القائمة إغلاق

معوقات الإيمان Faith’s Hindrances

يطلق الإيمان قوة الله للعمل في حياتنا ويجعلها في متناول أيادينا هنا على الأرض، ويمنع عدم الإيمان هذه القوة من التدفق، لهذا السبب يهاجم الشيطان إيمانك ويهاجم أيضا تعاليم الإيمان بقدر استطاعته لأنه يعلم جيدا أن عدم الإيمان سيمنع عمل الله من أن يكون واقع ظاهر وواضح للبشرية.

عندما نعظ بالكلمة بقوة الروح القدس سيؤيدها الله بالآيات والعجائب (مر 20:16)، تلك الآيات والعجائب التي يستخدمها الله ليجذب الناس ليسوع. كان يسوع يصنع الآيات والعجائب بما أطلق عليه الكتاب المقدس المجد وقوته الإلهية” (2بط 3:1).

يعرقل الشيطان هذا المجد والقوة الإلهية التي تؤثر في غير المؤمنين، لهذا يقاوم الشيطان الإيمان وهو يعلم جيدا أن الإيمان مفتاح الآيات والعجائب فإذا استطاع أن يعوق الإيمان، يمكنه بالتالي أن يمنع الكثيرين من الحصول على خلاصهم وحريتهم.

يتحدث الكتاب المقدس عن المعوقات المختلفة للإيمان والتي يجب إزالتها حتى تنطلق قوة الله للعمل في حياتنا وترجع أسباب عدم الحصول على استجابة للصلاة إلى واحدة أو أكثر من هذه المعوقات وقد نستمر في الصلاة بلا انقطاع وبلا هدف محدد بدون ما نرى أية نتائج حتى يتم التعامل مع العائق نفسه.

العائق الأول: جهلك بامتلاك الإيمان

يعد جهلك للإيمان العائق الأول. وقد ذكرنا هذا الأمر من قبل فإذا كنت تؤمن بأنك لا تملك إيمانا فلن تستطيع أن تستفيد من الوعود التي تنطبق عليك كمؤمن. وإذا كنت تؤمن بأنك يجب أن يكون لك إيمان من نوع خاص حتى ترى الله يصنع المعجزات تلك المعجزات، التي لا يستطيع أحد أن يحصل عليها سوى القلة القليلة، فلن تصبح وعود الله وعودا شخصية لك، ولكن في إنجيل يوحنا 12:14 يقول يسوع “من يؤمن بي فالأعمال التي أعملها يعملها هو أيضا (لاحظ أن يسوع يتحدث عن شخص بمفرده وليس عن الإيمان الجماعي للكنيسة)، ويعمل أعظم منها”. فوفقا لما يقوله يسوع فمن المفترض أن الإيمان الشخصي يصنع ما فعله يسوع.

إذا كنت مؤمنا إذا فأنت تمتلك إيمانا (رو 23:12) ولا تحتاج أن تصلي لشئ تملكه بالفعل. فبدلا من أن تشك ولا تؤمن بما أعطى لك إجعل هذا الإيمان فعالا، قد لا يكون إيمانك قادرا على صنع المعجزات العظيمة في الحال لكنه سينمو في القوة. ففي الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي 3:1 يشكر الرسول بولس الله لأن “إيمانكم ينمو كثيرا”.

العائق الثاني: الجهل بإرادة الله

يُعد الجهل بإرادة الله ثاني عائق لإيمانك، يعمل الإيمان فقط عندما تعلن إرادة الله ولا يمكن أن يعمل الإيمان في حياتك عندما تكون غير عالم بإرادة الله. انظر إلى الرسالة إلى فليمون الآية السادسة يقول الرسول بولس: “لكي تكون شركة إيمانك فعالة في معرفة كل الصلاح الذي فيك لأجل المسيح يسوع”. فإذا كنت لا تفهم “كل الصلاح الذي فيكم لأجل المسيح” فلن تستفيد من كل الأشياء الصالحة التي يريد الله أن يمنحك إياها فلن ترث ما كان لك أن ترثه.

