القائمة إغلاق

هبات ودعوات الله God’s Callings & Gifts

رومية29:11

فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَرَاجَعُ أَبَداً عَنْ هِبَاتِهِ وَدَعْوَتِه ِ” ترجمه NVD , “لأن هبات الله ودعوته هى بلا ندامه”.

لاحظ أنه لم يقل ” دعوات ” بل قال ” دعوته “. هبات تأتي “جمع” لكن الدعوة تأتي “مفرد”. هبات ودعوة الله هي بلا رجوع. أي لا يوجد بها تغير. لأن الندامة تعنى التغير.

أريد أن أتكلم معك عن هبات ودعوة الله وعلاقتها بهبة الفرد ودعوة الله له, وأيضاً علاقتها بالإطار العام للكنيسة وخصوصاً الكنيسة المحلية. هنا فى هذا الشاهد, يذكر أنه عندما يعطي الله هبة أو ربما دعوة فهذه الهبة أو الدعوة لا يمكن استردادها. لا يمكن إلغائها. لا يمكن تغيرها والرجوع فيها. بمجرد أن تعطي فهي قد أعطيت وستظل موجودة. أريد أن أوضح هذا الكلام, يوجد كثير من الأشخاص سيقفوا للدينونة ويعطوا حسابا لله لكونهم خدام لكنهم لم يقفوا أبداً على منبر. يوجد كثير من المؤمنين سيعطون الله حساباً عن كونهم رسلاً ولم يتموا أبداً وظيفتهم كرسل. سيعطى كثير من المؤمنين حساباً عن خدمة النبي وهم لم يقفوا أبداً فى مهمة النبي. كثيرون سيقفون أمام الله ليعطوا حساباً عن كونهم مبشرين وهم لم يربحوا نفس واحدة للمسيح , لم يلقوا عظة واحدة , لم يفعلوا أي شيء. يوجد كثيرون سيقفوا ليعطوا حساباً عن كونهم رعاة وهم لم يقفوا أبداً أمام جمع , لم يرعوا قطيع واحد. لقد دعوا من قبل الله. أعطيت لهم المقدرة الكاملة لواحدة من هذه الوظائف , لكنهم لم يتمموا أبداً هذه الدعوة. لم يفعلوا أبداً ما سبق الله ودعاهم إليه ليفعلوه. لذا سيقفوا للدينونة أمام الله لأن هذا الشاهد يعلن بوضوح أن هبات الله ودعوات الله هي بلا ندامة. بمعنى آخر, الله لن يدعوك لشيء ثم بعد فترة يغير رأيه.

عندما يعطى الله موهبة ما أو يقدم دعوة فلن يأتي بعد فترة ويغير رأيه ويقول, ” أعتقد أني أخطأت فى دعوتي لهذا الشخص , أعتقد أني اخترت الشخص الخطأ. لقد أخطأت فى هذا “. الله لا يفعل هذا أبداً لأنه يعلم تماماً الشخص الذي سيدعوه ويعلم تماماً عندما يدعو شخص لماذا هو دعاه, وكيف سيعده لهذه الدعوة. لذا سنقف ونعطي حساباً أمام الله لأجل هباته ودعوتة الموضوعة على حياتنا.

أؤمن أنه توجد هبات ودعوات فى إطار الكنيسة المحلية. كل كنيسة لها شخصيتها المنفردة. كل كنيسة لها خدمتها. لا توجد كنيستان متشابهتان. هذا هو السبب أنك تجد بعض الخدام يتضايقوا عندما يروا كنائس تقوم بخدمات تختلف عنهم. فيظنوا أنه يجب عليهم ايضا أن يفعلوا فى كنيستهم ما يروه فى باقي الكنائس .”هذه الكنيسة تفعل كذا وكذا. لذا يجب علينا نحن أيضاًً أن نفعل هذا “. ليس بالضرورة أن يكون حال كل كنيسة هو حال باقي الكنائس. فكل كنيسة لها شخصيتها المميزة ولها دعوتها المنفردة التى وضعها الله فى هذه الكنيسة. فمثلاً, نحن كنيسة تبشيرية. هذه هو حال كنيستنا. لقد رأيت كنائس أخرى لها خدمات مختلفة عنا تماماً. خدام هذه الكنائس يقوموا بخدمات كنت اتمنى كثيراً أن أشترك فيها, لكن ليست هذه هي دعوة الله على حياتي. دائماً كنت أخبر شعبي “نحن كنيسة تبشيرية ,أنا مبشر لكن الله كلفني أن أرعى هذه الكنيسة بالإضافة إلى التبشير”. نعم أنا أعترف أنى لست راعياً ممتازاً. أنا مبشر والرب أضاف لي رعاية هذه الكنيسة. أنا أعرف رعاة ممتازين استؤمنوا على رعاية كنائس. يرعوا هذه الكنائس بطريقة أفضل منى بكثير لأني لست فى الأساس راعى. لكنى مبشر وكلفت برعاية هذه الكنيسة .

توجد أمور نحن دعينا أن نقوم بها. مثلاً, نقوم بتوزيع شرائط كاسيت ومجلات ويوجد ألاف من الناس حول العالم يستقبلوا هذه الشرائط والمجلات بصفة دورية. نحن دعينا أن نفعل هذا. فى حين توجد كنائس أخرى لم تدعى لتقوم بنفس العمل الذي نقوم نحن به. فهم لا يستطيعوا أن يفعلوا ما نفعله  نحن. وبالمثل, توجد خدمات دعيت إليها  كنائس أخرى لا نستطيع نحن أن نقوم بها. لذا ما أريد أن أقوله, أننا نحتاج ككنيسة – وكأفراد أن نعرف ونكتشف من نحن – وإلى أي شئ دعينا – وماذا نقدر أن نقوم به – وما أعده الله لنا. نحتاج أن نعرف كل هذا .

هبات ودعوة الله على الكنيسة وعلى حياة الأفراد أمر خطير جداً. هبات ودعوة الله لا يجب أبداً أن تؤخذ بخفية واستهتار. لأن هبات ودعوة الله لها نتائج وتوابع أبدية. هبات ودعوات الله تهم الله جداً. لها أهمية كبيرة لعمل الله. هامة للكنيسة. لكن ما هو الفرق بالتحديد بين هبات ودعوات الله ؟ ما هو الفرق بين “هبة” و”دعوة” ؟ ما هي هبات ودعوات الله ؟ ما هي الموهبة فى حد ذاتها ؟ ما هي الدعوة فى حد ذاتها ؟ كيف تعرف إن كانت لديك موهبة ما ؟ كيف تعرف إن كان لديك دعوة على حياتك ؟

لنعرف الفرق لابد أن نعّرف كل واحد منهم .

كلمة “موهبة” فى اليونانى هي “كارزما charisma  ” وهذه الكلمة مكونة من كلمتين معاً, “كارز charis ” وتعنى” نعمة ” . كلمة “ما ma ” وتعنى ” نتائج النعمة أو منفعة أو عطية غير مستحقة وتأتى من الله. نعمة من الله”. هل تعرف معنى نعمة الله ؟ إحسان من الله غير مستحق. أي, الله يأتي ليعطيك شئ أنت لا تستحقه أو ليس لديك حتى القدرة لتفعله. لكن الله يأتي إليك, وفى نعمته يعطيك إياه . هذه هي نعمته. لقد خلصنا بالنعمة. نحن لا نستحق الخلاص. نستحق الموت والذهاب إلى الجحيم .لا نستحق عفو الله المجاني .لا نستحق خلاص الله بل نستحق الدينونة. لكن الله أتى وفى نعمته أشترى لنا الخلاص. هكذا تعمل النعمة بنفس هذه الطريقة فى كل أمور الله. النعمة هي إحسان الله الغير مستحق .

كلمة “دعوة” كلمة مشوقة. هذه الكلمة فى اليوناني هي “كليسس klesis” وتعنى “دعوة – وظيفة – حالة” . وهى أيضاً مشتقة من الكلمة اليونانية “كليو kaleo ” وتعنى “أن تدعو أحد بغرض شخصي “. بمعنى أخر, الله يدعوك لأن له غرض (هدف ) شخصى لدعوته لك . الدعوة هي نداء . لا أريد أن أبسطها أكثر من هذا . الدعوة ببساطة هي ” دعوة “– نداء حقيقي من الله لك لتفعل شئ معين ” . هذه هي الدعوة .

