القائمة إغلاق

هل يجب أن يعانى المؤمن الأمراض؟ Must Christians Suffer

 سنتناول جزء من المكتوب الذي لا يحب الكثيرين أن يسمعوا عنه وهو ما يتعلق بالألم. الكتاب يذكر أن يسوع تكّمل بما قد تألم به0

1-” مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تالم به, واذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي “ (عب8:5-9)0عندما نتكلم عن الألم لا يريد المؤمنين أن يسمعوا عنه. فالمشكلة التي تتعلق بهذا الأمر هو أن الكنية (المعلمين) خلطوا جميع أنواع الآلام المختلفة معا وجعلوا منها نوعا واحدا فحدث الارتباك. تماما مثل خلطهم لجميع أنواع الصلاة المختلفة ليخرجوا منها نوعا واحدا.

2- “ايها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء ايضا, لان هذا فضل ان كان احد من اجل ضمير نحو الله يحتمل احزانا متالما بالظلم لانه اي مجد هو ان كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل ان كنتم تتالمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله, لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته, الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر, الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا و اذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة  لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم “ (1بط18:2-24)

عندما يتكلم الكتاب عن الآلام لا يقصد بالطبع المعاناة من الأمراض, لأنه لا داعي لك أن تعانى الأمراض والأسقام فيسوع سبق وافتداك منها0 عندما تجد كثير من المرضى المتألمين يقولون : نحن نتألم لأجل الرب.. أبداً. هذا الألم ليس من الرب.

3- ” لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته “ (1بط21:2)

لابد أن تفرق بين أمرين : الآلام المسيح كمثال لنا- وآلالام المسيح كبديل عنا. بالنسبة لنا يجب ان نتبع آلالام المسيح كمثال لنا وليس آلالام المسيح كبديل عنا.لأنه توجد آلالام هو أخذ مكاننا كبديل عنا حتى لا نعانى نحن منها

*ألالام المسيح كبديل عنا:

وَهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ (عِنْدَمَا مَاتَ مَصْلُوباً) عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطَايَا فَنَحْيَا حَيَاةَ الْبِرِّ. وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاء

آلالام المسيح كبديل عنا نراها فى سفك دمه على الصليب ليحمل خطايانا فى جسده ويحمل اللعانات بدلا عنا. المسيح عانى من هذا كى لا نعانى نحن أيضا.

*آلالام المسيح كمثال لنا:

إِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ خَطِيئَةً وَاحِدَةً، وَلاَ كَانَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ (23)وَمَعَ أَنَّهُ أُهِينَ، فَلَمْ يَكُنْ يَرُدُّ الإِهَانَةَ. وَإِذْ تَحَمَّلَ الآلاَمَ، لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بِالانْتِقَامِ، بَلْ أَسْلَمَ أَمْرَهُ لِلهِ الَّذِي يَحْكُمُ بِالْعَدْلِشتم- أضطهد- تكلموا عليه- ضرب- جلد- هزوا به …..هذه هى ألام المسيح كمثال لنا

فقد تكلم الناس عنه- شتموه-أستهزئوا به … هذه آلام جسدية. أما الآلام النفسية فنراها فى فى7:2 ِاذْ إِنَّهُ، وَهُوَ الْكَائِنُ فِي هَيْئَةِ اللهِ، لَمْ يَعْتَبِرْ مُسَاوَاتَهُ لِلهِ خُلْسَةً، أَوْ غَنِيمَةً يُتَمَسَّكُ بِهَا؛ (7)بَلْ أَخْلَى نَفْسَهُ، مُتَّخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً شَبِيهاً بِالْبَشَرِ؛ (8)وَإِذْ ظَهَرَ بِهَيْئَةِ إِنْسَانٍ، أَمْعَنَ فِي الاِتِّضَاعِ، وَكَانَ طَائِعاً حَتَّى الْمَوْتِ، مَوْتِ الصَّلِيبِ. تأتى فى ترجمة أخرى: “أن المسيح جرد نفسه من كل قوة وعظمة ومجد وصار كمجرد إنسان “! لقد تخلى عن كل حقوقه وامتيازاته كابن لله- تخلى عن وقاره وكرامته.تخلى عن قوته وقدرته كأبن لله 

أريدك أن تفكر فى هذه التكلفة. لقد تعلم المسيح الطاعة مما تألم به. لقد صار كاملا بهذا النوع من آلام .

