القائمة إغلاق

ماذا يحدث عندما تقبل زوي؟ What Does Happen When You Receive Zoe

تعني “زوي” الحياة الأبدية أو حياة الله. وهذا النوع الجديد من الحياة هو طبيعة الله التي تُحدث تغييرات عديدة في الإنسان حتى أنك تستطيع أن ترى تأثيرات تلك الحياة. فكثيرًا ما ترى تأثيرها في الحال على عادات الإنسان وأسلوب حديثه. فهي تغير السلوك وتصحح العادات وتشكِّل الإنسان من جديد.

أتذكر أنه أثناء رعايتي لأول كنيسة أني كنت أنتقل في المدينة على الأقدام لأنه لم تكن لديَّ سيارة. كنت أقضى ليلة السبت مع إحدى العائلات وأعظ في صباح ومساء يوم الأحد ثم أرجع إلى المدينة في صباح الاثنين. استهلكت أربعة أزويج من الأحذية في السنة الأولى ماشيًا على الأقدام لأجل الخدمة. كنت من حين إلى آخر استقل دراجة، لكني كنت أسير مسافة من الطريق في كل مرة.

مكثت ذات مرة في منزل إحدى العائلات وكنتُ أعتقد أن رب البيت مؤمن. لم اسأله قط، لكني ظننت أنه مؤمن وحسب. لم يفوِّت اجتماعًا للكنيسة قط، بل كان يحضر مع عائلته كل اجتماع.

كان رجلاً صالحًا وكان يداوم على الصلاة العائلية قبل المائدة. كان يقرأ الكتاب المقدس ويصلي في البيت ولم تكن لديه أي عادات سيئة، فأعتقدتُ أنه مؤمن.

قال أبناه المراهقين: “لم نسمع أبدًا والدنا ووالدتنا يتشاجران معًا. وليس ذلك وحسب، لكننا لم نسمعه مطلقًا يتكلم بأسلوب قبيح أو يشتم أحد”. لم يكن يتكلم بلغة فجة. وإن حدث وأصاب إصبعه أثناء عمله لم يكن حتى ليلعن.

هكذا رأيتُ حياته وسلوكه، ونحن كثيرًا ما نحكم بالسلوك. أعتقدتُ أنه من المؤكد أنه نال الخلاص لكني لم أجِّد للتأكد من ذلك. في أحد ليالي الأحد كانت لدينا نهضة في الهواء الطلق، وحدث عندما أعلن الكارز عن الدعوة للخلاص أن هذا الرجل تقدم إلى المنبر. لم أتمكن من تصديق عيني، كنت أعتقد أنه أفضل شخص في الكنيسة.

وفي اليوم التالي كان الجميع يتحدثون عن الأمر. كان الجميع يقولون: “لقد تقدم هذا الأخ إلى المنبر الليلة الماضية في حين أنه أفضل رجل بيننا. إنه يعيش حياة أسمى من أي فرد آخر. كنا نعتقد أنه مؤمن بالفعل”.

لكنه قال لي: “كانت والدتي تقية وقد أنشأتني بهذه الطريقة. كنت دائمًا ملتزمًا بتعاليمها لكنني لم أنل الخلاص أبدًا ولم أختبر الميلاد الجديد”.

كان قد تعلًّم كيف يضبط سلوكه، لكنه لم يكن أي شيء قد حدث بداخله. تساءل الناس في المدينة إن كانوا سيرون أي تغيير فيه. ولاحقًا أجمعوا على رؤية تغيير.

قالوا: “كان يبدو في البداية مختلفًا. كان يسطع نور على وجهه لم يكن موجودًا من قبل” (لاحظ أن الكتاب يقول أن الحياة هي نور الناس). ثم لاحظوا اختلافًا في حديثه؛ إذ صار أكثر لطفًا عن ذي قبل. حتى الخطاة استطاعوا أن يروا ذلك. لقد أتى في روحه شيء جديد، على الرغم من أنه كان بالفعل رجلاً صالحًا حقًا.