الهبات والدعوات هي بالفعل امتداد لخدمة الرب يسوع المسيح التى كانت هنا على أرضنا. لامتداد ملكوت الله – لخلاص النفوس – لبناء وتثقيف وتعضيد وإرشاد الكنيسة . هذا هو الغرض من الهبات والدعوات . تعطى لتعضيد عمل الله . لبناء عمل الله .لبناء وتثقيف المؤمنين الذين هم جسد المسيح . لربح الخطاه الضالين . لتكميل عمل يسوع المسيح هنا على الأرض .

أريد أن أتكلم قليلاً عن الكنيسة المحلية . لا يمكنك الاعتماد على الخدام الدوليين (الذين يأتوا من خارج البلاد لفترات محدودة). فعندما يأتي وقت لا تجد أحد من هؤلاء ستكون كنيستك المحلية موجودة . أريدك أن تعرف أن الكنيسة المحلية ستكون محط أنظار الله إلى أن يجئ . الكنيسة المحلية هي نقطة البداية التى ستبدأ منها نهضة الأيام الأخيرة عندما يسكب الله الروح القدس . سنرى هذه النهضة فى الكنيسة المحلية .

شكراً الله لأجل الخدمات ذو الاسم الكبير. نعم , هولاء فعلوا الكثير لينشروا كلمة الله فى كل العالم , مع هذا تظل الكنيسة المحلية موجودة لأجلك . لن تقدر أن تدعو جون باسيلى ليأتي ويضع يده عليك ويصلى لك . لا يمكنك أن تتصل بجون هاجى ليصل لك فى المستشفى . لا يمكن أن تدعو كينث كوبلاند لحفل زفاف أحد أولادك . لا يمكن أن تدعو كينث هيجن ليعظ فى جنازة لأحد أقربائك . كلا كنيستك المحلية هي التى ستأتي وتعضدك فى مختلف ظروفك . يمكن أن ترسل باسمك واحتياجك إلى أحدى هذه الخدمات الضخمة . نعم سيصلوا لأجلك . لكن عندما ترسل لهم اسمك فلن يفرق معهم الكثير , فلديهم آلاف الأسماء للصلاة . لكن عندما تذهب إلى كنيستك المحلية التى أنت عضو فيها , الرب قد وضعك هناك ,عندئذ سينسكبوا على وجوهم أمام الرب – يصوموا – يصلوا ويطلبوا الرب لأجلك . شكراً لله لأجل الخدمات الكبيرة , لكنها لن تقدر أن تفعل ما تفعله كنيستك المحلية. الكنيسة المحلية كانت وستكون مركز تأثير فى المجتمع لتكون سبب تأثير – بركة – خلاص للخطاة – شهادة لهم . فالكنيسة هى المكان الذي يمكن للخطاة أن ينالوا الخلاص . يمكن للمؤمنين أن ينالوا الشفاء – التحرير – تشجيع – عون – مساعدة – ينالوا لمسة قوة من الله – يتمتعوا بحب الله .

الله لم ينوى أبداً لأي كنيسة أن تكون ضعيفة – مهزومة – جافة . الله يريد من الكنيسة أن تكون بيت القوة الممتلئ بالروح القدس و الممتلئ بمحبة الله . الله يريد لكنيسته أن تكون مكان عبادة وخيمة تسبيح, مكان للشركة بين المؤمنين . هذا هو الشكل الذي يريده الله للكنيسة المحلية . يريدها ممتلئة بمحبة الله لا بالخصام والحسد والجدال والإنقسام أو أي شئ من هذا . يريد كنيسة تمجده , كنيسة ممتلئة من قوة الله . لله لا يعود أي مجد من كنيسة ضعيفة , من كنيسة تقول ان عصر المعجزات وقوة الله قد مضى والله لم يعد يفعل شئ . حسنا إن كان الله لا يفعل اليوم أي شئ فدعونا نرجع لبيوتنا ونمكث هناك ونفعل أي شئ . لكن إن كان الله اليوم مازال يفعل , فمجداً لله . سنرى خلاص خطاة , سنرى شفاء , تحرير , فك , لمسات بقوة الله . هلليويا . هبات ودعوة الله تلعب دور رئيسي – ليس فقط فى الكنائس الضخمة المشهورة بل فى الكنائس المحلية أيضاً.

لنتكلم الآن عن هبات ( مواهب ) الله . ما هي هبات الله ؟ الكتاب يقول أن الروح القدس هبة من الله . من منكم يعرف أن الكتاب المقدس يقول عن الروح القدس أنه هبة ؟ نعم هبة من الله . ستقول لي, “كثير من الكنائس اليوم تقول أن الروح القدس اختبار قد مضى ولم يعد موجود” . إن كان هذا الكلام صحيح لكانت كل المواهب والهبات التى تكلم عنها الكتاب فى (رو29:11) “ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَرَاجَعُ أَبَداً عَنْ هِبَاتِهِ وَدَعْوَتِهِ ” قد مضت وانتهت . قيل أننا لابد أن نفسر كلمة الله بالاستقامة . إن كنا نريد أن نفسر كلمة الله بالإستقامة دع الكلمة تفسر الكلمة , بدلاً من أن نفسر الكلمة بعقيدة المعمدانيين أو عقيدة كنيسة الله . أما إذا بدأنا نفسر كلمة الله على أساس” سبرنج فيلد قال هذا….  كليفلاند قال….”  سنقع فى مشاكل كثيره. لكن عندما نفسر كلمة الله بالحق سنعرف أن الروح القدس هبة لأن الكتاب يقول هذا. هبات الله هي ندامة . الله لا يتغير أبداً . فإن كان الروح القدس هبة , فهو مازال هبة . يمكن أن تقبله بالإيمان .الرب أعطاني إياه وأنا قد قبلته .

الروح القدس هبة , ولابد أن تنوى أن تقبله . الكتاب يتكلم عن مواهب الروح القدس فى 1كورنثوس 14,12 . فلدينا كلمة الحكمة, كلمة العلم,  تميز أرواح, هبة إيمان, هبة أعمال معجزات, مواهب شفاء, هبة نبوة, تكلم بالألسنة, ترجمة السنة . فان كانت كل هذه هبات, والكتاب يقول أن الروح القدس يعطيها, فكيف يجرؤ أي شخص أن يقول عليها أنها مضت وانتهت ؟ كيف يمكن أن تقول هذا فى ضوء (رومية29:11) “ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَرَاجَعُ أَبَداً عَنْ هِبَاتِهِ وَدَعْوَتِهِ “. الدكتور فلان .. قال هذا .الدكتور القس .. والأستاذ الدكتور .. أ.د.د.. قال هذا. هل تعرف ما هو أ.د ؟هو تعليم شياطين. الكتاب يقول أن هبات الله لا يمكن الرجوع عنها . لا يمكن أن تسترد مرة أخرى . أن قيل عنها ذات مرة أنها هبة فستظل هبة إلى الأبد . إن لم يريد الله أن يعطينا إياها , فكان يجب إلا يتكلم عنها من الأصل . لكن مجداً لله , لقد تكلم عنهم وهو ينوى أن يعطينا إياهم وأنا أريد أن أحصل عليهم . منذ 20 عاماً مضى عندما بدأت الخدمة ذهبت إلى كنيسة ووجدتهم يتكلموا عن هذه المواهب ويكرروا هذه العبارة ” أنت تحتاج إلى هذه المواهب “. حسناً أي شخص يعرف هذا . لكن كيف نحصل عليهم ؟ الكتاب يقول ” اشتهوها – جدوا لها – تشوقوا لها “. عندما بحثت عن كلمة “يشتهى” وجدت معناها, ” أن تشتهى شئ, هو أن ترغب فى شئ يمتلكه شخص أخر لدرجة أنك على استعداد أن تفعل أي شئ لتحصل عليه “. حسناً, مالك هذه المواهب الروح القدس.  هذا هو ما احتاجه . أمسكت بكتابي المقدس فتحت على ( 1كورنثوس12 ,14) ظللت ألهج بهذه الإصحاحات حتى تخرقت الصفحات وانفصلت عن الكتاب . كنت أقول للرب ” أنا لن استسلم أو أخور. أنا لن أهدأ ابدا حتى تبدأ هذه المواهب تعمل فى حياتي ” . وقد عملت بالفعل. لم تسكن بداخلي هذه المواهب ولا يوجد أي شخص تسكن فيه كل هذه المواهب لكنني رايتها تعمل معي واحدة واحدة. رأيت كل مواهب الروح تعمل جميعاً من وقت لآخر. أنا لا أحمل كل هذه المواهب بداخلي. وأنا لا أقدر أن أجعلها تعمل فى أي وقت أريده. لكني أريد أن أقول لك, أنا قناة توصيل , إناء يستخدمه الروح القدس كما يشاء ليعمل فيّ هذه المواهب. فى أي وقت يريدني الله ليعمل في هذه المواهب , في أي وقت يريدني الله ليعمل من خلالي هذه المواهب, فهاأنذا يارب. مجداً لله. (الروح القدس لا يعطي مواهب الروح ليتملكها أحد إلى الأبد. كلا, لكنه يعطي الشخص فى الوقت المناسب. فلا يوجد أحد يملك بداخله موهبة محددة , ولكن الروح القدس يعطيها له وقت الاحتياج).