4- ” لانه في ما هو قد تالم مجربا يقدر ان يعين المجربين “ (عب18:2)

يخبرنا أن يسوع عانى من  التجربة. نحن نعانى من التجارب أليس كذلك ؟ لكن نشكر الله فهو يقدر أن يعيننا لأنه تألم من كل ناحية مثلنا لكنه كان بلا خطية ” فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة و نجد نعمة عونا في حينه”عب16:4).

5- “فانقادوا اليه و دعوا الرسل و جلدوهم و اوصو هم ان لا يتكلموا باسم يسوع ثم اطلقوهم, واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه “  (أع40:5-41)

هؤلاء الرسل تألموا لأجل اسم المسيح. ما نوع هذه الآلام ؟ ضربوا- سجنوا- جلدوا. وهكذا حسبوا أنفسهم غير مستأهلين أن يهانوا لأجل اسم المسيح.

6– “و كان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب فقال له الرب قم و اذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم و اطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول لانه هوذا يصلي. وقد راى في رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا و واضعا يده عليه لكي يبصر, فاجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في اورشليم. وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك, فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم و ملوك و بني اسرائيل لاني ساريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي “ (أع10:9-16)

عندما قال الرب هذا لحانيا لم يقصد ان بولس يتألم من الأمراض والأسقام. وهذه هى النقطة التى يحدث فيها خلط. إذا ما نوع الآلام التي وجدها بولس ؟ للإجابة نجدها في (2كو4:6-6) وَإِنَّمَا نَتَصَرَّفُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِمَا يُبَيِّنُ أَنَّنَا فِعْلاً خُدَّامُ اللهِ: فِي تَحَمُّلِ الْكَثِيرِ؛ فِي الشَّدَائِدِ وَالْحَاجَاتِ وَالضِّيقَاتِ وَالْجَلْدَاتِ (5)وَالسُّجُونِ وَالاضْطِرَابَاتِ وَالأَتْعَابِ وَالسَّهَرِ وَالصَّوْمِ؛ (6)فِي الطَّهَارَةِ وَالْمَعْرِفَةِ وَطُولِ الْبَالِ وَاللُّطْفِ؛ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْمَحَبَّةِ الْخَالِصَةِ مِنَ الرِّيَاءِ؛ (7)فِي كَلِمَةِ الْحَقِّ وَقُدْرَةِ اللهِ؛ بِأَسْلِحَةِ الْبِرِّ فِي الْهُجُومِ وَالدِّفَاعِ؛ (8)بِالْكَرَامَةِ وَالْهَوَانِ؛ بِالصِّيتِ السَّيِّيءِ وَالصِّيتِ الْحَسَنِ. نُعَامَلُ كَمُضَلِّلِينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ، (9)كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا ، كَمُعَاقَبِينَ وَلاَ نُقْتَلُ،.

كلمة شدائد المذكورة سابقة لا تعنى أمراض وأسقام. لكن الأصل اليونانى لهذه الكلمة هو امتحانات وتجارب.

7- ” فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه, فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا”  (رو17:8-18)

بولس هنا لا يتكلم ان نشترك فى الآلام التى حملها المسيح كبديل عنا. بولس لم يقصد الأمراض والأسقام هنا لكنه يقصد الام المسيح كمثال لنا يقصد الاضطهادات والضيقات.

8- ” لانه كما تكثر الام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا “ (2كو5:1)

بولس هنا لم يقصد آلام المسيح الكفارية التي كانت بدلا عنا. لم يقصد آلام المسيح عندما حمل خطايانا وأمراضنا. ؟ هل هى آلام من الأمراض الرئوية والسرطانات والأوبئة ؟ أبداً. لقد حملها مرة وللأبد. لكنه هنا يقصد آلام المسيح التى لاقاها من الاضطهاد. المسيح وعدنا أنه فى العالم سيلاقينا الضيق والاضطهاد ” ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم”  (يو18:15). إن كنا سنتألم كما تألم بولس فعلينا أن نلاقى الاضطهاد والضيق0

9- ” وَلَكِنْ إِنْ تَأَلَّمَ أَحَدُكُمْ لأَنَّهُ «مَسِيحِيٌّ»، فَعَلَيْهِ أَلاَّ يَخْجَلَ، بَلْ أَنْ يُمَجِّدَ اللهَ لأَجْلِ هَذَا الاِسْمِ”  (1بط16:4)

الألم سيجعلك تنمو روحيا. الألم سيجعلك ناضج روحيا تقدر أن تعتمد على نفسك فى حياتك الروحية.

