القائمة إغلاق

ماهي إرادة الله في الشفاء What’s God’s Will about Healing

  • 1 يوحنا (5: 14-15) يقول: «نَحْنُ نَثِقُ بِاللهِ ثِقَةً عَظِيمَةً تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ يَسْمَعُ لَنَا الطَّلِبَاتِ الَّتِي نَرْفَعُهَا إلَيْهِ، إنْ كَانَتْ مُنْسَجِمَةً مَعَ إرَادَتِهِ. وَمَادُمْنَا وَاثِقِينَ بِأَنَّهُ يَسْمَعُ لَنَا، مَهْمَا كَانَتْ طَلِبَاتُنَا، فَلَنَا الثِّقَةُ بِأَنَّنَا قَدْ حَصَلْنَا مِنْهُ عَلَى تِلْكَ الطَّلِبَاتِ».

السؤال هنا هو: ما هى إرادة الله؟ أو بصيغة اُخرى: ماهى مشيئة الله بخصوص الشفاء الالهى؟

مرقس (1: 40) يقول: وَجَاءَهُ رَجُلٌّ مُصَابٌّ بِالْبَرَصِ يَتَوَسَّلُ إلَيْهِ. فَارْتَمَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ أَمَامَهُ وَقَالَ: «إنْ أَرَدْتَ، فَأَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تُطَهِّرَنِي!».

كان هذا الرجل أبرص و أتى يسوع الى مدينته و عندما رأى يسوع ذهب اليه و إنحنى أمامه و قال: «إنْ أَرَدْتَ، فَأَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تُطَهِّرَنِي!». هذا الابرص لم يشك فى قدرة يسوع على شفاءه بل على الرغم من ذلك هو كان ذو علم أنٌّّ يسوع يشفى لأنه كان قد سمع عنه يفعل ذلك ولم يكن سؤاله “هل تستطيع شفائى؟” ولم يقل أيضاً ” يارب أتمنى ان تشفينى” بل كان سؤاله مثل الكثير من القلوب اليوم: “هل تريد أن تشفينى أنا؟”

رجل آخر أخذ إبنه ليسوع، قائلاً “…يَامُعَلِّمُ، أَحْضَرْتُ إلَيْكَ ابْنِي وَبِهِ رُوحٌّ أَخْرَسُ، حَيْثُمَا تَمَلَّكَهُ يَصْرَعُهُ، فَيُزْبِدُ وَيَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَيَتَيَبَّسُ. وَقَدْ طَلَبْتُ مِنْ تَلاَمِيذِكَ أَنْ يَطْرُدُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا، وَكَثِيراً مَا أَلْقَاهُ فِي النَّارِ وَفِي الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ. وَلكِنْ إنْ كُنْتَ تَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَأَشْفِقْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا». (مرقس 9: 17،18،22)

سؤال هذا الرجل مختلف عن سؤال الابرص فهو سأل عن قدرة يسوع على الشفاء فى قوله “وَلكِنْ إنْ كُنْتَ تَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَأَشْفِقْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا” ولكن يسوع أجابه ” «بَلْ إنْ كُنْتَ أَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تُؤْمِنَ، فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌّ لَدَى الْمُؤْمِنِ!» (مرقس 9: 23) وذلك بسبب أنه سأل عن قدرة يسوع فى إخراج الشيطان و شفاء الصبى. فى الكثير من الاحيان يسأل الناس نفس سؤال الابرص الذى لم يشك فى قدرة الله ولكنه شك فى إرادة الله للشفاء. هذه الناس تؤمن بقوة الله و يعلمون أنٌّّ إسم يسوع قوى كفاية لتغيير مواقفهم كما أنهم يعرفون من خلال إختبارات آخرين أنٌّّ الله صنع معهم معجزات ولكن عندما يأتى الامر لهم يتسائلوا مرة اخرى ” هل هو يريد ذلك؟” “هل سيشفينى الله؟”

إن كنت من هذه الناس لدىٌّ إجابة لك. الله يريد أن يشفيك أكثر من إرادتك أنت ان تستقبل شفاءك.