لننظر الآن إلى بعض المواهب الأخرى المذكورة فى (أفسس4)

أفسس 1:4-8

… إِذَنْ، أَنَا السَّجِينَ فِي الرَّبِّ، أُنَاشِدُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا سُلُوكاً يَلِيقُ بِالدَّعْوَةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتُمْ، بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَوَدَاعَةٍ وَطُولِ بَالٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْمَحَبَّةِ، مُجْتَهِدِينَ أَنْ تُحَافِظُوا عَلَى وَحْدَةِ الرُّوحِ بِرَابِطَةِ الْوِفَاقِ. فَإِنَّمَا هُنَاكَ جَسَدٌ وَاحِدٌ وَرُوحٌ وَاحدٌ، مِثْلَمَا دُعِيتُمْ، جَمِيعُكُمْ، دَعْوَةً لَهَا رَجَاءٌ وَاحِدٌ. وَلَكُمْ رَبٌّ وَاحِدٌ، وَإِيمَانٌ وَاحِدٌ، وَمَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْجَمِيعِ، وَهُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ وَبالْجَمِيعِ وَفِي الْجَمِيعِ. عَلَى أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا قَدْ أُعْطِيَ نِعْمَةً تُوَافِقُ مِقْدَارَ مَا يَهَبُهُ الْمَسِيحُ. لِذَلِكَ يَقُولُ (الْوَحْيُ): «إِذْ صَعِدَ إِلَى الأَعَالِي، سَاقَ أَسْرَى، وَوَهَبَ النَّاسَ مَوَاهِبَ!»

(كثير من الناس لا يعرفوا ما معنى أن يكون الشخص أسير للرب. الأسير لا يتحرك ويلف. الأسير لا يدخل أو يخرج كما يشاء. ليس له حقوق , ليس له سلطان ….)

الشاهد السابق يتكلم عن خمس اتجاهات الخدمة فى الكنيسة وهم, الرسول – النبي – المبشر – الراعي – المعلم. هذه هي مواهب الخدمة الأساسية. للأسف لا نعرف أي شيء عن هؤلاء. كثير من الطوائف ليس لديها أي معرفة بوجود هذه الخدمات. والشيء الوحيد الذي نسمعه كثيراً هو كلمة ” مرسل “. أقرب شيء لهذه الخدمة هي خدمة الرسول. فهو شخص له إرسالية حقيقية من الله. عندما أتى يسوع وخدم هنا على أرضنا, عمل وخدم فى كل هذه المواهب الكنسية. عمل فى الخمسة وظائف (الخدمات) المذكورة سابقاً- عمل فى كل واحدة منها. فالكتاب يذكر أنه كان “رسول” , كان ” نبي” , كان ” مبشر” لقد عمل فى مجال التبشير , كان راعي , وكان معلم. لقد عمل فى كل هذه المواهب الخمسة. وعندما مات على الصليب أعطيت خدمته الأرضية لتلاميذه. فالتلاميذ كانوا من سيحملون رسالته هنا على الأرض.

 ” أعطى للناس هبات (عطايا) “. ما هي هذه الهبات ؟ الهبات التى أعطاها كانت مواهب الخدمة الخمسة, الرسول – النبي – المعلم – المبشر – الراعي. هذه الخدمات هى:  مواهب – كارزما – هبات أعطاها لنا يسوع المسيح.

ما الغرض من هذه المواهب ؟ فى كل مرة يفعل الله شيء, لابد ان يكون هناك غرض من ورائه. الله يتحرك بغرض وهدف. إذاً ما الغرض من هذه المواهب ؟ لماذا تعطى هذه المواهب ؟ الإجابة فى (عدد12)  “لأجل تكميل القديسين ” (هذا هو أول غرض). “لأجل عمل الخدمة” (الغرض الثاني) “لبناء جسد المسيح” (الغرض الثالث). ثلاثة أمور أعطى الله هذه المواهب لأجلها. هذا هو السبب فى أن هذه المواهب غاية فى الأهمية. لذا من الأهمية أن نعتبر وندرك مواهب الخدمة هذه التى أعطاها يسوع للكنيسة. وأنا أؤمن أنه فى الأيام الأخيرة سيكون إستعلان أوضح لهذه المواهب التى اندثرت بسبب تعاليم خاطئة وأولهم هي خدمة الرسول والنبي. عندما تذهب وتعلم فى بعض الكنائس عن هذا الأمر وتخبرهم عن خدمة الرسول, ستجد كثيرون يضحكون عليك. عندما تتكلم مع البعض عن حقيقة وجود شخص يمكن أن يكون نبي سيقولون لك, دعك من هذا الهراء. لا يوجد أحد مثل هذا اليوم. هل تعرف لماذا يقولوا هذا ؟ لسبب بسيط. لم يوجد أحد يعلمهم أو يكرز لهم عن هذا الأمر. لكنها ستظل وظائف معطاة من الله. والكتاب يقول أن هبات الله ودعوة الله هي بلا ندامة أو رجوع عنها. الله لا يقول أبداً ” حسناً , هذه الطائفة لا تؤمن بخدمة الرسول, فدعنا نغير اسمها ونطلق عليها اسم آخر. دعونا نطلق عليها ” إرسالية “. هؤلاء لا يؤمنوا بالنبي فدعونا نطلق عليها اسم آخر خلاف هذا اللقب “. الله لا يفعل هذا.

فأنا أؤمن أنه سيأتي وقت لنرى فيه هذه الوظائف الكنسية تعمل بكاملها. نعم ستعمل بالطريقة التي يريدها الله أن تعمل بها. فغرض هذه المهام هي تكميل القديسين – لأجل عمل الخدمة – لبناء جسد المسيح.

لماذا جسد المسيح يبدو الآن بهذا المنظر ؟ لأننا لم ندرك أبداً كل مواهب الخدمة الخمسة. هذا هو السبب بالتحديد. حتى متى سيظل الله يعطى هذه المواهب للكنيسة ؟ الاجابه فى (أف13:4)” حَتَّى نَصِلَ جَمِيعاً إِلَى وَحْدَةِ الإِيمَانِ وَوَحْدَةِ الْمَعْرِفَةِ لابْنِ اللهِ، إِلَى إِنْسَانٍ تَامِّ الْبُلُوغِ، إِلَى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ “…… حتى نصل جميعاً إلى وحدة الإيمان (هذا أول شيء) , ومعرفة ابن الله (الشيء الثاني) , لإنسان كامل (الشيء الثالث) , لقياس قامة المسيح (الشيء الرابع). سنظل نعمل فى هذه المواهب حتى نصل إلى هذه الأربعة نقاط.