لمئات السنين عمل الشيطان بجد حتى نظل جاهلين بهذه الحقيقة. فإن كنت لا تعي المعنى الحقيقي للمصالحة أو لا تدرك ما أتمه يسوع لأجلك حتى يصبح أمرا في متناول يدك أو لا تعلم جيدا ما هي محتويات ميراثك الذي قبلته فلن تستخدمها أبدا، يدعوك الله ابنه، ووريثه وشريكه في العمل وملك وكاهن، ومن ناحية أخرى يدعوك الشيطان بائس وفقير وفاشل لا يستحق شيئا.

سيبقيك الجهل بما يقوله الله عنك وما تقول الكلمة أنك تملكه , سيبقيك أسيرا لإبليس ومهزوما.

فكما حدث في أيام جدعون عندما أخذ المديانيون كل السلاح الذي كان يملكه الإسرائيليين وكل قطعة حديد كانوا يمتلكوها، كذلك يأخذ إبليس كل وعود الله وإعلاناته من المؤمنين ليجعلهم عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم أمام هجماته. لقد سمعنا الكثير عن عدد لا حصر له من المسيحيين الذي يصابون بالأمراض ثم يموتون، وعادة ما كان الناس يقولون شيئا شبيها بهذا: “هل تعني أن فلان وفلان هؤلاء لم يكون عندهم  إيمان؟ لقد كانوا يصلون ولكن انظر إلى ما حدث لهم. لقد ماتوا”.

هناك أمران يجب أن نفهمهما عندما يحدث شيئا كهذا الذي ذكرناه. أولا ليس لنا الحق أن ننقد أو نحاكم أي شخص، وثانيا فإننا نادرا ما نعلم شئ عن الحياة الشخصية الخاصة بشخص ما أو أفكاره الداخلية حتى نستطيع أن نقول شيئا محددا، فلا يمتلك المؤمن دائما إيمانا فعالا وعاملا في كل مجال من مجالات الحياة.

يمكن أن نشبه كل مجال من مجالات الحياة بالحقل، فيمكننا زرع البذور في هذه الحقول حتى تنتج حصادا. ولكن في الحقل أو المجال الذي يملأه الجهل بإرادة الله لن تبذر أية بذور وعندئذ سيغتنم الشيطان الفرصة ليجعلك تحصد حصادا خاطئا،مثال: قد تكون مؤمن ومتأكد من حقيقة أنك ابن لله .ولكنك تفتقر إلى معرفة أن الله يريد أن يشفي جسدك . فستجد أنه من السهل أن تقاوم تجربة الشك في أنك ابن لله لكنك غير متأكد من أن الله سيشفيك وعندها فلا يمكنك أن تصلي بإيمان أو تحصد الحصاد الذي يريدك الله أن تحصده في هذا المجال بالتحديد بدون التأكد التام من أن هذه هي إرادة الله لك.

لهذا السبب يصلي بولس “كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته. مستنيرة عيون أذهانكم لتعملوا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين وما هي عظمة قدرته الفائقة  نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته” (أف 17:1-19).

العائق الثالث: عدم الرغبة في الطاعة

يُعد رفض طاعة الله العائق الثالث الذي سيعوق إيمانك، فمعرفتك بإرادة الله لا تحتم أنك ستطيعه، ففي رسالة رومية 5:1 يقول بولس أنه كان مرسلا “لإطاعة الإيمان في جميع الأمم” لا يشتمل الإيمان على سماع كلمة الله فقط ولكن طاعتها أيضا. فقد تظهر المجادلات المبنية على المنطق والخبرة كحصون مرتفعة ضد كلمة الله وضد إعلانها. ولكن لن تعلم أبدا بركات الله لك حتى تُخضع عقلك وإرادتك وعواطفك لكلمته وتتوقع أن الله يعنى حقا ما يقول. فلن تساعد الله بأن تقدم له التفسيرات والأعذار.