قليل من الناس يستطيعون أن يكونوا فى مكان الابرص فى ذلك اليوم فقد كان منبوذاً و معزولاً عن المجتمع بسبب مرضه المُعدى وكان من الممكن أن يُرجم بسبب ظهوره علناً ولكن لأنه سمع عن يسوع كان يائساً بالدرجة الكافية التى تجعله يذهب ليعرف ماذا لدى هذا المعلم الذى من الناصرة بخصوص حالته. تماماً مثل الكثيرين الذين يريدون معرفة إرادة الله.

ماذا كان رد يسوع؟ إنى اؤمن أنٌّّ يسوع بإجابته تلك كان يعرف أنه لا يُجاوب فقط قلوب الحاضرين فى ذلك الموقف ولكنه كان يُجاوب قلوب الاجيال القادمة أيضاً. لقد كان يعرف أنه ليس من الكافى أن يُخبر ذلك الابرص فقط بإرادته وكان من الممكن أن يتكلم فقط الى الابرص ليزول المرض وينال الشفاء مثلما فعل مع الكثير من المرضى قبله فقد شفى يسوع الكثيرين بكلمته المنطوقه.

ولكنه لم يفعل ذلك فقط ولكنه بالكثير من الحنان مدٌّ يده ولمس الابرص وقال له، “«إنِّي أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!»”. فقط بتلك اللمسة البسيطة برهنٌّّ يسوع على حبه و حنانه وقبوله للابرص الذى يشعر بالرفض وأعطاه تأكيداً على إرادته أن يجعله صحيحاً. إن قرأت العدد الذى يليه ستكتشف أنُ الرجل نال الشفاء بُمجرد أن تكلٌّم يسوع اليه وليس عندما لمسه لذا فاللمسة كانت لهدف آخر ليس هو الشفاء.

عدد 42، يقول: «فَحَالَمَا تَكَلَّمَ زَالَ الْبَرَصُ عَنْهُ وَطَهَرَ».

لذا كان من الممكن ان ينال الابرص شفاءه بكلمة السيد ولكنى اؤمن أنٌّّ يسوع اراد اكثر من مجرد بُرهان لقوته ولكنه اراد ايضاً بلمسته تلك ان يُبرهن أنه يُريد فعل ذلك “«إنِّي أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!»”.

قُم بحسم هذا الامر فى داخلك للأبد: الله لديه القدرة أن يشفيك ويريد أن يشفيك وسوف يشفيك.

سجل الكتاب المقدس قصة رجل آخر مريض لم يكن لديه الحس الكافى ليُدرك أنٌّّ خالق الكون هو الذى يقف أمامه. عندما سأله يسوع «أَتُرِيدُ أَنْ تُشْفَى؟» بدلاًمن أن يُجاوبه إجابة واضحة بدأ فى الشكوى وقبل أن ينتهى منها قال له السيد «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَامْشِ».  (يوحنا 5: 8). وقبل ان يُدرك هذا الرجل ما حدث كان بالفعل على قدميه يمشى ويُثير إضطراب بين الفريسيين فى اورشليم.

الله لا يُعاقب بالمرض

أثناء واحدة من حملاتنا الشفائية – ليلة للبركة – أتى شاب ليُشارك بإختباره. هو فى الحقيقة أتى من بلدة اخرى ولكنه نام اثناء الاجتماع و بينما هو نائم صدمته قوة الله وشعر بذلك أثناء نومه و وبالطبع ايقظه ذلك ليكتشف أنه نال شفاءه بالكامل بقوة الله! الله لم ينتظر ذلك الشاب عندما يستيقظ ليفعل ذلك! ماذا تحناج اكثر من ذلك لتتأكد أنٌّّ الله يريد أن يشفيك؟

قال الله «أَيُّهَا الْحَبِيبُ، أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مُوَفَّقاً فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَأَنْ تَكُونَ صِحَّتُكَ الْبَدَنِيَّةُ قَوِيَّةً وَمُعَافَاةً كَصِحَّتِكَ الرُّوحِيَّةِ». (3 يوحنا 2)

إذا كنت منبوذاً من المجتمع بسبب مرضك و إن كان عجزك سبب فى عزلك عن وضعك الطبيعى فى الحياة و أن تعيش فى صحة و فيض، ان كنت مريض و تتساءل هل يستطيع الله ان يفعل شيئاً بخصوص هذا الامر. اريدك أن تعرف أٌّن الله أكثر إرادة أن يشفيك أكثر من إرادتك أنت أن تُشفى.

