القائمة إغلاق

مواهب مختلفة Diverse Gifts

(رو29:11) ” لأِنَّ اللهَ لاَ يَتَرَاجَعُ عَنْ عَطَايَاهُ وَدَعوَتِهِ.”

(رو4:12-6) ” فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا جَسَدٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّفُ مِنْ أَعضَاءٍ كَثِيرَةٍ، وَلاَ تَقُومُ جَمِيعُ الأَعضَاءِ بِالوَظِيفَةِ نَفسِهَا.

5 هَكَذَا نَحنُ أَيضَاً أَعضَاءٌ كَثِيرُونَ، وَنُشَكِّلُ جَسَدَاً وَاحِدَاً فِي المَسِيحِ. وَكُلُّ عُضوٍ يَنتَمِي إلَى بَاقِي الأَعضَاءِ. فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا مَوهِبَةٌ مُختَلِفَةٌ مُعطَاةٌ لَنَا بِسبَبِ نِعمَةِ اللهِ.

6 فَإنْ كَانَتْ لِشَخصٍ مَوهِبَةُ النُّبُوَّةِ، فَلْيَستَخدِمْهَا وِفقَاً لِلإيمَانِ.”

عندما كتب بولس هذا الخطاب إلى الكنيسة في روما، لم يقسمها إلى إصحاحات وأعداد، لكنه فقط كتب الخطاب لهم. قد قسَم الناس من عهد قريب خطاباته إلى إصحاحات وأعداد من أجل الإستشهاد منها بسهولة.

في الإصحاح الثاني عشر، ٌيكمل بولس المناقشة التي بدأها في الإصحاح الحادي عشر هبات الله ودعوته. ممكن أن تعتقد عندما تقرأ الإصحاح الثاني عشر أنه يتكلم عن مواهب الروح القدس المشار إليها في كورنثوس الأولى 12، لكنه لم يفعل.

أترى، يوجد 4 كلمات يونانية مختلفة وهي التي ٌترجمت (موهبة) أو (مواهب).

يجب عليك أن تفهم حقيقة ما يقوله روح الله هنا من خلال بولس. على سبيل المثال، نحن نرى “عطية” الحياة الأبدية مرتبطة بالخلاص، …و”عطية” الروح القدس. الكلمة اليونانية المستخدمة هنا تعنى ” العطاء لفقير أو محتاج” أو ” هبة”. بالطبع، الخلاص ومعمودية الروح القدس هم عطايا مجانية؛ ولا تستطيع أن تدفع الأجر لتأخذهم.

على أي حال، كلمة ” عطايا” في نصّنا، (رو11 :29 ؛12 :4 -6)، تعنى “هبة” أو “عطية” من الروح القدس. في الحقيقة يتكلم بولس هنا عن الخدمات أو الوظائف – هبات الله ودعوته.

  الروح القدس منح الناس أن يكونوا في وظائف معينة، لكننا لم نأخذ المواهب من الروح القدس لنفعل نفس الأشياء، أو لنثبت في نفس الأماكن. لنصيغها بطريقة أخرى، الناس الذين مًسحوا من الروح القدس ليطيعوا دعوات معينة، لكننا ليس لدينا جميعاً نفس الموهبة أو المسحة. لدينا نفس الروح،لكن يوجد درجات ومقاييس للمسحة.

نستطيع أن نرى من (رو6:12-7) أن بولس يتكلم عن عطايا مختلفة وخدمات .

(رو6:12-7) “6 فَإنْ كَانَتْ لِشَخصٍ مَوهِبَةُ النُّبُوَّةِ، فَلْيَستَخدِمْهَا وِفقَاً لِلإيمَانِ.

7 وَمَنْ لَهُ مَوهِبَةُ الخِدمَةِ، فَلْيُكَرِّسْ نَفسَهُ لِلخِدمَةِ. وَمَنْ لَهُ مَوهِبَةُ التَّعلِيمِ، فَلْيُكَرِّسْ نَفسَهُ لِلتَّعلِيمِ.”

أنت تعرف مثلي أن كل واحد لم ٌيدعى ليكون مُعلم في جسد المسيح. بالطبع، يستطيع شخص أن يُعلم شخص آخر أيا كان ما يعرفه – ومن المحتمل أن يفعل هذه المهمة جيداً. لكن هناك إختلاف في تعليم شخص آخر هو في الحقيقة مدعو من الله، ممسوح بالروح القدس، ومُعد ومُجهز، ومُعطى بالروح القدس ليقف في وظيفة المعُلم.