يقول الناس عادة وهم مختفين وراء مظلة تقديم النصح “علينا أن نكون حذرين من أن نؤذى أي شخص”، ولكن الحق لا يؤذي الناس بل يحررهم (يو 31:8-32). ومن المهم ألا نجرح مشاعر الله بكوننا خجولين من كلمته وبشكنا الدائم فيما يقوله وبمحاولة تحليلنا لكل ما يقول. فستظل كلمة الله وهي إرادته إلى الأبد بمثابة البركة التي لا يمكن وصفها لكل هؤلاء الذي يطيعونه بالإيمان. وعلى أية حال لن ينتج عن تمردنا وعصياننا وعنادنا أية بركة.

العائق الرابع: غياب الإعتراف الحسن

العائق الرابع له علاقة وثيقة بالاعتراف الحسن والإيجابي فعندما تعلم إرادة الله في حين أنك مستمر في التحدث بفمك بأمور عكس إرادة الله، فستسمح هذه الكلمات السلبية بحدوث عكس ما يريده الله في حياتك. فعلى الرغم من أنك تعلم إرادة الله إلا أن كلماتك المملوءة بعدم الإيمان ستسمح للشيطان بتنفيذ إرادته وستمنحه الفرصة للقيام بهذا الأمر. فيجب التأكد من أن فمك وكلماتك التي تتحدث بها تتمشي مع ما في قلبك، عندئذ سيظهر للعيان إرادة الله في حياتك.

العائق الخامس: ندرة الأعمال

العائق الخامس هو ندرة القيام بعمل إيجابي. تقول رسالة يعقوب 26:2 “إيمان أيضا بدون أعمال ميت”. فحتى لو كنت قد سمعت الكلمة واقتنعت تماما بإرادة الله فلن تفيدك تلك الكلمة إلا عندما تفعل ما تقوله. يخبرنا إنجيل يوحنا 21:14 “الذي عنده وصاياي فهو الذي يحبني”.

قد تكون قد سمعت كثيرا عن ضرورة أن تشهد لهؤلاء الذين لم يحصلوا على الخلاص بعد، وقد تكون قد قرأت كتبا وحضرت ندوات عن التبشير، ولكن لن تنطلق قوة الله في حياتك إلا عندما تخرج بالفعل وتشهد للخلاص. فالله يُظهر نفسه عندما تفعل ما يقوله في كلمته. إنخدع أناس كثيرون في هذا الأمر فإنتظروا الله ثم استمروا في الانتظار وإنتهت حياتهم وهم ينتظرون أن تـأتي قوته، وفيما هم ينتظرون اقتبسوا لأنفسهم الآية المذكورة في سفر المزامير 10:46 “كفوا واعلموا أني أنا الله”.

لقد سرق الشيطان المبادرة من كثيرين من المسيحيين بهذا الأسلوب فرفضت أفكارهم ومبادرتهم بإعتراضات مثل هذه: “لم ننضج بعد”، أو “لم نستعد بعد” أو “كن حذرا لأنه قد يكون ما تفعله بالجسد وليس بالروح” .

في الواقع لقد انتظرنا وقتا طويلا وسمحنا للشيطان أن يسرق مبادرتنا لوقت طويل! لقد انتظرنا وقتا كافيا أمام الله ليفعل شيئا، متناسين تماما أنه قد فعل كل شئ بالفعل، فقد أرسل يسوع ليموت وليُقيمه من الأموات، وأرسل الروح القدس وأعطانا وعوده وأعطانا وصاياه بالتحرك للشهادة. الله ينتظرنا، وكان ينتظرنا منذ وقت طويل، فعندما تخطو بإيمان نحو ما قاله وتثق في قدرته على فعل هذا ستظهر للعيان قوته الإلهية.

لم تسقط أسوار أريحا إلا عندما دار يشوع حولها ونفخ بالبوق كما أمره الله. وحصل إبراهيم على ما وعده الله به عندما أطاعه وترك أور الكلدانيين. وإنشق البحر الأحمر عندما ضربه موسى بعصاه. وشُفي نعمان من برصه عندما أطاع بأن يغسل نفسه في نهر الأردن سبع مرات. وعندما إختفي البَرَص من العشرة البُرص كانوا في طريقهم ليُروا أنفسهم للكاهن. وشُفي الرجل ذو اليد اليابسة عندما مد يده. وشُفيت المرأة النازفة الدم عندما اندفعت في وسط الجموع لتلمس رداء يسوع. وتحولت المياه إلى خمر عندما ملأ الخدم الأجران وأخذوا منها كما قالت لهم مريم “مهما قال لكم فافعلوه” (يو 5:2).