 مرة أخرى عندما تجد شخص يقول لك ان الرسل لم يعدوا موجودين , وظيفة النبي قد انتهت ,…. عندئذ اقرأ له افسس 13:4, وقل له ” دعنى أسألك شئ .هل وصلنا جميعاً إلى وحدة الإيمان ؟ هل لدينا معرفة كامله عن ابن الله ؟ لا.لا نعرف الكثير عن ابن الله . نعرف الكثير عن عقائدنا . لكننا لا نعرف عن ابن الله معرفة حقيقية. إلى إنسان الكامل ” هل تعقد أن جسد المسيح الان جسد كامل ؟ ” إلى قياس قامة ملئ المسيح”. نحن لم نصل بعد إلى هذه المرحلة وأنت تعرف لماذا . لأننا لم نختبر بعد عمل خمس مواهب الخدمة . لأننا نعظ ونعلم عقائد وتقاليد بدلاً من كلمة الله .هذا هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه .

حسناً لكن ما هو الهدف  النهائي لهذه المواهب ؟ ما هي النتيجة المرجوة لهذه المواهب ؟ الإجابة فى عدد 14 “وَذَلِكَ حَتَّى لاَ نَكُونَ فِيمَا بَعْدُ أَطْفَالاً تَتَقَاذَفُنَا وَتَحْمِلُنَا كُلُّ رِيحِ تَعْلِيمٍ يَقُومُ عَلَى خِدَاعِ النَّاسِ وَالْمَكْرِ بِهِمْ لِجَرِّهِمْ إِلَى الضَّلالِ الْمُلَفَّقِ”. ( أول هدف ). ” بَلْ نَتَمَسَّكَ بِالْحَقِّ فِي الْمَحَبَّةِ، فَنَنْمُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ نَحْوَ مَنْ هُوَ الرَّأْسُ، أَيِ الْمَسِيحِ (الهدف الثاني) .هذا هو الهدف النهائي لكل هذه الخدمات . لا تجد فى أى مكان فى الكتاب يذكر أن أى من هذه الخدمات قد انتهت وبطلت . ولا واحده فقط . الله سيقيم أشخاص فى هذه الأيام الأخيرة يؤمنوا بوجود هذه الخدمات ويسعون إليها . إلى متى ستستمر هذه الخدمات والمواهب ؟ حتى تتم وتتحقق كل هذه الأمور .

1كو 28:12 “وَقَدْ رَتَّبَ اللهُ فِي الْكَنِيسَةِ أَشْخَاصاً مَخْصُوصِينَ: أَوَّلاً الرُّسُلَ، ثَانِياً الأَنْبِيَاءَ، ثَالِثاً الْمُعَلِّمِينَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ أَصْحَابَ الْمَوَاهِبِ الْمُعْجِزِيَّةِ أَوْ مَوَاهِبِ الشِّفَاءِ أَوْ إِعَانَةِ الآخَرِينَ أَوْ تَدْبِيرِ الشُّؤُونِ أَوِ التَّكَلُّمِ بِاللُّغَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ”

هنا نرى اشاره اخرى الى خمس مواهب الخدمه. ربما لم يذكر البعض منهم بصوره واضحه, لكن جميعهم ذكروا. خدمه المبشر, لم تذكر بصوره واضحه, فالمعجزات ومواهب الشفاء تندرج تحت خدمة المبشر . المبشر لابد أن تصاحبه آيات ومعجزات . فأصحاب المعجزات ومواهب الشفاء هي خدمة المبشر. خدمه الراعى, لم تذكر بوضوح, فخدمه أعوان ,تدبير شؤون , تكلم بألسنة هي ضمن خدمة الراعي , فكل هذه تندرج تحت الرعوية.

أف 11:4  وَهُوَ قَدْ وَهَبَ الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ. هنا, يقول أن يسوع هو المعطى هذه المواهب . لكن1 كو 28:12 “وَقَدْ رَتَّبَ اللهُ فِي الْكَنِيسَةِ أَشْخَاصاً مَخْصُوصِينَ….”  يقول أن الله هو الذي يضع ويرتب هذه المواهب فى الكنيسة. الله يضعهم فى المكان الذي يريده. الله يضع الأشخاص فى الكنيسة وقتما يريد . سيضعك فى الكنيسة وفقاً للمكان الذي يريدك فيه . أنا موجود هنا فى هذه الكنيسة لأن الله يريدني فى هذا المكان .أنا هنا لأن الله وضعني هنا . الله هو الذي أرسلني إلى هنا. لست أنا ولا الكنيسة هي التى صوتت لأجلى . يسوع هو المعطى لهذه المواهب . لكن الله هو الذي يرتبها . هذا يرجع بالتمام لله . الله هو الذي يضع ويرتب هذه المواهب فى الكنيسة وليس إنسان .الإنسان ليس له دور فى هذا قط .

احيانا كثيره نشترك فى مجاملات كنيسة. أتى إلى كثيرون يقولون لي, ” نحن نعرف أن والدك كان شماس فى كنيسة … وجدك كان يرعى كنيسة … لمدة طويلة . لذا نريدك أن تأتى إلى كنيستنا لتكون لنا راعى”. ثم يقولوا لي, “لكن لابد أن تفعل هذا , وتفعل كذا .. لا تفعل هذا …… وسندفع لك عشور كثيرة ستكون كنيستك لها تمويل ذاتي. لن تحتاج إلى شئ. كنت أقول لهم ” شكراً لا أريد أي شئ من هذا . سأصلى وإن أراد الرب أن يضعني فى أي مكان , فسأذهب إليه . إن سمح  لي الرب, سأذهب. وإن لم , فلن أذهب. كثيراً ما نندرج فى مجاملات كنسية ونقع بعد ذلك فى خلاف مع الله .

 هكذا ترى أن الله هو الشخص الوحيد الذي يضع ويرتب هذه المواهب فى الكنيسة .الإنسان ليس له أي دخل فى هذا الأمر . فرق شاسع بين أن يضع الله شخص ما فى الكنيسة, وبين أن يضع الإنسان شخص ما فى الكنيسة . الله يضع أشخاص فى المكان الذي يريدهم فيه فى المكان الذي يحتاجهم فيه. الله شخص له رؤية . الله يضع الشخص فى المكان الذي يريده فيه. الله يضعني فى المكان الذي يريدني فيه فى المكان الذي يحتاجني فيه. سأقول هذا مرة ثانية,  أنا هنا فى المكان الذى يريدني الله فيه . فى المكان الذي يحتاجني فيه , لأفعل ما يريده الله منى ان أفعله . أنا لست ملكاً لنفسي . أنا أتلقى الأوامر والتوجيهات منه . إن قال لي “أخرج من هنا وأذهب لمكان أخر ” . سأغادر فى اليوم التالي. لقد نويت أن أفعل ما يخبرني به الله بغض النظر إن كنت أحب هذا الأمر أو لا. الله يضع أناس فى المكان الذي يريدهم فيه كى يتمموا أمور محددة لبناء ملكوت الله .

الخدمة  هي هبة كنيسة,  يتممها شخص بدعوة من الله, للكنيسه. هذه هي الخدمة: هبة كنيسة . خدمتي لم تعطى لتجعل لى أسم . لم تعطى لى كي يعرف الناس من هو راندى تنش . كثير من الناس يريدوا أن يستخدموها لأجل هذا الغرض . يحاولوا أن يبنوا لأنفسهم أسم . ليكونوا لأنفسهم كيان . لكن الله لا يريد أي شخص أن يفعل هذا . يريد أن تكون خدمة الشخص هبه للكنيسة . أنا هبة من الله لكم . عندما دخل الرب حياتي من 46 سنة ماضية, خلصني وغير حياتي بأكملها . لقد دعاني للكرازة وأعطاني موهبة لجسد المسيح . فبدأت أدرس وأطلب الله وأعّد نفسي لأكرز فى أي مكان أذهب إليه . هذه هبة لجسد المسبح . فعندما أعظ وأساعد البعض ليفهم شئ أو يعرف شئ أو ليبنى إيمانه أو أساعد احد ليحصل على شفائه , فهذه هبة من الله . الله يستخدمني , فأنا هبة لجسد المسبح ( الكنيسة ) . فأنا فقط مجرد رجل فى المنتصف. أنا مجرد قناة يستطيع الله أن يستخدمها ليساعدكم – ليبنى جسده.