بالرغم من غرابة الامر ولكن هناك مؤمنين للأسف يُصدقون ذلك بإخلاص حيث يؤمنون أنٌّّ الله يستخدم المرض ليُعاقب أولاده. فى ذهنهم المتدين يُفكرون فى المرض أنه فقط نتيجة للخطية وذلك بنفس الطريقة حدث عندما سأل التلاميذ يسوع بخصوص الرجل الأعمى قائلين: «يَامُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ وَالِدَاهُ، حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟» (يوحنا 9: 2). كيف يُمكن لذلك الرجل الاعمى أن يُخطىء قبل أن يُولد؟ لقد كان هذا فكر قبيح ومتدين والذى لدى بعض الناس اليوم.

الله لا يستخدم المرض ليؤدب أولاده ولا يحتاج لذلك حتى يجعل اولاده متواضعين. قال أحدهم ” وضع الله هذا المرض فىً لأنه يعرف أننى لو لم أكن مريضاً لكنت فعلت كذا و كذا“.

الله لا يحتاج لأداة ابليس حتى يُصلح أى شىء فى حياة اولاده. اُنظر ما فعله ذلك الشخص بعدها؟ نفس الشخص الذى قال أنٌّّ الله أعطاه المرض ليجعله متواضعاً ذهب مُباشرة للطبيب يطلب منه أن يُخرج منه ما أعطاه الله ليكون متواضعاً. ألا يكون ذلك نفاق؟ فهو يقول أنها إرادة الله أن يجعله مريضاً حتى يكون متواضعاً و بعدها يبدأ فى أخذ عقاقير ليُخرج ما وضعه الله فيه ليجعله متواضعاً.

الحقيقة هى أنٌّّ الله لا يضع أبداً أى مرض على أولاده ليجعلهم متواضعين.

بعض الناس تأتى بمثال المصريين فى قصة خروج شعب الله من مصر ليقوموا بتوضيح أنٌّّ الله يُعطى المرض للناس ليجعلهم متواضعين. المشكلة الوحيدة بالنسبة لهؤلاء الناس أنهم نسوا أنٌّّ المصريين ليسوا شعب الله. ماذا ايضاً؟ يُخبرنا الكتاب أنٌّّ هناك أوانى مٌّعَدَه للهلاك، ولكن هذا لا يُشير لأبناء الله! (رومية 9: 15-24).

بعض الناس مزيفين جداً وفارغين وليس لديهم سوى إنتقاد هؤلاء الواعظين الذين يعظون عن الازدهار والشفاء الالهى. لا تنتقد أى مؤمن أو أى واعظ يعظ بالانجيل عن الشفاء الالهى و الازدهار.

نفس هؤلاء الناس الذين ينتقدون الواعظين يذهبون للعمل ستة ايام فى الاسبوع ولكن لا يفتحون كتابهم المقدس أو يُصلون بالقدر الكافى. وفى الحقيقة إذا أصاب هؤلاء الناس انفلونزا وسط الاسبوع لن ينقطعوا عن العمل ولكن إن اصابهم ذلك صباح يوم الاحد لن يذهبوا للكنيسة!

وعندما يأتون للكنيسة يقولون” أتمنى أن يعظ ألقس عن القداسة و البر ويترك الازدهار والشفاء الالهى اليوم”

إنهم لا يريدون الواعظ أن يعظ عن المال و لكنهم مُنافقين وذلك بسبب أنهم يُبرهنون عن أشواقهم الكاملة للمال بالعمل كل يوم.  لا يُمكن ان يتظاهر أحد أنه يذهب للعمل كل يوم فى الاسبوع لأنه يُحب رئيسه فى العمل أو يُحب مدينته ولكنه يعمل لأنه يحتاج ان يكسب بعض المال!