لم يُدعى كل واحد ليصبح راعى. نشكر الرب من أجل خدمة الرعوية. نحتاج حتى إلى رعاة أكثر، لأن خدمتهم مطلوبة وضرورية. يحتاج الناس ملاحظ ومراقب، يحتاجون “راعى”. الكلمة اليونانية المترجمة “قسيس” ترجمت أيضاً “راعى” والعكس بالعكس)لذلك نشكر الله من أجل المسحة، الممنوحة. فهي ليست معي ولا أمتلكها،لأنها ليست دعوتي.   

أعرف شيء ما عن الدعوة أو مسحة المُعلم، لأن واحدة من دعواتى أن أكون مُعلم، الأخرى هي أن أكون في خدمة النبي.

شيء واحد أريدكم أن تروه من النص الواضح، المناسب، رو29:11، هو ” هبات الله ودعوته هي بلا ندامة”. بكلمات أخرى ، لن يرجع الله في دعوته على حياتك- هذا هو كله!

لم أكن جزءاً من الأيام الأولى من الحركة الخمسينية لأنني وُلدت ونشأت كمعمدانى من الجنوب. إستقبلت معمودية الروح القدس في 1937، ودخلت الحركة الخمسينية في السنة التالية، بعدما تلقيت الخطوة الأخيرة من الرفقة من بين المعمدين.

قد تعلمت عن الأيام المبكرة للحركة الخمسينية بالتكلم مع الناس الذين كانوا هناك. ذات مرة وبينما كنت حاضراً إجتماع التبعية الشهري جنوباً في شرق تكساس، قابلت رجل لطيف كبير السن الذي كان آتياً من كاليفورنيا. كان خادم تلك المجموعة للإنجيل الكامل.

بينما كنا نتناول العشاء في الطابق السفلى، هو وخادم آخر، واحد من أهم المتكلمين الأساسيين، أخبراني كيف أنهما قد إستقبلا معمودية الروح القدس سابقاً في بداية القرن.

بعض الناس هناك في تكساس نالوا معمودية الروح القدس في ذلك الوقت. في الواقع،الأخ (W.J.Seymour) ذهب من (آلفن)، (تكساس)، بالقرب من (هيوستن)، إلى (كاليفورنيا) في 1906 وإسُتخدم بشدة في تدفق وإنسكاب الروح القدس في إرسالية (شارع Azusa القديم) في (لوس انجلوس).

كما تكلم هؤلاء الناس وقالوا أنه في الأيام المبكرة للحركة الخمسينية، تقريباً كلهم قد وعظوا في عبرانيين 6و10، مخبرين الناس أنهم لو ذهبوا بعيداً (إرتدوا)، فمن المستحيل لهم أن يرجعوا للتبعية مع الله. إستخدم الشيطان مثل تلك الكلمات والتعليم ليسرق، ويعمى، ويدمر شعب الله بسبب جهلهم بالكلمة.

دعونا ننظر إلى تلك الأعداد، لأنها مناسبة لموضوعنا عن هبات الله ودعوته.

(عب 4:6-6) “4 فَالَّذِيْنَ استَنَارُوا يُومَاً، وَاختَبَرُوا المَوهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ، وَصَارتْ لَهُمْ شَرَكَةٌ فِي الرُّوحِ القُدُسِ.

5 وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ وَاختَبَرُوا قُوَّاتِ العَصْرِ الآتِي.

6 ثُمَّ ارْتَدُّوا، لاَ يُمكِنُ أَنْ تُجَدِّدَهُمْ ثَانِيَةً وَتَرُدَّهُمْ إلَى التَّوبَةِ، لأِنَّهُمْ بِذَلِكَ يَصلِبُونَ ابنَ اللهِ ثَانِيَةً لِضَرَرِهِمْ، وَيُعَرِّضُونَهُ لِلعَارِ عَلَى المَلأِ.”

(عب 26:10-29) ” 26 فَإنَّهُ إنْ تَعَمَّدْنَا الاسْتِمَرارَ فِي الخَطِيَّةِ، بَعْدَ أَنْ تَلَقَّينَا مَعْرِفَةَ الحَقِّ، فَلَنْ تُقْْبَلَ ذَبيحَةٌ أُخْرَى عَنْ خَطَايانَا

27 بَلْ يَبقَىْ أَنْ نَتَوَقَّعَ دَيْنُونَةً وَنَاراً هَائِجَةً سَتَلتَهِمُ الَّذِيْنَ يُعَادُونَ اللهَ

28 مَنْ كَانَ يُخَالِفُ شَرِيْعَةَ مُوسَى، كَانَ يُنَفَّذُ فِيْهِ حُكْمُ المَوتِ بِلاَ رَأْفَةٍ بِنَاءً عَلَى شَهَادَةِ شَاهِدَينِ أَو ثَلاَثَةِ شُهُودٍ.