الرسول موهبة من الله . يوجد أشخاص دعوا أن يكونوا رسلاً . وأريد أن أتكلم قليلاً عن معنى الرسول : يتميز عمل الرسول بأنه لا يبنى على أساس إنسان أخر . بل يبدأ كنيسة ( من الصفر ) . الرسول هو موهبة من الله . فهو يقدر أن يذهب أماكن لا توجد بها كنائس ولا يستطيع الناس هناك أن ينشئوا كنيسه من الأصلاً, ويذهب ويبدأ كنيسة هناك . لذا فالموهبة سواء كانت رسل أو أنبياء أو معلمين أو مبشرين أو رعاة, هى هبة معطاة من الله لبناء الكنيسة ,لوعظ الكنيسة , لتشديد الكنيسة لتعمل عمل الرب . لتتميم خدمة يسوع المسيح .

إذاً, ما هي الدعوة ؟ ما الفرق بين الدعوة والموهبة ؟ ما دليل الدعوة الإلهية ؟ كيف تعرف أنك مدعو من الله ؟ كثيراً ما يتكلم الناس ويقولوا ” أنا مدعوا لأفعل كذا .أنا مدعو لهذا … أنا دعيت لأفعل هذا . كثيرون يسألوني, “أخ راندى كيف تعرف إن الله دعاك للكرازة ؟ متى يمكنك أن تقول أن الله دعاك لهذا الأمر؟ ماهي الدعوة ؟  كان لي صديق غير مؤمن فى كل مرة كان يتقابل معى كان يقول لى, ” دعنى أسالك شئ, كيف تعرف أن الله قد دعاك ؟” فكنت أجيبه. وبعد فترة يرجع و يسألنى ذات السؤال, ” أخبرني  كيف تعرف أن الله قد دعاك للخدمة ؟” كيف دعاك الله للكرازة ؟” فكنت أجيبه . ثم رجع مرة أخرى وسألني, ” أخبرني مجدداً كيف تعرف أن الله دعاك ؟” عندئذ بدأت أميز ما الأمر فقلت له, “دعنى أسألك سؤال : هل تعرف أن الله قد  دعاك فى أمر معين فى حياتك لتتمم خدمه. أليس كذلك ؟ بمجرد أن قلت له ذلك حتى تجمد فى مكانه . كان يعرف ماذا أتكلم عنه . لقد دعاه الله فى أمر ما فى حياته ليقوم بشئ معين . لكنه لم يرد أن يفعله . كان لديه كوكايين كثير وأشياء أخرى كان يفضلها . لم يكن لديه وقت كافى لله . ومع هذا فالله كان قد سبق ودعاه .

إذاً : كيف تعرف أنك قد دعيت ؟ كلمة “يدعو ” فى الأصل اليوناني تعنى : “ينادى – يدعو – نداء من الله “. هذه هي الطريقة التى تعرف بها أنك قد دعيت من الله . الله لا يتعامل مع عقولنا . لا يتعامل مع الجانب النفسي للإنسان . لا يتعامل مع جسدنا . الله يتعامل فقط مع أرواحنا. هذا شئ يجب أن تحفظه جيداً فى ذهنك وإن تتذكره دائما. الله يتعامل مع روحك لا يتعامل مع جسدك . “أنا أشعر أن الله ” . “أنا لا أشعر بأى شئ ..”. حسناً, ان شعرت بشئ فهذا جيد .” أنا أشعر بالروح القدس – أنا أشعر بقوة الله”, عبارات جميلة لكن أريد أن أقول لك, أن كل هذا ما هو إلا “الفيضان – الكريمة التى على التورته – مثل ثمرة الكريز التى على السطح” . شئ طيب أن يقول الله, ” حسناً سأدعك تشعر بشئ”. مجداً للرب . هذا فقط ما هو إلا الفيضان, الفيض الذي يطفو من داخل روحك لأنها هي المكان الذي يتعامل فيه الله معك . إذاً كيف تعرف أنك مدعو من الله ؟ دعوة الله تبدأ باقتناع يترسب بداخلك – بداخل روحك , بداخلك أنت  ويولد شهادة فى قلبك – فى روحك تريد أن تقولها . ستتكون بداخلك شهادة إن الله يريدك أن تفعل شئ . ستبدأ بشهادة  أو اقتناع بداخل قلبك. وعادة ما يكون هناك دافع إلهى يحفزك أن تفعل اى شئ تشعر أن الله قد دعاك لأجله .

كثيراً ما نسمع البعض يقول, “أنا دعيت لأعظ – دعيت لأعلم- دعيت لأفعل… “عن أي شئ يتكلم هؤلاء ؟ أين بدأت هذه الدعوة التى يتكلمون عنها ؟ دعوة الله الحقيقة تبدأ فى داخل الشخص – فى داخل روحه . الكتاب يقول فى أمثال 27:20 “أن روح الإنسان هي سراج الرب”. وداود تلكم قليلاً عن السراج وقال, “الرب إلهى ينير سراجى”. حسناً بأى شئ تضئ هذا السراج ؟ تضيئه بزيت ونار . هذا هو كلمة الله والروح القدس . “روح الانسان هى سراج الرب”, ماذا يفعلون بهذا السراج؟ لينير. اذا, النور الذى يأتى هو الإعلان الذي يخرج من روحك. عندما قال يسوع, ” من يقول الناس إنى أنا ؟” أجابه بطرس, ” أنت هو المسيح ابن الله العلى”.   ” فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانَ بْنَ يُونَا. فَمَا أَعْلَنَ لَكَ هَذَا لَحْمٌ وَدَمٌ، بَلْ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 17:16 ) ما قاله بطرس أتى عن طريق إعلان داخلي- هذا الاعلان خرج من روحه.  كل هذه الأمور تأتى من أرواحنا التى هي سراج الرب. روح الإنسان هي القناة التى من خلالها يتعامل الله مع الإنسان. لذا فبداية الدعوه هي من روحك, ودائماً يتولد دافع لتذهب وتتمم هذه الدعوه . وعندما أقول دافع , فأريد أن أوضح ذلك,  أريدك أن تتذكر هذا دائماً : نحن خراف, والراعى لا يدفع الخروف ابدا لكنه يقودها . عندما تجد شئ يبدأ يدفعك – يجبرك, من الأفضل لك أن تتنبه من هذا . لأن الله يقودنا . فهو قال عنا : خرافي تسمع صوتي. الله يقود . “أخوتي أنا أشعر بشئ يتملكني, مجداً لله . أنا لابد أن أذهب الآن”. حسناً الأفضل لك أن تلاحظ هذا وتنهيه . لأنك إن لم تأخذ موقف فستتحرك بدافع خطأ . لقد حدث هذا معي كثيراً وانا اتكلم من واقع اختباري.  لقد حدث هذا وأنا أعتقد أنه دعوه من الله  ولم يكن شئ سوى أكثر من أنه الجسد وذهني الجسدي . فتحركت بتسرع وفعلت شئ بغباء . ثم أستغرق عدة شهور حتى أرجع مرة أخرى للحالة الروحية التى كنت أنا عليها قبل أن تنفجر هذه القنبلة .