نفس ما يفعلونه بخصوص المال يفعلونه بخصوص الشفاء الالهى و يتسائلون لماذا تتحدث دائماً عن الشفاء الالهى و يتسائلون هل حقاً الأمر يهم؟

نعم الأمر يهم. نحن لن نطلب أبداً الشفاء الالهى فى السماء وذلك بسبب أنه لا يوجد هناك أى حزن أو ألم أو دموع وفقط هنا فى هذا العالم توجد هذه الاحزان ولكن الله قام بتوفير وسائل بها لا نحتاج أن نُعانى من الامراض ويريدنا أن نستفيد من هذه معرفة هذه الوسائل. إنه لا يُريدنا أن نحزن أو نكون مظلومين. لقد مات يسوع على الصليب حتى لا نُعانى من المرض.

قال يسوع للأبرص “«إنِّي أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!»”. إنها عبارة بسيطة ولكنها مليئة بالمعانى وتنقل الكثير. لايريدنا الله أن نكون مرضى.

الله يريد أن يشفيك أكثر من إرادتك أنت أن تُشفى. «فَقَدْ مَسَحَ اللهُ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَبِالْقُدْرَةِ، فَكَانَ يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ يَعْمَلُ الْخَيْرَ، وَيَشْفِي جَمِيعَ الَّذِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ،» (أعمال 10: 38)

لقد مسح الله يسوع لذلك الهدف! ولكن هؤلاء الناس المتدينين مثل الفريسيين لا يرون ذلك. هل تعرف بعد أن قام يسوع بشفاء مريض بيت حسدا الذى كان مريضاً لمدة ثَمان وثَلاَثِين سنَة، إعترض الفريسيين على ذلك! وانظر ماذا كان سبب الاعتراض: لأن ذلك كان يوم سبت! (يوحنا 5: 8-16). وحسب فكرهم لابد الا يكون هناك أى أعمال يوم السبت وبسبب قول يسوع لذلك الرجل «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَامْشِ». إعتبروا ذلك إنه عمل!

لقد تألم ذلك الرجل لمدة 38 عاماً ولم يتذكر أحد يوم السبت إلا عندما حصل على شفاءه. إنهم لم يعرفوا حتى معنى يوم السبت، فيوم السبت هو اليوم الذى تتحرر فيه إن كنت فى عبودية وهو الوقت للاحتفال والراحة ولم يكن ذلك اليوم للبقاء فى المنزل لكنه كان يوماً للبهجة والراحة من المشاكل والألم والامراض والضعف الجسدى. لم يُخبر أحد الحقيقة لذلك الرجل ولكن عندما أعطى يسوع له الراحة من الألم; أتوا جميعاً صارخين، “إنه يَوْمَ سَّبْتِ!”

لذلك السبب أقول أن هؤلاء الناس الذين يعترضون على رسائل الشفاء الالهى والاذدهار هم بمثل سوء هؤلاء الفريسيين الذين أرادوا أن يقتلوا يسوع لأنه يشفى يوم السبت.

 وفى مرة اُخرى أخبر الفريسيين الشعب أن يأتوا ليستشفوا فى المجمع فى أى يوم ماعدا السبت (لوقا 13: 10-14). طالما أنك مريض وفقير فسوف يستمرون فى تأييدك ولكن اللحظة التى تتكلم فيها كما يتكلم الله بخصوصك بإعترافك أنك شُفيت فى المسيح يأخذون عليك تحفظات ويبدأوا فى إنتقادك وإتهامك.

ألله يتوق أن يشفيك اكثر من شغفك أنت أن تنال الشفاء، إننا حتى لم نكن وُلدنا جسدياً عندما ذهب يسوع ليتالم من اجل خطايانا على الصليب ويأخذ ألامنا على نفسه، ما الذى يجب على الله أن يفعله أكثر من ذلك حتى يُظهر لنا رغبته لنكون اصحاء بالكامل؟

الشفاء – خبز البنين

الحياة الرائعة تنتمى لك وهى مشيئة الله لك أن تعيش تلك الحياة لأنها ميراثك فى المسيح.

لابد أن تُدرك أنٌّّ المرض تم تدميره ولا يُمكنه أن يأخذ من جسدك مكاناً له لقد أصبح المرض شيئاً من الماضى.

لقد تمٌّ شفاءك حتى قبل أن تنال الميلاد الجديد وفى اللحظة التى نلت فيها الميلاد الجديد لابُد أن تتوقف عن طلب الشفاء.

كتابياً، نحن لا نطلب الشفاء. فقد قال بطرس «بِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ». (1 بطرس 2: 24). لم يقل بطرس “بجراحه سوف تُشفون” وعندما تَمَّ شفاءك خرجت من الموت، إننا هؤلاء الذين خرجوا من الموت.