أولئك الذين نالوا هذه الحياة الأبدية يمكن أن ندعوهم “أشخاصًا وُلدوا مرتين”. أشخاص صاروا خليقة جديدة. إن حياة الله سوف يكون لديها تأثير على حياتك وطباعك وصفاتك.

لا يمتلك المجرمون هذه الحياة؛ لأنه لو امتلكوها فستغيرهم. يوجد لدينا مئات من الأشخاص على قائمة مراسلاتنا ممَن كانوا في السجن ولم يعودوا مجرمين على الإطلاق.

كتب إليَّ أحد الرجال من ولاية أوهايو قائلاً: “إني لا أزال في السجن لكنى أريدك أن تعلم أنى شخص حر في الرب. لقد تحررت في الداخل وسوف أخرج من هذا المكان. وعندما يطلقوا سراحي سوف أذهب لأعظ”.

فيما بعد رأيت ذلك الشاب في مؤتمر لرجال الأعمال تابع لطائفة الإنجيل الكامل، وكان يستعد ليعظ.

كان لدينا رفيق آخر قد تخرَّج من مدرسة ريما وكان في سجن هانتسفيل بولاية تكساس. كتب لي خطابًا يقول فيه أنه قد خلُص في السجن عن طريق خادم كان يعظ هناك وكان يوزع كتبي. قال لي هذا الشاب: “حصلتُ على كتاب الإيمان الأزرق الضخم الذي كتبتَه، ومنذ ذلك الحين وأنا خليقة جديدة. بدأتُ أردد اعترافات الإيمان. بدأتُ أخبر جميع حراس السجن ورفقائي المسجونين أنني سوف أخرج من السجن. كان وقتها موعد تقديم التماس العفو الخاص بي”.

“قالوا لي: ‘لن تخرج من المرة الأولى التي تقدم فيها التماسًا بالعفو لأنك قتلت شرطيًا’ (كان تحت تأثير المخدرات قد أطلق الرصاص على شرطي وقتله).”

“فقلت لهم: ‘الإنسان الذي قتل هذا الشرطي قد مضى. إني الآن إنسان جديد. لم أقتل أي شخص ولا أريد أن أقتل أحد ولن أقتل فيما بعد’.”

لكن شكرًا لله لأنه خرج في العفو والتحق بمدرسة ريما هنا وتخرَّج واليوم هو في حقل الخدمة. لقد دعوناه ليكرز وبسهولة تستطيع أن تميز مسحة الله عليه. لم يعد هذا الشخص مجرمًا فيما بعد. هذا ما ستفعله حياة الله لك.

أتذكر أخت عزيزة في مدينة بيمونت بولاية تكساس. كانت هذه السيدة خادمة مرسومة في “جماعة الله” وكانت تهتم لأمر الضالين. عندما كانت في الثلاثينيات من عمرها (هي الآن مضت لتكون مع الرب) كانت تذهب إلى المناطق المشبوهة لتقود الفتيات إلى الخلاص وتربحهن للمسيح. كانت تأخذهن إلى منزلها وتلبسهن ملابس ملائمة وتوفر لهن فرص عمل.

أخبرتني وزوجتي ذات مرة عن واحدة من تلك الفتيات. كانت تلك الفتاة قد قضت سنتين في الجامعة لكنها سلكت طريقًا خاطئًا انتهى بها إلى ذلك الحال. لكن هذه الأخت ربحتها للمسيح وقادتها للامتلاء بالروح القدس ووفرت لها فرصة عمل جيدة وقادتها للذهاب إلى الكنيسة. كانت فتاة جميلة وأحبها رجل أعمال كان يذهب للكنيسة، وأراد أن يتزوجها. لكنها كانت تستحي من ماضيها فتركت مدينة بيمونت وذهبت إلى مدينة أخرى في تكساس. قالت: “لا تخبريه عن مكاني. إنني أستحي أن أخبره عن ماضيَّ”.

أتى هذا الرجل يقرع باب هذه الخادمة صارخًا: “أخبريني أين ذهبت؟ إنني أحبها”.