أريدك أن تصغي لى جدياً : لابد من وجود مسحة مصاحبة إلى هذه الدعوة . ستكون ممسوح لتفعل كل ما يدعوك الله إليه . الله لن يدعوك لتفعل شئ ولا يعطيك مسحة مصاحبة لهذه الدعوة. رأيت الكثيرين يحاولوا أن يفعلوا أشياء لم يكونوا مدعويين لها, فلم تكن هناك أى مسحة عليهم. المسحة هي ” الله على الجسد “. هذا أبسط تعريف يمكن أن أقوله . الله على الجسد . الله لن يقدر أن يدعوك لترعى كنيسة من 5000 عضو وأنت لا تقدر أن تجمع 5 أفراد, لذا لابد من وجود مسحة للقيام بأمور كهذه . سمعت كثيرين يقولوا لى, “أنت تفعل هذا, حسناً أنا أيضاَ نستطيع أن أفعل ما تفعله “. مثلا,ً أخبرني الرب أن أبدأ فى خدمة إرسال شرائط كاسيت . أرسلت شريط واحد إلى سيده فى فرجينيا ومن بعدها اصبحنا نرسل 20.000 شريط فى السنة . أنا لا أعرف كيف . فقط أعظ وأعلم وبعض الخدام لديهم قائمة بالأسماء فى كل انحاء العالم يرسلوا لهم الشرائط . وجدت شاب من سنة مضت يقول لي “سأبد فى خدمه الشرائط مثلما تفعل “. كل ما أرسله حتى الآن أربع شرائط . للأسف, لم تكن هناك مسحة ليفعل هذا. بكل تأكيد إن رجع إلى نفسه سيكتشف ماذا كانت مسحة الله عليه ليفعله . فلابد أن هناك مسحة ليفعل شئ عن شئ أخر . يوجد خدام يفعلوا أشياء أنا لا أقدر أن أقوم بها –  لا توجد مسحة على حياتي لأفعل هذا . توجد بعض الأشياء يفعلها باقي الرعاة  وأنا أفتقد لها . أتذكر بعض المتقدمين فى السن الذين كانوا يبشروا فى الشوارع . كانوا يجوبوا الشوارع ذهاباً وإياباً يشهدوا للناس عن المسيح , وكنت أجد الخطاة يسيرون خلفهم ويتجمعون حولهم . حاولت أن أفعل مثلهم لكنى اكتشفت أنه لا توجد مسحة لى لأفعل هذا . عندئذ أدركت كيف أن هؤلاء الخدام كانت عليهم مسحه ليفعلوا هذا . أنا ليس لدى مسحة لأذهب من بيت إلى بيت لأشهد فيه . أنا لا أفعل هذا بكفائه . أنا لست كفؤ لهذا العمل. رأيت أناس يدخلوا بيوت ويقودوا العائلة كلها للرب. فكنت أقول مجداً للرب. فأنا أعلم بداخلي أني لست ممسوح لهذا الأمر. أول منزل حاولت أن أجرب فيه,  كانت هناك معركة شديدة بين الزوجين. عندما بدأت أتكلم معهم عن الأمور الروحية كانوا على وشك أن يطردونني من أمام عتبة الباب. أنا لا أستطيع أن أفعل هذا. لكني أؤمن أن الله يمكن أن يستخدمني فى أوقات مختلفة بطرق مختلفة فى هذا الأمر. لكني لست ممسوح لأجل هذه الخدمة. أريدك أن تعرف جيداً أنه توجد دائما ًمسحة مصاحبة للموهبة. المسحة ستصاحب أي موهبة يعطيها لك الله. المسحة ستكون على أي دعوة من الله.

الأمر الثاني الذي تقدر أن تميز به دعوة الله هو إن جسد المسيح سيؤكد لك ما تفعله طالما أن دعوتك مختصة بهذا الأمر. مهما تكن ومهما تفعله سيؤكده لك جسد المسيح. أنا لا أذهب ألف وأدور وأعلن, ” أنا معلم ” ” أنا كارز “. لا..لا.. أنا لا أحتاج أن أفعل هذا. لأنه تماما ً كما أنا مدرك لهذا المكان وهذه الكنيسة التى أنا بها, سيدرك ويعرف جسد المسيح من أنا. لأنه ستكون هناك مسحة لأفعل هذا وكثير من الناس سيوكدوا لي ” أنا كذا “. جسد المسيح سيؤكد لك من أنت. كثير من الناس يشعروا بأنهم مدعوون لأمر معين , لكنهم ليسوا كذلك. والشيء الوحيد الذي يمكن أن تتأكد به هو المسحة. لا توجد مسحة معهم ليفعلوا هذا. ببساطة لا توجد مسحة. رأيت كثير من الناس ليس لديهم مواهب طبيعية كثيرة , لكن المسحة كانت موجودة. والمسحة هي التى صنعت الفرق. نعم…المسحة تصنع الفرق. تجد كثيرين يشعروا أنهم مدعوون لكنها ليست دعوة حقيقية , فيفعلوا هذا وذاك. ويحاولوا أن يعملوا فى مسحة ليست بالأصل موجودة فلا يقدروا أن يتمموا شيء.  أما إذا كانت دعوة حقيقية من الله فستكون مسحة مصاحبة لتتميم دعوتك هذه.

كثير من المرات تخطئ الناس الدعوة بسبب الاحتياج. دعني أوضح هذا بمثل, ” يارب هؤلاء الأطفال الفقراء فى الهند يموتوا جوعاً. أنا أؤمن أني سأذهب إلى هناك لأساعدهم وأعظ لهم “. تحتاج أن تكون حريص قبل ان تأخذ خطوه كهذه. فهو يبدو أنه عمل رائع , لكن ليست مجرد أنك رأيت احتياج , فهذا يعنى بالضرورة أنها دعوة الله لك. أحياناً أخرى تخطئ الناس الدعوة بسبب الفرصة. هذا أمر خطير للغاية. فعليك أن تمتحن جيداً الفرص المتاحة, هل هى دعوة حقيقية من الله أم لا ؟  لقد رأيت ذات مرة شاب عرضت أمامه فرصة لرعاية كنيسة. لم يكن مدعو للرعوية ولا حتي أن يعظ , فقبل هذا العرض أوقع نفسه فى مأساة. لا تخطئ بسبب وجود فرصة متاحة. هذا الشاب كانت أمامه فرصة متاحة فى هذه الكنيسة لكنها لم تعمل معه. لا أقول أن هذا سيحدث كل مرة, لكن يوجد خطر من النظر إلى الفرصة المتاحة واعتبارها دعوة من الله. ومع هذا ستجد جسد المسيح يؤكد لك دعوتك. إصبع رجلك الأصغر لا يحتاج أن يخبر رأسك باستمرار أنه إصبع صغير. لا يحتاج أن يذكر جسدك باستمرار أنه إصبع صغير. لكنه يمكن أن يذكر جسدك من هو , ولماذا هو موجود , وما هي وظيفته ومكانته , وسيجد باقي الجسد يؤكد له هذا. هل تعرف سبب وجود إصبعك الصغير ؟ للتوازن. هل تقابلت  مع أي شخص فقد أحد أصابعه الصغرى ؟ ستجد أن عليهم أن يتعلموا المشي مرة أخرى. فهذا الإصبع كان مشترك فى توازن الجسد , وعندما يفقد هذا الإصبع يضيع توازنك وتحتاج أن تتدرب مرة أخرى على السير. لكن مع هذا لا يحتاج هذا الإصبع أن يقول لي كل يوم ” أريدك إن تعرف أني مازلت موجود هنا , أريدك أن تدرك أنك لن تقدر أن تسير بدوني ….. “. بدون كل هذا, سيؤكد جسدي بوجوده. جسد المسيح سيؤكد دعوة الله عليك.

واحدة أخرى من أهم الأمور التي تؤكد دعوة الله هي النتائج. قبل أن أتكلم عن هذا الموضوع أريد أن أوضح أن دعوة الله يمكن أن تأتي بطرق مختلفة. الله دعا موسى بعليقة مشتعلة , وكلم إبراهيم وهو فى أرض الكلدانيين ودعا صموئيل وهو فى الهيكل. دعوة الله تأتي بطرق مختلفة. أريد أن أقرا شاهدين من الكتاب فى أعمال الرسل يوضحوا دعوة أشخاص, وكيف دعوا, وما هي النتائج الفورية التي ترتبت على هذه الدعوة.

أعمال 4:8 -8

(4)وَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا كَانُوا يَنْتَقِلُونَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ. (5)فَذَهَبَ فِيلِبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ فِي مِنْطَقَةِ السَّامِرَةِ، وَأَخَذَ يُبَشِّرُ أَهْلَهَا بِالْمَسِيحِ. (6)فَأَصْغَتِ الْجُمُوعُ إِلَى كَلاَمِهِ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ، إِذْ سَمِعُوا بِالْعَلاَمَاتِ الَّتِي أَجْرَاهَا، أَوْ رَأَوْهَا بِأَنْفُسِهِمْ، (7)فَقَدْ كَانَ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ، فَتَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَالٍ وَتَخْرُجُ مِنَ الْمَسْكُونِينَ بِهَا، كَمَا شَفَى كَثِيرِينَ مِنَ الْمَشْلُولِينَ وَالْعُرْجِ، (8)فَعَمَّتِ الْفَرْحَةُ أَنْحَاءَ الْمَدِينَةِ.

