القائمة إغلاق

ما هو السلطان؟ What’s Authority

يسعدنا أن تكون الترجمة العربية للإنجيل دقيقة وتنقل لنا بلغة الضاد المعنى الحرفي للنص الأصلي: ففي لوقا 19:10 مثلاً نجد وعد المسيح لنا: “ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيّات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ…” بينما وردت هذه الآية في إحدى الترجمات الإنجليزية هكذا: “ها أنا أعطيكم قوة لتدوسوا الحيّات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ”. فمع أن كلمة “قوة” إستخدمت مرتين في هذه الآية إلا أن الأصل اليوناني للآية يستخدم كلمتين مختلفتين، لأمر الذي تبينه الترجمة العربية بكل وضوح.

إذ تحدث المسيح عن “الحيّات والعقارب” إنما كان يقصد الحديث عن قوة الشيطان والأرواح الشريرة وكل جحافل الشر. فعلينا أن ندرك بأننا نمتلك السلطان عليهم!

من المحال أن تمتلك كنيسة المسيح اليوم سلطاناً أقل مما امتلكته في القرن الأول (أو أن تكون حاجتها إلى ذلك السلطان الآن أقل مما كانت عليه حينئذ).

إن قيمة سلطاننا ترتكز على القوة الكامنة خلفه. ومادام الله هو القوة التي يرتكز علينا سلطاننا، فالشيطان بكل قواته وجحافله يُجبر مكرها للإعتراف بسلطاننا هذا!

والمؤمن الذي يفهم تماماً أن قوة الله تسنده يستطيع ممارسة سلطانه ومواجهة إبليس بلا خوف.

ما هو السلطان؟ السلطان هو قوة مفوضة لنا.

يوجه شرطة المرور حركة السيارات في ساعة الإزدحام. وما على شرطي المرور إلا أن يرفع يده إلى أعلى حتى تتوقف السيارات. لا تمتلك رجل المرور القوة الجسدية لأيقاف السيارات إذا ما  قرر سائقو السيارات عدم التوقف، لذلك فهو لا يستخدم قوته البدنية الخاصة لأيقاف المرور. فقوته الحقيقية تكمن في السلطان المفوض له من قبل حكومته. وسائقو السيارات يميزون ويعترفون بذلك السلطان فيوقفون سياراتهم متى رفع شرطي المرور يده. ولا يسعنا إلا أن نعطي المجد لله على السلطان الذي قوضنا به من خلال المسيح يسوع!

أوصى الرسول بولس المؤمنين أن يتقوّوا في الرب وفي شدة قوته (أفسس 10:6) ومعنى هذا أنه باستطاعتك أن تخرج وتجابه إبليس وترفع بيدك في وجهة وتأمره بألا يقترب منك أكثر, فاساخدِم إذا سلطانك هذا؟

كان سميث ويجلزورث يقف مرة في إنجلترا على زاوية الطريق منتظرا قدوم الأتوبيس. وفي هذه الأثناء خرجت سيدة من شقتها إلى الشارع يتبعها كلبها الصغير الذي أخذ يركض خلفها. بدأت السيدة تلاطف كلبها وتطلب منه أن يعود إلى المنزل ولكن الكلب لم يأبه بها، بل واصل هز ذيله ولاطفتها. فعادت السيدة تحدثه بصوت ناعم ليعود إلى  المنزل. ولكن الكلب لم يعرها إنتباها أيضا وظل يلاطفها ويهز بذيله مجددا.

في هذه الأثناء وصل الأتوبيس، فضربت السيدة الأرض بقدمها وهي تصيح في كلبها: “ارجع فوراً”. فما كان من الكلب إلا أن لملم ذيله بين رجليه وعاد أدراجه إلى البيت.

إذ راقب السيد سميث ويجلزورث هذا المشهد هتف بملء صوته دون أن يفكر قائلاً: “تلك هي الطريقة التي ينبغي استخدامها مع إبليس!!”.

كأسد زائر

في عام 1942، بينما كنت أرعى كنيسة في شرق ولاية تكساس، أصبحت بمرض كان بمثابة إمتحان أحمله في جسدي. ولم أخبر أحداً بالأمر إلا الله وحده الذي كشفت له أمري في الصلاة وآمنت بأنه سيشفيني فعلاً. وقد تمسكت بقناعتي تلك بكل ثبات.