فى انجيل متى الاصحاح 15، يُسجل لنا الكتاب المقدس قصة المرأة الكنعانية التى كان لديها إحتياج لأن إبنتها كان يسكنها شيطان ويُعذبها وذهبت لتطلب المساعدة من السيد حيث كانت تصرخ خلف الرب ولكنه لم يُجيب بكلمة وإستمرت فى إتباع يسوع وتلاميذه وهى تصرخ “ارحمني ياسَيد، إبنتِي مُعذَبة جداً و تحتاج للشفاء.” (متى 15: 22-23). وبعدها بقليل أتى التلاميذ للرب قائلين، ” أرسل هذه المرأة بعيداً فهى تُزعجنا” ولكنه اجاب وقال: «مَا أُرْسِلْتُ إلاَّ إلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ، إلَى بَيْتِ إسْرَائِيلَ!» (متى 15: 24).

ولكن هذه المرأة لم تيأس وظلت تتبعهم وأتت وسجدت للرب قائلة، «أَعِنِّي يَاسَيِّدُ!»

ولكنه فقط اجاب قائلاً «لَيْسَ مِنَ الصَّوَابِ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِجِرَاءِ الْكِلاَبِ!» (عدد 26)

ما هو خبز البنين الذى كانت تسعى اليه هذه المرأة؟ إنه الشفاء والتحرير.

من هم البنين؟

لوقا (13: 10-17) يقول: «وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ الْمَجَامِعِ ذَاتَ سَبْتٍ. وَإذَا هُنَاكَ امْرَأَةٌّ كَانَ قَدْ سَكَنَهَا رُوحٌّ فَأَمْرَضَهَا طِيلَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً. وَكَانَتْ حَدْبَاءَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَنْتَصِبَ أَبَداً. فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ، دَعَاهَا، وَقَالَ لَهَا: «يَاامْرَأَةُ، أَنْتِ فِي حِلٍّ مِنْ دَائِكِ!» وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهَا، فَعَادَتْ مُسْتَقِيمَةً فِي الْحَالِ، وَمَجَّدَتِ اللهَ ! إلاَّ أَنَّ رَئِيسَ الْمَجْمَعِ، وَقَدْ ثَارَ غَضَبُهُ لأَنَّ يَسُوعَ شَفَى فِي السَّبْتِ، قَالَ لِلْجَمْعِ: «فِي الأُسْبُوعِ سِتَّةُ أَيَّامٍ يُسْمَحُ فِيهَا بِالْعَمَلِ. فَفِي هَذِهِ الأَيَّامِ تَعَالَوْا وَاسْتَشْفُوا، لاَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ!» فَرَدَّ عَلَيْهِ الرَّبُّ قَائِلاً: «يَامُرَاؤُونَ! أَلاَّ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَوْمَ السَّبْتِ رِبَاطَ ثَوْرِهِ أَوْ حِمَارِهِ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَذْهَبُ بِهِ فَيَسْقِيهِ! وَأَمَّا هَذِهِ الْمَرْأَةُ، وَهِيَ ابْنَةٌّ لإبْرَاهِيمَ قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ طِيلَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، أَفَمَا كَانَ يَجِبُ أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» وَإذْ قَالَ هَذَا، خَجِلَ جَمِيعُ مُعَارِضِيهِ، وَفَرِحَ الْجَمْعُ كُلُّهُ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الَّتِي كَانَ يُجْرِيهَا».

انظر لعدد 16 مرة اُخرى: «وَأَمَّا هَذِهِ الْمَرْأَةُ، وَهِيَ ابْنَةٌّ لإبْرَاهِيمَ قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ طِيلَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، أَفَمَا كَانَ يَجِبُ أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟»

