخوف، ففي سفر التكوين 10:3 يقول آدم “سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان واختبأت”. لقد بدأ الخوف بالفعل في التسلط على الإنسان واستمر يتسلط عليه منذ ذلك الحين فصاعدا، والخوف ضد الإيمان. فيأتي الخوف من ضمير خاطئ ومن الشعور بأن علاقة الإنسان بالله ليست على ما يرام، وكذلك من عدم قدرة الإنسان على تسديد احتياجاته وأعوازه.

إن الخوف قوة خطيرة تأتي بالدمار والخراب إلى حياة الناس، فتخبرنا رسالة العبرانيين 14:2-15 أن يسوع أتى “لكي يُبيد بالموت ذلك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية”.

يستخدم إبليس سلاح الخوف ليستعبد الناس، ذلك لأن الخوف يُبعد الإنسان عن الله ويمنع من أن تكون له شركة مع الله، وكذلك يمنع الخوف الإنسان من معرفة طبيعة الله. وإذا لم يعرف الإنسان طبيعة الله سيكون مستعدا لتصديق أية أكاذيب يذكرها العدو عن الله، فيرسم الشيطان صورة عن الله تختلف تماما عن الصورة التي يعلنها الإنجيل عن الله.

يُصور الشيطان الله على أنه إله انفصامي، وغير قادر على استيعاب مشاكل الناس واحتياجاتهم، ويصوره على أنه إله آلي لا يعرف كيف يهتم بالناس أو بمشاكلهم واحتياجاتهم، ولا يُظهر لهم محبة. ويدفع الشيطان بتلك الصورة إلى أذهان الناس حتى لا يتمتعوا بنصيبهم في بركات الله وعندما يقرأ الإنسان الذي امتلأ عقله بتلك الصورة عن الله، أية مثل: “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”. يجد هذا الإنسان أن الآية لا يمكن تصديقها وليست حقيقية، وأحيانا يجد أن تلك الآية مخيفة. ولكن لماذا يشعر هذا الإنسان بما سبق؟ لأن الشيطان أبعده عن معرفة الشركة التي كانت بين الله وآدم قبل السقوط.

وعلى أية حال لقد أتى يسوع المسيح كآدم الثاني ليعيّد لنا مرة أخرى تلك الشركة التي كانت لنا مع الله. فمرة أخرى يمكن أن يكون الله بالنسبة لنا الإله الذي كان دائما أعني بذلك إيل شداي، إله الوفرة، والإله الذي يسدد احتياجاتك ويريحك من جهة كل أمر من أمور حياتك.

الله يشعر بالرضا للتضحية التي قدمها يسوع

قبل سقوط آدم في الخطية سدد الله له احتياجاته بالكامل وأراحه. فالله كان لديه الكثير جدا ليقدمه لآدم ليُشبع كل جانب من جوانب حياته. ولكن عندما سقط آدم تأثرت كل حياته بهذا السقوط. وحتى هذا اليوم كان السقوط أثره على كل جانب من جوانب حياة الإنسان. لقد دمر السقوط أرواحنا وأنفسنا وأجسادنا، وأثر سلبيا على علاقتنا بالله وبالآخرين وبالطبيعة. وأثّر سلبيا على احتياجاتنا المادية والاجتماعية. لقد تأثر كل شئ بالسقوط.

فقبل السقوط تحكم الإيمان في كل هذه الأمور، ولكن بعد السقوط دخل الخوف بسبب الخطية وبدأ يسيطر على هذه الأمور وأصبح الإنسان خائف من الله.

ويجب ألا نخلط بين ذلك النوع من الخوف من الله والذي دخل في قلب الإنسان بعد سقوط وبين مخافة الرب. فمخافة الرب تعني احترامه، وأن تعامله كأب لك. فالمخافة لا تعني أن تحيا مرتعبا من الله الذي يجب استرضاؤه دائما بالتضحيات خوفا من العقاب الذي قد يُنزله عليك إن لم تفعل. فهذا المفهوم الخاطئ عن مخافة الله مصدرة الديانات الأخرى المختلفة والسلوكيات التي تتستر وراء الدين. فكلا منهما محاولة لاسترضاء الله بتقديم الذبائح حتى يحصل الإنسان على رضا الله، ويمنع الله من مهاجمته. لقد تحدث بولس الرسول عن هذا الأمر في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 20:10 عندما قال “بل أن ما يذبحه الأمم يذبحونه للشياطين لا لله”.