عدد26-39

(26)ثُمَّ إِنَّ مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلِبُّسَ فَقَالَ لَهُ: «قُمِ اذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ، مَاشِياً عَلَى الطَّرِيقِ البَرِّيَّةِ بَيْنَ أُورُشَلِيمَ وَغَزَّةَ» (27)فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيٌّ، خَصِيٌّ، يَعْمَلُ وَزِيراً لِلشُّؤُونِ الْمَالِيَّةِ عِنْدَ كَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ، كَانَ قَدْ حَجَّ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلسُّجُودِ فِيهَا (28)وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْحَبَشَةِ رَاكِباً فِي عَرَبَتِهِ، يَقْرَأُ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ (29)فَقَالَ الرُّوحُ لِفِيلِبُّسَ: «تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هَذِهِ الْعَرَبَةَ! (30)فَأَسْرَعَ فِيلِبُّسُ وَسَمِعَ الْخَصِيَّ يَقْرَأُ نُبُوءَةَ إِشَعْيَاءَ، فَسَأَلَهُ: «أَتَفْهَمُ مَا تَقْرَأُ؟ (31)فَأَجَابَ: «كَيْفَ يُمْكِنُنِي ذَلِكَ إِنْ لَمْ يَشْرَحْ لِي أَحَدٌ؟» وَدَعَا فِيلِبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى الْعَرَبَةِ وَيَجْلِسَ مَعَهُ (32)وَكَانَ الْخَصِيُّ قَدْ وَصَلَ فِي فَصْلِ الْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَأُهُ إِلَى الْقَوْلِ: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ الْحَمَلِ الصَّامِتِ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَجُزُّهُ، هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ (33)فِي أَثْنَاءِ تَوَاضُعِهِ عُومِلَ بِغَيْرِ عَدْلٍ. مَنْ يُخْبِرُ عَنْ نَسْلِهِ؟ فَإِنَّ حَيَاتَهُ قَدِ انْتُزِعَتْ مِنَ الأَرْضِ!» (34)وَسَأَلَ الْخَصِيُّ فِيلِبُّسَ: «قُلْ لِي: إِلَى مَنْ يُشِيرُ النَّبِيُّ بِهَذَا الْقَوْلِ؟ إِلَى نَفْسِهِ أَوْ إِلَى شَخْصٍ آخَرَ؟ (35)فَتَكَلَّمَ وَأَخَذَ يُبَشِّرُهُ بِيَسُوعَ انْطِلاَقاً مِنْ كِتَابِ النَّبِيِّ هَذَا. (36)وَبَيْنَمَا كَانَتِ الْعَرَبَةُ تَسِيرُ بِهِمَا، وَصَلاَ إِلَى مَكَانٍ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ الْخَصِيُّ: «هَا هُوَ الْمَاءُ، فَمَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَتَعَمَّدَ؟ (37)فَأَجَابَهُ فِيلِبُّسُ: «هَذَا جَائِزٌ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ». فَقَالَ الْخَصِيُّ: «إِنِّي أُومِنُ بِأَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ» (38)وَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْعَرَبَةُ، فَنَزَلاَ إِلَى الْمَاءِ مَعاً، وَعَمَّدَ فِيلِبُّسُ الْخَصِيَّ (39)وَمَا إِنْ طَلَعَا مِنَ الْمَاءِ حَتَّى خَطِفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلِبُّسَ، فَلَمْ يَعُدِ الْخَصِيُّ يَرَاهُ. فَتَابَعَ سَفَرَهُ بِفَرَحٍ

هنا نرى فيلبس يأخذ دعوة من الله عن طريق ملاك. عندما بدأ يكرز حدثت نهضة فى هذا المكان. كيف نال فيلبس هذه الدعوة ؟ عن طريق ملاك الرب. ما نتائج هذه الدعوة ؟ مسحة الرب كانت عليه ليتمم ما قد دعاه الرب لأجله. ماذا كانت دعوة الله له ؟ أن يترك السامرة ويذهب ليكرز لشخص واحد. هذه دعوة إلهية. فيلبس أطاع هذه الدعوة وذهب ليتممها , وماذا كانت النتيجة ؟ شخص نال الخلاص وأعتمد ووفقاً للتاريخ, كان سبب تغير لكل أمته. هذه هي النتيجة. نتائج عظيمة تصاحب أي شخص يدعى دعوة حقيقية.

أعمال 1:11 -3

وَكَانَ فِي الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أَنْطَاكِيَةَ بَعْضُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُعَلِّمِينَ؛ وَمِنْهُمْ بَرْنَابَا؛ وَسِمْعَانُ الَّذِي يُدْعَى الأَسْوَدَ؛ وَلُوكِيُوسُ مِنَ الْقَيْرَوَانِ؛ وَمَنَايِنُ الَّذِي تَرَبَّى فِي طُفُولَتِهِ مَعَ هِيرُودُوسَ حَاكِمِ الرُّبْعِ؛ وَشَاوُلُ. وَذَاتَ يَوْمٍ، وَهُمْ صَائِمُونَ يَتَعَبَّدُونَ لِلرَّبِّ، قَالَ لَهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «خَصِّصُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لأَجْلِ الْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». فَبَعْدَمَا صَامُوا وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا أَيْدِيَهُمْ أَطْلَقُوهُمَا “

هنا نرى أشخاص دعوا من الروح القدس بواسطة أنبياء – خدام كانوا يعبدون ويسبحون الله. هكذا نرى أن دعوة الله لبولس وبرنابا أتت إليهم عن طريق أشخاص مكرسين – مقدسين يصلون ويصومون ويسمعون من الله. وبالفعل كان هذا الله. أنت ترى يمكن أن يستخدم الله الناس أحياناً, فقط إذا كانوا أشخاص صح.

حاول كثير من الأشخاص أن يرسلوني إلى أماكن كثيرة وكانوا على استعداد أن يدفعوا لي ثمن التذكرة إلى أى مكان أريد أن أذهبه فى العالم. كان من السهل أن أقول ” نعم , نعم , صحيح … هكذا قال لي الرب “. وقد وجدت أن أول شيء قاله إبليس لحواء هو ” نعم , صحيح هذا ما قاله الرب “.

أعمال 4:13 ,5

وَإِذْ أَرْسَلَ الرُّوحُ الْقُدُسُ بَرْنَابَا وَشَاوُلَ، تَوَجَّهَا إِلَى مِينَاءِ سُلُوكِيَةَ، وَسَافَرَا بَحْراً بِاتِّجَاهِ قُبْرُصَ. وَلَمَّا وَصَلاَ الْجَزِيرَةَ نَزَلاَ فِي سَلاَمِيسَ، وَأَخَذَا يُبَشِّرَانِ بِكَلِمَةِ اللهِ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ، وَكَانَ يُرَافِقُهُمَا يُوحَنَّا مُعَاوِناً لَهُمَا. 

أعمال 10:13 – 12 «أَيُّهَا الْمُمْتَلِيءُ غِشّاً وَخُبْثاً! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَمَا تَكُفُّ عَنْ تَعْوِيجِ طُرُقِ الرَّبِّ الْمُسْتَقِيمَةِ الآنَ سَتَمْتَدُّ يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَصِيرُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ النُّورَ إِلَى حِينٍ». وَفِي الْحَالِ سَقَطَتْ عَلَى عَيْنَيْهِ غَمَامَةٌ مُظْلِمَةٌ، فَأَخَذَ يَدُورُ طَالِباً مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ وَلَمَّا رَأَى الْحَاكِمُ مَا جَرَى آمَنَ مَدْهُوشاً مِنْ تَعْلِيمِ الرَّبِّ.

أعمال ر44:13″ وَفِي السَّبْتِ التَّالِي اجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ تَقْرِيباً لِيَسْمَعُوا كَلِمَةَ الله ِ”

هكذا ترى المسحة على بولس . فما من شئ من كل هذا كان سيحدث ما لم تكن المسحة عليه.