فأجابته: “تفضل بالدخول.. أريد أن أخبرك شيء، إنها تستحي من ماضيها. لقد أخرجتها من بيوت الدعارة لأنها كانت عاهرة”.

فقال: “هذا لا يهم. إنها بنت رائعة لله وامرأة جميلة. إنني أحبها. أخبريني أين هي وسوف أذهب إليها. سأنهي عملي هنا وننتقل إلى موضع آخر”.

وفعلاً ذهب إليها وتزوجها وباع أعماله وانتقل إلى مدينة أخرى. قالت لنا هذه الأخت: “يصلني في كل عيد ميلاد بطاقة معايدة منهما. لقد مضت خمسة وعشرون عامًا وها زوجها يكتب ويقول: ‘شكرًا لك لأجل هذه الجوهرة التي استخرجتها لي منذ خمسة وعشرين عامًا. لقد قضينا كل تلك السنوات في بهجة وزويج رائع. شكرًا لك كثيرًا.. شكرًا لأنك أنقذتها لي. إنني أحبها كثيرًا. بعد خمسة وعشرين عامًا إني متيقن أني أحبها أكثر مما كنت سابقًا. إن بيتنا جميل جدًا وأولادنا رائعون جدًا. نحن نواظب على الكنيسة ونحب الرب‘”.

ثم أكملت وقالت: “يصلني بطاقات كثيرة مثل هذه من رجال كثيرين يشكرونني”. مجدًا للرب لأن حياة الله تغير الإنسان.

لا توجد حالة يُستعصى علاجها. إن هذه الحياة الأبدية تنهي كل النزاعات والانقسامات سواء في البيوت أو في جميع نواحي الحياة. إنها ترفع الأنانية وتأتي للإنسان بنوع جديد من المحبة ونوع جديد من الحياة.

كيف غيَّرتني حياة الله

أتذكر يوم وُلدت من جديد وأنا لا أزال فتىً معمدانيًا على فراش المرض، في الثاني والعشرين من أبريل عام 1933، في مساء يوم السبت الساعة السابعة وأربعين دقيقة، في الحجرة الشمالية من منزلنا الواقع في 405 شارع الجامعة الشمالية في مدينة ماك كيني بولاية تكساس. ولأني وُلدت مريضًا فلم أكن قادرًا على الاعتناء بنفسي. حتى أن الفتيات كن يقوين عليَّ. إن بذلت مجهودًا كبيرًا كان نبض قلبي يختل وكنت أضعف وأطرح على الأرض.

كان بيتنا مُفككًا لأن والدي تركنا. حين كنت صغيرًا كنت أخبر كل مَن يقابلني: “سوف أقتل والدي عندما أكبر”. وبكل يقين كنت سأفعل ذلك، لكني قبلت شيئًا ما غيَّرني. قبلت شيئًا في روحي جعلني خليقة جديدة.. إنها حياة وطبيعة الله التي غيَّرتني.

بعدما قضيت ستة عشر شهرًا على فراش المرض نلت الشفاء في الثامن من أغسطس عام 1934 بقوة الله عن طريق الإيمان والصلاة.

رجعت إلى المدرسة الثانوية في سبتمبر عام 1934 بعد أن أضعت سنة دراسية. كنت قد أكملت سنتين في الصف الثانوي قبل أن أصبح طريح الفراش. لكني رجعت متمسكًا بوعد كتابي. كان بإمكاني أن أدرك أني كنت منقادًا لا شعوريًا بالروح القدس لكي أفعل ذلك. كنت أخبر الرب بشاهدين من الكتاب المقدس في كل صباح بينما كنت أذهب إلى المدرسة. وأحيانًا كنت أقرأهما قبل ذهابي إلى المدرسة.

كنت أقرأ في البداية يوحنا 1: 4، “فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ. وَالْحَيَاةُ كَانَتِ نُورَ النَّاسِ”. كنت أقول: “لقد أخذت حياة الله بداخلي. لقد صارت فيَّ حياة وحكمة الل..”