لقد وجد إبليس لنفسه مدخلا عن طريق الخوف الذي سيطر على الإنسان بعد السقوط، فقد شوه الجوع الروحي للإنسان نظرته إلى الله، واظلم فكره (أف 18:4، رو 21:1)، ولهذا فالخوف هو الدافع الذي يحرّك الإنسان عندما يطلب الله. وكانت النتيجة أن الإنسان بدأ يصدق الأكاذيب الشيطانية بشأن حقيقة الله والأساليب التي يحصل بها على سلام مع الله.

يبذل الإنسان جهودا عديدا ليصنع أعمالا صالحة ويقدم ذبائح في محاولته لإسترضاء الله بسبب حاجته إلى السلام وخوفه من العقاب. ويتساوى ذلك السلوك الذي يتستر بالدين مع أوراق التين استخدمها آدم وحواء في محاولتهما لتغطية عريهما بعدما فارقهما المجد.

يا يستطيع الإنسان بنفسه أن يفعل شيئا ليستعيد به شركته مع الله، ولهذا السبب أرسل الله بابنه يسوع ليكون عطية مجانية لبر الله لكل من قبلوه. وعندما نقبل بالإيمان ما فعله الله لأجلنا، لن نخاف منه، ولن نحاول إرضاوه أو إسترضائه، فقد ارضه ما فعله يسوع لأجلنا على الصليب وعندما نقبل هذا نحصل على بره ونستعيد مكانتنا عند الله. تلك المكانة التي فقدها آدم.

قبل السقوط كان آدم قادرا على عبادة الله بدون ما يشعر بالذنب أو العار أو صغر النفس، وقد كان آدم قادرا على إشراك الله في كل أمر من أمور حياته وكما رأينا فقد تغير كل هذه بعد السقوط وعلى أية حال فقد مهد الله لنا طريقا بإبنه يسوع المسيح حتى يستطيع كل من يؤمن بيسوع أن تكون له علاقة متينة مع الله ومرة أخرى أصبح في إمكاننا إشراك الله في كل أمر من أمور حياتنا كما كانت علاقة آدم بالله.

لقد منعنا جهلنا من رؤية أي نوع من أنواع العلاقات تلك التي يجب أن تكون لنا مع الله بالمسيح يسوع. فقد أثر نفس هذا الخوف الذي دخل إلى نفس الإنسان بالخطية على حياتنا المسيحية، وغيرها من حياة مملوءة بالمعجزات، تلك الحياة التي يكون لنا فيها شركة مع الله تعمل فينا ومن خلالنا إلى حياة دينية يسيطر عليها الخوف والإدانة والحدود والطبيعية. فلم يفتدنا المسيح من لعنة الناموس (غل 13:3) لنستمر في حياتنا مدفوعين بالإدانة والإحساس بصغر النفس. فقد طهرنا الله ونقي قلوبنا من كل ضمير شرير حتى نتقدم بجراة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه (عب 16:4، 19:10-23).

لقد طهرنا الله بدم يسوع من الضمير الشرير حتى نقف بجرأة أمام وجهه ونتمتع بنفس مستوى الشركة التي كانت لآدم مع الله، ونقدر على الحصول على المعونة التي نحتاج إليها في كل أمر من أمور حياتنا، سيبعدك الخوف في محضرة والتمتع بالمجد لأنه لا شئ من الدينونة على الذين هم في المسيح يسوع (رو 1:8).

مجد الله يسكن داخلك

لقد حررنا الله من الدينونة، وطهرنا من ضمير شرير، ومنحنا حرية أن نأتي إليه في أي وقت لنحصل منه على المعونة في أمر من أمور حياتنا، فالفرق بيننا وبين آدم هو أننا نسلك بالإيمان لا بالعيان (2كو 7:5). لقد كسا الله آدم بمجد خارجي ومرئي حتى يستطيع آدم أن يراه بعيناه الجسديتان.