عندما بدأت أنظر إلى الخلف وجدت كيف أن الروح القدس قادني إلى أماكن عسره. لأني اكتشفت أنه ليس فقط بقراءة الكتاب والسير بالإيمان يجعل الفرد ناضج روحيا,لكن آلام جعلني انموا روحيا. فهذا السبب من لم يمر في مضايق وطرق صعبة لن يقدر ان ينضج ويستقر روحيا. والآن أنا أشكر الله كثيرا لاجل كل موقف عسر قادني من خلاله. أشكر الله ايضا لأجل الأشخاص المزعجعين الذين وجدتهم فى طريقي.

مرة ذات ليلة بعد انتهاء العظة ليلا قضينا سهرة فى الاجتماع حتى الصباح نتشارك فيها وبدأ الجميع يتشاركون باختبارات مختلفة. فوقفت وقلت : أشكر الله كثيرا لأجل الأخت …. فكل فرد من الحاضرين نظر إلىَ باستعجاب. فهذه الأخت ثرثارة ومزعجة وتسببت فى مشاكل كثيرة فى الاجتماع. فقلت: أشكر الله لأجل الأخت… لقد كانت سبب بركة لحياتي أكثر من أى شخص أخر لأنها جعلتني على ركبتي أصلى باستمرار لما سببته لىَ. لولاها لما قدرت أن أصلى بهذه الكثرة. لقد عانيت بسببها لكنى نضجت أيضا.

هل تتذكر كيف أن يسوع انقاد بالروح القدس فى البرية ليجرب. “اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس و كان يقتاد بالروح في البرية “ (لو1:4).عادة تتهم الناس إبليس بأنه هو الذي يقودهم للبرية لكن يسوع انقاد بالروح القدس للبرية ليجرب من إبليس. الروح قادة. ويا ترى ما هي التجارب التي تعرض لها المسيح ؟ هل هى أمراض وأؤبئة وأسقام ؟ أبداً لكنها آلام من الجسد والعالم وإبليس. وبهذه الآلام يذكر الكتاب أن يسوع اكتمل مما تألم به.

عندما تستمع لبعض الخدام تتكون لديك صورة أنك ستمر فى الحياة فى طريق مفروش بالورود خال من المشاكل والامتحانات لكن هذا ما لم يذكره يسوع إذ قال أنه فى العالم سيكون لنا ضيق واضطهاد. سيضع إبليس كل عقبة أمام طريقك. لا تستغرب إن لاقيت اضطهاد فى كنيستك لأنك تتكلم بالألسنة وتؤمن بمواهب الروح. فهذا أيضا ألم. لقد تألم المسيح من أقاربه عندما قالوا عليه أنه به شيطان. لذا عليك فى ظروف كهذه أن تستوعب الموقف وتسلك بالمحبة.

11- ” و ابتدا بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك, فاجاب يسوع و قال الحق اقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا لاجلي و لاجل الانجيل الا و ياخذ مئة ضعف الان في هذا الزمان بيوتا و اخوة و اخوات و امهات و اولادا و حقولا مع اضطهادات و في الدهر الاتي الحياة الابدية”  (مر28:10-30)

بكل تأكيد نحن نعلن بالإيمان المنازل والسيارات وكل هذه البركات. لكن هل فكرت ذات يوم أن تعلن الآلام المذكورة فى (مر10) ليس أمرا هينا أن تترك بيتك وعائلتك وزوجتك وأولادك. هذه آلالام لأجل الرب.

تذكر دائما أنك ستجد آلالام وضيقات واضطهادات. لقد قرأت عن مؤمنين تركوا اجتماعاتهم لأن الراعي وبخهم عن أمر معين. الناس ستنتقدك وإن لم تنضج روحيا وتنمو فهذا الأمر سيدمرك. أريد أن أخبرك بالحقيقة لقد تولدت لدى مناعة ضد انتقادات الناس لأنى ّانتقدت بما يكفى والآن لم أعد أنزعج بأى أمر كهذا بعد الآن.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$