لم أكن أعلم شيئًا عن اعترافات الإيمان ولم أسمع شيئًا مثل هذا من قبل. لكن روحي كانت تحثني لأقول هذا، فكنت أردد هذه الاعترافات. كان هناك شاهد آخر مفضلاً إليَّ وهو 2 كورنثوس5: 17، “إِنَّ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيدًا”.

كنت أخبر كل مَن أقابله أني خليقة جديدة. كان بعض الفتيان يتكلمون ويسخرون من بعض الأمور التي اعتدنا على فعلها. فكانوا يقولون: “ألا تتذكر هذا؟ لقد كنت مشتركًا معنا في هذا الأمر”. لكني كنت أجيبهم: “ذلك الرفيق الذي كان معكم تلك الليلة قد مات. الإنسان الحقيقي يحيا بداخلي الآن. لقد وُلدت من جديد وصرت خليقة جديدة”.

كنت استوقف الناس في الطريق وأقول لهم: “إنني خليقة جديدة”. كانوا يجيبون: “ماذا تقصد؟” فكنت أبدأ أكرز، وسرعان ما كان الناس يحتشدون حولي في الطريق.

أقتبست شاهدًا من سفر دانيال كنت أقرأه للرب وقد صنعت منه اعتراف إيمان.

دانيال 1: 8-20

8 أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ.  

9 وَأَعْطَى اللهُ دَانِيآلَ نِعْمَةً وَرَحْمَةً عِنْدَ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ.

10 فَقَالَ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ لِدَانِيآلَ: ’إِنِّي أَخَافُ سَيِّدِي الْمَلِكَ الَّذِي عَيَّنَ طَعَامَكُمْ وَشَرَابَكُمْ. فَلِمَاذَا يَرَى وُجُوهَكُمْ أَهْزَلَ مِنَ الْفِتْيَانِ الَّذِينَ مِنْ جِيلِكُمْ، فَتُدَيِّنُونَ رَأْسِي لِلْمَلِكِ؟‘.

 11 فَقَالَ دَانِيآلُ لِرَئِيسِ السُّقَاةِ الَّذِي وَلاَّهُ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ عَلَى دَانِيآلَ وَحَنَنْيَا وَمِيشَائِيلَ وَعَزَرْيَا:

12 ’جَرِّبْ عَبِيدَكَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. فَلْيُعْطُونَا الْقَطَانِيَّ لِنَأْكُلَ وَمَاءً لِنَشْرَبَ.

 13 وَلْيَنْظُرُوا إِلَى مَنَاظِرِنَا أَمَامَكَ وَإِلَى مَنَاظِرِ الْفِتْيَانِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ مِنْ أَطَايِبِ الْمَلِكِ. ثُمَّ اصْنَعْ بِعَبِيدِكَ كَمَا تَرَى‘.

14 فَسَمِعَ لَهُمْ هذَا الْكَلاَمَ وَجَرَّبَهُمْ عَشَرَةَ أَيَّامٍ.

15 وَعِنْدَ نِهَايَةِ الْعَشَرَةِ الأَيَّامِ ظَهَرَتْ مَنَاظِرُهُمْ أَحْسَنَ وَأَسْمَنَ لَحْمًا مِنْ كُلِّ الْفِتْيَانِ الآكِلِينَ مِنْ أَطَايِبِ الْمَلِكِ.

16 فَكَانَ رَئِيسُ السُّقَاةِ يَرْفَعُ أَطَايِبَهُمْ وَخَمْرَ مَشْرُوبِهِمْ وَيُعْطِيهِمْ قَطَانِيَّ.

17 أَمَّا هؤُلاَءِ الْفِتْيَانُ الأَرْبَعَةُ فَأَعْطَاهُمُ اللهُ مَعْرِفَةً وَعَقْلاً فِي كُلِّ كِتَابَةٍ وَحِكْمَةٍ، وَكَانَ دَانِيآلُ فَهِيمًا بِكُلِّ الرُّؤَى وَالأَحْلاَمِ.