أعمال 45:13  فَلَمَّا رَأَى الْيَهُودُ الْجُمُوعَ مَلأَتِ الْغَيْرَةُ صُدُورَهُمْ، وَأَخَذُوا يُعَارِضُونَ كَلاَمَ بُولُسَ مُجَدِّفِينَ

الشئ الرابع الذي يمكن أن نميز به الدعوة هو, عندما تأتى مسحة حقيقة , فلابد أن يأتي معها اضطهاد . هذه علامة أخرى تميز بها الدعوة . الاضطهاد . عندما تبدأ فى دعوة الله لك, فى الكرازة – تعليم , تسبيح ……. تنفلت عليك كل قوى الجحيم ويبدأ الاضطهاد . وهذا برهان جيد على دعوتك.

أعمال 50:13 وَلَكِنَّ الْيَهُودَ حَرَّضُوا النِّسَاءَ النَّبِيلاَتِ وَالْمُتَعَبِّدَاتِ وَوُجَهَاءَ الْمَدِينَةِ، وَأَثَارُوا الاضْطِهَادَ عَلَى بُولُسَ وَبَرْنَابَا، حَتَّى طَرَدُوهُمَا مِنْ بَلَدِهِمْ.

أريد أن أوضح لك شئ, بولس وبرنابا كانوا يعملوا عملاً جيداً. كانوا يكرزون – كانوا ينادون بكلمة الله – شياطين كانت تخرج – أشخاص يتحررون . كثير من الأمم نالوا الخلاص . ومع هذا, طردوا خارج المدينة .

هكذا ترى أن الدعوة تثبت بوجود المسحة , التأييد ,الاضطهاد ,النتائج التى تثبت حقيقة المسحة ودعوة الله .

المواهب هي هبات النعمة . المواهب هي إحسان غير مستحق معطى من الله , منحة غير مستحقة من الله. مواهب الله تعطى لتقّدم جسد المسيح , لتقّدم ملكوت الله . مواهب الخدمة هي مواهب مختلفة عن المواهب الروحيه المذكورة فى 1كو 12 التى يعطيها الله لشعبه .عندما تعطى مواهب الخدمة هذه , فالأمور التى تبدو يستحيل القيام بها من النظرة الطبيعية – يمكن من خلال المسحة الإلهية ومن خلال إمكانيات هذه المواهب – يستطيع الإنسان أن يفعلها بطريقه تبدو فوق المعتادة.

الدعوة :هي نداء , هى دعوة لتذهب وتتم عمل لأجل الرب . يسوع هو معطى المواهب والله هو الذي يضع هذه المواهب فى الكنيسة فى المكان الذي يريده والوقت الذي يراه ملائم . كل مواهب ودعوة الله بلا ندامة – بلا رجوع عنها أبداً – أبداً. .يوجد كثيرين ممن يقرأون هذه الرسالة قد دعاهم الله فى وقت ما ليقوموا بشئ , لكنهم تجاهلوا هذه الدعوة . لكن أريد أن أقول لك أن الله لم يرجع أبداً ولم يندم على دعوته لكم ولن يفعل هذا . مازالت موجودة .هبات الله بلا رجوع عنها . الله لن يغير رأيه من جهتكم.

أؤمن أنه يوجد كثيرين من جسد المسيح ليس لهم وزنات أو قدرات ظاهرة أو أي موهبة أو دعوة مرئية لكنهم أمناء . أمناء لله . أمناء لبيت الله . كثيرون دعوا للعطاء . مسحوا ليعطوا . ربما لا يقول أي شئ , ليس لديهم خدمة علنية . لكن عندما يأتي وقت العطاء يعطوا بسخاء . يعطوا للكنيسة يعطوا للأفراد يعطوا بطريقة مختلفة أقرأ عنهم فى رو 7:12 “وَلكِنْ، بِمَا أَنَّ الْمَوَاهِبَ مُوَزَّعَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمَوْهُوبَةِ لَنَا…. أَوِ الْعَطَاءَ، فَلْيُعْطِ بِسَخَاءٍ”. مع أن هؤلاء الأعضاء لم يقفوا أبداً على منبر, ربما لم تسمع أسمهم من قبل . لكن عليهم دعوة من الله لأجل هذا الأمر . مسحة الله عليهم ليعطوا وبسخاء . البعض الأخر له دعوة على حياته للصلاة . ليصلى ويرى نتائج . ربما لا تكون لديك دعوة لواحد ة من الخمسة خدمات الكنسية. رسول, او نبى, او معلم, او مبشر, او راعى . لكن بلا أدنى شك أنك مدعو من الله والله قد مسحك لتقوم ببعض الأمور. مهما تكن دعوتك , فالله سيمسحك لترى نتائج . وواحدة من هذه النتائج التى ستراها  هو سلام فى قلبك . ستجد سلام يملئ قلبك . شكراً للرب لأجل السلام القلبي الذي يؤكد لك أنك تفعل ما يريده الله منك .

بعد أن نلت الخلاص لم أكن أنوى أن أكون أكثر من مجرد رجل علماني . فأول ما بدأت الخدمة كنت مساعد مدرس لمدارس الأحد . وفعلت كل ما بوسعي لأكون مساعد ممتاز . ثم ارتقيت إلى مدرس وبعدها دخلت فى فريق العزف فى الكنيسة فى كل مرحلة كنت أفعل كل ما بوسعي لأؤدي عملي على أكمل وجه . عندما كان الله يدعني لأجل أمور كهذه, كنت أجتهد لأكون أمين فيهم . هكذا ترى , عندما يدعوك الله لأمور يمكن أن تبدو بسيطة, كن أمين فى تأديتها على أكمل وجه. لأنك عندما تكون أمين فى الأمور الصغيرة سيقيمك الله على أمور أكبر منها . ربما لم تعظ من قبل أو تعلم أو تقوم بأي من هذه الخدمات العلنية , لكن الله وهبك لشئ ما ودعاك لتفعل شئ لأجله . ربما يبدو الأمر بسيط وصغير حتى البعض يمكن أن يهزأ به ويغفلوا عنه . لكنك ستحصل على نتائج . ستجد نتائج لما تفعله . دعونا نصلى  معاً.

أبانا السماوي فى أسم يسوع , نحن نعطيك الشكر , نعطيك الحمد , نعطيك المجد و الكرامة . أبى السماوي, أصلى لأجل هؤلاء الذين يقرؤون هذه الرسالة , أصلى لأجل كل شخص لديه دعوة منك على حياته , لديه مسحة , لديه موهبة سبقت و أعطيتها له , ألمسهم اليوم يا رب حتى يقدروا أن يطيعوك . أن يطيعوا الروح القدس وما يقوله لهم . أشكرك أيها الأب لأن هباتك ودعوتك لا ترجع عنها ابدا . أشكرك لأنك دعوت الكثير من شعبك, وهبت الكثير من أبنائك بطرق مختلفة . أنت لن تتغير ولن تغير دعواتك أو هباتك . لذا أصلى أن تلمس هؤلاء الذين نالوا دعوة على حياتهم. أصلى أن يدركوا أنه يوجد شئ على حياتهم لابد أن يتمموه.  يا رب ساعدهم وأعنهم ليفعلوا هذا . شجعهم على هذا . أسألك فى أسم يسوع أن تعينهم وتعضدهم وتشجعهم ليسروا معك جنباً إلى جنب ليتمموا دعوتهم وموهبتهم التى نالوها منك . يارب هذه هي صلاتي لك فى اسم يسوع أن تلمس كل من يقرأ أو يسمع هذه الرسالة وتعينه حتى يسمع صوتك . فى اسم يسوع أمين .

إن كنت تشعر بداخلك أن الله قد دعاك إلى شئ ما أو وهبك بطريقة ما , فأقبل هذا. أخبر الله أن كل ما دعاك لأجله وكل ما يطلبه منك ستتمه بكل قدرتك وبكل قلبك 

مأخوذة بإذن من خدمة أ.ب  بالولايات المتحدة الأمريكية

Taken by Permission from LBF Ministry, USA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$