الإيمان عمل، فإذا كان إيمانك بدون أعمال فإنه ميت، وإذا كنت تنظر إلي الله ليصنع المعجزة في حياتك، فيجب عليك أن تفعل شيئا يدل على أنك تؤمن بأن هذه المعجزة قد حدثت فعلا وترتب حياتك وفقا لها. فإن تصرفت بعكس ما تؤمن به ستكشف أفعالك عدم ثقتك في الله.

العائق السادس: الإفتقار إلى الصبر

إن الإفتقار إلى الصبر سادس عائق لإيمانك. فلا يوجد ما يسمى بالوقت في عالم السماء، فكل شئ هناك هو في زمن الحاضر والله هو “أنا هو”. فعندما تكون على علاقة به بالروح القدس وتسمع منه مباشرة ما يريدك أن تفعله ستختبر الأبدية.

وعلى أية حال فإنك تحيا في هذا العالم مقيدا بالوقت. وعادة لا يحدث ما يقوله الله في الحال. فالمعجزات ليست فورية دائما ولا تحدث الشفاءات في الحال. وعلى الرغم من ذلك فعندما يستغرق الأمر وقتا حتى يحدث نفقد إيماننا. يرغب الشيطان دائما في محاربتنا في هذا المجال. فإن لم يستطع أن يحول دون حدوث المعجزة سيحاول على الأقل تعطيلها ليجعلنا نفقد صبرنا وإيماننا ولكن يسوع يقول في إنجيل مرقس 24:11  “فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم”. علينا أن نحصل على استجابة الصلاة بإيمان. نعتبر أن هذه الإستجابة قد أصبحت واقعا وحقيقة قبل أن تحدث فعلا في الواقع الملموس الذي نحياه وعلى الرغم من أن المعجزة قد تستغرق وقتا حتى تحدث إلا أن يسوع وعد أنها ستحدث فعلا. ولكن متى وأين وكيف ستحدث المعجزة؟ فكل هذا النوع من الأسئلة يظهر ليحاربنا.

لقد استغرق الأمر وقتا حتى حصل إبراهيم على الوعد بميلاد اسحق فعلا. وفي هذا الوقت كان إبراهيم يحارب محاولا تخيل كيف سيحدث هذا الوعد. وحاول أن يساعد الله بأن يحصل على الوعد بالطرق والوسائل البشرية. لكن الله لا يحتاج إلى مساعدة! اترك لله مسألة متى وكيف وتمسك ببساطة بإيقانك بأن هذا الوعد سيحدث.

سيفعل الشيطان كل ما في وسعه ليحارب إيمانك ويجربه ليرى ما إذا كنت فعلا ثابتا على “الإيقان بأمور لا تُرى”. وسيملأك بالشكوك الذهنية وسيرسم صوراً في خيالك ليخبرك بها أن صلاتك لن تستجاب أبدا، ولكن بعد مرور بعض الوقت سينفذ صبر إبليس وسيفارقك إلى حين (لو 13:4).

فهذا ما حدث مع بطرس حين كان يسير على الماء كان كل شئ يسير على مايرام في البداية، فقد ثبّت عينيه على يسوع وتمسك بوعده “تعال”. ولكن فجأة بدأت ظروفه تبدو وكأنها متناقضة، فإرتفعت الأمواج وهبت الرياح بعنف، ولا بد وأن بطرس فكر “ماذا أفعله هنا”.