18 وَعِنْدَ نِهَايَةِ الأَيَّامِ الَّتِي قَالَ الْمَلِكُ أَنْ يُدْخِلُوهُمْ بَعْدَهَا، أَتَى بِهِمْ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ إِلَى أَمَامِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ،

19 وَكَلَّمَهُمُ الْمَلِكُ فَلَمْ يُوجَدْ بَيْنَهُمْ كُلِّهِمْ مِثْلُ دَانِيآلَ وَحَنَنْيَا وَمِيشَائِيلَ وَعَزَرْيَا. فَوَقَفُوا أَمَامَ الْمَلِكِ.

20 وَفِي كُلِّ أَمْرِ حِكْمَةِ فَهْمٍ الَّذِي سَأَلَهُمْ عَنْهُ الْمَلِكُ وَجَدَهُمْ عَشَرَةَ أَضْعَافٍ فَوْقَ كُلِّ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ.

مَن فعل هذا؟ الله.. هو أعطى أولاده الحكمة. لذلك كنت أذكِّر الله بما فعله في الماضي عندما أعطى هؤلاء الفتيان حكمة. إن ذات الإله بداخلي الآن، وتلك الحياة الأبدية التي قبلتها هي طبيعته.

كنت أقول في كل صباح: “لقد أخذت حياة الله ونلت طبيعته. إن حكمته صارت بداخلي”. وعندما كان يسألني رفقائي كنت أجاوبهم هكذا، فاعتقدوا أني مختل العقل. لكني كنت أخبرهم بهذه الحقيقة بينما كنا نسلك الطريق إلى المدرسة. ولأنه لم يكن هناك مرور كثير وقتها فكنا نسير في بعض الأحيان في مجموعة نملأ الطريق بأكمله. ومع ذلك كنت أخبرهم بهذه الحقيقة.

كنت أصلي وأقول للرب: “لقد وجد دانيال نعمة لدى رئيس الخصيان (يمكن أن ندعوه الآن عميد الكلية). فأعطني يا رب نعمة لدى كل معلم. أشكرك لأنه صار لي هذا ولأني نلت حياة وطبيعة الله في داخلي. لذا هبني يا رب حكمة أكثر من باقي زملائي ودعني أكون متفوقًا عليهم بعشرة أضعاف”.

لم أكن أتفاخر بنفسي لكني كنت أتفاخر بما أعطاني إياه. لقد حصلت على الترتيب الأول، وكنت الطالب الوحيد الذي يحصل على تقدير امتياز في كل المواد. في حين أنه لم يرتقي أحد من باقي زملائي عن تقدير مقبول.

كنت أستطيع أن أقرأ فصلاً في كتاب التاريخ ثم أغلق الكتاب وأقف وأسرد الفصل كله كلمة كلمة. (لقد اختبروني ليتيقنوا.) لم افعل ذلك لأني نميت ذاكرتي وطورتها. فأنا لا أعرف شيئًا عن الحفظ، إنما فعلت ذلك لأني كنت أعتمد على روحي.

لم ننمِّ أرواحنا البشرية كما ينبغي بعد، ولم نسلك في نور ما نعرفه على الإطلاق.

حدثت واحدة من أعظم المعجزات التي رأيتها في حياتي بينما كنت أرعى إحدى الكنائس. حدثت تلك المعجزة مع ابنة واحدة من خادمات مدارس الأحد. كانت تلك الفتاة قد قضت سبعة سنوات في الصف الأول ولم تتعلم كيف تكتب اسمها. ولم تتخط الصف الأول الدراسي. وأخيرًا طلبت إدارة المدرسة من والدتها ألا ترسلها مرة أخرى للمدرسة. كانت الفتاة  في الرابعة عشر من عمرها وتلعب مع أطفال عمرهم سبع سنوات! لم يكن هناك في أيام الكساد هذه فصول خاصة أو مدارس متخصصة لتعليم الأطفال المعاقين.