هذه المرأة لم تكن تعلم أنٌّّ من حقها الشفاء والصحة الالهية. فهى كانت إبنة ابراهيم. الشفاء هو خبز ابناء إبراهيم! وكإبنة لإبراهيم لم يكن من المفترض أن تكون مريضة لأن الشفاء كان جزء من ميراثها. قال الله لهم «َأُزِيلُ الأَمْرَاضَ مِنْ بَيْنِكُمْ» (خروج 23: 25). و أيضاً ” لن أضع أياً من هذه الامراض الشريرة التى أتت على المصريين عليكم” (تثنية 7: 15). وحتى إن حاول الشيطان أن يبتليكم بهذه الامراض فإن الله يقول لهم أنا يهوه رفا أى «إنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ». (خروج 15: 26) وقال” سوف اذيلها عنكم” كل تلك الوعود كانت لزُرية ابراهيم بالجسد، ولكن ماذا عنا؟

غلاطية (3: 7، 29) يقول: «فَاعْلَمُوا إذَنْ أَنَّ الَّذِينَ هُمْ عَلَى مَبْدَإ الإيمَانِ هُمْ أَبْنَاءُ إبْرَاهِيمَ فِعْلاً، فَإذَا كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إذَنْ نَسْلُ إبْرَاهِيمَ وَحَسَبَ الْوَعْدِ وَارِثُونَ»     

إننا أبناء إبراهيم أيضاً ووارثون للوعد وفى الواقع مزايا بركات إبراهيم المادية والروحية كلاهما ينتمون لنا.

الشفاء لن يأتيك لأنه بالفعل لديك

الشفاء هو لنا! إنه جزء من ميراثنا. الله لا يُريدنا أن نكون مُقيدين من إبليس ولا يُريد أياً من امراض المصريين علينا.

اذا كان الشفاء هو من حقوق تلك المرأة بصفتها إبنة إبراهيم فنحن بالطبع لدينا أكثر من ذلك.

مات يسوع من أجل خطايانا على الصليب حتى لا نكون أصحاب أمراض فيما بعد وبعدها أعطانا حياته (رومية 6: 23). وجعلنا مشتركين فى الطبيعة الالهية (2 بطرس 1: 4). وهذا يجعلنا أكثر من مجرد أناس عاديين.

بخلاف أنٌّّ مشيئة الله هى أن يشفينا و أنٌّّ الشفاء هو جزء من ميراثنا كأبناء لإبراهيم هناك حقيقة اخرى رائعة وهى ان الشفاء لن يأتيك لأنه لديك بالفعل.

هذا حقيقى لأنه من منطلق المنظور الالهى نحن لسنا مرضى لأنه يتوقع أن نأخذ شفاءنا الذى أعطاه إيانا بالفعل فى عالم الروح. لذا فالشفاء لن يأتى لنا لأنه بالفعل أتى إلينا. إستمع الىٌّ، الشفاء أتى الينا بالفعل فى الصليب وذلك قبل أن يقوم يسوع من الاموات والان بما أنه قام للحياة يقول الكتاب «فَكَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً، احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ وَأَحْيَاءً لِلهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» ( رومية 6: 11).

نحن أحياء لله ولدينا نوع آخر من الحياة ولا ينتمى المرض لنا بعد الآن. لابد أن تفهم ذلك: الشفاء يأتى من الله نعم! ولكن هل يتوقعنا الله أن نطلب منه الشفاء؟ لا! نحن لسنا هؤلاء الذين يجب أن نطلب من الله أن يشفينا ولكن يمكننا أن ننظر لله للشفاء بإعتباره خبز البنين، (لوقا 13: 10-17) (متى 15: 22-26). ولكن بينما ينمو الابناء و يتطورون يتوقفون عن مرحلة الطفولة لأنهم ينضجون فى المعرفة.

أشعياء (53: 4-5) يقول: لَكِنَّهُ حَمَلَ أَحْزَانَنَا وَتَحَمَّلَ أَوْجَاعَنَا، وَنَحْنُ حَسِبْنَا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَاقَبَهُ وَأَذَلَّهُ، إلاَّ أَنَّهُ كَانَ مَجْرُوحاً مِنْ أَجْلِ آثَامِنَا وَمَسْحُوقاً مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا، حَلَّ بِهِ تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا، وَبِجِرَاحِهِ بَرِئْنَا.