29 فَتَصَوَّرُوا مَا يَستَحِقُّهُ مِنْ عِقَابٍ أَشَدَّ مَنْ دَاسَ ابنَ اللهِ، وَاحتَقَرَ دَمَ العَهدِ الَّذي قَدَّسَهُ، وَأَهَانَ رُوحَ النِّعمَةِ”

واحد من هؤلاء الواعظين القدامى حينئذ أخبرنا كيف أنه قد عقد إجتماع بالشارع ذات يوم  سبت بعد الظهيرة في (كورثيكانا)، (تكساس). لم يستغرق وقتاً في طلب التقدمة، لكن الله بارك كثيراً الشعب الذي رمى المال عند قدميه. حسناً، كان هذا في بداية القرن، عندما كان المال ليس وفيراً مثلما هو الآن، لكنه نال عطاء سخي. عندما حسبه فيما بعد فوجده (28 دولار). أحس بأنه غنى. كان هذا مرتب شهر كامل في هذا الوقت.

بعد إجتماعه، كان الواعظ يمشى بمحاذاة المنبر – جوانب الممشى كانت مصنوعة من الخشب حينذاك – وجاء سكّير عجوز كان يعرفه من إجتماعات الشوارع الأخرى محطماً الأبواب المتأرجحة في واحدة من الصالونات. (لقد فتحوا الصالونات في تكساس في تلك الأيام).

صعد على خشبة المنبر هذا السكّير العجوز بمواجهة الواعظ، جاعلاَ الأنف مقابل الأنف معه، وأمَرَه قائلا “قل هلليلويا!” ثم تراجع وكرر طلبه: ” أنت قل هلليلويا، وإلا سأضربك!”

عّلق الواعظ ” كنت غبياً بالكفاية لأقول : ” هلليلويا ، وضربني ” . السكّير ضرب الواعظ ملقياً إياه عبر النافذة من الصالون، وكان هذا هو الشيء الأخير الذي تذكره. فسقط في كومة من زجاجات البيرة، والمتفرجين قالوا أنه عندما فاق، كان ممسكاً بزجاجة بيرة في كل يد وتقريباً ضرب السكير العجوز حتى الموت.

أخبرناالواعظ ” كنت أستشيط غضباً، لدرجة أنني لا أستطيع تذكر أي شيء من الذي حدث “.

وعندما إسترد وعيه، كان المشاهدين يسحبونه بعيداً عن السكّير. قبض البوليس على كليهما، وإضطر الواعظ ليصلى جيداً من أجل المشاجرة- الخمسينى، خادم الإنجيل الكامل، الواعظ الذي يتكلم بألسنة يتشاجر؟! حسناً، طبقاً لما قد سمعه من تعليم، متى أخطأت مثل هذه الخطية وإرتدَيت، فلا تستطيع أن ترجع للرب. كان لسان حاله يقول:، عندما أموت، سوف أذهب للجحيم، لذلك من الممكن أن أستخرج كل ما أستطيع في حياتي.

بالقليل من الدولارات المتبقية لديه، لحق بقطار، ذاهباً إلى (هيوستن)، وعاش حياته.

في النهاية لف ودار في كاليفورنيا. كان بعيداً عن الرب لحوالى 12 سنة، يسّكر، يقامر، يتسكع مع النساء، وكل شيء آخر. لكنه قال أن الروح القدس مازال يتعامل معي.

لم يكن هناك العديد من كنائس الإنجيل الكامل في كاليفورنيا حينئذ، لكنه وجه نظره لدليل التليفون ووجد كنيسة من نفس الطائفة التي يتبعها.  

طلب من الراعي قائلاً، “أريد أن آتى وأتحدث إليك”  قال الراعي ، ” وهو كذلك “

أخبر الراعي، ” لو أنني أخطأت بعيداً عن يوم نعمتي ولم أستطيع أن أرجع، أتمنى لو أن الروح القدس يتركني وحيداً”.

قال هذا الراعي، ” ياه، حسناً، نرى أننا كنا مخطئين في تعليم هذا – ليس هذا صحيحاً.” وللوقت صَلى مع الإخوة ورجع في رفقة مرة أخرى مع الرب. وفي نفس الدقيقة التي فعل فيها هذا، ” الواعظ” كان لا يزال هناك- لأن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة.