كانت هذه الفتاة تتصرف في الكنيسة كطفل في الثالثة أو الرابعة من عمره، ولها عقلية هذا السن. كانت تحبو وتزحف على الأرض مثل طفل صغير. وإن لم تكن جالسة بجوار والدتها كانت تزحف تحت المقاعد لتصل إلى والدتها. ثم كانت تتمدد بعد ذلك على المقعد مثل طفل صغير وتذهب في النوم.

أثناء نهضة تبشيرية في إحدى الليالي تقدمت هذه الفتاة إلى المنبر (دون أن يسألها أحد) وركعت هناك مع الآخرين. قبلت الحياة الأبدية وامتلأت بالروح القدس وتكلمت بألسنة. وحدث في الحال تغيير جذري.

قبل ذلك، لم تكن تستحم وحدها. فإن أهملتها والدتها قليلاً كان منظرها الخارجي يثير الشفقة. لكن في اليوم التالي مباشرة جاءت إلى الكنيسة وجلست على المقعد وتصرفت بفطنة مثل فتاة في الثامنة عشر من عمرها. كان شعرها مُصففًا وملابسها مُهندمة وكانت تبدو لطيفة!

كان من الصعب علينا أن نصدق ما رأيناه. فعندما نالت هذه الفتاة الحياة الأبدية وطبيعة الله ازدادت قدراتها العقلية بنسبة تسعين بالمائة.

كانت هذه من أعظم المعجزات التي رأيتها.

حدث ذلك في بداية الحرب العالمية الثانية. ثم ذهبت هذه الفتاة لتزور بعض أقربائها. كانت تسلك هناك بطريقة رائعة وكانت لطيفة للغاية حتى أن أحد الجيران طلب أن يصطحبها في موعد. لم يكن أحدهم قد طلب اصطحابها في موعد من قبل. أعجب كل منهما بالآخر، وعندما طلب منها الزويج وافقت!

أُرسل زوجها بعد ذلك إلى ساحة الحرب الأوربية غير عالم أن زوجته لا يمكنها أن تكتب له أي خطاب.

مكثت ماري مع والدته. وعندما اكتشف أنها لا تعرف الكتابة، كتب إلى والدته قائلاً: “ليتك يا أمي تعلميها الكتابة. علميها كيف تكتب: ‘أحبك’. إن حصولي على خطاب منها تقول فيه ‘أحبك’ وتوقعه بخطها أفضل من أن تكتبي لي صفحات عديدة عما أوصتك أن تخبريني به”.

هكذا بدأت والدته تعلمها الكتابة، وبعد ذلك رجعت مارى لتعيش مع والدتها. أتذكر أن والدتها قالت لي ذات ليلة: “أخ هيجن، أريد أن أريك خطابًا من ثمانية صفحات كتبته مارى بنفسها لزوجها”. قرأت الخطاب، وكانت تخبره فيه كيف تحبه ثم تكلمت معه عن بعض أعمالهم. ولأخبركم بالحقيقة: لقد كان أفضل من بعض الخطابات التي قرأتها من خريجي الكليات. لقد أخطأت في هجاء كلمتين وحسب. لكن الخطاب كان رائعًا.

قالت ماري لزوجها: “إني أدخر أموالنا (لأنها كانت تحصل على إعانة زوجات الجنود). كما أنني أدفع العشور”. وكانت بالحقيقة تفعل ذلك. فعندما كنا نعلن عن جمع تقدمة لأجل شيء ما، كانت ماري تسبق وتدفع عشورها للكنيسة. كانت دائمًا تقول: “أخ هيجن، سوف أشارك في هذا الأمر”. كانت من أوائل الذين يقدمون عشورهم. عندما تحصل على حياة الله فيك فسوف تغيرك.

كذلك قالت ماري زوجها: “لقد وضعت أموالنا في بنك يقدم فائدة. ربما عندما ترجع يكون لدينا مال كافي حتى نشترى مزرعة”. كان زوجها مزارعًا لم يكمل تعليمه سوى إلى الصف الخامس. لذا اعتقدت أنه سيريد أن يشتري مزرعة.