1 بطرس 2: 24 يقول: وَهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ (عِنْدَمَا مَاتَ مَصْلُوباً) عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطَايَا فَنَحْيَا حَيَاةَ الْبِرِّ. وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ،

الآيتين السابقتين يتحدثان عن نفس الموضوع والذى هو الشفاء ومع ذلك هما مختلفتان تماماً. أشعياء كان يتنبأ لذا كان ينظر للمستقبل وهو يقول ذلك وكان يقول أشياء لم تحدث بعد، لذا هو قال ” وَبِجِرَاحِهِ بَرِئْنَا.”

الايمان للشفاء

متى إحتمل يسوع تلك الجلدات؟ لقد إحتملها قبل أن يذهب للصليب ليموت عنا، لذا نظر أشعياء للصليب حيث عَلِم أنه المكان الذى سيتم شفاءنا فيه.

ولكن بالنسبة لبطرس إختلف الأمر لأنه عاين بنفسه عصر المسيا لذا فهو رأى ما تنبأ عنه أشعياء يحدث. لقد رأى يسوع يتعامل مع الضربات ورأى كم كان منظره مُشوه بدرجة تفوق التحمل البشرى ( أشعياء 52: 14). ورأى فى البداية رئيس الكهنة يضع يده عليه ويليه بيلاطس البنطى مما يدل على أنٌّّ يسوع أصبح ذبيحة الخطيئة لكل السباق البشرى – اليهود والامم. ورأى النبوءة تتحقق. وذلك أوضح له أنٌّّ كل شىء يجب فعله لتتميم تلك النبوءة قد تمٌّ فعله وتتميمه على الصليب، ولذلك عندما كتب بطرس للمؤمنين قام بتذكيرهم بذلك “وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ،”. الى أين كان يُشير بإستخدامه الفعل الماضى ” تَمَّ”؟ لقد كان يُشير الى الصليب!

أتمنى أن يتضح ذلك لكل قلب من قلوب أبناء الله. الشفاء هو بالفعل لنا وقد اتى لنا فى الصليب ولا نحتاج أن نطلب من الله أن يشفينا! 

ذلك ليس الوقت الذى تصرخ فيه من المرض لأنه ليس أكثر من مجرد كذبة من الشيطان; كذبة عجيبة!  ولا عجب يُطلق العِلم على الامراض أنها أعراض وعلامات، ويقول الكتاب: إنَّ الَّذِينَ يُبَجِّلُونَ الأَصْنَامَ الكَاذِبَة يَتَخَلَّوْنَ عَنْ مَصْدَرِ نِعْمَتِهِمْ. (يونان 2:8)

على العديد من المؤمنين تغيير مفهومهم عن الايمان. لم يتم إرشادنا أن نسير بالايمان وذلك لأنٌّّ الايمان هو اسلوب حياتنا. نحن لا يُمكننا أن نأمر الكائنات الحية ان تتنفس وذلك لأنهم يفعلون ذلك بطبيعتهم.  بنفس الطريقة الايمان هو اسلوب حياتنا. عندما تنال الميلاد الجديد هذا ما يحدث لك منذ تلك الساعة: أنت تبدأ فى السير بالايمان لا بالعيان (2 كورنثوس 5: 7).

فقد إستقبلت خلاصك بالايمان و إستقبلت ايضاً الملء بالروح القدس بالايمان وبالتالى أنت لا يجب عليك أن تُجرب أن تحصل على أى شىء من الله بالايمان.

وبنفس تلك الطريقة ينطبق ذلك على الشفاء، لقد سبق وأتى اليك الشفاء بالفعل فى الصليب لذا لا يجب عليك أن تُمارس إيمانك مرة اخرى لتحصل على الشفاء. لذا ما الذى يجب فعله؟ بدلاً من قول ” يارب، انى اريد أن أسير بالايمان، ساعدنى أن استقبل شفائى بالايمان” قُل “إنى أسير بالايمان لا بالعيان، لقد تمٌّ شفائى فى المسيح يسوع وسوف أظل مشفى. أنا لا أتحرك بما أشعر به، إنى احافظ و اُصر على شفائى، فى اسم يسوع.

هذه هى طريقة الايمان فى التحدث والمعيشة: الايمان هو قبول ما يقول الله أنه ينتمى لك و قبول أنٌّّ الله هو من يقول أنه هو، وانك من يقول أنه أنت وحيث يقول أين أنت وما يقول أنه ينتمى لك بالفعل ينتمى لك. والتصرف بٌّناءاً على ذلك.