فلا يمكننا تجاهل الظروف الصعبة التي تطفئ إيماننا البسيط بالمسيح وبوعوده. فالظروف غير ثابتة. وعلى الرغم من أن هذه الظروف قد تبدو كئيبة إلا أنها قابلة للتغيير، فالعالم يتغير ويزول، لهذا علينا ألا نثبت أعيننا على ما نراه. ولكن علينا ألا نقبل ما يحدث في العالم على أنه أمر نهائي غير قابل للتغير، ولكننا نثبّت عيوننا على الوعد بإيماننا.

نثبّت عيوننا على “الإشياء التي لا تُرى لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية” (2كو 18:4). تشير هذه الآية إلى السماء نفسها وكذلك تشير إلى حفظ الله للوعود التي لها قيمة أبدية. وعندما نرى هذه الوعود بالإيمان سنحصل على الصبر وطول الأناة اللازمين للحصول على هذه الوعود.

تقول رسالة العبرانيين 12:6 “متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد”. فكما يعمل الإيمان في إنسانك الداخلي يعمل الصبر أيضا. فوفقا للرسالة إلى أهل غلاطية 22:5 فالصبر ثمرة من ثمار الروح القدس وهو ينمو ويزداد في داخلك حيث يعمل الصبر والأناة جنبا إلى جنب مع إيمانك ليهبك القدرة على الاستمرار في الأرض بلا يأس.

يندفع كثير من الناس ليروا ما إذا كان سلوكهم بالإيمان فعالا حقا أم لا. فالسلوك بإيمان هو أن تسلك متيقنا من إرادة الله، فبالإيمان ستستطيع تحمل الصعاب التي تأتي نتيجة لهجمات إبليس عليك، فلا يمكنك النظر للوراء بعدما وضعت يديك على المحراث، ولكن عليك الإستمرار حتى تنتهي مما بدأت، ولا يمكن أن تمنع نفسك من أن تتضايق عندما ترى السهام تندفع نحوك، ولكن عليك الاحتماء بترس الإيمان الذي ستطفي به جميع سهام العدو الملتهبة (أف 16:6).

فعندما تظهر الصعاب لن تستطيع تجنب الشعور بالإشفاق على ذاتك والسؤال “لماذا يجب أن يحدث هذا لي”. تخبرنا الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 13:10 “لم تصبكم تجربة إلا بشرية ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون”. بمعنى آخر “لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم” (1بط 12:4). لا تندهش من التجارب والمشاكل، فهذه أمور تحدث لكل شخص، وهذه الأمور لا تحدث لك فقط. والأكثر من هذا لقد أعطاك الله القدرة على تحملها عندما تأتي هذه التجارب والمشاكل، فلن تُجرب أو تُمتحن أو تُهاجم بفوق ما تستطيع.

وما هي استطاعتك؟ لا توجد علاقة بين استطاعتك وقوتك الجسدية أو قوة إرادتك أو تفكيرك أو عواطفك. فاستطاعتك تعني إيمانك، ذلك المقدار الذي منحك الله إياه، والذي يجب أن تستخدمه، فهذا هو ترسك الذي يطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة والذي يجعلك تتمسك بما لك.

يمتلئ العالم بالمتناقضات وهو متغير دائما ومن ناحية أخرى نجد أن الإيمان يمتلك القدرة على الإنتصار والغلبة في هذا العالم (1يو 4:5-5). فستستطيع بالإيمان والصبر أن تستمر في علاقتك مع الله على الرغم من ظروفك. تقول رسالة العبرانيين 36:10 “لأنكم تحتاجون إلى صبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد”.

العائق السابع: الحاجة إلى المحبة

تقول رسالة غلاطية 6:5 “لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الإيمان العامل بالمحبة”. ينشط الإيمان ويعمل بالمحبة، فالإيمان يدون محبة يعد عديم الجدوي، فلن ترى نتائج الإيمان بدون ما تمتلك المحبة. هذا بغض النظر عن معرفتك أو قدرتك، فمستحيل أن تثبت في الإيمان وتبارك الله في حين أنك تلعن قريبك (انظر رسالة يعقوب 8:3-12) راجع نفسك إذا كنت تواجه مشكلة في الحصول على استجابة لصلاتك حتى تتأكد من سلوكك بالمحبة.