من أين حصلت ماري على تلك الحكمة؟ من حياة الله التي بداخلها.

تزوجت أختها الصغرى بشاب في الجيش. كانت تلك الفتاة تملك أعلى معدل ذكاء في المدرسة، وكانت قد نالت الخلاص هي الأخرى، لكنها لم تسلك في نور ما لديها.

إن النور هو حياة الإنسان. لكنك تحتاج أن تسلك في نور الحياة لكي يعود عليك بالفائدة. قامت أختها بإنفاق أموالها. عندما جاء زوجها عائدًا في أجازة التجنيد، قالت لأختها الكبرى: “لا تخبريه عن مقدار الأموال التي أدخرتيها”. إذ لم تكن أدخرت قرشًا واحدًا.

تركنا تلك الكنيسة قبل أن تنتهي الحرب، واتجهت نحو حقل التبشير. سمعت أن زوج ماري رجع وقرر أن يتجه إلى مجال الانشاءات بدلاً من الزراعة. استثمر الأموال التي أدخرتها زوجته ليشترى شاحنات لمواد البناء. وازدهرا في عملهما.

ثم سمعت بعد ذلك أنه لقي مصرعه في حادثة سيارة. بعد فترة عدتُ إلى هناك وتحدثت مع أمينة الكنيسة. سألتها، “ماذا حدث لهذه الفتاة؟”

اقتادتني إلى الخارج وقالت: “هل تعلم أن زوجها أُصيب في حادثة سيارة ومات؟”

قلت لها: “أعلم ذلك”.

قالت: “كان يعمل في الإنشاء والبناء؛ لذلك كان التأمين عليه كبيرًا جدًا، فحصلت من شركة التأمين على مئات الآلاف من الدولارات”. ثم أشارت بيديها وقالت: “أترى ملحق المباني هذا؟”

كنت أرى بعض المباني الجديدة تُضاف إلى المدينة الصغيرة.

أكملت قائلة: “إنها المسئولة عن بناء هذا الملحق. وهي تقوم بدوري المقاول والممول لهذا المشروع. كما تدير كل أموالها بنفسها. لك أن تتخيل!”

ثم أضافت السيدة: “إنني أمينة الكنيسة ويمكنك أن تثق فيما أقوله.. إن هذه السيدة تجلس دائمًا في الصف الأمامي كل يوم أحد مع طفليها الصغيرين. هما يرتديان أفضل الملابس وأكثر الأولاد انضباطًا في السلوك. كما أنها تدفع عشورها وتقدماتها دائمًا كل يوم أحد”.

إن هذه واحدة من أعظم المعجزات التي رأيتها. فقبول الحياة الأبدية والسلوك في نورها هو الذي صنع هذا الاختلاف.

عندما رأيت ذلك بدأت ألاحظ شيئًا في الماضي عندما كنت خادمًا شابًا. لقد رأيت جانبًا من حق الحياة الأبدية. بدأت أتوقع مصير أبناء الأفراد، وقد أصابت توقعاتي مائة في المائة. يمكن أن يقبل البعض الحياة الأبدية، لكن إن لم يسيروا في نورها فلن يفلح أولادهم.

لقد تحول أولادي مثلما توقعت لهم تمامًا. ليس ذلك وحسب، بل حتى أبناء أعضاء كنيستي الذين أثمرت فيهم تلك الحياة صاروا مثلما تكلمت عنهم تمامًا.

شكرًا لله لأني تعلمت منذ أن كنت مراهقًا أن أذكِّر الرب بدانيال كل يوم، وكيف أعطاه الله مع الثلاثة فتيان الذين كانوا معه معرفة ومهارة، لأن الله يعلم كل شيء.

كنت أقرأ أيضًا الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا كل يوم تقريبًا، “فِيهِ (في يسوع) كَانَتِ الْحَيَاةُ. وَهَذِهِ الْحَيَاةُ كَانَتِ نُورَ النَّاسِ” (يوحنا1: 4). لم يكن لديَّ قاموس يوناني وقتها فكنت أقول: “إن هذه الحياة فيَّ”.