نملك أنت وأنا مجدا في داخلنا، ونرى الله بأرواحنا فطبقا لما تعلنه رسالة أفسس 24:4، فإن إنساننا الجديد أو أرواحنا مخلوقة بحسب الله، ومجد الله معلن فينا لأن الروح القدس يسكن في إنساننا الداخلي، ففي إنسانك الداخلي تتقابل مع الله وتراه بعينا إنسانك الداخلي (أف 18:1).

ويجب أن نسلك بالإيمان في هذا العالم لأن الشيطان مازال موجودا، وما زال يستعبد هؤلاء الواقعين تحت نطاق سيطرته. وعلى أي حال يمكننا أن نغلب العالم بالإيمان (1يو 4:5-5)، ونرى مجد الله (يو 40:11).

كيف تمكن التلاميذ من رؤية مجد الله؟ قالوا “رأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقا” (يو 14:1)، متى رأوا مجد يسوع؟ عندما إنساب منه هذا المجد في صورة معجزات سددت احتياجات الناس بغنى.

نقرأ في إنجيل يوحنا 11:2 عن معجزة يسوع الأولى تلك المعجزة التي حوّل فيها الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل “وهذه بداءة الآيات التي فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فأمن به تلاميذه”. ظهر مجد الله عندما صنع يسوع معجزات.

عندما مرض لعازر ومات قال يسوع: “هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به” (يو 4:11)، كيف مجّد مرض لعازر يسوع؟ هل تمجد يسوع عندما تحمل لعازر مرضه بصبر دون أن يُشفي منه؟ لا لق ظهر مجد الله عندما أقامه يسوع من الأموات.

لقد لقدنا المجد والحياة اللذان عرفهما آدم قبل السقوط لهذا أرسل الله يسوع ليعلن هذا المجد ويعيده إلى الإنسان مرة أخرى. كان مجد الله في داخل يسوع وعليه وحوله. لقد سار يسوع في هذا العالم كنور يضئ في الظلمة “والظلمة لم تدركه” (يو 5:1).

يُعلن مجد الله في هذا العالم عن طريق المعجزات التي تسدد احتياجات الناس. غفر يسوع الخطايا وشفى المرضى وأخرج الشياطين وأقام الشاقطين واستترد المفقود وكسر قيود الدينونة وصغر النفس، وأعطى لحياة الناس معنى وهدف، لقد استعلن يسوع مجد الله.

أتى مجد الله ليسكن فيك بالميلاد الجديد، وهذا المجد هو نفس روح المجد التي كانت في يسوع. يريدك الله أن تكون قناة لمجده ليُستعلن للناس من حولك. ولكن يجب على الله أن يمدنا بوسيلة لنشارك بها في مجده، لأننا نحيا في عالم يقع تحت سيطرة عدو يدعى الشيطان. ويطلق على هذه الوسيلة الإيمان لأننا لا نستطيع أن نرى عيانا مجد الله بنفس الطريقة التي كان آدم يرى بها مجده. “إن آمنت ترين مجد الله” (يو 40:11).

الله أعطانا كل شئ مع يسوع

بما أنك مؤمن يسكن فيك مجد الله بالروح القدس، فقد خلق الله الإنسان الجديد الذي في داخلك على صورة الله، وأنت بر الله في المسيح. لقد حظيت بشركة مع الله كأب بسبب دم يسوع فيمكنك أن تأتي إليه بكل جرأة بدون ما تشعر بالذنب أو العار أو صغر النفس. ويمكن أن تكون شريكا في كل أمر صالح أعده الله لك. ويمكنك أيضا التمتع بهذه الأمور الصالحة، فقد فعل الله لك كل ما كان يفعله لآدم. وما كان الله يريده لآدم، يريده الآن لك أنت أيضا، فالله لا يحابى الناس. فكما وضع قدرته الكلية وغناه وحكمته وقوته ومجده تحت تصرف آدم، وضع أيضا كل هذه الأشياء تحت تصرفك بسبب ما فعله يسوع لأجلك.

الله كلي القدرة وهذا معناه أنه يستطيع أن يفعل أي شئ. إذن فالسؤال الذي يجب أن تسأله هو ما إذا كان الله يريد أم لا يريد؟ لكن الله محبة أيضا، ولهذا فقد أعد لنا أشياء رائعة (انظر 1كو 9:2). ماذا أعد الله لنا؟ تخبرنا رسالة رومية 32:8 “الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضا معه كل شئ”.

“الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح” (أف 3:1). لقد وضع الله كل ما يملك وكل صفاته تحت تصرفنا. فإذا كان الله أعطانا ابنه يسوع وهو أغلي ما يملك وأعلي ما يمكنه أن يعطي. ألا يرغب في أن يعطينا أمورا أقل غلوا عنده مثل الشفاء والإرشاد والبركة في الأمور المادية وهكذا؟ لقد قال الله أنه سيهبنا كل شئ مع يسوع.

هذه هي صورة الله التي يجب أن تتعمق في داخلك. فالله هو ما يخبرنا به الكتاب عن طبيعته، وليس ما تخبرك به التقاليد الدينية، والمفاهيم الخاطئة، ومشاعر الإدانة، فهو الإله الذي سدد كل احتياجات آدم.

الله هو الإله الذي أعلن مجده في يسوع المسيح ومن خلاله. الله هو إيل شداي الذي فيه أكثر من الكفاية. الإله الذي يسدد كل احتياج في كل مجال من مجالات حياتك. لماذا؟ لأنه يحبك. وكيف تعلم صحة هذا الأمر؟ يسوع أظهر لنا صحته. لهذا السبب يقول يسوع “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه” (مت 22:21).

عندما ترى مدى صلاح الله، ستجده أمرا سهلا أن تؤمن بأن الله يريد أن يسدد كل احتياجاتك، وستتحرر من كل المفاهيم الدينية الخاطئة التي تعوقك عن الأخذ من الله. وستدرك أن الله يريد أن يفعل معك ما فعله مع آدم لأنك رأيت أن الله وضع آدم في الجنة وأعطاه أشياء مبهجة وجميلة وسدد كل احتياجاته وسلطه على هذا العالم. أصبح الله هو إله الغنى بالنسبة لك مثلما كان بالنسبة لآدم بسبب ما فعله يسوع.

سيحاول الشيطان أن سلبنا عدة أمور بقدر إمكانه، فهو سارق يأتي لكي يسرق ويدمر ويقتل. وهو كذاب كما كان منذ البدء. يحاول إبليس أن يجعلنا نصدق أن هناك مجالات في حياتنا ليست موضع إهتمام الله. وقد نجح إبليس في إقناع العديد من الناس بأن الله لا يصنع المعجزات وبأنه لا يشفي أحد، وأنه لو صادف وأراد أن يشفي شخصا ما، فبالتأكيد لن تكون هذا الشخص الذي يريد الله أن يشفيه. ويستكمل إبليس كذبه ويخبرك أنه بما أن الأمر كذلك فلا فائدة من الصلاة من أجل الشفاء، لأنه لا يوجد من يعرف ما هي إرادة الله.

وينطبق ما سبق على أمورك العادية أيضا قد تقول “الله لا يهتم بمثل هذا الأمر التافه، فلماذا يرغب الله في مباركة شخصا ما ماديا؟ هذا خارج نطاق المناقشة! فقد ينتهي بك الأمر إما أنك تكتشف إما أنك متكبرا، أو طماعا.

وإذا كنت تحب الله، فآخر ما ترغب فيه هو أن تكون طماعا أو متكبرا. بهذا ينجح الشيطان بسهولة في إبعادك عن بركات الله، فيخبرك أن خطر جدا أن تكون لك أموال، وأنك لن تجد وقتا لتعرف ما الذي يقوله الكتاب المقدس. فبالطبع لا يريدك لله أن تكون طماعا أو متكبرا، لكنه يعلم كيف يجعل بركاته تتدفق إليك وكيف يحفظك في نفس الوقت في القداسة والتقوى لكي تتبعه وتطلبه في كل شئ وقبل أي شئ.

يريد الله لحياته أن تحيط بك، وتجلب لك المعجزات في كل مجال من مجالات حياتك بما في ذلك صحتك وأمورك المادية. فالله يهتم بكل أمور حياتك وليس بجزء واحد منها فقط، فعندما تفهم شخصية الله وما يمتلكه وماذا أعطاك في المسيح ستجد أنه من السهل أن تؤمن بأنه يريد أن يعطيك كل ما تطلبه مؤمنا في الصلاة.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$