عادة ما يكون مفهومنا عن المحبة مشوشا، فتنحصر المحبة في كونك عطوفا ومهذبا وتتسم بالأخلاق الرفيعة في معاملة الآخرين. وقد قبلنا هذا المفهوم الخاطئ عن المحبة والذي يتسم بالعطف الظاهري والأخلاق الحميدة اللذان نادت بهما المذاهب المختلفة نتيجة للثمار التي رأيناها عن هذا المفهوم، لكن المحبة تتكلم بالحق، وكلمة الله هي الحق، فعندما يُبطل الناس ما يقول الله تحت ستار المحبة والغفران بغض النظر عن الخطأ , فسيكون التمرد والرجوع للوراء في الحياة مع المسيح هما النتيجة.

عندما تستغرق استجابة الصلاة وقتا يحاول الشيطان أن يشغلنا بفحص دوافعنا ومشاعرنا ويملأنا بعدم الثقة في الذات، وقد ننشغل بفحص أنفسنا حتى نعتقد أن هناك شيئا ما في ماضينا يسبب تلك المشكلة. قد يكون هذا صحيحا في بعض الأحيان ولكن الأكثر ترجيحا هو أننا نهمل السلوك بالمحبة في الحياة اليومية.

فإذا كنت تصلي من أجل النهضة لكنك تتحدث بأسلوب غير لائق عن هؤلاء الذين يتفقون معك، لن تأتي إستجابة صلاتك وإذا كان لك إحتياجات شخصية واستمررت في الافتراء على شخص ما كلما اجتمعت مع أصدقاءك، فلن تأتي أية استجابة لصلاتك. وإذا صليت من أجل الشفاء وعندك مشاعر بُغضة ومرارة وخيبة أمل تجاه الآخرين فإنك تحتاج أن تغفر لهم أولا.

في إنجيل مرقس 25:11-26 يقول يسوع “ومتى وقفتهم تصلون فإغفروا أن كان لكم على أحد شئ لكي يغفر لكم أيضا أبوكم الذي في السموات زلاتكم، وإن لم تغفروا أنتم لا يغفر أبوكم الذي في السموات أيضا زلاتكم”. بمعنى آخر، يُعد الغفران شرطا للحصول على استجابة الصلاة في حين يُعدّ عدم الغفران عائقا للحصول عليها. ولن يغير من الأمر شيئا من ما فعله الأخرون في حقك أو حقك في الحقد على الآخرين بسبب ما فعلوه بك. فتعلّم دائما أن تغفر وتستطيع أن تغفر لأن “محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا” (رو 5:5). يريدك الله أن تستخدم تلك القدرة غير العادية التي أعطاها الله لك لتحب أعداءك ولتغفر لهؤلاء الذين يخطئون إليك.

الغفران يعني النسيان، فهذا هو إسلوب الله في غفران خطاياك. يغطي الله خطاياك ويمحوها وينساها تماما كما لو لم ترتكب أية خطية (عب 17:10) إلى هذا الحد يغفر لك الله خطاياك ويتوقع منك أن تغفر للآخرين بنفس هذا الأسلوب.

يُعلّم بعض الناس أن واجبهم الغفران فقط، ولكنهم لا ينسون أبدا ما حدث في حقهم فيتذكرونه جيدا ويحتفظون في أذهانهم بكل ما فعله الآخرون بهم. فقد يكون مثل هؤلاء على حق في مسألة أن الآخرين أخطأوا في حقهم، ولكنهم يكونوا مخطئين في الاحتفاظ بكل ما فعله الآخرون في حقهم وتذكرهم إياها، فيحصون تلك الأخطاء ويتذكروها ويسمحون للشعور بخيبة الأمل والمرارة بالدخول إلى قلوبهم.