كان روح الله يقودني في الطريق الصحيح. وكنت أعترف بهذه الأمور كل يوم وأنا ذاهب للمدرسة. كنت أقول: “إن حياة الله فيَّ. إن حياة الله بداخلي. وهذه الحياة هي نور”. علمت أيضًا أن النور هو أساس التقدم. فكان النور سببًا لتقدمي ونضوجي روحًا وذهنًا. كنت أقول: “لقد صار الله بداخلي. إن حكمة الله فيَّ. لقد أخذت حياة الله في روحي ونلت قوة الله في داخلي”.

لا ينبغي أن يكون هناك أي فشل في حياتنا- عدا أننا كنا نجهل لوقت ما الأمور التي قد صارت لنا ولم نكن نعترف بها. لذلك لابد أن نعترف بما هو لنا: “إن هذه الحياة تخصني. مجدًا لله. إنها فيَّ وتعمل من خلالي”. شكرًا لله.

السلوك في نور الحياة

لابد أن نتعلم السلوك في نور الحياة الأبدية لنتمتع بملئها وحقيقتها. نعتقد في بعض الأحيان أنه إن كان هناك شيء لنا في العالم الروحي فسوف يعمل تلقائيًا. لكن الأمر ليس كذلك. ولا هو حقيقي حتى في العالم الطبيعي. فإن كنت تملك شيئًا في العالم الطبيعي ولا تعلم أنه لك فلن يفيدك بأي شيء.

على سبيل المثال، كنت في عام 1947 أدخر قليل من المال لأشترى لزوجتي هدية عيد الميلاد، فخصصت مبلغ عشرين دولارًا. كان هناك جيب سري بمحفظتي فوضعت ذلك المبلغ فيه ونسيت الأمر.

كانت آخِر كنيسة رعيتها توجد في حقول البترول في شرق تكساس. خرجت ذات مرة لأقضي بعض المصالح ونفذ مني الوقود. لم يكن لدي كروت ائتمان أو أي شيء لأبتاع وقود. فكان عليَّ أن أتصل بأحد القساوسة ليأتي إلي ويحضر لي بعض الوقود، فجاء وأخذني.

بعد وقت من تلك الحادثة كنت أفتش في محفظتي ووجدت عشرين دولارًا. كنت أفتش في ذلك الجيب السري ووجدتها هناك.

دهشت للحظة وفكرت: “من أين أتت تلك؟ ربما وضع الله تلك النقود في محفظتي”. ثم تذكرت أنني وضعتها هناك سابقًا. لا يمكن أن تقول أنه لم يكن معي نقود آنذاك. كان في ذلك الوقت يمكنك أن تملأ خزان الوقود بأربعة أو خمسة دولارات. فكنت أستطيع أن أملأ خزان الوقود أربعة مرات. كان معي نقود لكنها لم تفيدني بأي شيء لأني لم أكن أعلم أنها معي. إن هذا يحدث في الأمور الطبيعية والروحية أيضًا. فعندما نأتي للأمور الروحية يعتقد الناس: “إن ُأعطيت لي فسوف أحصل عليها”.

كلا، لا يحدث هذا. ولأجل ذلك أعطانا الله كلمته حتى نكتشف ما لنا ونسير في نوره. يمكن أن تكون لديك الحياة الأبدية لكنك لا تعلم ما هي بالحقيقة. ربما تعلم أنك خلُصت وتقول: “حسن، أنني مؤمن. شكرًا لله لأني خلُصت”. وإن مت فسوف تذهب للسماء. لكنك لن تتمتع بحقيقة تلك الحياة الأبدية في هذه الحياة، لأنك لا تعلم ما هي وما يمكن أن تفعله لأجلك. فنحن لم نتوسع قط في هذا الموضوع كما ينبغي.

اعتراف

سوف أتعلم كيف أسير في نور ما قد نلته.. في نور الحياة الأبدية.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$