يقول الكتاب، «هَلْ يَتَرَافَقُ اثْنَانِ مَعاً مَا لَمْ يَكُونَا عَلَى مَوْعِدٍ؟» (عاموس 3: 3). عندما قال بطرس بالروح القدس أنك شُفيت بجلدات يسوع فماذا يجب أن تكون إستجابتك لذلك؟ “أشكر الله أنى شُفيت وسأظل مشفى”

يقول أحدهم، ” إنى لا أزال أشعر بالمرض” وهذه هى مشكلة الكثير من الناس. إنهم لا يزالون يسيرون بالحواس الخمسة (العيان). وأى شىء لا يستطيعون إثباته و إختباره بحواسهم الخمسة لا يُمكنهم تصديقه. وذلك فى منتهى الغباء، لأنٌّّ هناك الكثير من الاشياء الغير مُثبته و الغير مُبرهنه قد قبلوها فى حياتهم.

يستطيعون رؤيتها فيُصدقونها. يستطيعون لمسها و تذوقها و سماع صوتها وبسبب ذلك يُصدقون انها حقيقية! و إن لم تقل لهم حواسهم الخمسة أنها موجودة لا يُصدقون أنها موجودة! إن قمت بسؤالهم: “هل تمٌّ شفاءك؟” يُجاوبونك ” نعم، ولكنى لا أزال أشعر ببعض الألم”. و تقول الكلمة بخصوص ذلك: « أَوْلاَدَ الْجَسَدِ (الحَوَاس) لَيْسُوا هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْوَعْدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً…».  (رومية 9: 8).

بعد قيامته من الاموات، ظهر يسوع لتلاميذه ولكن لم يكن توما هناك، وعندما تمٌّ إعلام توما بذلك رفض أن يؤمن قائلاً: «إنْ كُنْتُ لاَ أَرَى أَثَرَ الْمَسَامِيرِ فِي يَدَيْهِ، وَأَضَعُ إصْبِعِي فِي مَكَانِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعُ يَدِي فِي جَنْبِهِ، فَلاَ أُومِنُ!» ( يوحنا 20: 25).   لقد كان توما مع الرب لمدة 3 سنوات و رأى كل المعجزات التى أجراها ومع ذلك أصر بأنه إن لم يرى أثار المسامير و يضع أصابعه فيها لن يؤمن و لن يُخبر بقيامته. يا له من خزى!

ظهر يسوع بعد ذلك الموقف بثمانية أيام أثناء وجود توما مع التلاميذ وأقنعه قائلاً «هَاتِ إصْبَعَكَ إلى هُنَا، وَانْظُرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي. وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ كُنْ مَؤْمِناً!». عندها أدرك توما أنه الرب فصرخ قائلاً: «رَبِّي وَإلَهِي». ولكن نظر اليه يسوع وقال: «أَلأَنَّكَ رَأَيْتَنِي آمَنْتَ؟ طُوبَى لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ دُونَ أَنْ يَرَوْا»  (يوحنا 20: 29). لماذ قال يسوع تلك الكلمات؟ ذلك بسبب أنٌّّ أبناء الحواس ليسوا أبناء الله والايمان المبنى على الحواس الخمسة ليس إيمان!

هناك اساس واحد للايمان – كلمة الله –  ولكى تحظى بأساس مسيحى صحيح يعنى أن يكون إيمانك مبنى على كلمة الله وليس ما تشعر به أو حتى  ما تختبره أو ما يختبرونه من حولك.

عدم المعرفة

أحياناً يكون لدينا إختبارات عظيمة لمعجزات فى حياتنا ونُفكر أنه بعد تلك المعجزات بالتأكيد نُصبح أقوياء فى الايمان. ولكن إستمع الىٌّ: المعجزات لاتأتى بالايمان لك ولكن الذى ياتى بالايمان لك هو كلمة الله فقط.

المعجزات شىء جيد وهى ليست إلا إثبات أنٌّّ الله معنا ولكن لا يُمكننا أن نبنى إيماننا و حياتنا على المعجزات ;كلمة الله هى الاساس الوحيد للايمان.

نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح  Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s LoveWorld  – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome  والموقع www.ChristEmbassy.org  .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.

Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World &  Pastor Chris Oyakhilome  Ministries  , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$