ويعد الشعور بالمرارة وخيبة الأمل من الأمراض الروحية الخطيرة، فينتشروا مثل الوباء لأن هؤلاء الذين يمتلئون بالمرارة لا يحتفظون لأنفسهم بما حدث من خطأ في حقهم، لكنهم ينشروا الإفتراء والمشاعر المريضة والحقد في كل الذين يحيطون بهم. ويبحثون عن نقاط ضعف هذا الشخص الذي يحملون تجاهه مشاعر المرارة ويبحثون عن أخطاءه ويفرحون عندما يعلنوا هذه الأخطاء أمام الآخرين.

قد يكون الله قد استخدم مثل هذا الشخص، وقد يكون هذا الإنسان قد فعل أشياء عظيمة لله. حتى لو كان الأمر كذلك فحتما هذا الشعور بخيبة الأمل سيقودهم إلى كارثة روحية وخراب روحي. وحذرنا مزمور 1:1 ألا نجلس في مجلس المستهزئين؟ فبدلا من البحث عن أشياء لننقد بها الآخرين ونمتلئ بالمرارة نحوهم علينا أن “نتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي” (2تي 22:2).

إن الإشتراك في العبادة مع ذوي الدوافع النقية، وهؤلاء الذين لا يتسلط عليهم الكبرياء أو الحسد أو المرارة أو التمرد أمر هام جدا. فإن كان هؤلاء الذين تسايرهم يقللون من قيمتك ويجعلونك تتساءل حول ما يفعله الله ويسخرون ممن حولهم ويحطون من شأنك فأطلب من الله أن يقودك لجماعة أفضل .إسأل الله أن يقودك إلى أناس قلوبهم ملتهبة بالروح وأفواهم مملوءة بكلمة الله وبالتسبيح وحياتهم مكرسة لخدمة الرب بدلا من السخرية من الآخرين.

يحدث الغفران من جانب واحد، إذ تغفر بدون ما تنتظر أن يطلب منك الطرف الآخر الغفران أو حتى قبل أن يغير أسلوبه، فعليك التأكد من أنك تتغير عندما تشعر بخطأك وتكون سريعا في طلب الغفران وسريع في غفرانك للآخرين فهذا سيحفظ نفسك صحيحا من الناحية الروحية. وسينشط إيمانك العامل بالمحبة وبالتالي يمكنك توقع رؤية إستجابة لصلوتك.

المحبة الحقيقية ليست مجرد محبة هؤلاء الذين يحبونك .ففي رسالة أفسس 15:1 يخبر بولس المؤمنين أنه يسمع عن أيمانهم ومحبتهم. وجميع القديسين تكون محبتهم نحو الجميع وليس فقط نحو هؤلاء الذين يتفقون معهم. علينا مسئولية حب كل المؤمنين وكذلك كل رجل وامرأة على هذه الأرض.

لقد أعطاك الله مكانا خاصا في مملكته وبالتالي ليس عليك أن تتدخل في كل شئ ولكن عليك أن تصلي من أجل الآخرين وتقدرهم وتشكر الله من أجلهم.

يصنع الله أمورا كثيرة في أماكن مختلفة، وليس فقط في ذلك المكان الذي تحيا فيه . قد يكون هناك فروقا واضحة بين المؤمنين في التعاليم الدينية وفي الممارسة، ولكن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان هؤلاء قد ولدوا من فوق أم لا؟ وهل يحبون يسوع ويرغبون في طاعة وصاياه وتنفيذ المهمة العظيمة؟ فإذا كان الأمر كذلك فأنت مشترك معهم ويجب أن تكون قادرا على محبة الآخرين وتقديرهم والتحدث عنهم بإيجابية وتشكر الله لما يفعل بينهم فهذا سيحفظك متواضعا بلا حسد.

سيصنع الله المعجزات عندما تسمح له بذلك فكلما أخفينا أخطاء بعضنا البعض بالمحبة كلما ستعمل فينا الحرية التي من الله فإذا كنت قد حصلت على شئ من الله فلا يوجد سبب لتفاخرك أو كبرياءك، فما أعطاه الله لك هو لمباركة الآخرين ومساعدتهم على رؤية يسوع وهو يعمل فيهم بوضوح أكثر. وعندما يرون ذلك ويدركونه سيتعظم الله ويتمجد وستأتي له النفوس الكثيرة.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$