كنت أستيقظ من النوم في الليل وأنا أشعر بكل عوارض الأزمة القلبية، فأنهض وأصلي. وبقيت أصارع تلك العوارض على مدى حوالي ستة أسابيع.

وفي ذات ليلة وجدت صعوبة بالغة في النوم. وأخيراً وبعد صلاة حارة داعب النعاس أجفاني ونمت. فحلمت حلماً – إنني أشعر بالرضا التام لكون الله تحدث إليّّ أربع مرات فقط بواسطة الأحلام. ولكن حلماً كهذا لم يكن بمحض الصدفة العشوائية فقد كان الحلم من الله وعندما أفقت من نومي علمت على التو مغزاه. (إذا لم تفهم معنى الحلم فوراً فعليك أن تنساه).

بدا لي في هذا الحلم وكأني أسير بصحبة قسيس آخر في أرض فسيحة مخصصة للبرامج الإستعراضية، أو فيما يشبه ملعب لكرة القدم. وكانت هناك مدرجات على كلا الجانبين. وبينما كنا نسير معاً ونتحادث، قفز زميلي فجأة وصرخ في رعب: “انظر”.

فلما أستدرت رأيت ـسدين زائرين متوحشين. وحالما بدأ زميلي في الركض ركضت معه. ثم توقفت وأخبرته بأننا نبعد كثيراً عن المدرجات ولن نستطيع الوصول إليها قبل أن يلتهمنا الأسدان، فلا مفر لنا.

عندئذ جمدت في مكاني واستدرت ورجعت لمواجهة الأسدين. فركضا صوبي وقد كشرا عن أنيابهما وتعالى زئيرهما.

كنت أرتجف ولكني صرخت في وجهيهما: “إني أقاومكما باسم يسوع المسيح، وباسمه القدوس لن تتمكنا من أذيتي”. وإذ ظللت واقفاً في مكاني واصل الأسدان عدوهما حتى وصلا إليّ فكانا وكأنهما هرتين صغيرتين. وبعد أن زفرا نفسا عند كاحليّ، واصلا الركض في مرح دون أن يعيراني إلتفاتاً.

إستقظت من نومي وقد علق مغزى ذلك الحلم في ذاكرتي وعلمت تماماً ما أراد الله أن يقوله لي من خلاله. وتبادرت إلى ذهني الآخرين في 1 بطرس 8:5-9 “اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان…”.

عندها أحرزت النصرة في صراعي ضد مرضى الجسدي. واختفت على التو العوارض وتعافيت تماماً. لقد صمدت في المعركة ولم أستسلم فكان الإنتصار حليقي.

تقول الآية في أفسس 10:6 “أخيراً يا إخوتي تقوّوا في الرب وفي شدة قوته”. يقرأ العديد من الناس هذه الآية ويعتقدون أن الله يهيب بهم أن يعتمدوا  على قوتهم الذاتية. ولكن الكتاب المقدس لا يحتوي ولا حتى على آية واحدة تشجع الاعتهاد على قوتنا الذاتية، بل بالحري يقول “وتقوّوا في الرب”.

ويتساءل الناس فيما إذا كانوا يستطيعون حقاً أن يتقوّوا في الرب وفي شدة قوته.

ينبغي ألا يساورك الشك ولو للحظة حول حقيقة معنى تلك الآية. فبأمكانك أن تتقوى في الرب وفي شدة قوته وليس في قوتك أنت.

تقول الآية في 1 يوحنا 4:4 “أنتم من الله أيها الأولاد وقد غلبتموهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم”. “الذي في العالم”

هو الشيطان إله هذا الدهر وقائد الرؤساء والسلاطين وولاة العالم على ظلمة هذا الدهر.

ولكن القوة التي فيكم أعظم من القوة التي في العالم، لأن القوة التي تدعم سلطاننا أعظم من تلك التي تدعم أعداؤنا.

نبوة

يقول الروح القجس: “القوة التي تستثمر على الأرض باسم المسيح والتي يُحصل علينا بواسطته من خلال إنتصاره على العدو هي من حق الكنيسة، فمارس إذاً هذا السلطان لأنه ملكك على هذه الأرض، وستملك في هذه الحية بالمسيح يسوع”.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$