لقد ترك زوجته والعديد من الأولاد خلفه في (تكساس). أول شيء فعله هو الحصول على تليفون ومحاولة تحديد موقعهم. (لم يتصل بهم من قبل، لأنه إعتقد أنه ذاهب للجحيم)

إلتأم شمل العائلة في كاليفورنيا وبدأ هو الوعظ مرة أخرى. أصبح قائداً في فئة الإنجيل الكامل! لقد مُسح بقوة وإسٌتخدم من قِبل الله.

عندما أتى وأدٌخل للحركة الخمسينية، سمعت عنه داخل الحركة. تم إخباري أن المسحة عليه كانت أعظم من معظم الواعظين – لأن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة. كان نادماً أنه فقد أعصابه فغضب وأخطأ. لو أنه يعرف أكثر عن الكتاب المقدس لكان لم يخطئ في هذا. مكتوب في (اشعياء 6:4) أن شعب الله هلك ” لنقص المعرفة ” يٌعلمّنا الكتاب المقدس، ” إغضبوا، ولا تخطئوا …..” ( أفسس 26:4) .

دعونا نتفحص (عبرانيين 29:10) مرة أخرى.

لاحظ الخطية الغير قابلة للصفح والغفران في الحقيقة هي: ” من داس إبن الله وحسب دم العهد الذي ٌقدّس به دنساً ….أي” حسب دم المسيح شيء غير مقدس وهذه هي الخطية المشار لها في تلك الشواهد الكتابية .

في الدوائر المسيحية والكنسية، علماء اللاهوت ككل ليسوا متأكدين ممن كتب العبرانيين. يبدو لي أن بولس هو الذي كتبها، وذات مرة عندما ظهر لي يسوع في رؤية، سألته، وأخبرني أن بولس كتبها. وأنا أؤمن بذلك!

يكتب بولس هنا للمسيحيين المتهودين. لو أنك تعرف أي شيء عن تاريخ الكنيسة، ستعرف أنه عندما قبِل هؤلاء اليهود المسيح، كانوا محرومين من عائلاتهم ورفقائهم اليهود. فتقبلوا ذلك بصعوبة، والبعض منهم كان قد أُغوى بالرجوع لحياته القديمة في الديانة اليهودية. كان من الممكن أن يجعلوا هذا أسهل على نفوسهم؛ بالطبع كان سيقف معهم أصدقائهم وعائلاتهم؛ ويتم مساعداتهم مالياً ومادياً. لكن، أترى، لو أنهم قد فعلوا هذا، حينئذ سيحسبون الدم الذين هم مقدسين به, شيء دنساً.

بكلمات أخرى، سيقولون أن يسوع ليس إبن الله – وليس يسوع المسيا- وإنه فقط إنسان. فلو أنه فقط إنسان، فدمه إذاً غير مقدس. لكن لو أنه إبن الله- ولو أنه المسيا- فدمه ليس دنساً؛ بل دمه مقدس! تلك هي الخطية التي كان بولس يكتب عنها.

هل هذا الواعظ الشاب إرتكب مثل هذه الخطية؟ أمر مٌسّلم به، أنه فقط فقد أعصابه ونهض من الأرض ضارباً السَكّير على رأسه بزجاجات البيرة، لكن ليس هذا ” من داس إبن الله “! ليست هذه هي الخطية الغير قابلة للغفران. فهو لم يحسب دم يسوع كشيء غير مقدس .فهو لم ٌينكر أن يسوع المسيح هو إبن الله العلى.

إستخدم إبليس التعليم الخاطئ من هذا النص الكتابي ليٌعيق الكثير من الناس. فلا تدعه يعيٌقك في تقدمّك.

الله لا يندم. الكلمة اليونانية المترجمة ” ندامة ” تعنى تغيير إتجاه العقل،أو تغيير الهدف والغرض،أو تحول الإرادة. الله لا يتغير أبداً، لذلك فهو لا ٌيغير إرادته؛ ولا يٌغير هدفه وغرضه، ولا يغير عقله. هلليلويا! هبات الله ودعوته هي بلا ندامة. لقد دعي الله هذا الرجل؛ لقد وهب الله ذلك الرجل مواهب، ولم يغير الله رأيه وتفكيره حتى مع أن الرجل أخطأ وسقط.والدليل أنه في الدقيقة التي رجع فيها لعلاقة ورفقة وتبعية مع الله، كانت الدعوة لا تزال موجودة. ما الذي ينبغي عليه أن يفعل بها؟ نشكر الله، أطاع الله وأصبح خادم دٌولي معروف.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$